الاحتجاز الإداري ذريعة لاعتقال أكبر عدد من الفلسطينيين.. رايتس ووتش تفتح الملف
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
قالت منظمة هيومن رايتس ووتش، إنه في ظل عمليات تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال، قل التركيز على الأسباب التي تجعل "إسرائيل" تحتجز هذا العدد الكبير من الفلسطينيين.
وأضافت المنظمة في تقرير لها، "حتى الأول من الشهر الماضي اعتقلت السلطات الإسرائيلية ما يقرب من 7000 فلسطيني من الأراضي المحتلة بسبب جرائم أمنية مزعومة".
وبينت، "أن عدد الفلسطينيين المعتقلين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أكبر بكثير مما تم إطلاق سراحهم في الأسبوع الماضي، ومن بين المعتقلين عشرات النساء وعشرات الأطفال.
وتابعت، "لم تتم إدانة الأغلبية مطلقًا بأي جريمة، بما في ذلك أكثر من 2000 منهم محتجزون رهن الاعتقال الإداري، حيث يحتجز الجيش الإسرائيلي فلسطينيين دون تهمة أو محاكمة، ويمكن تجديد هذا الاحتجاز إلى أجل غير مسمى بناءً على معلومات سرية لا يُسمح للمعتقل بالاطلاع عليها".
وأردفت رايتس ووتش، "يتم احتجاز المعتقلين الإداريين على افتراض أنهم قد يرتكبون جريمة في وقت ما في المستقبل، ولهذا احتجزت السلطات الإسرائيلية الأطفال والمدافعين عن حقوق الإنسان والناشطين السياسيين والكثيرين من الفلسطينيين الخاضعين لاعتقال إداري قد يستمر فترات طويلة".
وأكدت المنظمة، "أن العدد الكبير من المعتقلين الفلسطينيين هو في المقام الأول نتيجة لأنظمة العدالة الجنائية المنفصلة التي تطبقها السلطات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة".
ويخضع ما يقرب من 3 ملايين فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية المحتلة، باستثناء القدس الشرقية، للقانون العسكري ويحاكمون في محاكم عسكرية.
وعلى النقيض من ذلك، فإن ما يقرب من نصف مليون مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية يخضعون للقانون المدني والجنائي ويحاكمون في المحاكم المدنية الإسرائيلية، حيث ينتشر التمييز في كل جانب من جوانب هذا النظام.
واستدركت رايتس ووتش، أنه بموجب القانون العسكري، يمكن احتجاز الفلسطينيين لمدة تصل إلى ثمانية أيام قبل أن يمثلوا أمام القضاء وبعد ذلك، أمام قاض عسكري فقط.
ومع ذلك، بموجب القانون الإسرائيلي، يجب تقديم الشخص أمام القاضي في غضون 24 ساعة من اعتقاله، ويمكن تمديدها إلى 96 ساعة عندما يُسمح بذلك في حالات استثنائية.
وأوضحت، "يمكن سجن الفلسطينيين لمشاركتهم في تجمع يضم 10 أشخاص فقط دون تصريح حول أي قضية "يمكن تفسيرها على أنها سياسية"، في حين يمكن للمستوطنين التظاهر دون تصريح ما لم يتجاوز التجمع 50 شخصا، ويتم في الهواء الطلق ويتضمن "خطابات سياسية وتصريحات".
وأشارت المنظمة، "إلى أن الفلسطينيين والمستوطنين يعيشون في نفس المنطقة، لكن تتم محاكمتهم في محاكم مختلفة بموجب قوانين مختلفة مع حقوق مختلفة في الإجراءات القانونية الواجبة، ويواجهون أحكاما مختلفة على نفس الجريمة، والنتيجة هي وجود عدد كبير ومتزايد من الفلسطينيين المسجونين دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة".
وينتشر التمييز أيضاً في معاملة الأطفال. يحمي القانون المدني الإسرائيلي الأطفال من الاعتقالات الليلية، وينص على الحق في حضور أحد الوالدين أثناء الاستجواب ويحد من مقدار الوقت الذي يجوز فيه احتجاز الأطفال قبل أن يتمكنوا من استشارة محامٍ والمثول أمام العدالة، وفقا للمنظمة.
مع ذلك، تعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي بشكل منتظم الأطفال الفلسطينيين خلال المداهمات الليلية، وتستجوبهم دون حضور ولي أمر، وتحتجزهم لفترات أطول قبل تقديمهم إلى القضاء، وتحتجز من لا تتجاوز أعمارهم 12 عاما رهن الاحتجاز المطول على ذمة المحاكمة.
وذكرت "جمعية الحقوق المدنية في إسرائيل"، في 2017، "أن السلطات احتجزت 72 بالمئة من الأطفال الفلسطينيين من الضفة الغربية حتى نهاية الإجراءات، مقابل 17.9 بالمئة فقط من الأطفال في إسرائيل".
وبينما يسمح قانون الاحتلال بالاعتقال الإداري كإجراء مؤقت واستثنائي، فإن استخدام إسرائيل الكاسح للاعتقال الإداري ضد السكان الفلسطينيين، بعد أكثر من نصف قرن من الاحتلال الذي لا نهاية له في الأفق، يتجاوز بكثير ما يسمح به القانون.
وحتى أولئك المتهمين بارتكاب جريمة يُحرمون بشكل روتيني من حقوق الإجراءات القانونية الواجبة في المحاكم العسكرية. قبل العديد من المدانين الذين يقضون عقوبات بتهمة "جرائم أمنية" (2,331 شخصا حتى 1 نوفمبر/تشرين الثاني) صفقات الإقرار بالذنب لتجنب الاحتجاز المطول قبل المحاكمة والمحاكمات العسكرية الصورية، التي تصل نسبة الإدانة فيها إلى 100 بالمئة تقريبا ضد الفلسطينيين.
وقامت السلطات الإسرائيلية على مدى عقود بإساءة معاملة المعتقلين الفلسطينيين وتعذيبهم، وقدمت أكثر من 1400 شكوى من التعذيب، بما في ذلك التكبيل المؤلم والحرمان من النوم والتعرض لدرجات الحرارة القصوى، على يد جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "شين بيت"، إلى وزارة العدل الإسرائيلية منذ عام 2001.
وقد أدت هذه الشكاوى إلى ما مجموعه ثلاثة تحقيقات جنائية دون توجيه اتهامات، وفقا للجنة العامة لمناهضة التعذيب.
وأفادت مجموعة "مراقبة المحكمة العسكرية" أنه في 22 حالة احتجاز لأطفال فلسطينيين وثقتها في عام 2023، قال 64 بالمائة إنهم تعرضوا للإيذاء الجسدي، بينما تعرض 73 بالمائة منهم للتفتيش العاري من قبل القوات الإسرائيلية أثناء احتجازهم.
وأفادت جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية عن ارتفاع كبير في الاعتقالات وتدهور أوضاع السجناء الفلسطينيين قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول، بما في ذلك المداهمات العنيفة والنقل الانتقامي للسجون وعزل السجناء وقلة فرص الحصول على المياه والخبز وقلة الزيارات العائلية.
وطالبت سلطات الاحتلال إنهاء ممارسات الإجراءات التمييزية والمسيئة، سواء استمرت عمليات التبادل أم لا.
وختمت المنظمة بالقول، "إن التمييز في الاعتقال والسجن هو مجرد جانب واحد من القمع المنهجي الذي يكمن وراء ممارسات السلطات الإسرائيلية جرائم ضد الإنسانية المتمثلة بالفصل العنصري والاضطهاد ضد الفلسطينيين.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية رايتس ووتش الاعتقال الإداري الضفة الغربية الاعتقالات غزة الضفة الغربية سجون الاحتلال اعتقالات الاعتقال الإداري سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة السلطات الإسرائیلیة من الفلسطینیین رایتس ووتش
إقرأ أيضاً:
مغردون: كيف وضع الموساد يده على أرشيف الجاسوس كوهين؟
اشتعل الجدل على المنصات السورية، عقب إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، استعادة 2500 وثيقة وصورة وأغراض شخصية خاصة بعميل جهاز "الموساد" إيلي كوهين، خلال عملية سرية في سوريا.
وأوضح الموساد في بيانه، أن استعادة مقتنيات كوهين جاءت بفعل "عملية سرية ومعقدة نفذها جهاز الاستخبارات والعمليات الخاصة التابع للموساد، بالتعاون مع جهاز شريك إستراتيجي"، من دون الكشف عن هوية هذا الشريك أو الإدلاء بمزيد من التفاصيل.
ومع انتشار خبر استعادة تل أبيب للوثائق والصور الخاصة بالعميل كوهين، بات السؤال الأكثر تداولاً على المنصات: كيف تمكن جهاز الموساد من وضع يده على هذا الأرشيف السري والهام؟.
كيف وضع الكيان يده على الأرشيف؟
— Motaz Shilu (@MotazShilu) May 18, 2025
وردا على هذا التساؤل، بدأ مدونون وناشطون بتحليل السيناريوهات المحتملة لوصول هذه الوثائق إلى الإسرائيليين، حيث أشار بعضهم إلى أن إسرائيل ربما حصلت على هذا الملف منذ سنوات، سواء في عهد حافظ الأسد الذي يتهمونه ببيع الجولان لإسرائيل، أو في عهد وريثه بشار الأسد، لكن تل أبيب أخفت الأمر حفاظاً على سرية عملها.
اعتقد ان هذا الملف حصلت عليه اسرائيل منذ زمن ربما في عهد حافظ الأسد الذي باع لهم الجولان أو في عهد بسار ولكنهم لم يعلنوا عنه حتى لا يكشفوا عميلهم والآن بعد أن تم الإطاحة بعميلهم راحوا يستغلون الملف لتوجيه ضربة للنظام الحالي وإلا فليعلنوا تفاصيل عملية الاسترداد
— واثق بالله (@wasekballah) May 18, 2025
ويذهب هؤلاء إلى أن الإعلان الحالي جاء بعد سقوط "العميل" (في إشارة للرئيس المخلوع بشار الأسد) من داخل النظام، لتوظيف الملف في توجيه ضربة سياسية للنظام الجديد، مطالبين إسرائيل بكشف تفاصيل العملية إذا كانت فعلا حديثة.
إعلانفي المقابل، رأى آخرون أن إسرائيل تحاول تسويق الحدث على أنه إنجاز تاريخي، في حين يحتمل –بحسبهم– أن أحد كبار ضباط المخابرات في نظام الأسد استولى على مقتنيات كوهين وباعها لإسرائيل.
لو افترضنا حسن النية قد يكون أحد مسؤولي بشار المسؤول عن تلك الوثائق استولى عليها وسلمها للاحتلال بمقابل متفق عليه
— Alaa (@Alaa41536436) May 19, 2025
وحصر ناشطون الاحتمالات في سيناريوهات رئيسية عن كيفية حصول إسرائيل على 2500 وثيقة من مقتنيات إيلي كوهين، أبرزها بيعها من نظام بشار الأسد قبل سقوطه، مقابل مكاسب في صفقات سرية.
وعلى الجانب الآخر، أشار بعض المغردين إلى أن إسرائيل كانت قد حصلت على هذه الوثائق والصور عام 2018، تزامنا مع إعلانها استعادة ساعة كوهين الشهيرة، لكنها أرادت اليوم إعادة الترويج للموضوع كإنجاز جديد لدولة الاحتلال.
ووصف ناشطون استعادة أرشيف إيلي كوهين بأنه يحمل دلالات رمزية وسياسية كبيرة، مؤكدين أن كوهين لم يكن مجرد عميل استخبارات، بل رمز صهيوني تحتفي به إسرائيل كنموذج للتضحية والعبقرية التجسسية.
وأضافوا أن نتنياهو يسوّق استعادة الأرشيف كعملية معقدة، بينما الواقع قد يكون أكثر بساطة، خاصة في ظل الفوضى الأمنية التي تشهدها سوريا، وترجيح أن أحد ضباط مخابرات النظام المخلوع قد باع الأرشيف للإسرائيليين.
وتساءل مدونون عن هوية الدولة "الشريكة" التي ساعدت إسرائيل في تهريب الوثائق، مؤكدين أن إيلي كوهين يُعد أخطر اختراق استخباري تعرضت له الدول العربية علنا، وأنه كان على بعد خطوة من الوصول إلى رئاسة الجمهورية السورية، قبل كشفه صدفة.
سوريا صارت مستباحة للموساد
— Jerusalem, Palestine ???????? (@PaliTheJenin) May 18, 2025
ولفتوا إلى واقعة تحدي كوهين للقضاة أثناء محاكمته ومقولته الشهيرة بأن "أنصاره من الضباط السوريين لن يسمحوا بإعدامه"، إضافة إلى المفارقة التاريخية بأن أحد أول قرارات حافظ الأسد بعد انقلابه بفترة قصيرة كان اعتقال اللواء صلاح الدين الضللي، رئيس المحكمة العسكرية التي أصدرت حكم الإعدام على كوهين، وسجنه لسنوات.
إعلانولم تعلّق السلطات السورية حتى الآن على الإعلان الإسرائيلي بجلب وثائق كوهين من أرشيف المخابرات السورية.