حمص-سانا

18 شاباً وشابة من اختصاصات جامعية مختلفة جمعهم شغف حماية المناخ والحفاظ على البيئة ضمن ورشة تدريبية استمرت ثلاثة أيام كجزء من مشروع (دون للأرض)، الذي انطلق بالتعاون ما بين (مؤسسة رياديو المناخ السوريون) ومشروع (تمكين).

المشروع حسب علي أنمار صالح مدير القسم الثقافي بمؤسسة رياديو المناخ السوريون ومدير مشروع “دون للأرض” يضم أكثر من خطوة تشمل بداية ورشة تدريبية لمجموعة من الشباب والشابات من مدينة حمص، ليتمكنوا من “التدوين المناخي”، وهو خطوة للتوجه للجمهور الموجود على منصات التواصل الاجتماعي أو الانترنت عموماً، بهدف إيصال المعلومة والعمل على التوعية بقضية التغير المناخي وكيفية تأثيرها على كل تفاصيل حياتنا ولتغيير الصورة النمطية المحدودة عن التغير المناخي والعمل البيئي عموماً، مضيفاً: “إن الكثير لا يدرك خطورة هذا الموضوع ويعتبرونه ضمن الترف الاجتماعي للذين يعملون في هذا المجال”.

وأشار صالح إلى ضرورة إيلاء مزيد من الاهتمام لموضوع البيئة مع توسع رقعة الحرائق مؤخراً وزيادة الأعاصير وغيرها من الظواهر الطبيعية، مبيناً أن سورية هي من المناطق الأكثر احتراراً بالعالم والمهددة بالجفاف ونقص المياه.

المشروع يعمل وفق صالح على تمكين الشباب من العمل التدويني بطريقة تسهل وصول هذه القضايا إلى الجمهور تمهيدا للخطوة الثانية اللاحقة وهي المتابعة معهم عن طريق صحفيين مختصين يصدرون جهودهم وتدريباتهم، إضافة إلى نشاطين ملهمين للتفكير بقضايا مناخية وبيئية وهما عبارة عن رحلة إلى الريف الحمصي للالتقاء مع مجموعة من المزارعين وسماع قصصهم ومشاكلهم ومشاركتهم في نشاط زراعي، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي يحكي عن ضحايا التغير المناخي في أكثر من مكان في العالم.

الشابة رند الفاضل خريجة كلية الصيدلة بينت أن مشاركتها جاءت لاهتمامها بالكتابة والتدوين في مجال البيئة بشكل يساعدها في الإسهام بخدمة العالم، موضحة أنها تمكنت خلال الورشة من التعرف على المهتمين بهذا المجال وتبادل الأفكار معهم، “في سعي للاضطلاع بمسؤولياتنا كشباب سوريين تجاه مجتمعنا”.

يارا عباس مهندسة معمارية أكدت أن ما دفعها للمشاركة هو شغفها بتحقيق تغيير وأثر إيجابي في المجال المناخي، وخاصة أنها تستطيع العمل في مجال الاستدامة بالعمارة بالاعتماد على دراستها الأكاديمية ومحاولة إيصال هذه القضية عن طريق التدوين الاحترافي الذي توفره الدورة.

الشابة غزل الدروبي متطوعة أشارت إلى أن ما دفعها للمشاركة ضمن هذه الورشة هو وجودها ضمن المؤتمر الأول (لرياديو المناخ السوريون) بدمشق، حيث كانت عضواً ضمن المسرح التفاعلي وبعد أن تعرفت عليهم زادت رغبتها بأن تكون جزءاً منهم عن طريق التطوع معهم، مبينة أنها تعلمت خلال الورشة كيفية تحليل الصور والجداول وتوظيفها لخدمة البيئة والمناخ.

بدورها أريج صالح مسؤولة التقييم والمتابعة بمشروع (دون للأرض) بينت أنها توجد بشكل يومي مع المشاركين لتراقب سير العملية ليكون لديها تقييمات دقيقة لمراحل ما قبل وخلال المشروع وبعده، منوهة إلى أن ما يميز هذه الورشة عن سابقاتها هو عدم استخدامها لأي ورقة فجميع أوراقها إلكترونية في محاولة لتخفيف البصمة الكربونية لكل فرد، إضافة لعدم استخدام أي نوع من الكرتون أو البلاستيك، فهي ورشة خضراء وتقييم أخضر، كما سيتم تقييم المكتسبات السلوكية للمشاركين وكيفية توظيفها في الورشات القادمة.

مريانا الحسن مهندسة بيئة متطوعة مع رياديي المناخ ومستفيدة حاليا من الورشة أشارت إلى أنها استفادت من هذا النشاط عبر زيادة قدرتها على توصيف الواقع البيئي وقضية التغيير المناخي بشكل يشد القارئ ويوصل الأفكار بدقة، بهدف معالجة هذه القضية.

دينا ملحم متطوعة ضمن المنظمة أوضحت أن الورشة تضمنت تدريبات على السرد القصصي وكيفية البدء بالمدونة وطرق دعم المدونات بإحصائيات ذات مصداقية عن المناخ والبيئة، إضافة لتدريب عملي وأنشطة ملهمة للمستفيدين.

صبا خيربك

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

إقرأ أيضاً:

إنتاج المانجو في الكفرة يتراجع بنسبة 70% بسبب المناخ وغياب الدعم

تراجع حاد في إنتاج المانجو بالكفرة بسبب تغيرات مناخية وغياب الدعم الزراعي

ليبيا – شهد إنتاج المانجو في مدينة الكفرة خلال الموسم الحالي انخفاضًا حادًا بنسبة تصل إلى 70%، بحسب إفادات عدد من المزارعين المحليين، الذين عزوا هذا التراجع إلى تغيرات مناخية مفاجئة، أبرزها انخفاض درجات الحرارة، وهبوب الرياح خلال فترة التزهير، إضافة إلى الأمطار الغزيرة التي ضربت المدينة في سبتمبر الماضي.

مشروع النخيل والمانجو يتوقف بعد 2011

وأوضح سليمان النزال، مدير مشروع النخيل والمانجو في الكفرة، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء الليبية “وال”، أن المشروع، الذي أُنشئ في عام 2008 كواحد من التجارب الريادية في الزراعات الصحراوية باستخدام تقنيات الري الحديث والتنقيط، تعرض لتوقف كامل عقب أحداث عام 2011 بسبب نقص التمويل والاعتداءات المتكررة عليه.

وبيّن أن المشروع كان يساهم بنحو 85% من إجمالي إنتاج المانجو في المدينة، مشيرًا إلى أن توقفه أدى إلى شلل كبير في هذا القطاع الزراعي المهم.

افتقار للمقومات الأساسية وغياب التسويق

وأكد النزال أن المزارعين في الكفرة يواجهون نقصًا حادًا في الدعم، مع غياب الجمعيات الزراعية والجهات التسويقية، بالإضافة إلى غياب مصانع التبريد والعصائر، ما تسبب في عزوف العديد من المزارعين عن مواصلة هذا النشاط نتيجة ارتفاع التكاليف.

كما أشار إلى أن الانقطاعات المتكررة للكهرباء زادت من معاناة المزارعين، لكونها أثرت سلبًا على تشغيل أنظمة الري وإدارة الإنتاج.

تاريخ طويل وتحديات متجددة

من جانبه، أوضح المزارع أحمد الأمين أن زراعة المانجو في الكفرة تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، عندما جلب سائقون بذور المانجو من السودان، مشيرًا إلى أن هذا النشاط الزراعي توسع في ثمانينيات القرن الماضي بفضل مشروع المانجو الزراعي الذي حقق نجاحًا ملحوظًا في بيئة الكفرة الصحراوية.

وأكد الأمين أن التغيرات المناخية هذا الموسم أثرت بشكل مباشر على تلقيح الأزهار، إلى جانب تضرر المحاصيل نتيجة العواصف، مبينًا أن بُعد المسافة عن الأسواق وغياب البنية التحتية للطرق يضاعف صعوبات تسويق المحصول.

الكفرة بيئة مثالية لكنها تحتاج دعمًا

في السياق ذاته، أكد أستاذ البيئة النباتية، سالم الشطشاط، أن الكفرة تُعد من أنسب المناطق في ليبيا لزراعة المانجو بفضل تربتها المناسبة ومناخها الجاف وتوفر المياه الجوفية.

لكنه حذر من أن موجات البرد الأخيرة تسببت في انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر، ما أدى إلى تجمد الأوراق وتساقط الأزهار، إضافة إلى انتشار آفات خطيرة مثل الجراد الصحراوي وسوسة المانجو، في ظل غياب تام لإجراءات مكافحة الآفات.

دعوة لتعزيز الاستثمار الزراعي

ودعا الشطشاط إلى دعم زراعة المانجو في الكفرة من خلال إنشاء مصانع للعصائر والتعليب، وتوفير وسائل النقل المبردة لنقل المحاصيل إلى الأسواق، إلى جانب دعم المزارعين بالمبيدات والمعدات الزراعية، وتفعيل دور الإرشاد الزراعي والتعاونيات لتحسين الإنتاج وضمان استدامته.

مقالات مشابهة

  • وقود الطائرات يحرق البيئة.. الجيش الأمريكي أكبر مصدر لـ«انبعاثات الكربون» في العالم
  • إنتاج المانجو في الكفرة يتراجع بنسبة 70% بسبب المناخ وغياب الدعم
  • الإمارات تؤكد التزامها المناخي ودعمها لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ
  • الإمارات تؤكد التزامها المناخي بدورة اتفاقية الأمم المتحدة في ألمانيا
  • يديعوت أحرونوت: مجموعات مسلحة تعمل ضد حماس بشمال وجنوب قطاع غزة إضافة إلى مجموعات أبو الشباب التي تعمل برفح
  • مشروع ACT ينطلق رسميًا.. تعاون ثلاثي بين «إير كايرو» وأكاديميات الطيران لرفع كفاءة العنصر البشري|صور
  • رئيس حزب البيئة العالمي يُحذر: الكوكب يحترق والتغير المناخي يخرج عن السيطرة
  • وزيرة البيئة: مصر نجحت في توحيد الصوت الأفريقي ولعبت دور ريادي بالملف العربي
  • وزيرة البيئة تستعرض إنجازات ١١ عاما من دور مصر الريادي فى العمل البيئي
  • وزيرة البيئة تشارك فى إحتفالية أبطال المناخ من المزارعين المصريين