روى نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف حكاية خيالية تجسد الكيفية التي "سيمر بها المجد الدنيوي لأوكرانيا".

إقرأ المزيد زيلينسكي "الانتحاري" يستدرج مغنية شهيرة لاعترافات مثيرة (فيديو)

جاء ذلك فيما نشره مدفيديف بقناته الرسمية على تطبيق "تليغرام"، حيث كتب:

لعبة قديمة جديدة

كم يحب علماء الحشرات الأمريكيون إجراء التجارب على الحشرات.

إنها هوايتهم الوطنية، يضعون جميع أنواع العناكب المختلفة في وعاء لمشاهدتها، بسرور ظاهر، بينما تلتهم بعضها البعض.

واليوم جاء دور المخلوقات ذات اللونين الأصفر والأزرق (أوكرانيا – المحرر).

وضعهم أصحابهم في وعاء زجاجي، ما أدى إلى حرمانهم من الطعام تدريجيا. لم يشك أحد يوما في أن كل هذا سينتهي عاجلا أم آجلا، وستصبح مجرد مراقبة سلوك الحشرات مملة إلى ما لا نهاية. فيتم وضعهم على نظام غذائي ومراقبتهم لنمو العدوان المفصلي.

الآن تلدغ هذه المخلوقات السامة الصغيرة وتلتهم بعضها البعض بشراسة خاصة. ومن ينجو بطبيعة الحال هو الأكثر جرأة والأقوى والأكثر بدانة، والذي تمكن من التهام قدر أكبر من منافسيه، وسرقة مزيد من الطعام، وتقاسمه مع بعض رفاقه. فجميعهم يريدون تناول الطعام على نفقة خزانة النجوم والخطوط (الولايات المتحدة – المحرر). ويتجمعون مع العناكب الأكثر قدرة والأبعد أفقا.

وماذا عن رائد العناكب الأكثر أهمية، الذي أصبح أكثرهم بدانة على حساب دماء وأجساد زملائه من العناكب؟ ماذا سيحدث له هذا الفائز؟ إذا ما راهن عليه علماء الحشرات بالطبع.

هو أمر مفهوم أيضا. سيسحق بلا رحمة هو الآخر بالنعال عندما ينتهي منه ويمل كبير علماء الحشرات، ثم سيتم التخلص من بقايا أرجله المرتجفة بحلاوة الروح دون رحمة في المرحاض..

وهكذا يمر مجد العالم..

Sic transit gloria mundi…

المصدر: تليغرام

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: مدفيديف أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي البنتاغون الجيش الأمريكي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو دميتري مدفيديف مجلس الأمن الروسي وزارة الدفاع الروسية

إقرأ أيضاً:

دورا مدينة التلال الكنعانية التي لا تنحني.. حكاية الأرض والمقاومة والتجذر الفلسطيني

أسست مدينة دورا في موقع بلدة أوداريم الكنعانية العربية على جبل العابد جنوب غربي مدينة الخليل بالضفة الغربية وعلى مسافة 11 كم عنها، وهي متصلة عمرانيا بمدينة الخليل منذ نهاية التسعينيات من القرن الماضي عبر قرية سنجر.

كانت تبلغ مساحة دورا وقراها 24 ألف دونما، احتلت العصابات الصهيونية في حرب عام 1948  نحو 9 ألف دونما من أراضيها، أما باقي أراضي المدينة وقراها فقد بقيت تحت الإدارة الأردنية إلى أن تم احتلالها في حرب عام 1967، وتوسعت البلدة خلال تلك السنوات حتى باتت مدينة يتبع لها سلسلة قرى (مهجرة وحالية)، وعلى الرغم من ذلك فهي لا تزال مدينة تتبع إداريا لمحافظة الخليل وتقع إداريا ضمن السلطة الفلسطينية حسب اتفاق "أوسلو".

تتوسط مدينة دورا العديد من القرى والبلدات، ويحدها من الشرق مدينة الخليل وسنجر، أما من الجنوب الشرقي يطا ومخيم الفوار، ومن الغرب بيت عوا وديرسامت والسيمياء والخط الأخضر والجدار العازل، ومن الشمال كريسة وتفوح، أما من الشمال الغربي بلدة إذنا وبلدة ترقوميا، ومن الجنوب بلدة الظاهرية وبلدة السموع.


                                                                شارع حنينة بمدينة دورا.

يتبع لأراضي مدينة دورا مجموعة من الخرب الأثرية، وبعضها كان قرى صغيرة أو مزارع مأهولة حتى عام 1948، ومنها خرب أثرية باقية حتى يومنا هذا ولكنها جميعها تقع على أراض تتبع تاريخيا لمدينة دورا. كم يتبع مدينة دورا نحو 28 قرية.

قدر عدد سكان مدينة دورا عام 1922 بنحو 5834 نسمة. ارتفع في عام1931 إلى 7255 نسمة. ارتفع بمرور الوقت ليسجل عام 1945 حوالي 9700 نسمة. في عام 1961 انخفض عددهم إلى 3852 نسمة. عاد عدد سكان دورا للارتفاع بمرور الوقت ووصل عام 1987 إلى 13400 نسمة. وفي عام 2007 بلغ 22155 نسمة. وفي عام 2017 سجل عدد سكان مدينة دورا وحدها بدون قراها 38995  نسمة،  وفي أخر إحصاء عام 2023 سجل عدد سكان مدينة دورا 45487 نسمة. وهو عدد سكان المدينة وحدها دون قراها.

اختلفت الروايات حسب تسمية دورا بهذا الاسم، فالاسم الكنعاني القديم لها مأخوذ من كلمة "دور" وهو يعني المسكن فسمّيت " ادورايم"، بمعنى التلين أو المرتفعين، أما في العهد الروماني فأطلق عليها اسم أدورا، نظرا لشهرتها بكثرة كروم العنب الدوري التي يزرع فيها.

يوجد في مدينة دورا العديد من المواقع الأثرية والسياحية والدينية، إضافة إلى طبيعتها الخلابة والمطلة والمشرفة على المناطق المحيطة بها حيث يوجد فيها: مقام النبي نوح، ومقام أبو عرقوب، ومقام الشيخ حسن، ومقام متى، ومقام العابد المجاهد أبو جياش، والبير الغربي والشرقي، وفي المدينة موقع أثري يحتوي على بقايا برج مبني بحجارة مزمولة، وأرض مرصوفة بالفسيفساء، وقطع معمارية، وصهريج، إضافة إلى قصر المرق الكنعاني.

وتشتهر دورا بالزراعة خاصة في منطقة واد أبو القمرة ومنطقة الفوار، وتزرع أيضا فيها الأشجار المعمرة مثل الزيتون واللوز، كما تنتشر فيها كروم العنب والتين، وبالنسبة للتجارة فقد أصبحت دورا مركزا تجاريا ضخما للقرى والبلدات المجاورة، وتشتهر لدى سكانها تربية المواشي والأبقار والتجارة بها.

وتتوجه نسبة كبيرة من العمال إلى العمل داخل الخط الأخضر بسبب البطالة المنتشرة وقلة الوظائف ومع ذلك يعاني العاملون في فلسطين المحتلة عام 1948 من اضطهاد وعنصرية تصل في بعض الأوقات إلى عنف جسدي .

وتعود بدايات استيطان مدينة دورا إلى عهد الكنعانيين القدماء الذين سكنوا وأقاموا فيها قبل حوالي خمسة آلاف سنة، وقد دلت الحفريات التي تم إجراؤها على ذلك، حيث عثر على لوحات تدل على الديانة والثقافة الكنعانية، وفي عهد الفرس احتلت دورا عام 332ق.م، وفي العهد الروماني وبعد أن قسمت البلاد إلى مقاطعات أصبحت دورا مقاطعة لمنطقة أدوميا.

وفي الفترة العثمانية تدل الوثائق على أن دورا ثارت في وجه إبراهيم باشا الذي تمرد على السلطان الشرعي بتحريض وتمويل من فرنسا.

كغيرها من المدن الفلسطينية خضعت للانتداب البريطاني وعانت الكثير منه وبسبب مقاومتها الشرسة للانتداب قام الجيش البريطاني عام 1923، بإجلاء جميع سكانها المتواجدون في الخرب إلى دورا المدنية التي ضاقت بهم بسبب صغر المساحة مع زيادة عدد السكان وفرض الانتداب البريطاني عليها حصارا لمدة ستة أشهر إضافة إلى الغرامات المالية الباهظة.


                            الجامع العمري من الداخل أحد أقدم المعالم التاريخية في دورا.

طوقت مدينة دورا بالعديد من المستوطنات التي صادرت المئات من الدونمات من أراضيها، و قطعت أوصالها، وباتت حجر عثرة أمام امتدادها السكاني والحضاري.

وكانت أول المستوطنات على أراضي مدينة دورا مستوطنة "نيجوهوت" والتي تغير اسمها إلى "يهودا" وأنشئت عام 1982، تبعها بعد ذلك بناء مستوطنة "أدورا" عام 1983 وقد بنيت على أراض تابعة لمدينة دورا وقرية ترقوميا، كما صودرت تلة طاروسة واستخدمت كقاعدة عسكرية، ورغم أنها تركت وغادرها الجيش، إلا أن الأرض بقيت منطقة عسكرية تحت سيطرة الاحتلال.

كما أقيمت مستوطنة "عتنائيل" عام 1983 على أراضي قرية كرمة من أراضي دورا، وكذلك مستوطنة "بيت حاجاي" على جزء من أراضي دورا، إضافة إلى مستوطنة "شيغيف" التي أقيمت على أراضي بيت عوا.

لعبت مدينة دورا هاما في النضال والمقاومة ضد المحتلين عبر التاريخ، فقدمت الشهيد تلو الشهيد، وكانت دورا ولا زالت حاضنة للمقاومة، وقد وثقت أدبيات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن بداية انطلاقتها عام 1987 كانت من دورا حيث أرخ  الدكتور عدنان مسودي عضو الهيئة التأسيسية للحركة في مذكراته التي حملت عنوان "نحو المواجهة"، أن أول اجتماع لتأسيس "حماس" كان في منزل المرحوم المهندس حسن القيق في مدينة دورا وقرروا تأسيس حركة مقاومة.

ولا تزال دورا تعاني بشكل يومي من اقتحامات الاحتلال واعتقال شبان البلدة، والتنكيل بالأهالي وعمليات المداهمات والقتل وتدمير البيوت والطرقات شأن باقي مدن وبلدات وقرى الضفة الغربية والتي تصاعدت بشكل كبير بعد  العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

المصادر والمراجع:

ـ "نبذة عن مدينة دورا"، الموقع الرسمي الإلكتروني لبلدية دورا .
ـ "التجمعات السكانية في محافظة الخليل حسب نوع التجمع"، الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، رام االله.
ـ مصطفى الدباغ، بلادنا فلسطين، الجزء الخامس، القسم الثاني ص 195 وص 196،1991
ـ موسوعة القرى الفلسطينية.
ـ محمد شراب، معجم بلدان فلسطين، دار المأمون للتراث، 1987.

مقالات مشابهة

  • أحمد بن محمد: نتبنى التقنيات الأكثر تطوراً على مستوى العالم
  • أوروس قصر متنقل.. مواصفات خيالية لسيارة وزير الدفاع الروسي في يوم النصر
  • شاهد | حكاية أب فلسطيني رفض النزوح واستشهد في موطنه شمال غزة
  • بيتو.. حكاية قط تُعيد التفكير في علاقتنا بالحياة
  • ترامب: لا أحد يصنع الأسلحة الأكثر فتكا في العالم مثلنا
  • هدفى خدمة الناس.. حكاية هويدا الجبالي أول سيدة شيخ بلد بـ الشرقية
  • دورا مدينة التلال الكنعانية التي لا تنحني.. حكاية الأرض والمقاومة والتجذر الفلسطيني
  • رئيس قطاع الصحة النباتية يوضح أسباب انتشار الخنافس النافعة خلال الفترة الحالية
  • لحمة العيد تطير من موائد إربد…أسعار خيالية وغياب للأضاحي!
  • أزمة المناخ تهدد الفاكهة الأكثر شعبية في العالم