فيدان: التضليل الإعلامي يمارس ضد غزة بعد أفغانستان والعراق
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان -اليوم الجمعة- إن التضليل الإعلامي المؤسساتي مهد الطريق لاحتلال أفغانستان والعراق سابقا واليوم يمارس ضد قطاع غزة.
وأكد فيدان -في كلمة له بالقمة الدولية للاتصال الإستراتيجي بإسطنبول- أن إسرائيل بلجوئها إلى التضليل الإعلامي تحاول الدفاع عن نفسها بعد أن قتلت أكثر من 14 ألفا، بينهم 6 آلاف طفل في غزة.
وقال "من أجل هذا إسرائيل تقصف المستشفيات وتتهم الآخرين بذلك، وتبحث عن أنفاق تحت المستشفيات".
وأضاف "الهدف الأساسي لإسرائيل من هذه الحكاية التي نسجتها هو طمس معالم الاحتلال ومواصلة ممارساتها في القدس والضفة الغربية وغزة من أجل وأد حل الدولتين نهائيا".
وذكر فيدان أن تركيا تواصل جهودها في الحرب الحالية على مسارين، الأول يهدف إلى إرساء كامل لوقف إطلاق النار ووصول المساعدات الإنسانية دون انقطاع إلى غزة، والمسار الثاني، يهدف للعودة إلى مساعي تحقيق السلام الدائم على أساس حل الدولتين.
وشدد على أن "الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي هو قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة، متكاملة جغرافيًا وعاصمتها القدس الشرقية".
وأردف "لا يمكن تحقيق السلام الحقيقي من خلال تكرار ما تفعله إسرائيل مرارا، ولا بسماحنا لإسرائيل في جعل جريمتها طي النسيان بعد ارتكاب جريمة جديدة".
ودعا وزير الخارجية التركي الغرب لأن ينأى بنفسه عن جرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل، قائلا إن "بقاء الحكومات الغربية صامتة بشأن المجازر وعدم الدعوة إلى وقف حقيقي لإطلاق النار يشير إلى انهيار أخلاقي وسياسي".
وذكر أن هذا الوضع يحمل في طياته خطر انقطاع الصلة تماما بالقانون الدولي، مؤكدا أن أي دعم مشروط أو غير مشروط يُقدم لإسرائيل هو بمثابة "شيك على بياض لقتل المزيد من الفلسطينيين".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
التضليل أداة التفاوض
محمد بن رامس الرواس
في المشهد السياسي الراهن؛ حيث تُراوح حرب غزة مكانها بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، تكشف جولات المفاوضات المتعثرة عن ملامح عميقة للسيكولوجية الإسرائيلية في التعامل مع المقاومة وعلى رأسها حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، فبينما ترفع إسرائيل شعارات استعادة الأسرى، والرضوخ للضغوط الدولية بالذهاب للمفاوضات، إلّا أن الوقائع تثبت أن سلوكها التفاوضي ينبني على سيكولوجية تظليل ممنهج أكثر منه على رغبة حقيقية في الوصول إلى حلول وهذا الأمر يمكن التنبؤ به ضمن.
تاريخ طويل من التضليل والتكتيك المؤقت الذي كانت ولا تزال إسرائيل تتبعه ولم يكن هذه أول مرة تستخدم فيها إسرائيل أسلوب المراوغة والتضليل؛ فمنذ «أوسلو» وحتى «صفقة شاليط» وصولًا إلى الصفقة الأخيرة مع حماس في أبريل العام 2025، أثبتت إسرائيل أنها تتقن فنون المماطلة، وتُجيد إيهام الطرف الآخر بقرب الاتفاق ثم تلتف على المطالب الجوهرية عند اللحظة الحاسمة وفي مفاوضاتها مع حماس اليوم لا تختلف الأدوات بل تتجدد بأقنعة جديدة وتدير الوقت باستراتيجية تعتمد فيها إسرائيل على سيكولوجية استنزاف الزمن؛ فكلما اقتربت الجولة التفاوضية من لحظة قرار تفتعل تسريبات إعلامية أو اشتراطات مفاجئة لتعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر، هذا التكتيك يهدف الى أمران الأول إنهاك الطرف المقابل نفسيًا وسياسيًا وهذا الأمر لم ولن يحصل لأن فصائل المقاومة متمسكون بحبل الصمود والأرض، والأمر الثاني كسب الوقت لتنفيذ أهداف عسكرية ميدانية لكنها دائما ما تفشل في ذلك في الميدان عند تلاحم القوات، وثالثهما التأثير على الرأي العام الدولي لإظهار نفسها كطرف مرن وهذا الامر انكشف للمجتمع الدولي وسقطت أقنعة اسرائيل جميعها وتعرت تماما شرقًا وغربًا وباتت ادواتها مكشوفه وآخرها موضوع ادخال المساعدات الى غزة.
لطالما كانت دولة الكيان الإسرائيلي تحاول أن تخترق وتتلاعب بالمجتمع الدولي عبر لغة مزدوجة
ففي الوقت الذي تتحدث فيه إسرائيل عن التهدئة، لا تتوقف عن ضرب البنية الإنسانية في غزة، وفي الوقت الذي ترسل فيه الوسطاء إلى القاهرة والدوحة، تواصل حملات التشكيك في مصداقية المقاومة، محاولة بث الفرقة بين أطرافها، وهذه السياسة تنبع من سيكولوجية التذاكي السياسي حيث يُستخدم التفاوض كأداة قتال لا كوسيلة سلام، لكن فهم المقاومة الفلسطينية لطبيعة هذه السيكولوجية الاسرائيلية يدركه قادة المقاومة ويدركون أن إسرائيل تفاوض بعقلية المحتل فالمحتل لا يرى في الطرف المقابل الا عدو يجب تفكيكه و استنزافه، ومن هنا ترفض حماس وباقي فصائل المقاومة فصل المسار التفاوضي عن الميدان وتصر على ربط أي وقف إطلاق نار بوقف العدوان ورفع الحصار والإفراج الكامل عن الأسرى لا مجرد تبادل محدود وصفقة جزئية.
ختامًا.. إن السيكولوجية الإسرائيلية ليست عشوائية؛ بل تقوم على دراسات وتحليلات نفسية لردود الفعل، وهي تفترض أن المدى الزمني الطويل والتضليل المتكرر قد يؤديان إلى كسر عزيمة المقاومة الفلسطينية وتشويش رؤيتها، لكنها تغفل أن الشعب الفلسطيني الذي لم تنكسر روحه وارداته رغم الحصار والمجازر، قد بات أكثر وعيًا وأكثر ثباتًا في وجه تكتيكات التفاوض المُضلِّلة، وفي ظل هذا المشهد فإن المعركة التفاوضية لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية؛ بل لعلها اليوم هي الميدان الأهم؛ حيث تختبر الإرادات وتُعرّى النوايا.
رابط مختصر