أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الجمعة، أن ألمانيا أغلقت قنصلياتها العامة في مدن يكاترينبرج ونوفوسيبيرسك وكالينينجراد الروسية في إطار سعيها نحو وقف العلاقات الدبلوماسية الروسية الألمانية.

وقالت زاخاروفا، في تصريحات أوردتها وكالة أنباء "تاس" الروسية، "إنه من الواضح تمامًا أن السلطات الألمانية تتخذ هذه الإجراءات وفقًا لسياسة الحكومة الألمانية، التي تهدف إلى وقف العلاقات الروسية الألمانية المعقدة بأكملها، بما في ذلك تقليل التفاعل في البعد الدبلوماسي".

وأشارت المتحدثة إلى أن برلين تتعمد تعقيد الخدمة القنصلية لمئات الآلاف من المواطنين الروس الذين يعيشون في ألمانيا. 

واختتمت زاخاروفا قائلة: "إننا نتخذ إجراءات للتخفيف إلى أقصى حد من الصعوبات التي تخلقها السلطات الألمانية لمواطنينا والألمان المهتمين بالحفاظ على الاتصالات مع بلادنا".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: موسكو العلاقات الدبلوماسية زاخاروفا السلطات الألمانية

إقرأ أيضاً:

الحرب بين «موسكو وكييف».. نقطة بداية «تعدد القطبية»

فى أعقاب انطلاق ما وصفته روسيا بـ«العملية العسكرية الروسية» فى أوكرانيا يوم 24 فبراير 2022، تزايد الحديث من جانب روسيا وقياداتها، فى مناسبات عدة، على أنها تهدف للوصول إلى ما وصفته بـ«العالم متعدد القطبية» بعيداً عن هيمنة القطب الأوحد ممثلاً فى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتزامن مع ذلك حرص الرئيس الروسى على أن يعقد عدداً من لقاءاته مع زعماء عالميين على منضدة شهيرة مرسوم عليها عدد من «الكرات» التى تشير فيما يبدو إلى «الأقطاب» التى ينادى بوجودها الرئيس الروسى.

وفى 15 أغسطس 2023، فى العام التالى لانطلاق العملية العسكرية الروسية، وتحديداً فى «مؤتمر موسكو للأمن الدولى» فى نسخته الحادية عشرة، دعا الرئيس الروسى بشكل واضح إلى تشكيل «عالم متعدد الأقطاب»، معتبراً أن ذلك «سيكون حلاً لغالبية المشكلات».

وأضاف: «كنا ولا نزال من المؤيدين بقوة لنظام عالمى متعدد الأقطاب يقوم على أولوية قواعد ومبادئ القانون الدولى، وسيادة الدول وتساويها، والتعاون البنّاء والثقة».

وأشار إلى أن هذه المبادئ يمكن أن تصبح أساساً مهماً للتنمية العالمية المستقرة والتقدمية، من أجل حل عادل، والأهم من ذلك، حقيقى للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية والبيئية، ولتحسين نوعية حياة ورفاهية الملايين من الناس، حسبما نقلت وكالة سبوتينيك الروسية.

وذكر بوتين أن «معظم الدول مستعدة للدفاع عن سيادتها ومصالحها الوطنية وتقاليدها وثقافتها وأسلوب حياتها»، لافتاً إلى أنه «يجرى تعزيز المراكز الاقتصادية والسياسية الجديدة».

وفى دراسة بعنوان «نحو بناء عالم مُتعدد الأقطاب.. دلالات انعقاد مؤتمر موسكو للأمن الدولى»، أشار أحمد السيد، الباحث فى برنامج العلاقات الدولية بالمركز المصرى للفكر، إلى أنه فى ظل تغيرات جيوسياسية عالمية، وتأزم كبير يشهده العالم، فضلاً عن التغيير الجوهرى فى الوضع السياسى والعسكرى فى العالم.

ومن أجل النقاش حول القضايا الأكثر إلحاحاً للأمن العالمى والإقليمى، جاء انعقاد مؤتمر موسكو للأمن الدولى فى نسخته الحادية عشرة فى 15 أغسطس 2023، من أجل تشكيل وتعزيز نظام عالمى متعدد الأقطاب، وذلك فى ظل حضور أكثر من 800 مندوب من 76 دولة وفى ظل غياب أى تمثيل للدول الغربية.

وأشار الباحث إلى أنه تأتى أهمية مؤتمر عام 2023، من منظور العملية العسكرية الروسية الخاصة فى أوكرانيا، حيث أوضح وزير الدفاع الروسى «سيرجى شويجو» أن العملية العسكرية الروسية الخاصة فى أوكرانيا قد وضعت حداً لهيمنة الغرب فى المجال العسكرى.

فضلاً عن أن حضور وزير الدفاع الصينى ووزراء دفاع من دول أفريقية وآسيوية عِدة للمؤتمر هو دليل على أنه لا توجد هناك عزلة لروسيا، ويبين كذلك رغبة دولية فى إنهاء الهيمنة الأمريكية على النظام الدولى.

ولفت الباحث إلى أنه خلال مؤتمر موسكو للأمن الدولى فى نسخته الحادية عشرة أرادت روسيا إيصال رسالة مفادها أن هناك فرصة كبيرة للتقليل والحد من المواجهة على المستويين العالمى والإقليمى، وتحييد التحديات والمخاطر، وتعزيز الثقة بين الدول وفتح فرص واسعة لتنميتها من خلال إرساء نظام عالمى مُتعدد الأقطاب يقوم على احترام قواعد ومبادئ القانون الدولى وسيادة الدول.

«هلال»: إذا انتهت الحرب بنجاح روسيا فى تحقيق مطالبها الأساسية سيتأكد اتجاه تحول توازن القوى فى النظام الدولى

وكان د. على الدين هلال، أستاذ العلوم السياسية، قد أشار فى دراسة له بعنوان «تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية فى النظام العالمى» إلى أن الأزمة الروسية الأوكرانية جاءت «تأكيداً لقوة روسيا العسكرية، وقدرتها على اتخاذ قرار الحرب دفاعاً عما تتصوره قيادتها السياسية خطراً على أمنها القومى وتهديداً وجودياً لها»، وذلك بعد أن سبق وأتاح انهيار الاتحاد السوفيتى لواشنطن فرصة فرض رؤيتها وأولوياتها على النظام الدولى، لإدخال مفاهيم مخالفة لما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة، مثل الحق فى التدخل، ومسئولية الحماية كمبرر للتدخل فى شئون الدول الأخرى، بدعوى حماية الأقليات واحترام حقوق الإنسان.

وأضاف «هلال» فى الدراسة المنشورة بمجلة السياسة الدولية إلى أنه «مع تغير الأوضاع فى كل من روسيا والصين، لم يعد ممكناً استمرار دور «القطب الواحد»، وبدأ الحديث عن اتجاه تفاعلات النظام الدولى نحو تعدد الأقطاب بحكم الوزن العسكرى لروسيا والقوة الاقتصادية للصين، واتجاه كل منهما لنشر نفوذه وتوثيق علاقاته مع دول العالم».

ولفت إلى أنه «إذا انتهت الحرب بنجاح روسيا فى تحقيق مطالبها الأساسية، وهى منع انضمام أوكرانيا إلى حلف الأطلنطى، وإعلانها دولة محايدة، فإنها تكون قد انتصرت، وتكون الصين أيضاً قد استفادت، وتكون الولايات المتحدة قد خسرت نسبياً، ويكون تأكيد اتجاه تحول توازن القوى فى النظام الدولى إلى تعدد الأقطاب».

«رشوان»: الحرب بالنسبة للطرفين «معركة مصيرية» سيترتب عليها بزوغ قطب جديد والآخر سيكون موقفه صعباً

لكن د. نبيل رشوان، الخبير فى الشئون الروسية والأوكرانية، يعتبر أن مسألة بلورة قطب جديد فى العالم لم تتضح بعد.

«موسكو» تواجه تحديات كبيرة من بينها العقوبات المفروضة عليها

وأشار إلى أن روسيا حالياً منهكة عسكرياً واقتصادياً بسبب حربها فى أوكرانيا، ولا تزال تواجه تحديات كبيرة من بينها «العقوبات المفروضة عليها»، التى حتى لو انتهت الحرب غداً فإن هذه العقوبات لن تنتهى، حسب قوله، هذا فضلاً عن أن الصين لا تزال مشغولة فى قضية تايوان، وفى المقابل فإن الولايات المتحدة غير مستعدة للتخلى عن فكرة أنها الدولة المهيمنة، ولا تزال هى اللاعب الأساسى حتى الآن فى الشرق الأوسط، وفى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى وأزمة غزة، بينما روسيا لا يوجد لها دور مؤثر كثيراً، فى الوقت الذى كنا نأمل فيه أن يكون لها دور أكبر.

ولعل مما يُعزز فكرة «رشوان» عن عدم تبلور واتضاح قطب جديد بعد، هو أن الحرب الروسية الأوكرانية ما زالت دائرة ولم تنته بعد، وهى حرب من وجهة نظره «لا تقبل القسمة على اثنين» لأنه لو هُزمت روسيا على الأرض فإنها ستخسر فضاء الاتحاد السوفيتى السابق كله، وستترك وسط آسيا، وهى المنطقة التى يوجد فيها فضاؤها وهيمنتها، لصالح الصين وتركيا، كما أنه ستحدث فيها تغيرات داخلية، وفى المقابل فإن مسألة قبول الغرب والولايات المتحدة والناتو بهزيمة أخرى فى أوكرانيا، بعد هزيمتهم فى أفغانستان، يعتبر مسألة صعبة، وسيكون موقفهم بعدها صعباً جداً.

وبناء على ما سبق، يعتقد «رشوان» أن الحرب الروسية الأوكرانية بالنسبة لكل من روسيا، والولايات المتحدة والغرب، تعتبر معركة حياة أو موت أو «معركة مصيرية»، لأنه سيترتب عليها بزوغ قطب جديد، أما القطب الآخر فإن موقفه «سيكون صعباً جداً».

أما فى حالة افتراض أن الكفة يمكن أن تميل فى نهاية الحرب لصالح روسيا، وهو الأمر الذى ربما يشير إليه فشل الهجوم الأوكرانى المضاد، وانتقال روسيا إلى مرحلة الهجوم مجدداً وتحقيق مكاسب عسكرية كان أبرزها مؤخراً احتلالها مدينة «أفدييفكا»، فيتوقع رشوان أن روسيا ستصبح قطباً جديداً بالفعل، كما يمكن للصين أن تكون كذلك أيضاً، إلى جانب الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • زاخاروفا: طرد الصحفيين الغربيين سيستمر إذا تواصل قمع الصحفيين الروس
  • موسكو: تعليق مؤقت لاتفاقية التعاون بين روسيا وإيران
  • "لا انسحاب ولا إعادة أراض".. الكشف عن 3 بنود في مسودة بيان "مؤتمر سويسرا" حول أوكرانيا
  • الخارجية الروسية سحب اعتماد من قناة "ORF" النمساوية في موسكو
  • الحرب بين «موسكو وكييف».. نقطة بداية «تعدد القطبية»
  • مصر تطلع روسيا على تطورات الأحداث في غزة وترحب بمقترح موسكو
  • مظاهرات في ألمانيا وأمريكا لوقف جرائم الإبادة الجماعية في قطاع غزة
  • بيسكوف: تصريحات المسؤولين الألمان حول الاستعداد للحرب مع روسيا نابعة عن عجز بالاستقلالية
  • موسكو تعتبر زيارة وفد أرميني إلى مدينة بوتشا في أوكرانيا خطوة غير ودية
  • نائبة ألمانية تكشف سبب مغادرتها مع أسرتها للاستقرار في روسيا