منزل كسوة الكعبة في الأحساء.. معلم تاريخي يحتاج للترميم العاجل
تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT
في منزل طيني قديم بالأحساء، نسجت كسوة الكعبة المشرفة لأول مرة في عهد الدولة السعودية الأولى، قبل أن تنتقل إلى مكة المكرمة، يقع المنزل والمعروف بـ”ببت الشيخ الجليل عيسى بن شمس“ في حي بمدينة المبرز، ويعود تاريخ بنائه إلى القرن الثامن عشر الميلادي، وقد نسج ثماني كسوات للكعبة في هذا المنزل، آخرها في عهد المؤسس الملك عبد العزيز عام 1343 هـ.
ويعتبر البيت أحد المعالم في الأحساء الذي شهد نسج كسوة الكعبة المشرفة ولم يتبق من هذا البيت إلا أجزاء بسيطة من الطين وسط أمنيات ان يتم إعادة بنائه من جديد.
أخبار متعلقة تكريم طلاب الأحساء الفائزين بالمركز الأول عالمياً في مسابقة الروبوتالأحساء تعد خطة مواجهة الأمطار وتحقيق انسيابية المرورطفل متوفي دماغيًا ينقذ حياة 3 آخرين في الأحساءمحتويات منزل كسوة الكعبةوقال يعقوب يوسف الطاهر، صاحب المنزل، لـ"اليوم" إن والده كان يروي له أن المنزل كان يضم غرفًا واسعة وجيدة التهوية، وكان يحتوي على طراز معماري إسلامي مميز، وقد شارك في نسج كسوة الكعبة في هذا المنزل أكثر من 30 رجلاً من أسر معروفة بحياكة النسيج في الأحساء.
وأضاف: "تعتبر أول كسوة للكعبة صنعت في هذا البيت، وكان أهل الأحساء أول من صنعوا كسوة بالخز الأحمر، وفي آخر مرة كسيت الكعبة من الأحساء في عهد المؤسس - طيب الله ثراه - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن مؤسس الدولة السعودية الثالثة في عام 1343 هـ، ثم بعد ذلك انتقلت الكسوة مكة المكرمة لتكسى وتصنع هناك".
var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
أطلال تحتاج للترميموأشار إلى أن المنزل أصبح الآن أطلالًا وهو على مساحة ما يقارب الـ 500 متر، ويأمل أن يتم ترميمه وإعادة بنائه ليظل شاهدًا على تاريخ عريق، لافتًا إلى أنه احتوى على غرف وكل غرفة بمثابة غرفة داخلية ثانية أخرى، وكان جيد التهوية حيث صنع البنائين المهرة في ذلك الوقت تهاوي للغرف، وكان البيت يحوي على طراز معماري إسلامي، وكان مثال للهندسة ومثال للطراز الاسلامي الجميل الذي لازال يبقى في ذاكرتنا.
من جانبه قال المرشد السياحي عيسى العليان، إن منزل كسوة الكعبة بالأحساء يعد أحد المعالم السياحية المهمة في المنطقة التي اندثرت، ويستحق الاهتمام والعناية، مشيرًا إلى أنه أصبح لا يرى أي شيء منه، و"كل أمنياتنا إعادة هذا البناء ليكون معلم من معالم الأحساء".
فخر الأحساءوأكد الكاتب والمؤرخ عبدالله المطلق أن من حق أهل الأحساء أن يفخروا بصناعة كسوة الكعبة المشرفة في مدينتهم، وقال: "فقد اختيرت الأحساء لنسج أول كسوة غيلانية فاخرة، خلال عهد الدولة السعودية الأولى، لتوارث حرفيي الأحساء تقاليد متينة وراسخة في حياكة أجود أنواع النسيج".
وقال المطلق: "إن الإمام سعود الكبير يُعد أول أمير سعودي كسا الكعبة المشرّفة، بعد دخول الحجاز في حوزته عام 1219 هـ / 1779م، مستخدمًا في حياكة هذه الكسوة أجود أنواع الخز الأحمر الثمين، بعد أن انقطع إرسال كسوة الكعبة مع المحمل القادم من مصر، وحينها استشار الإمام من معه من أمراء البلدان، فوقع الاختيار على الأحساء لوجود ما يكفي من الحرفيين المهرة فيها".
وأضاف أن كسوة الكعبة حِيكت على مدار الأعوام من 1221-1227 هـ، وأن نسج هذه الكسوات جرى في منزلين الأول، بيت عيسى بن شمس، ويقع في حي المقابل في مدينة المبرز، وكتب على بابه "هذا البيت الذي نسجت فيه الكسوة، والثاني بيت أوقفه الشيخ أحمد الملا في مدينة الهفوف، وقد نسجت فيه كسوتان تحت إشراف مجموعة من الحرفيين المهرة".
وتابع أن حياكة الثوب الشريف استغرقت نحو شهرين أو أكثر، واشترك في ذلك أكثر من 30 رجلاً تقريباً في نسجها، وهم من أسر معروفة بهذا الفن في الأحساء، وبعدها ذهبت مجموعة منهم أثناء تركيب الثوب قبل شهر ذي الحجة من العام نفسه إلى مكة المكرمة“، مشيرًا إلى ان وفد من الحائكين يذهبون إلى مكة المكرمة، لأخذ المقاسات على الكعبة المشرفة، ومن ثم العودة ثانية للأحساء، وكانت الرحلة على الإبل تستغرق نحو 80 يوما ذهابا وإيابا».
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: محمد العويس محمد العويس كسوة الكعبة الأحساء الکعبة المشرفة مکة المکرمة کسوة الکعبة فی الأحساء
إقرأ أيضاً:
غدًا.. تغيير كسوة الكعبة في الأول من شهر محرم للعام 1447 هـ
جريًا على العادة السنوية كل عام هجري، تشهد الكعبة المشرفة في الأول من شهر محرم لعام 1447، تغييراً لكسوتها على يد 159 فنياً وصانعاً.
تغيير كسوة الكعبةوسيتم إنزال الكسوة القديمة للكعبة، وإلباسها الكسوة الجديدة، والمكونة من أربعة جوانب مفرقة وستارة الباب، حيث سيُرفع كل جنب من جوانب الكعبة الأربعة على حدة، إلى أعلى الكعبة المشرفة تمهيداً لفردها على الجنب القديم، ويتم تثبيت الجنب من أعلى بربطها وإنزال الطرف الآخر من الجنب بعد أن يتم حلّ حبال الجنب القديم، بتحريك الجنب الجديد إلى أعلى وأسفل في حركة دائمة.
بعدها يتم إنزال الجنب القديم من أسفل ويبقي الجنب الجديد، وتتكرر العملية أربع مرات لكل جانب إلى أن يكتمل الثوب، وبعدها يتم وزن الحزام على خط مستقيم للجهات الأربع بخياطته.
وتبدأ هذه العملية أولاً من جهة الحطيم، لوجود الميزاب الذي له فتحة خاصة به بأعلى الثوب، وبعد أن يتم تثبيت كل الجوانب تثبت الأركان بحياكتها من أعلى الثوب إلى أسفله.
وبعد الانتهاء من ذلك يتم وضع الستارة التي تحتاج إلى وقت وإتقان في العمل، بعمل فتحة تقدر بمساحة الستارة في القماش الأسود التي تقدر بنحو 3.30 أمتار عرض حتى نهاية الثوب، ومن ثم يتم عمل ثلاث فتحات في القماش الأسود لتثبيت الستارة من تحت القماش، وأخيراً يتم تثبيت الأطراف بحياكتها في القماش الأسود على الثوب.
العاملين على كسوة الكعبةويعمل في مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة أكثر من 200 صانع وإداري، في أقسام المجمع وهي: قسم المصبغة والنسيج الآلي، وقسم النسيج اليدوي، وقسم الطباعة، وقسم الحزام وقسم المذهبات، وقسم خياطة وتجميع الكسوة الذي يضم أكبر ماكينة خياطة في العالم من ناحية الطول، حيث يبلغ طولها 16 متراً وتعمل بنظام الحاسب الآلي، كما أن هناك بعض الأقسام المساندة مثل: المختبر، والخدمات الإدارية، والجودة، والعلاقات العامة، والصحة للعاملين والسلامة المهنية بالمجمع.
نوع كسوة الكعبةوتستهلك الكسوة نحو 1000 كيلو جرام من الحرير الخام الذي تتم صباغته داخل المجمع باللون الأسود و120 كيلو جراماً من أسلاك الذهب و 100 من أسلاك الفضة.
الكتابات الموجودة على ستار الكعبةتتوشح الكسوة من الخارج بنقوش منسوجة بخيوط النسيج السوداء (بطريقة الجاكارد) كتب عليها لفظ "يا الله يا الله"، "لا إله إلا الله محمد رسول الله" و"سبحان الله وبحمده" و"سبحان الله العظيم" و"يا ديان يا منان"، وتتكرر هذه العبارات على قطع قماش الكسوة جميعها.
ويبلغ عدد قطع حزام كسوة الكعبة المشرفة 16 قطعة، و6 قطع و12 قنديلاً أسفل الحزام، و4 صمديات توضع في أركان الكعبة، و5 قناديل "الله أكبر" أعلى الحجر الأسود، إضافة إلى الستارة الخارجية لباب الكعبة المشرفة.