7 مبادئ تحكم الاستراتيجية الحديثة لهوائي الشبكة وأسباب أهميتها البالغة
تاريخ النشر: 27th, November 2023 GMT
قال دانييل باربيري، مدير تسويق عروض القيمة في إريكسون إن من نافل القول إن معرفة أين ومتى يجب تكثيف التغطية أو توسيعها، وما هي الأصول الطيفية الواجب استخدامها لتلبية الظروف المختلفة لأحمال حركة المرور، سيؤدي إلى تعزيز أو إضعاف القدرة على دعم حالات استخدام الجيل الخامس المتقدمة في السنوات العشر الراهنة.
وفي سياق متصل، يجب موازنة طموحات توسيع الشبكة بعناية فائقة مقارنة بتكلفة الاستثمار، بالإضافة إلى اعتبارات النشر الصارمة، واستهلاك الطاقة في الموقع والبصمة الكربونية للموقع.
لذلك فهذه العملية أشبه بلعبة شطرنج صعبة للغاية، أو فلنقل لعبة تتم وفق أبعاد متعددة، حيث تتغير المادة الخصم بشكل مستمر حسب الرغبة، سواء على صعيد الترتيب أو الموقع.
ومن المعروف جيداً أن تقنيات الراديو ذات الكفاءة الطيفية، مثل تقنية تجميع الموجات الحاملة متعددة النطاقات، ومشاركة الطيف، و أنظمة "Massive MIMO" متعددة المدخلات-متعددة المخرجات، تلعب دوراً محورياً في توفير تغطية الجيل الخامس المطلوبة ومعدل ذروة السعة. ومع ذلك، فهناك لاعب آخر مهم في هذه القصة، وهو لاعب ذو تأثير حاسم في تقديم أداء جيل خامس موفر للتكلفة والطاقة، وهو نظام الهوائي. ونظراً لأنه واحد من أهم الأجزاء التي تحدد الأداء في الشبكة الحديثة، فإن نظام الهوائي له تأثير قابل للقياس على جودة الشبكة واستهلاك الطاقة وبصمة الموقع والتكلفة الإجمالية للملكية. لذا، فشأنها شأن لعبة الشطرنج، تعد الاستراتيجية أساس كل شيء.
وفيما يلي المبادئ الاستراتيجية السبعة التي تعد حجر الأساس لتحقيق استدامة في عملية نشر نظام الهوائي بكفاءة وفعالية لشبكة الجيل الخامس وما فوقها.
· المبدأ الأول: الابتكار "غير المرئي" يتيح المجال أمام تقديم أداء متعدد النطاقات لا هوادة فيه: تعد أحدث التقنيات الثورية للمشعاع غير المرئي، في الحلول متعددة النطاقات عاملاً أساسياً لتلبية متطلبات أداء هذا الجيل التالي من الشبكات وتحقيق كفاءة الشبكة، مما يوفر مكاسب في كفاءة الشعاع تصل إلى ما يصل إلى 85%.
· المبدأ الثاني: أنظمة الهوائي الموفرة للطاقة ليست مهمة فقط لتحقيق الأهداف البيئية للشبكة، بل تعد أيضاً عاملاً حاسماً بالنسبة لأداء الشبكات والأعمال: وتلعب أنظمة الهوائيات متعددة النطاقات منخفضة الفقد دوراً رئيسياً في تقليل الانبعاثات الكربونية للشبكة، فضلاً عن أنها تسهل التكثيف والتوسع المستمرين للشبكة. كما أنها تساهم بشكل كبير في تقليل تكاليف الطاقة في الموقع.
· المبدأ الثالث: الأداء الصحيح للهوائي هو عامل تمييز في غاية الأهمية لجودة الشبكة: إن تصميم هوائي عالي الأداء يشبه إلى حد كبير تصميم طائرة، حيث أن ديناميكيات الموائع الحسابية واختبارات البيئة القاسية تجتمع معاً في باقة واحدة لتحسين الأداء الهيكلي والميكانيكي والكهربائي والارتقاء به إلى آفاق جديدة.
· المبدأ الرابع: عرض القيمة على المدى الطويل لأنظمة الهوائي تفوق عوامل التكلفة: يجب أن تركز أي استراتيجية مميزة لنظام الهوائي على أكثر من مجرد الاستثمار الرأسمالي، بل على عوامل القيمة طويلة الأجل، مثل طول عمر الأداء، وتوفير الطاقة، وإمكانيات النشر، وانخفاض معدل الانقطاعات، والكثير غير ذلك.
· المبدأ الخامس: الخدمات متعددة الطبقات هي العامل الرئيسي لإطلاق العنان لتجربة شبكة جيل خامس كاملة: يجب توفير شبكة جيل خامس متعددة الطبقات لتقديم تجربة جيل خامس كاملة. ويمكن لمزودي الخدمات تحقيق الكفاءة الطيفية المطلوبة، وتوفير موارد الموقع والمساحة من خلال تقنيات نظام هوائي متكاملة ومتداخلة، بما في ذلك تقنية Massive MIMO المهمة جداً.
· المبدأ السادس: تعمل الهوائيات المدمجة على تغيير تصميم الموقع: إن تقليل حجم معدات نظام الهوائي يحدث فرقاً ملموساً فيما يتعلق بإضافة التغطية والقدرة سواء للمواقع الحالية، أو المناطق الحضرية الكثيفة الجديدة. ويتطلب ذلك في العديد من الحالات، أسلوباً جديداً لنشر الموقع، حيث تلعب الحلول الجديدة دوراً رئيسياً في ذلك.
· المبدأ السابع: الأداء المتقدم لإشارة الشبكة يمكن أن يفتح المجال لتغطية وسعة من المستوى التالي: تعد تقنيات الهوائيات المتعددة، مثل تشكيل الشعاع والتشكيل الفارغ وتعدد الإرسال المكاني، مكونات أساسية لتوفير تغطية وقدرة مثالية لشبكة الجيل الخامس، ومع ذلك، ينبغي على مزودي الخدمة تنفيذ المفاضلة بشكل صحيح.
وكما في لعبة شطرنج صعبة ومعقدة تتم وفق أبعاد ومستويات متعددة، فإن نجاح شبكة الجيل الخامس الحديثة يعتمد على استراتيجية مدروسة جيداً لنظام الهوائي. ويتغير العامل المؤثر في هذه اللعبة متعددة الأبعاد بصورة مستمرة، الأمر الذي يتطلب القدرة على التكيف والدقة.
وكما أن الاستراتيجية تعتبر أمراً بالغ الأهمية في لعبة الشطرنج، فإن المبادئ الاستراتيجية السبعة سابقة الذكر تعد ضرورية للحفاظ على عملية فعالة لنشر نظام الهوائي لشبكة الجيل الخامس وما فوقها. ولا نكشف سراً إذ نقول بأن إريكسون، الشركة الرائدة في حلول الهوائيات، تعد في صدارة هذه التطورات الاستراتيجية، حيث إنها تتفوق في مجال التقنيات المبتكرة التي تتيح تقديم أداء أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة لشبكة الجيل الخامس.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لشبکة الجیل الخامس
إقرأ أيضاً:
واي ورد.. دراما نفسية تكشف حدود تحكم السلطة في الأفراد
عرضت منصة "نتفليكس" مسلسلها محدود الحلقات "واي ورد" (Wayward)، والذي ترجمته المنصة إلى "مراهقون خارج السرب" ، وحقق أكثر من 8.2 ملايين مشاهدة في أسبوع عرضه الأول، ليصبح من بين الأعلى مشاهدة على المنصة.
جاء تصنيف المسلسل القصير في فئة الغموض والإثارة النفسية، حول جرائم اختفاء سرعان ما نكتشف أن من بينها جرائم قتل، لكنها بحق المراهقين -في مدرسة لاستقبال المراهقين المتمردين أو المضطربين- بصفتهم موضوعا محوريا للأحداث، داخل بلدة هادئة لكن تنطوي على أسرار، في حبكة عادة ما تحقق النجاح، خاصة مع المسلسلات محدودة الحلقات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"وحش" نتفليكس.. كيف تحوّل القتلة الحقيقيون إلى ظاهرة جماهيرية؟list 2 of 2"وحش يسكن روحي".. كيف يصنع الإحباط صداقة وثيقة؟end of listحبكة معتادة بنهاية محبطةاعتمد المسلسل -الذي تجري أحداثه في حقبة التسعينيات من القرن العشرين- على حبكة معتادة وإن كانت مركزية وواضحة: ضابط شرطة جديد اسمه "أليكس" ينتقل مع زوجته الحامل إلى بلدة "تول باينز"، حيث تبدأ الشكوك تتبلور حول مدرسة "تول باينز أكاديمي"، التي تدّعي أنها تعالج المراهقين المتمردين.
ومن بين هؤلاء مراهقتان، هما ليلى وآبي اللتان التحقتا بالمدرسة ثم حاولتا الهروب والكشف عما يُخفيه المكان، وسط تحولات وتوترات مستمرة، بينما تتكشف تدريجيا تواريخ الشخصيات وأسرارها وصلات خفية بين المدرسة وأفراد البلدة، في إطار من الرهبة المستترة (Not outright horror)، والتوتر النفسي وأجواء الغموض المتنامية.
لكن كل هذا يتحطم على صخرة النهاية المخيبة للآمال، إذ لم يجد المشاهد إجابات كاملة على كل الأسئلة، مما ترك بعض الفجوات في البناء السردي. وبعبارة أخرى، فقد فضل مخرج المسلسل الإبقاء على الغموض وعدم الإغلاق الكامل، مما يُعطي انطباعا بأنه مفتوح لجزء ثان لكنه في الوقت عينه قد يشعر بعض المشاهدين بأنه لم ينته كما ينبغي.
View this post on Instagram طائفة مختلة لتطوير الذاتواحدة من أهم نقاط القوة في مسلسل "واي ورد" هي أنها ليست مجرد قصة غموض، بل تحمل في طيّاتها نقدا ضمنيا للعديد من القضايا الاجتماعية والنفسية، على رأسها صناعة "المراهق المضطرب" والمؤسسات التهذيبية.
إعلانووفقا لصانعة المسلسل ماي مارتن (Mae Martin)، فإنها اعتمدت في كتابة القصة على أحداث حقيقية خاضها صديق قديم لها، حين كان مراهقًا واضطر للالتحاق بإحدى المدارس الداخلية بهدف تهذيب سلوكه، لكنهم وسّعوا المنظور لصناعة هذه الحبكة الجديدة.
ويسلط هذا العمل الفني الضوء على مؤسسات أو مدارس تُروّج بأنها "علاجية" أو تصحيحية للمراهقين، أو تجنح إلى تطوير مهاراتهم الذاتية وقدراتهم على تجاوز الصدمات والصعوبات، لكن بعضها قد يمارس أشكالا من السيطرة النفسية أو غسل الدماغ.
ويخوض المسلسل نحو أبعد من ذلك، بتحويل هذا المسار التطويري لما يشبه الطائفة الدينية أو الفكرية، بكل معتقداتها، والمعتقدات هنا ليست موروثة أو بفكرة دينية خارجية، وإنما يعتقدون بقوة الذات الفردية والدعم الجماعي على تطوير قدرة الفرد وتعامله مع صدمات الطفولة.
وفي سبيل ترسيخ هذا المفهوم يرتكب القائمون على هذه المدارس العديد من الجرائم لا تقتصر على غسل الدماغ والترهيب والخطف والإخفاء، بل تصل بهم أحيانا إلى القتل، وبهذه الطريقة، يطرح المسلسل تساؤلات حول حدود سلطة الكبار على المراهقين، وحق المؤسّسات متمثلة في شخصية "إيفيلين" مديرة المدرسة في التدخّل في النفوس والأفكار.
إيفيلين.. سلطة الزعيممن أكثر الأدوار التي لاقت استحسانا جماهيريا ونقديا في المسلسل، شخصية إيفيلين، الزعيمة الغامضة للمدرسة، والتي تجمع بين الكاريزما والتأثير والتعسّف، وتُعدّ عنصر جذب مركزي للعمل، والتي جسدتها الممثلة الأسترالية توني كوليت، بأداء يُعطي الأبعاد المتعددة للشخصية المتسلطة الناعمة.
فهي ليست مجرد "شريرة" نمطية، بل شخصية تسعى لتحقيق رؤيتها الخاصة، والتي تعدّها مثالية لتنشئة وتهذيب المراهقين، وتمتد سلطتها إلى تقرير ماذا يفعلون ومتى، وكيف يفعلونه، كيف يعبرون عن مشاعرهم ومتى يمارسون عملا سيزيفيا بلا جدوى فقط لتهذيبهم.
هذه الشخصية تُعدّ من أعمدة العمل، لأنها تمثل قوة النظام الرمزي للمدرسة، وتُواجه تحركات التحرر التي تمثّلها ليلا وآبي وأليكس.
View this post on Instagram صدمات متراكمةتغوص بعض حلقات المسلسل في ذاكرة بعض الشخصيات، لا سيما مديرة المدرسة، مرورا بتداخلات ماضيها الشخصي مع ماضي المدرسة والبلدة، لتكتشف تأثير الفراشة أو مراكمة الصدمات، فمن جيل الهيبيين الناشئ بعد حرب فيتنام يتولد غضب أحمق لدى شابة ترفض الحلول الوسط، وتلجأ للعنف لمعالجة الصدمات وتصبح "رؤيتها الساذجة" للعالم، نظام تربية وتقويم لجيل الأبناء من مراهقي الثمانينيات والتسعينيات، مما يشير إلى فكرة أن الظلم والتجارب القمعية تُركّب نفسها على أجيال متعاقبة، وتحتاج إلى كشف ومواجهة لإحداث تغيير.
ويقدم المسلسل المدرسة وكأنها تمثل نظامًا من الضغوط والأعراف التي تُطبّع السلوك وتحاول ضبطه، وصور الشخصيات الشابة على أنها تمثل -في جزء منها- مقاومة لهذا التمشيط الخارجي على الذات، وهذا التوتر بين النظام والمتمردين يُولّد الكثير من الطاقة الدرامية والرمزية.
مفارقة مكررة بين النور والظلمةاعتمدت اللغة البصرية للمسلسل على الفوارق بين المشاهد النهارية الهادئة، والمشاهد الليلية أو الداخلية التي تغلفها الظلال والضباب الخفيف، مما يعزز الإحساس بالغموض والريبة، وهي تقنية بصرية معتادة في مثل هذا النوع من مسلسلات الإثارة، تبرز المفارقة بين الهدوء الظاهري والمضامين القاتمة تحت السطح، في بلدة هادئة ذات طبيعة خضراء لمجتمع مثالي، لكن داخل هذا المجتمع المثالي الكثير من الممرات الضيقة والغرف المغلقة والأبواب السرية والجرائم المختبئة.
إعلانوفي النهاية، "واي ورد" هو عمل يمكن متابعته ليس فقط من باب التشويق، بل من باب التفكير في القضايا النفسية والاجتماعية التي يثيرها، ويمثل تجربة فنية طموحة، في نوع الغموض النفسي والإثارة، ولكن في المقابل، لم يخلُ من بعض العيوب الفنية، ففيه إيقاع سردي غير منضبط بين السرعة والقفز في مشاهد في مقابل البطء السردي في مشاهد أخرى، إضافة إلى بعض الفجوات في السيناريو، وأفعال غير مبررة دراميا بالأخص للشخصيات الثانوية، إلى جانب ترك الكثير من الأسئلة معلقة دون حسم.