كيف أثرت دعوات المقاطعة على العمالة المصرية
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
يدعو الكثيرون إلى استخدام سلاح مقاطعة المنتجات التابعة لشركات عالمية في السوق المصري تعبيراً عن رفضهم للدعم الأمريكي والأوروبي للاحتلال الاسرائيلي في عدوانه على أهلنا في فلسطين المحتلة بوجه عام وقطاع غزة بشكل خاص، إلا أنهم لا يدركون مدى ان المقاطعة سلاح ذو حدين، فان كان لها أثاراً إيجابية فإن لها بعض الاثار السلبية على الاقتصاد الوطني.
وقد دعت الحركات الشعبية المصرية والعربية إلى المقاطعة بهدف الضغط على الشركات العالمية لتضغط على حكوماتها لتغيير سياساتها الداعمة لإسرائيل، وإظهار التضامن مع الشعب الفلسطيني، وهنا تكمن الخطورة لان الدعوة تمت دون أية دراسات أو تحليلات اقتصادية لأبعاد هذه المقاطعة وآثارها على الاقتصاد الوطني، خاصة في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة المصرية إلى جذب المزيد من الاستثمار الأجنبي.
وقد قامت الحكومة على مدار العشر سنوات الماضية بتهيئة البيئة الجاذبة للاستثمار عبر عمل إصلاحات هيكلية وإعداد البنية التحتية المناسبة لذلك وسن حزمة من القوانين والتشريعات التي تتضمن العديد من المحفزات للمستثمرين لكون الاستثمار الأجنبي يمثل أحد أهم المصادر الرئيسة لتحقيق النمو الاقتصادي في مصر.
ولذلك فمن ينظر إلى الأمر بعين متعمقة قليلاً يجد أن معظم المنتجات المدرجة في جدول المقاطعة ما هي إلا منتجات مصرية تحمل علامات اجنبية. وقام بتصنيعها وتسويقها ملايين من العمال والموظفين المصريين العاملين بهذه الشركات العالمية، ويحمل كل عامل وموظف من هؤلاء على عاتقه مسئولية أسرة كاملة لا يقل متوسطها عن 4 أو 5 أفراد على أقل تقدير.
وهذه المنتجات وأن كانت تحمل علامات تجارية غربية، ولكنها تمثل استثماراً مهما سواء كان استثماراً مباشراً أو وكالة عبر نظام "فرانشايز" لعلامة تجارية، لمسوق أو موزع أو مشغل محلي بما يحقق الكثير من المنافع الاقتصادية للبلاد ويساهم بشكل كبير في تشغيل العمالة واستخدام الموارد المحلية ودفع عجلة التنمية الاقتصادية.
إن مقاطعة هذا الاستثمار هو بمثابة دعوة صريحة لإخراجه من البلاد وتشريد ملايين من الأسر التي يعمل ذويهم بهذه الشركات
وتشير التقديرات إلى أن عدد العاملين بهذه الشركات لا يقل عن 6 ملايين عامل، وهو ما يجعلنا ندرك أن دعوات المقاطعة وإن كان ظاهرها نبيل، إلا أن باطنها يحمل الأضرار على الاقتصاد المصري بشكل عام، وعلى المصريين العاملين بهذه الشركات وأسرهم بشكل خاص، ويؤثر بصورة كبيرة على حجم الاستثمارات الموجودة بالسوق المصري وتلك التى تستهدف مصر جذبها لدفع عجلة التنمية.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
السوداني: العراق يخطو بشكل متسارع نحو الانتقال للطاقة النظيفة والمتجددة
الاقتصاد نيوز - بغداد
أكد رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، الخميس، أن العراق يخطو بشكل متسارع نحو الانتقال للطاقة النظيفة والمتجددة.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان اطلعت عليه "الاقتصاد نيوز"، أن "السوداني استقبل ممثلي الشركات العالمية المشاركة في المؤتمر الدولي لاقتصاديات الكربون، الذي انعقد خلال اليومين الماضيين في العاصمة بغداد، وذلك بحضور وزير البيئة".
وبحسب البيان، بارك السوداني "انعقاد مؤتمر اقتصاديات الكربون، وهو الاول من نوعه في العراق، وما أفضى إليه من نتائج وافكار تدعم مسعى الحكومة نحو الاستثمار في هذا المجال، في ظل التحديات المناخية التي تواجه العراق"، مؤكداً أن "الحكومة قطعت شوطاً مهماً في مجال الإصلاح الاقتصادي والمالي، وايجاد بيئة جاذبة للمستثمرين والشركات العالمية، حيث بلغ حجم الاستثمارات مايقارب 88 مليار دولار".
وشدد على أن "العراق يخطو بشكل متسارع نحو الانتقال للطاقة النظيفة والمتجددة، وهو ما تجسد بتأسيس الحكومة شركة اقتصاديات الكربون، التي منحت صلاحية التعاقد مع شركات عالمية للنهوض بهذا الواقع الجديد"، موجهاً "وزارة البيئة وشركة اقتصاديات الكربون باختصار الإجراءات والتحرك باتجاه امضاء عقود الشراكة مع الشركات، والانتقال نحو العمل الملموس".
من جانبهم، أعرب "ممثلو الشركات عن اهتمامهم بالمشاركة في هذا المؤتمر، وأنهم تواجدوا بناءً على التطور الذي شهده العراق خلال السنتين الماضيتين، وسيمضون عقوداً ومذكرات تفاهم مع شركة اقتصاديات الكربون، وأبدوا استعدادهم للمساهمة في بناء الاقتصاد الأخضر والوصول الى الوقود النظيف والتعاون في مجال نقل الخبرات الى الكوادر المختصة بالعراق".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام