إرسال مستشفيات عائمة إلى غَزّة
تاريخ النشر: 29th, November 2023 GMT
في 8 أكتوبر، أمر الرئيس بايدن أسطولا من السفن العسكرية وحاملة طائرات بالاقتراب من منطقة الحرب بين إسرائيل وحماس. وبعد أيام، أمر حاملة ثانية بالتوجه إلى شرق البحر الأبيض المتوسط. وكوني طبيبا، لا أدعي أنني أعرف الحسابات الجيوسياسية التي تحكم هذه القرارات. لكنني أعرف ماهية الشعور الذي تشعر به عندما تشهد وفاة طفل، وتطاردك احتمالية أنه كان من الممكن منع ذلك.
السفينتان (يو.إس.إن. إس كومفورت) و (يو.إس.إن. إس ميرسي) عبارة عن مستشفيْنِ عائميْن بسعة 1000 سرير، مجهزتين بموظفين مؤهلين وغرف عمليات وحتى وحدات العناية المركزة، ويقدمان خدمات طبية وجراحية متنقلة لدعم الإغاثة في حالات الكوارث والعمليات الإنسانية في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، ومع ظهور واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في حياتنا، فإن السفينة (ميرسي) في طريقها إلى مهمة مخطط لها مسبقا في المحيط الهادئ، وترسو السفينة (كومفورت) في منطقة (موبايل) في ولاية (ألاباما) حيث تخضع للصيانة، ومع اعترافنا بأن الخطط المسبقة والصيانة أمران مهمان، إلا أن هناك أولويات في أوقات الأزمات، ومن هنا يتعين علينا أن نرسل هاتين السفينتين إلى غزة، حيث لقي عدد كبير جداً من الأطفال حتفهم بالفعل.
قد تكون هناك تحديات أمام تجهيز المراكز الطبية المتنقلة وإبحارها إلى البحر الأبيض المتوسط في الوقت المناسب، ولكن هناك أيضا مجموعات تستطيع تقديم الخدمات اللوجستية في وقت سريع، ففي عام 2010، وصلت السفينة (يو.إس.إن. إس كومفورت) إلى (هايتي) بعد أسبوع واحد فقط من وقوع زلزال مدمر أدى إلى إصابة الآلاف وتدمير أكبر مستشفى في البلاد بشكل لا يمكن إصلاحه، لذلك نقترح أن تتضمن الاستراتيجية تحويل السفينة (ميرسي) المجهزة بالكامل من مهمتها الروتينية إلى غزة، في الوقت الذي يتم فيه تجهيز السفينة (كومفورت).
قد يشعر البعض بالقلق من أن نشر السفن في غزة قد يساعد حماس، ولكن من خلال تركيز المساعدات الأمريكية على الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، والذين يشكلون حوالي 40 بالمائة من سكان غزة، يمكننا ضمان توجيه الرعاية إلى غير المقاتلين فقط.
وقد يخشى آخرون على سلامة بحارتنا، ومن المؤكد أنه لا يوجد أحد في مأمن تام بالقرب من منطقة الحرب، ولكن نظرًا لحجميهما، سيتعين على السفينتين (كومفورت) و (ميرسي) أن ترسوان في البحر مع وصول المرضى عبر مروحيات تابعة للبحرية أو قوارب أصغر، فهذه المسافة من الخطوط الأمامية تقلل من خطر وقوع كارثة من صاروخ خاطئ أو قنبلة طائشة.
لقد أوضح الرئيس بايدن أنه يقف خلف إسرائيل في حربها بينما يدعم أيضًا الجهود الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين، لذلك فإن نشر سفينتي (كومفورت) و (ميرسي) لرعاية الأطفال المصابين في غزة يوفر فرصة نادرة لتقديم الخير في حرب تبدو ميؤوسا منها حاليًا.
أنا طبيب، ولم أتلق التدريب الكافي لفهم تعقيدات هذا الصراع والمنطقة، لكنني متأكد أن الجميع يفهمون بساطة هذه المهمة الإنسانية.
مايكل روز هو أستاذ مساعد في طب الأطفال في كلية الطب بجامعة جونز هوبكنز.
عن واشنطن بوست
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
وفد من جامعة «Essen» الألمانية يزور مستشفيات هيئة الرعاية الصحية بالأقصر لتعزيز التعاون في مجال الأورام
استقبل الدكتور محمد شعبان، مدير فرع الهيئة بمحافظة الأقصر، وفدًا طبيًا من جامعة Evangelical Hospital Essen-Mitte (KEM) الألمانية، إحدى المؤسسات الأكاديمية البارزة في أوروبا بمجال علاج الأورام وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أحمد السبكي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرعاية الصحية، والمشرف على منظومة التأمين الصحي الشامل، بشأن أهمية التعاون الدولي وتبادل الخبرات الطبية.
رافق الوفد خلال الزيارة الرسمية الدكتورة رضوى عبد العظيم، مدرس علاج الأورام ومنسق ملف الأورام بالهيئة العامة للرعاية الصحية، في إطار العمل على تعزيز الشراكات البحثية وتبادل الخبرات بمجال الرعاية الصحية المتقدمة.
شملت الزيارة جولة ميدانية بمستشفى إيزيس التخصصي لصحة المرأة، حيث اطلع الوفد على التجهيزات الطبية والتقنيات الحديثة المستخدمة، خاصة في تخصصات التوليد، أمراض النساء، الصحة الإنجابية، وأورام الثدي والنساء. كما ناقش الجانبان إمكانية تنفيذ جراحات أورام الثدي والنساء بمشاركة لجنة طبية متعددة التخصصات، تتولى دراسة الحالات التي تستدعي التدخل الجراحي.
كما تضمنت الزيارة جولة بمستشفى الكرنك الدولي بالأقصر، تناولت سبل التعاون في مجال إنشاء مركز متميز لصحة المرأة ووحدة متنقلة للعلاج الكيماوي والمناعي، إلى جانب التعاون في برامج تدريب الفرق الطبية على أحدث الخطوط الاسترشادية في علاج الأورام.
ناقش الجانبان آليات دعم التدريب الطبي المشترك، الأبحاث السريرية، وتبادل الكوادر الطبية، بالإضافة إلى إمكانية إطلاق برامج علاجية مشتركة تستند إلى خبرات جامعة Essen-Mitte في هذا المجال.
وخلال جلسة حوارية بمستشفى الكرنك، تم عرض إنجازات مستشفيات الهيئة بالأقصر، وتقديم إحصائيات حول أعداد المرضى وتقنيات الجراحات المستخدمة في أورام الثدي وأمراض النساء، تخللها محاضرات علمية ألقاها الدكتور شيركو كومل، المدير الطبي لوحدة أورام الثدي والدكتورة سيمونا جيب، مديرة قسم البحث العلمي واللجان متعددة التخصصات.
شارك في الزيارة ممثلو شركات الأدويةو الدكتورة رنا هاشم، المدير الإقليمي للقطاع الطبي بمصر وليبيا والدكتور أسامة شاهين، المدير المساعد للسياسات والعلاقات الحكومية والشؤون الخارجية والدكتور أحمد طائي، المستشار الطبي الإقليمي للأورام وصحة المرأة بمصر وليبيا والدكتور مارك فريد جيد، مدير قطاع الأورام.