تأكيدًا على الجرائم المتكررة للاحتيال: تقرير يوضح جرائم ارتكبها الصهاينة في غزة عام ١٩٨٨م
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
مسقط-أثير
إعداد: الباحثة فاطمة بنت ناصر
تمهيد
منذ أن أعلن الجيش الصهيوني حربه على غزة تكررت مصطلحات معينة من ضمنها: سياسة العقاب الجماعي على غزة منذ ٧ من أكتوبر ٢٠٢٣م ، وأدت حتى الآن إلى:
وفاة : ما يفوق ١٥ ألف شهيد ، من بينهم أكثر من ٤٥٠٠ طفل، وعشرات الألوف من الجرحى ومن المدفونين تحت الأنقاض حتـى اللحظة.
إن هذه الأعداد قد تكون هي الأعلى تاريخيا في سيرة هذا القطاع، وهذا يعزى إلى إمكانات العدو وامتلاكه لأكثر الأنظمة الحربية فتكًا وتدميرًا، غير أن تاريخ غزة قد مرت عليه أحداث مشابهة فتك فيها العدو بالأبرياء.
“من فمك أدينك”
هنا نستعرض ما قاله تقرير لأعضاء من الكنيست الإسرائيلي يستعر فرط استخدام القوة من قبل جيش الاحتلال تجاه مظاهرات غزة في يناير من عام ١٩٨٨م:
أوردت صحيفة الصنارة الفلسطينية الصادرة في ٢٩ يناير ١٩٨٨، خبرا مفاده نشوب مشادة كلامية بين اسحق رابين الملقب في إسرائيل حينها (بوزير العصا و الجزرة ) وعضو بالكنيست يدعى يوسي سريد في اجتماع لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، وسبب الملاسنة التي حدثت هو التقرير الذي أعده يوسي سريد و عضو آخر بالكنيست يدعى ديدي تسوكر. وقد صدر هذا التقرير كتحليل لأثر استخدام القوة على أهالي غزة. و أهم ما جاء به :
– أوضاع الجرحى من أهالي غزة
1- احتاج أكثر من ٢٠٠ شخص تجبير أطرافهم
2- غرف مستشفى الشفاء تغص بمن كسرت أطرافهم
3- يوصل لمستشفى الشفاء ٧٥ مصاباً من مخيم جباليا وحدها! معظمهم يعاني الكسر في أكثر من موضع بجسمه
4- إصابة العشرات من مخيم جباليا
5- هناك عدد من المصابين من المدنيين الأبرياء الذين لم يشاركوا في المظاهرات
6- استعرض التقرير كمثال حالة المصاب ( مهاجر التوحيدي – ٧٥ عاما ) ، الذي كسرت يده وتلقى ضربة قوية في ظهره، بينما كان يتناول إفطاره بمطبخ بيته ولم يشارك في المظاهرات!
7- كما استعرض التقرير قيام قوات الاحتلال بجر طفل يبلغ من العمر ( ١٦ عاما) والذي تم سحله بواسطة ربطه في سيارة الجيش، و قد تعرض للضرب والإيذاء في جميع أنحاء جسمه.
8- تم إخراج كل رجال معسكر النصيرات الذين تتراوح أعمارهم بين ( ١٦ – ٤٠ ) وقد تم إيقافهم في العراء وحصارهم في زاوية تحت المطر والبرد القارس حتى الساعة ٥ صباحا. وقد تم إجبار الشبان على الركوع في الوحل لعدة ساعات، وكل من يرفع رأسه تنهال عليه الضربات.
9- كما تم إجبار مئات من الشباب من مخيم الشجاعية على الخروج من بيوتهم الساعة ١١ ليلاً ليقوموا بتنظيف الشوارع من الحجارة والعجلات المحروقة التي استخدمها المتظاهرون في الصباح.
10- يستعرض التقرير كذلك تصدع عدد كبير من البيوت جزاء صدمها بالمصفحات. بالإضافة إلى تكسير شبابيك البيوت وذلك بهدف تعريض الناس للبرد الشديد.
11- يخلص التقرير ويقر بشكل صريح إلى أن إصابات أهل غزة تدل على أن قوات الاحتلال لم تستخدم القوة بهدف الردع وفض المظاهرات وإنما بهدف التنكيل وتنفيذ لسياسة العقاب الجماعي.
الغذاء وصبر الأهالي
ذكر التقرير بشكل صريح أنه رغم توفر الغذاء بغزة وعدم نقصه إلا أنه حتى في حالة نقصه فإن أهل غزة تعودوا على كفاف العيش ولهم نفس طويل على الصبر والمقاومة حتى وإن استمرت قوات جيش الاحتلال بمواصلة التضييق ضد أهالي غزة.
أثر استخدام القوة المفرطة على أفراد الجيش
يشير التقرير إلى أن الأوامر التي يتلقاها أفراد الجيش على استخدام القوة والضرب بيد من حديد يؤثر بشكل كبير ليس فقط على معنويات الجيش لكنه يفسد في المقام الأول ضمائرهم وخلقهم وإنسانيتهم.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: استخدام القوة
إقرأ أيضاً:
صحيفة عبرية تحذر الاحتلال من تسونامي سياسي يلوح بالأفق بسبب الجرائم في غزة
حذرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الأربعاء، من أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تقف على أعتاب "تسونامي سياسي"، في ظل تدهور غير مسبوق في مكانتها الدولية، وتزايد التهديدات بفرض عقوبات ومقاطعات اقتصادية، بسبب استمرار العدوان على قطاع غزة.
وشددت الصحيفة، في افتتاحية لها كتبها محللها السياسي إيتمار آيخنر، على أن "إسرائيل وصلت إلى قعر دبلوماسي"، موضحة أن دولا تعتبر من أبرز أصدقاء "تل أبيب"، مثل بريطانيا وفرنسا وكندا، أصدرت بيانا مشتركا يهدد بفرض عقوبات إذا استمرت الحرب.
وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن "هذا البيان هو الأشد ضد إسرائيل، ويجعلها دولة منبوذة"، موضحة في الوقت ذاته أن "الولايات المتحدة التي كانت دائماً تساند إسرائيل، تلتزم الصمت هذه المرة".
وتساءلت الصحيفة: "هل ما زال الفيتو الأمريكي مضمونا إذا طُرحت مطالب وقف الحرب على طاولة مجلس الأمن؟"، مذكرة بتصريحات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتكررة حول حماية إسرائيل في المحافل الدولية، ومعتبرة أن الصمت الحالي يعد تحولا مثيرا للقلق.
وزعمت الافتتاحية أن "نحو 93 شاحنة مساعدات إنسانية دخلت أمس قطاع غزة عبر معبر كرم سالم"، فيما نقلت وسائل إعلام هولندية أن بلادها حصلت على دعم كافٍ لفتح نقاش داخل الاتحاد الأوروبي حول إلغاء اتفاق الشراكة مع إسرائيل.
وسلطت الصحيفة العبرية الضوء على تحول في مواقف شخصيات كانت داعمة للاحتلال الإسرائيلي، مثل الإعلامي البريطاني بيرس مورغن، الذي اتهم وزير المالية الإسرائيلي بتأييد "الإبادة الجماعية"، قائلا: "نتنياهو يسمح لهؤلاء بأن يفعلوا ما يشاؤون، من سيوقفهم؟".
وأكدت الصحيفة أن بريطانيا فرضت بدورها عقوبات على عدد من الإسرائيليين، بينهم رئيسة حركة "نحالا" الاستيطانية دانييلا فايس، وهذه العقوبات تشمل حظر السفر وتجميد الأصول.
وفي ما يخص التحرك الفرنسي، أوضحت "يديعوت أحرونوت" أن الرئيس إيمانويل ماكرون يستعد للاعتراف بدولة فلسطينية خلال مؤتمر دولي في نيويورك الشهر المقبل بمشاركة السعودية، مشيرة إلى أن دولة الاحتلال رفضت المشاركة.
ونقلت الصحيفة العبرية عن مسؤول إسرائيلي وصفته بالكبير قوله إن "ماكرون يعد لموجة اعترافات جديدة، وإسرائيل لن تقبل بتدويل النزاع".
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل نقلت تحذيرات إلى باريس، ملمحة إلى إمكانية الرد بإغلاق القنصلية الفرنسية في القدس أو فرض السيادة على مناطق في الضفة الغربية المحتلة. كما وأوضح وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي، جدعون ساعر، هذه الرسائل لنظيره الفرنسي جان نويل بارو.
وفي سياق متصل، أشار دبلوماسي غربي إلى أن السعودية "تحتاج إلى خطوة سياسية، وتسعى للاعتراف بدولة فلسطينية تشمل غزة أيضا"، مشيرا إلى أن دولا أوروبية أخرى مثل بريطانيا وهولندا وبلجيكا قد تنضم إلى هذه المبادرة، بينما يضغط ماكرون على بلجيكا لتغيير موقفها المعارض.
وحذر الدبلوماسي من تجاهل الجانب الإسرائيلي لحل القضية الفلسطينية، قائلا: "إسرائيل اعتقدت خطأ أنه يمكن إدارة النزاع بدلا من حله، والآن تدفع الثمن"، مشيرا إلى أن 80 بالمئة من دول الأمم المتحدة اعترفت بالفعل بدولة فلسطينية.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن صور الأطفال القتلى في غزة، وتصريحات وزراء إسرائيليين متطرفة عن "التجويع والحسم"، تسهم في تأجيج الرأي العام الأوروبي ضد دولة الاحتلال، وتضغط على الحكومات لاتخاذ خطوات فعلية.
وفي ختام الافتتاحية، نقلت الصحيفة العبرية عن مصدر في وزارة خارجية الاحتلال قوله "نحن أمام تسونامي حقيقي، والعالم يرى فقط أطفالاً يموتون منذ تشرين الثاني 2023. لا يوجد أي صوت معتدل أو خطة لإنهاء الحرب. المقاطعة الهادئة كانت هنا من قبل وستتعاظم، ولا أحد يريد أن يرتبط بإسرائيل".