عربي21:
2025-05-18@07:52:30 GMT

مؤتمر المناخ: تحديات السياسة والبيئة

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

قمة الأطراف "COP28" هو المؤتمر الثامن والعشرين لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والذي يعقد في الفترة من 30 تشرين الثاني/ نوفمبر إلى 12 كانون الأول/ ديسمبر 2023 في مدينة إكسبو دبي، في الإمارات العربية المتحدة.

يهدف المؤتمر إلى تقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس، الذي تم التوصل إليه في عام 2015، والذي يهدف إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى 1.

5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. ويتمثل أحد التحديات الرئيسية في مؤتمر "COP28" في عدم التوصل إلى توافق بين الدول حول كيفية تحقيق أهداف اتفاق باريس. فقد تعهدت بعض الدول بالفعل بخفض انبعاثاتها بنسبة 50 أو أكثر بحلول عام 2030، بينما لم تتعهد دول أخرى بأي تخفيضات.

يرجع هذا الاختلاف إلى مجموعة من العوامل، بما في ذلك الاختلافات الاقتصادية والسياسية بين الدول، والاختلافات في الاعتماد على الوقود الأحفوري.

لقد كانت بريطانيا أولى الدول التي تتخلى عن التزاماتها البيئية بشكل صريح، ففي أيلول/ سبتمبر 2023، أعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، عن تراجع بريطانيا عن بعض التعهدات المناخية، وشمل ذلك تأجيل حظر بيع السيارات الجديدة التي تعمل بالبنزين والديزل إلى عام 2035 بدلا من عام 2030، وإلغاء هدف خفض انبعاثات الكربون من قطاع الطيران بنسبة 50 في المئة بحلول عام 2050.

وجاء هذا التراجع بعد انتقادات من بعض المحافظين، الذين اعتبروا أن التعهدات المناخية السابقة كانت غير واقعية وتمثل عبئا على الاقتصاد البريطاني، كما جاء التراجع في أعقاب الأزمة الاقتصادية الناجمة عن الحرب في أوكرانيا، والتي أدت إلى ارتفاع أسعار الطاقة وزيادة التضخم.

وتم توجيه انتقادات لاذعة للدولة المستضيفة (الإمارات) حول دورها في التلوث البيئي. وفي هذا الصدد كتبت صحيفة الغارديان الإنجليزية في مقال لها أنه على الرغم من استضافة الإمارات لمؤتمر "COP28"، إلا أن آبار النفط والغاز التي تديرها الإمارات تشهد احتراق الغازات بشكل يومي، وذلك على الرغم من أن الإمارات التزمت منذ أعوام عديدة وفي إطار اتفاق باريس بوقف حرق هذه الغازات.

وبحسب الصحيفة فقد لعبت الإمارات دورا كبيرا في انبعاث الغازات السامة والغازات الدفيئة من خلال حرق الغازات من آبارها للنفط والغاز البالغ عددها 32 بئرا، 20 منها تابعة لشركة أدنوك التي يرأسها سلطان الجابر، رئيس قمة المناخ. كما أنّ الإمارات خططت لحفر آبار النفط والمشاريع النفطية الكبيرة في مناطق مختلفة من العالم في إطار خططها الخمسينية، وتعد البنية التحتية الرئيسة لهذه المشاريع مخالفة للمعايير والمبادئ الدولية في دعم البيئة، ومعظم هذه المشاريع تنفذها شركة أدنوك وبدعم من سلطان الجابر، الأمر الذي أظهر صورة سلبية له بين الداعمين والناشطين في مجال البيئة.

ومن التحديات الأخرى المطروحة على أجندة المؤتمر هي حاجة البلدان النامية إلى المساعدة في الانتقال إلى اقتصادات أكثر استدامة. فهذه البلدان تعاني بالفعل من آثار تغير المناخ، وهي أقل استعدادا للتعامل معها، حيث تقدر الأمم المتحدة أن البلدان النامية تحتاج إلى 100 مليار دولار أمريكي من التمويل المناخي سنويا بحلول عام 2030، ومع ذلك، فقد فشلت الدول المتقدمة حتى الآن في الوفاء بهذا الالتزام.

إلى جانب التحديات المناخية يواجه المؤتمر ومنظموه انتقادات حادة في المجال الحقوقي والإنساني، حيث قالت هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، إنّ الإمارات العربية المتحدة تُخضع المعارضة السلمية من خلال التعبير أو تكوين الجمعيات أو الانضمام إليها أو التجمع السلمي لقيود مشددة أو تجريم، وتتطلب التجمعات العامة موافقة الحكومة، والعشرات من منتقدي الحكومة مسجونون.

كما قال المتحدث الرئيسي باسم "تحالف العدالة المناخية" (Climate Justice Coalition) أسد رحمن: "نشعر بقلق بالغ إزاء (احتمال) توقيف أشخاص واحتجازهم"، مشيرا إلى أن تحالف العدالة المناخية ينوي تنظيم تحرّكات على الأرض. وأوضح الناشط لوكالة فرانس برس أن ثمة قلقا أكبر من حجم المراقبة وخصوصا المراقبة الرقمية.

فلسطينيا، فقد أصدرت اللجنة الوطنية الفلسطينية لمقاطعة "إسرائيل"، أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني وقيادة حركة المقاطعة (BDS) نداء دعت فيه كافة أطر ومؤسسات الشعب الفلسطيني والشعوب العربية للامتناع عن المشاركة في الدورة الثامنة والعشرين لقمة تغيّر المناخ السنوية للأمم المتحدة، وذلك بسبب ما وصفته بالتحالف مع إسرائيل.

ختاما، من الناحية النظرية، يُعد مؤتمر "COP28" فرصة مهمة للدول لاتخاذ خطوات ملموسة لمواجهة تغير المناخ، ومن خلال العمل معا، يمكن للدول التوصل إلى اتفاقات طموحة لخفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وتوفير التمويل المناخي للبلدان النامية، والتكيف مع آثار تغير المناخ. وأما من الناحية العملية، فقد يظهر هذا المؤتمر إصرار الدول على المضي قدما في سياسات مناخية خادعة قائمة على التعهد الاسمي دون تنفيذ خطوات على الأرض، كما لا يمكن إغفال دور المقاطعة الواسعة بسبب حقوق الإنسان وحرية التعبير والعامل الحقوقي في هذا التجمع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المناخ الإمارات البيئة الإمارات البيئة المناخ مؤتمرات صحافة سياسة صحافة سياسة صحافة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تغیر المناخ

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: مستويات قياسية في نسبة الجوع عبر العالم بسبب النزاعات وأزمة المناخ

أفاد تقرير أممي بأن النزاعات والصدمات المناخية والاقتصادية دفعت الجوع إلى مستويات غير مسبوقة في العالم عام 2024، حيث تجاوز عدد المتأثرين 295 مليون شخص في 53 دولة. وحذر التقرير من تفاقم الأزمة عام 2025 مع تراجع تمويل المساعدات الإنسانية وتزايد سوء تغذية الأطفال. اعلان

كشفت الأمم المتحدة، في تقريرها الصادر يوم الجمعة، أن انعدام الأمن الغذائي الحاد وحالات سوء تغذية الأطفال سجّلا ارتفاعاً للسنة السادسة على التوالي في عام 2024، حيث طالت هذه الأزمات أكثر من 295 مليون شخص في 53 دولة وإقليم، بزيادة بلغت 5% مقارنة بعام 2023. وفي أكثر المناطق تضرراً، يعاني نحو 22.6% من السكان من مستويات جوع مصنفة في "مرحلة الأزمة" أو ما هو أسوأ.

وقال راين بولسن، مدير قسم الطوارئ والقدرة على الصمود في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو): "يرسم تقرير الأمن الغذائي العالمي لعام 2025 صورة مروّعة... النزاعات، والتطرف المناخي، والضغوط الاقتصادية هي المحركات الرئيسية لهذه الكارثة، وغالباً ما تتداخل فيما بينها لتفاقم الأوضاع."

ويتوقّع التقرير أن تتدهور الأوضاع أكثر خلال عام 2025، مشيراً إلى أن التمويل المخصص للمساعدات الغذائية الإنسانية يشهد أكبر تراجع منذ بدء إعداد هذه التقارير، حيث يُقدَّر الانخفاض بنسبة تتراوح بين 10% وأكثر من 45%.

ويأتي هذا التراجع في ظل انسحاب الولايات المتحدة من دورها التقليدي في تقديم المساعدات، بعد أن أقدم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تقليص وكالة التنمية الدولية (USAID) وإلغاء أكثر من 80% من برامجها الإنسانية.

وحذرت سيندي ماكين، مديرة برنامج الأغذية العالميالتابع للأمم المتحدة، ومقره روما، قائلة: إن "الملايين من الجوعى فقدوا، أو هم على وشك أن يفقدوا، شريان الحياة الذي نوفره لهم."

Relatedفي مستشفيات غزة لا دواء ولا غذاء.. المرضى يصارعون الجوع في ظل حصار إسرائيلي خانقالسودان: فرّوا من ويلات الحرب ليلاحقهم شبح الجوع أينما ولّوا وجوههمالجوع يفتك بسكان غزة والمطابخ الخيرية على وشك الانهيار بسبب الحصار الإسرائيليالحروب تقود إلى المجاعة

وأوضح التقرير أن النزاعات المسلحة شكّلت السبب الأول للجوع، حيث طالت قرابة 140 مليون شخص في 20 دولة خلال 2024، بما في ذلك مناطق تعيش مستويات "كارثية" من انعدام الأمن الغذائي، مثلغزة، وجنوب السودان، وهايتي، ومالي. وقد أعلنت السودان رسمياً دخولها في حالة مجاعة.

أما الصدمات الاقتصادية، بما فيها التضخم وانهيار العملات، فقد دفعت بـ59.4 مليون شخص في 15 دولة -من بينها سوريا واليمن- إلى هاوية الجوع، أي ما يقرب من ضعف العدد المسجَّل قبل جائحة كوفيد-19.

وفي السياق المناخي، تسببت ظواهر الطقس القاسي، وخاصة الجفاف والفيضانات المرتبطة بظاهرة "النينيو"، في إدخال 18 دولة في حالة أزمة غذائية، مؤثرةً على أكثر من 96 مليون شخص، خصوصاً في مناطق إفريقيا الجنوبية، وجنوب آسيا، وشرق إفريقيا.

مستويات تنذر بالخطر

أشار التقرير إلى أن عدد الأشخاص الذين يواجهون ظروفاً أشبه بالمجاعة قد تضاعف أكثر من مرتين، ليصل إلى 1.9 مليون شخص، وهو أعلى رقم مسجّل منذ بدء مراقبة هذه المؤشرات عام 2016.

كما بلغت معدلات سوء التغذية لدى الأطفال مستويات مفزعة؛ إذ يُقدَّر أن نحو 38 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من سوء تغذية حاد في 26 بؤرة تغذوية، من بينها السودان واليمن ومالي وقطاع غزة.

وقد ساهم التهجير القسري أيضاً في تعقيد الأزمة، حيث يعيش نحو 95 مليون نازح -سواء لاجئين أم مهجّرين داخلياً- في دول تعاني من أزمات غذائية، كجمهورية الكونغو الديمقراطية وكولومبيا.

ورغم الصورة القاتمة العامة، شهد عام 2024 بعض التحسن في 15 دولة، من بينها أوكرانيا وكينيا وغواتيمالا، حيث ساهمت المساعدات الإنسانية، وتحسُّن المحاصيل، وتراجع معدلات التضخم، وانخفاض حدة النزاعات، في تخفيف حدة انعدام الأمن الغذائي.

اعلان

ودعا التقرير إلى كسر الحلقة المفرغة للجوع من خلال الاستثمار في الأنظمة الغذائية المحلية. وقال بولسن:

"تُظهر الأدلة أن دعم الزراعة المحلية هو الطريق الأنجع لإغاثة أكبر عدد من الناس، بكرامة، وبأقل التكاليف."

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • علاء عابد: كلمة الرئيس في قمة بغداد أرست ثوابت السياسة المصرية تجاه القضية الفلسطينية
  • الرئيس العراقي: قمة بغداد تُعقد وسط تحديات خطيرة ونهدف لتوحيد المواقف العربية
  • وسط تحديات إقليمية وعالمية.. بغداد تستضيف القمة العربية الـ34
  • بغداد تحتضن القمة العربية الـ34.. توحيد الصفوف في مواجهة تحديات المنطقة
  • الأمم المتحدة: مستويات قياسية في نسبة الجوع عبر العالم بسبب النزاعات وأزمة المناخ
  • انتخاب ممثل الإمارات نائباً لرئيس لجنة المناخ والبيئة لـ «الإيكاو»
  • العراقيون يطالبون بتعزيز جواز السفر لا بيانات: قمة بغداد بين انتظارات الناس ومجاملات السياسة
  • منحه محمد بن زايد إلى الرئيس الأمريكي ترامب.. ماذا تعرف عن «وسام زايد»؟
  • مبعوث أممي: الإمارات نموذج رائد في تنويع الاقتصاد وتوظيف الذكاء الاصطناعي
  • مؤتمر جامعة حلوان يوصي بتفعيل المشروعات الخضراء وتحديث قوانين الملكية الفكرية لمواجهة تغير المناخ