دراسة: عنصر غذائي في لحوم البقر ومنتجات الألبان يساعد في مكافحة السرطان!
تاريخ النشر: 24th, November 2023 GMT
الولايات المتحدة – اكتشف باحثون أن عنصرا غذائيا موجودا في لحوم البقر والضأن ومنتجات الألبان، يعزز خلايا الجسم المناعية لمحاربة الأورام.
وثبت أن حمض Trans-vaccenic (TVA)، وهو نوع من الأحماض الدهنية الموجودة في الحليب الطبيعي ولكن يتم الحصول عليه بشكل أساسي من خلال النظام الغذائي، يساعد الخلايا المناعية المعروفة باسم CD8 + T على غزو الأورام وتدمير الخلايا السرطانية.
وأظهرت النتائج، التي نشرت في مجلة Nature، أن مرضى السرطان الذين لديهم مستويات أعلى من TVA المنتشرة في الدم استجابوا بشكل أفضل للعلاج المناعي.
وقال العلماء إن هذا يشير إلى أن TVA يمكن أن يكون له إمكانات كمكمل غذائي لاستكمال العلاجات السريرية للسرطان.
وقال الدكتور جينغ تشين، أستاذ الطب بجامعة شيكاغو وأحد كبار معدي الدراسة الجديدة: “هناك العديد من الدراسات التي تحاول فك الارتباط بين النظام الغذائي وصحة الإنسان، ومن الصعب للغاية فهم الأسباب الكامنة وراء ذلك”.
وأضاف: “من خلال التركيز على العناصر الغذائية التي يمكنها تنشيط استجابات الخلايا التائية، وجدنا مادة تعزز بالفعل المناعة المضادة للورم عن طريق تنشيط مسار مناعي مهم”.
وفي الدراسة، تبين أن القوارض التي كانت تتبع نظاما غذائيا غنيا بـ TVA تقلل بشكل كبير من إمكانات نمو الورم من سرطان الجلد وخلايا سرطان القولون، مقارنة بالفئران التي تم تغذيتها بنظام غذائي آخر.
وحقق الباحثون أيضا في الآلية التي يساعد بها TVA الخلايا المناعية على محاربة السرطان، ووجدوا أنه يعطل بروتينا على سطح الخلية يسمى GPR43 وينشط عملية إشارات الخلية المعروفة باسم مسار CREB، والتي تتضمن وظائف مثل نمو الخلايا وبقائها.
ثم قام الفريق بتحليل عينات الدم المأخوذة من المرضى الذين يخضعون للعلاج المناعي لسرطان الغدد الليمفاوية، ووجدوا أن أولئك الذين لديهم مستويات أعلى من TVA يميلون إلى الاستجابة للعلاج بشكل أفضل من أولئك الذين لديهم مستويات أقل.
كما قاموا باختبار خطوط خلايا سرطان الدم – الخلايا المزروعة في المختبر والتي تأتي من خلية أصل واحدة – ورأوا أن TVA عزز قدرة دواء العلاج المناعي على قتل خلايا سرطان الدم.
ومع ذلك، فقد حذروا من أنه على الرغم من وجود TVA في لحوم البقر والضأن ومنتجات الألبان مثل الحليب والجبن، إلا أن هناك مجموعة متزايدة من الأدلة على أن استهلاك الكثير من اللحوم الحمراء ومنتجات الألبان قد يكون ضارا بالصحة.
ويقترح الدكتور تشين أنه يمكن استخدام TVA كمكمل غذائي للمساعدة في علاجات السرطان المختلفة.
المصدر: إندبندنت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: ومنتجات الألبان
إقرأ أيضاً:
عسل بنكهة الشوكولاتة.. اختراق غذائي تقوده الفيزياء
أثناء تصنيع الشوكولاتة، غالبا ما يتم التخلص من قشور حبوب الكاكاو، كأحد بواقي عملية التصنيع، لكن يبدو أن هذا الوضع قد يتغير مستقبلا بعد أن أوجد فريق بحثي برازيلي استخداما صناعيا لهذه القشور، بإدخالها في عملية تصنيع غذائي تقودها الفيزياء، لإنتاج "عسل بنكهة الشوكولاتة".
ولم يسبق لأي جامعة أو جهة إنتاج، إتاحة هذا المنتج الذي تم تسجيله كبراءة اختراع، سعى من خلالها الفريق البحثي بكلية العلوم التطبيقية بجامعة كامبيناس الحكومية البرازيلية إلى الجمع بين الحسنيين، وهما الاستفادة من مخلف كان مصيره عادة الإهمال، وتطوير منتج العسل بإعطائه مذاقا جديدا وقيمة غذائية أكبر.
وتكشف الدراسة المنشورة في دورية " إي-سي-إس سستينبل كِمستري آند إنجنيرينج"، تفاصيل هذا الاختراق الغذائي الجديد، والذي استفاد من واحدة من أهم مزايا العسل البرازيلي، وهي أنه يحتوي على ماء أكثر ولزوجة أقل من عسل النحل الأوروبي، مما يجعله مثاليا لاستخلاص المركبات من قشور حبوب الكاكاو، عند وضعهما معا في إناء واحد، وإخضاعهما لفيزياء الموجات فوق الصوتية.
والموجات فوق الصوتية، هي اهتزازات ميكانيكية عالية التردد تفوق 20 ألف هيرتز، أي أعلى من نطاق السمع البشري، وعندما تنتقل هذه الموجات داخل السوائل أو المواد الغذائية، يحدث ما يعرف بـ"الانهيار الفقاعي"، حيث تتكون فقاعات دقيقة جدا ثم تنفجر، مولدة ضغطا وحرارة موضعية تساعد على تفكيك الجدران الخلوية واستخلاص المركبات النشطة.
وتكتسب هذه التقنية أهميتها لأنها تسرع عمليات الاستخلاص والتجانس والتعقيم، وتقدم بديلا صديقا للبيئة مقارنة بالطرق التقليدية، لأنها تعمل "بالتأثير لا بالالتماس"، أي تحفز التفاعلات داخل المادة دون إفسادها أو تعريضها لدرجات حرارة مرتفعة، مما يحافظ على القيمة الغذائية والطعم الأصلي.
إعلانوخلال التجارب، وضع الباحثون العسل وقشور الكاكاو في وعاء، ثم أدخلوا مسبارا يشبه القلم المعدني، ليقوم هذا المسبار بتوليد موجات صوتية عالية التردد داخل الخليط، وهذه الموجات تخلق فقاعات دقيقة تنفجر بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة مؤقتة في الحرارة وكسر جدران خلايا قشور الكاكاو، لينتقل محتواها إلى العسل.
والنتيجة تكون إنتاج العسل يمتص نكهات ومركبات الكاكاو، فيصبح عسلا بنكهة الشوكولاتة غنيا بالمواد الفعالة غذائيا، التي توجد في قشور الكاكاو، وهي الثيوبرومين والكافيين، وهي مركبات ترتبط بفوائد صحية، خاصة لصحة القلب، كما أدت عملية الاستخلاص باستخدام الموجات فوق الصوتية إلى إثراء العسل بمركبات فينولية معروفة بخصائصها المضادة للأكسدة والالتهابات.
ويقول الباحثون في بيان صحفي رسمي نشرته "مؤسسة ساو باولو لدعم البحث العلمي"، إن نكهة المنتج الجديد ليست ثابتة بل تتغير بتغير نسب المزج بين العسل وقشور الكاكاو، فكلما زادت القشور اقتربت النكهة أكثر من مذاق الشوكولاتة الداكنة.
ورغم أن التجارب الأولية كشفت عن طعم واعد يجمع بين حلاوة العسل وعمق الكاكاو، فإن الفريق لا يزال يجري اختبارات إضافية للتذوق والخواص الحسية لضبط النكهة المثالية التي يمكن طرحها في الأسواق.
ولم يتوقف طموح الباحثين عند حدود المختبر، فالفريق يسعى حاليا للعثور على شريك صناعي يتبنى المنتج ويقوده نحو خطوط الإنتاج، خاصة أن التقنية مسجلة بالفعل كبراءة اختراع تسهل عملية الترخيص التجاري.
منتج صديق للبيئةوللتأكد من أن الابتكار لا يقدم طعما جديدا فقط، بل ينسجم أيضا مع مبادئ البيئة الحديثة، خضع المنتج لتقييم بيئي شامل، يتضمن مراجعة سلسلة من عناصر الإنتاج، مثل النقل والمعالجة والتنقية والتطبيقات، وتحديد مدى توافقها مع مبادئ الكيمياء الخضراء.
وجاءت النتيجة مشجعة، فاختيار عسل محلي صالح للأكل كمذيب طبيعي وبديل للمواد الكيميائية كان العامل الأكثر تأثيرا في رفع درجة الاستدامة والخروج بمنتج صديق للبيئة.
ويعمل الفريق الآن على دراسة تأثير الموجات فوق الصوتية على الميكروبات في العسل، لأن العملية قد تؤدي إلى قتل البكتيريا والفطريات التي تُفسد العسل، وبالتالي تزيد فترة صلاحيته.
كما يعتزم الباحثون اختبار استخدام نفس التقنية لاستخلاص مركبات مفيدة من نباتات أخرى أو مخلفات نباتية باستخدام عسل النحل المحلي.