الجزيرة:
2025-12-07@12:03:50 GMT

لماذا تراجع إنتاج الزيتون بالمغرب؟

تاريخ النشر: 26th, November 2023 GMT

لماذا تراجع إنتاج الزيتون بالمغرب؟

الرباط- تحمل المغربية "رحمة اليبزار" عصا طويلة ورفيعة بين يديها وتضرب بها أغصان شجرة الزيتون البعيدة لتتساقط حباته على أرض مفروشة ببساط من البلاستيك، تتوقف للحظات قبل أن تستأنف العمل بينما تلفح شمس نوفمبر/تشرين الثاني -غير المعتادة- وجهها، وعلى الجانب الآخر تقطف رفيقتها شريفة حبات الزيتون بيديها من الأغصان المنخفضة.

بدأت عائلة رحمة جني الزيتون منذ 3 أسابيع شأنها شأن باقي عائلات القرية، يحملون معهم قنينات ماء وبعض الأكل ويستمرون في العمل من شروق الشمس إلى غروبها.

تقول للجزيرة نت إن الفلاحين استبشروا خيرا بهطول المطر في بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، غير أن السماء انحبست منذ ذلك الحين وارتفعت درجة الحرارة في شهر نوفمبر/تشرين الثاني بشكل غير معهود في مثل هذا الوقت من السنة ما أثر على محصول الزيتون.

جني مستمر

على طول الطريق المؤدية إلى جماعة ازغيرة في إقليم وزان شمال المغرب، رصدت الجزيرة نت تواصل عملية جني محصول الزيتون، حيث تتوزع النساء حول الأشجار منهمكات في العمل بجد وحماس، بينما تنبعث روائح زيت الزيتون من المَعاصِر المنتشرة على جنبات الطرق.

في هذه المنطقة، تختص النساء بمهمة جني الزيتون، إذ يعملن في الحقول على قطفه وفي البيت على فرزه وتخليله، بينما مهمة الرجال محددة في نقل المحصول إلى المعصرة والإشراف على تحويله إلى زيت.

تستيقظ رحمة في الصباح الباكر لتقصد الحقل وتقضي اليوم في العمل رفقة بعض أفراد العائلة وعاملتين أجرهما اليومي 2.5 سطل من الزيتون.

بعد إنهاء جني حبات الزيتون من الشجرة، تتعاون النسوة على جمعه من الأرض وإزالة أوراق الشجر قبل وضعه في كيس لأخذه في المساء مع باقي المحصول إلى البيت.

تتوقف العاملة شريفة عن العمل، وتقول للجزيرة نت "لقد أثر الجفاف على المحصول، فالمطر ضروري لينضج الزيتون وتكبر حباته وتعطي زيتا أكثر".

وتشير إلى إحدى الأشجار التي أنهت للتو جنيها "هذه الشجرة لم تعطنا سوى نصف المحصول الذي كنا نحصل عليه منها في السنوات الماضية".

تعود النسوة للعمل، وهن يتذاكرن الأيام الخوالي ويجمعن على وصفها بأنها كانت أيام خير ورخاء وبركة مقارنة بهذه الأيام.

"لقد تغير كل شيء، درجة الحرارة مرتفعة في فصل الخريف على غير العادة، لقد غيّر الجفاف وقلة المياه حياة الفلاحين وهدد أراضيهم ومحاصيلهم"، تقول رحمة بزفرة حنين.

تم فرش بسط على الأرض حيث تتساقط عليها حبات الزيتون في حقول مغربية (الجزيرة) انخفاض كبير في الإنتاج

تتوقع وزارة الفلاحة أن يبلغ إنتاج الزيتون لهذا العام حوالي 1.07 مليون طن، وهو المستوى نفسه المسجل في الموسم السابق، وينخفض هذا الإنتاج بنسبة 44% عن إنتاج خريف 2021 الذي سجل أعلى مستوى إذ بلغ 1.9 مليون طن.

ويتركز 63% من الإنتاج المتوقع في جهات فاس-مكناس والشرق وطنجة-تطوان-الحسيمة، في حين تشهد جهات الرباط سلا القنيطرة، ودرعة-تافيلالت، وطنجة-تطوان-الحسيمة ارتفاعا في الإنتاج بنسبة 39% و14% على التوالي مقارنة بخريف 2022.

وتأثر الإنتاج بشكل أساسي في جهات مراكش-آسفي، والشرق وبني ملال-خنيفرة، حيث تراجع بـ 42% و17% و10% على التوالي.

وبخصوص الأسعار، تكشف وزارة الفلاحة المغربية أن الإنتاج المتوقع للزيتون على أساس الأسعار الحالية سيحقق معاملات تقدر بحوالي 7.4 مليارات درهم (حوالي 734 دولارا) بزيادة 10% مقارنة بالعام الماضي.

ويعزو رئيس الفدرالية المهنية المغربية للزيتون رشيد بنعلي انخفاض الإنتاج بشكل أساسي إلى ارتفاع درجات الحرارة واستمرار موجة الجفاف.

ويقول للجزيرة نت "نعيش موسما صعبا جدا على الفلاح والمستهلك والمُصنع بسبب الظروف المناخية الصعبة المتمثلة في قلة الأمطار والحرارة المفرطة".

ويشير المتحدث إلى أن الحرارة التي شهدتها المملكة في شهر أبريل/نيسان الماضي -وهي فترة إزهار أشجار الزيتون- أثرت كثيرا على الإنتاج الذي انخفض بشكل مهول، وفق تعبيره.

وانعكس انخفاض الإنتاج على أسعار زيت الزيتون التي ارتفعت بشكل جعل المستهلكين يعزفون عن شراء حاجياتهم منه في بداية الموسم في انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع المقبلة.

ويقول بنعلي أيضا إن قلة الإنتاج وارتفاع الأسعار جعلا المهنيين يوجهون رسالة إلى وزير الفلاحة يطالبون فيها بمنع التصدير باستثناء بعض المنتوجات مثل الزيتون المعلب الذي لا يمثل سوى نحو 100 ألف طن من الإنتاج.

واستجابت وزارة الفلاحة لطلب المهنيين، وقررت إخضاع تصدير الزيتون للترخيص، وهو إجراء سيظل ساريا حتى 31 ديسمبر/كانون الأول 2024.

وأوضحت وزارة الفلاحة، في بيان، أن هذا القرار يهدف إلى تعزيز قيمة الإنتاج الوطني محليا، وضمان التموين العادي والمنتظم للسوق المغربية، وتثبيت الأسعار عند المستهلك في مستويات عادية، والمساهمة في الأمن الغذائي للمواطن .

وحسب رشيد بنعلي فإن سعر لتر من زيت الزيتون يتراوح حاليا ما بين 80 و85 درهما (أي ما بين 8 و 8.5 دولارات) بزيادة 10 دراهم ( حوالي دولار واحد) عن السنة الماضية، وتوقع أن تنخفض الأسعار في الأسابيع المقبلة مع استمرار عملية جني المحصول وبدء تفعيل قرار منع التصدير.

النساء يستعملن عصا طويلة ورفيعة لجني الزيتون من الأغصان المرتفعة بحقول المغرب (الجزيرة) الزيت مادة أساسية

يعد زيت الزيتون مادة أساسية في المائدة المغربية، إذ تحرص العديد من العائلات على شراء حاجياتها السنوية خلال موسم جنيه، سواء على شكل زيت جاهز أو بالتوجه نحو البوادي لشراء الزيتون والإشراف على طحنه في المعاصر.

ويستهلك المواطن المغربي 4.4 لترات سنويا من زيت الزيتون حسب إحصائيات المجلس الدولي للزيتون لموسم 2021-2022 وهو ما يجعل المملكة تتبوأ الرتبة الثانية عربيا على هذا الصعيد، بينما يصل الاستهلاك الإجمالي للمملكة حوالي 163 مليونا و400 ألف لتر ليضعها في المرتبة الرابعة عالميا والأولى عربيا.

وسجلت صادرات زيت الزيتون خلال عام 2022 أداء جيدا وفق بيانات وزارة الفلاحة، وبلغ حجم الصادرات من هذه المادة خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الماضي حوالي 13 ألف طن، وهو ما يمثل ضعف الحجم المسجل في الفترة ذاتها من عام 2021، بينما تبلغ القيمة 456 مليون درهم (حوالي 45 مليون دولار) بزيادة 47%، وتستهدف الصادرات المغربية سوق الاتحاد الأوروبي بشكل أساسي.

وتمثل زراعة الزيتون حوالي 68% من الأشجار المثمرة بالمغرب، ورغم انتشاره في 10 جهات بالمملكة فإن جهتي فاس-مكناس ومراكش-آسفي تضمان 54% من المساحات المغروسة بالزيتون، غير أن ظروف انحباس المطر وارتفاع الحرارة أثر على الإنتاج.

وتوفر سلسلة (قطاع) الزيتون أكثر من 50 مليون يوم عمل سنويا أي ما يزيد على 200 ألف فرصة عمل قارة، 25% للنساء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: وزارة الفلاحة زیت الزیتون الزیتون من

إقرأ أيضاً:

عمرو الليثي: مدينة الإعلام الجديدة تمثل فرصة تاريخية لإعادة صياغة دور مصر فى صناعة السينما والدراما على المستوى الإقليمى والعالمى

أكد الإعلامي د. عمرو الليثي ان مدينة الإعلام الجديدة تمثل فرصة تاريخية لإعادة صياغة دور مصر فى صناعة السينما والدراما على المستوى الإقليمى والعالمى.

 

 

 

 فمع التطور المتسارع فى تقنيات الإنتاج المرئى وتحوّل المنصات الرقمية إلى لاعب رئيسى، أصبح من الضرورى إنشاء مدينة إعلام بمعايير تضاهى يونيفرسال ستوديوز العالمية.

 

وأضاف الليثي خلال تصريحات صحفية خاصة لكن النجاح الحقيقى لهذا المشروع لن يتحقق إلا إذا تولاه القطاع الخاص بشكل كامل، بما يمتلكه من مرونة وجرأة استثمارية وقدرة على الإدارة بعيدًا عن البيروقراطية.


مكونات مدينة إعلام عالمية


لكى تكون المدينة مشروعًا قادرًا على جذب الأعمال الضخمة، يجب أن تشمل مجموعة من العناصر الأساسية:

 

١- استوديوهات تصوير ضخمة ومتطورة


ينبغى توفير استوديوهات عازلة للصوت بمعايير عالمية، ومساحات داخلية كبيرة ومرنة قادرة على استيعاب الإنتاجات الضخمة. كما يجب تجهيزها بأحدث أنظمة الإضاءة والصوت، وبنية كهربائية وهندسية تتيح تنفيذ أعمال معقّدة دون عوائق.

 

٢- مواقع تصوير خارجية متكاملة (Backlots)


وجود مناطق مبنية خصيصًا لمحاكاة:
شوارع أوروبية وأمريكية.
أحياء عربية قديمة وحديثة.
ساحات تجارية، مناطق ريفية وصحراوية. هذه المواقع تقلل التكلفة على المنتجين وتوفر لهم تنوعًا بصريًا كبيرًا دون الحاجة للانتقال بين مدن ودول مختلفة.


٣- مرافق ما بعد الإنتاج (Post-production)


المدينة يجب أن تضم:
معامل مونتاج متطورة.
غرف تسجيل ومكساج صوتى احترافية.
معامل تصحيح الألوان وفق أعلى المعايير.
استوديوهات مؤثرات بصرية (VFX) قادرة على خدمة إنتاجات عالمية.
وجود هذه المرافق داخل المدينة يجعلها إنتاج متكاملة من التصوير إلى التسليم النهائى.


٤. خدمات إنتاج متكاملة


من الضرورى توفير:
أحدث معدات التصوير والإضاءة.
ورش بناء ديكورات ضخمة.
معامل تصنيع أزياء وإكسسوارات.
فرق محترفة للمؤثرات الخاصة (SFX)، كالتفجيرات والمطاردات وإدارة المخاطر.
هذه الكتلة من الخدمات تجعل المدينة وجهة سهلة وجاهزة لأى فريق إنتاج يبحث عن السرعة والكفاءة.


٥. منظومة فندقية وخدمية داخل المدينة، وجود فنادق، مطاعم، ومرافق ترفيهية داخل حدود المدينة ضرورى لجذب الطواقم الأجنبية، وتوفير بيئة عمل مستقرة ومريحة طوال فترة الإنتاج.
كيفية جذب المنتجين الأجانب
النجاح فى منافسة المراكز العالمية يتطلب استراتيجيات واضحة وجذابة للمنتجين الدوليين:


١. حوافز مالية وضريبية


القطاع الخاص قادر على تصميم برامج حوافز مرنة تشمل:
استرداد نسبة من تكلفة الإنتاج.
خصومات على استئجار المواقع.
تخفيضات على الخدمات الفنية.
هذه السياسة مطبقة فى دول كالمغرب والأردن وأبوظبى وحققت نتائج قوية.


٢. نافذة واحدة لإنهاء الإجراءات


لكى يشعر المنتج الأجنبى بالأمان والثقة، يجب إنشاء مكتب داخل المدينة يتولى:
استخراج تصاريح التصوير.
تسهيل دخول المعدات.
إصدار التأشيرات.
التنسيق الأمنى واللوجستى.
وكل ذلك بسرعة وشفافية بعيدًا عن التعقيد الحكومى التقليدى.


٣. تدريب الكوادر المحلية


بالتعاون مع شركات عالمية، يمكن للقطاع الخاص تطوير بيئة عمل احترافية تعتمد على فرق فنية مصرية مؤهلة، مما يقلل التكلفة ويرفع كفاءة الإنتاج.


٤. تسويق دولى مستمر


يجب إطلاق حملات ترويجية فى المهرجانات العالمية والتعاون مع منصات مثل نتفليكس وديزنى وHBO لضمان وجود المدينة ضمن خيارات التصوير العالمية. إن إنشاء مدينة إعلام جديدة بمستوى عالمى ليس رفاهية، بل ضرورة اقتصادية وثقافية. ولا يمكن لهذا المشروع أن ينجح إلا إذا قاده القطاع الخاص الذى يمتلك القدرة على التطوير السريع وتقديم خدمات تنافسية. وبوجود بنية تحتية حديثة، خدمات إنتاج متكاملة، وحوافز مالية واضحة، يمكن لمصر أن تستعيد موقعها الطبيعى مركزًا إقليميًا للإنتاج السينمائى وأن تجذب أضخم الأعمال الدولية للتصوير على أرضها. وبالتاكيد ستكون استكمالا لمشروع مدينة الإنتاج الإعلامى التى تملكها الدولة ولديها أراض وبنية تحتية لم تستثمر وتستغل بعد.

مقالات مشابهة

  • إنتاج 990 عربة كيوت.. مدبولي يتابع ملفات عمل الإنتاج الحربي
  • وزير الإنتاج الحربي يعرض على رئيس الوزراء الشركات الرابحة وأبرز الإنجازات
  • أوبك:العراق سجل انخفاضًا في صادراته النفطية للشهر الماضي
  • تراجع إنتاج أوبك مع انخفاض صادرات العراق ونيجيريا
  • افتتاح استوديوهات “بلاي ميكر” في مدينة القدية
  • عمرو الليثي: مدينة الإعلام الجديدة تمثل فرصة تاريخية لإعادة صياغة دور مصر فى صناعة السينما والدراما على المستوى الإقليمى والعالمى
  • موسكو ونيودلهي تبحثان إنتاج مشترك سو-57
  • الفاو: تراجع أسعار الغذاء العالمية للشهر الثالث على التوالي
  • عبيدات يؤكد أهمية تقليم الزيتون لتحسين الإنتاج
  • لماذا عاد اللواء سلطان العرادة إلى محافظة مأرب بشكل مفاجئ وبعد ساعات من انقلاب الانتقالي في حضرموت؟ عاجل