لبنان ٢٤:
2025-12-01@03:47:56 GMT
ماذا كشف تقريرٌ فرنسي عن لبنان والحرب؟ التفاصيل مشوّقة ومهمّة جداً!
تاريخ النشر: 3rd, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقريراً للكاتبتين فانيسا نيوباي وكيارا روفا حول الوضع في جنوب لبنان والتحديات التي تواجه السكان والقادة في المنطقة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها إن "الخط الأزرق" الذي أنشأته الأمم المتحدة في سنة 2000 لمراقبة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، يعدّ من أخطر خطوط الصدع الجيوسياسية في العالم، ومن المرجّح أن يندلع صراع هناك قد يزعزع بلاد الشام والمنطقة برمتها، بما في ذلك إيران وربما جميع القوى العظمى أو بعضها.
ومنذ حرب تموز 2006 التي اندلعت بين حزب الله وإسرائيل، المعروفة باسم "حرب لبنان الثانية"، ظل جنوب لبنان ينعم بالسلام حتى في غياب اتفاق رسمي بين لبنان وإسرائيل.
وفي سنة 1978، أطلقت الأمم المتحدة عمليّة حفظ السلام على هذه الحدود، وهي قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل). ومنذ ذلك الحين غُمرت المنطقة بالعمليات الاستطلاعية على مدار الساعة لمراقبة الجانب اللبناني من أجل منع أي وجود واضح لحزب الله. كذلك، أنشأت اليونيفيل قناة اتصال منتظمة بين الجيشين اللبناني والإسرائيليّ، ونظمت اجتماعات شهرية لمنع أي تصعيد غير مقصود بين الطرفين.
وذكرت الصحيفة أن الكثيرين يعتقدون أن السلام لم يتحقق، لأن البيئة الاستراتيجية لم تكن مواتية للتصعيد، وأضافت: "يبدو أن حزب الله وإسرائيل أدركا أنهما سيفتقران إلى الدعم الداخلي لمواجهة جديدة، هذا بالإضافة إلى عدم الاستقرار الإقليمي بسبب تنظيم الدولة والحرب السورية. مع ذلك، فقد اعتبروا دائمًا أن "حرب تموز" لم تنتهِ.
تغيير البيئة الاستراتيجية
وتستعد إسرائيل منذ سنة 2006 بهدوء لتصعيد محتمل على ما تسمّيه "الجبهة الشمالية"، وقد مثّلت ساحة المعركة هذه صعوبة للجيش الإسرائيلي في سنة 2006، واعتبر العديد من الخبراء العسكريين في إسرائيل أن حرب لبنان الثانية قد شكلت أداء ضعيفاً.
على الجانب اللبناني، منذ سنة 2016، أصبحت منطقة عمليات اليونيفيل أقل ترحيبا بقوات الأمم المتحدة، حيث أصبح وجود حزب الله هناك أكثر وضوحاً. وعلى بعد بضعة كيلومترات من منشآت اليونيفيل، قام الحزب ببناء مهابط طائرات وميادين إطلاق نار، كما قامت منظمة "خضراء بلا حدود"، وهي منظمة بيئية غير حكومية تابعة له، ببناء العديد من أبراج المراقبة المطلة على إسرائيل. في غضون ذلك، أعلنت "اليونيفيل" عن زيادة في التدخّل المحلي ما منعها من القيام بدوريات في العديد من المناطق على طول "الخط الأزرق".
أما اليوم، فتغيّرت البيئة الاستراتيجية: فالهجوم الذي قامت به حماس في "إسرائيل" في السابع من تشرين الأول يجعل فكرة الحرب بين الدول ممكنة مرة أخرى، ويبدو أن الاشتباكات الحدودية تتصاعد. مع ذلك، إذا أصبح الصراع ممكنا الآن، فما هي الفوائد التي يمكن أن يتوقعها الطرفان منه؟
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل شاركت في الماضي بعمليات توغل عسكرية في لبنان، الأمر الذي أدى في نهاية المطاف إلى تعزيز خصومها على المدى الطويل. وتدمير منظمة التحرير الفلسطينية لم يمنع ظهور حماس، كما خلقت إسرائيل بملاحقتها لها في جنوب لبنان، الظروف الملائمة لصعود حزب الله. ورغم خمس عمليات اجتياح، أثبتت إسرائيل أنها غير قادرة على احتلال أدنى قطعة من الأراضي اللبنانية، كما أجبرها حزب الله والاحتجاجات المدنية على مغادرة "المنطقة الآمنة" في سنة 2000، وبالتالي فإن الهجوم الإسرائيلي الجديد قد يكون عقابياً، وفق الصحيفة.
وتلفت "لوموند" إلى أنّ "حزب الله يدرك أنه سيتحمّل المسؤولية إذا انجر لبنان إلى حرب أخرى، خصوصاً أنه يؤكد دائماً أن سبب وجوده يكمن في الدفاع عن السيادة اللبنانية"، مشيرة إلى أنّ "اندلاع حرب أخرى مع إسرائيل، خاصة إذا ما أدت إلى سحق لبنان، من شأنها أن تُعرّض حزب الله لخطر خسارة كل الدعم الشعبي عندما يحين وقت التوصل إلى السلام، وبالتالي التعجيل بنهايته".
وتضيف: "منذ السابع من تشرين الأول، تعكس الخطابات من الجانبين هذه الاعتبارات. في بعض الأحيان كانت الخطابات تحريضية، ولكن الجميع احترس من الدعوة إلى حرب شاملة. في هذا الصدد، أعلنت إسرائيل أنها ليست مهتمة بالصراع على حدودها الشمالية لكن ذلك لم يمنع بنيامين نتنياهو من التصريح بأن الهجمات الإسرائيلية المضادة في لبنان ستكون على نطاق لا يمكن تصوّره وستسبب دماراً".
وفي وقتٍ سابق، توعّد الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بتهديدات أيضًا رغم بعض التحفّظ، وأعلن في أحد خطاباته الأخيرة قائلاً: "ما يحدث على جبهتنا مهم وذو مغزى (...)، لكني أؤكد لكم أن هذه لن تكون النهاية. لن يكون كافيًا". وفي 11 تشرين الثاني الماضي، أشار نصرالله إلى زيادة حدة الاشتباكات باعتبارها "تحسناً" في عمليات حزب الله "سواء من حيث الجودة أو الكمية" أو "العمق" لكنه في الوقت نفسه قال: "ستظل جبهتنا جبهة ضغط"، وامتنع عن الدعوة إلى حرب شاملة.
وأمام ذلك، رجّحت الصحيفة الفرنسيّة أن ينهار هذا التوازن الدقيق بين التهديدات والانتقام المتناسب، ذلك أن كلا الجانبين مستعدان للحرب، وأضافت: "لقد تم تكييف المقاتلين عند الجانبين منذ ولادتهم على النظر إلى بعضهم البعض كأعداء، وقد بنوا هويّتهم من خلال معارضة الآخر. إلى جانب ذلك، فإن قراءتهم لأي تحرّك على الأرض تتم من خلال هذا المنظور، الذي يجعل من الصعب للغاية إظهار ضبط النفس في ظل ضبابية الصراع.
وحتى في الوقت الذي تسعى فيه "إسرائيل" وحزب الله إلى الحفاظ على هذا التوازن على المستويين الاستراتيجي والعملياتي، فإن خطأً بسيطًا في الحكم على المستوى التكتيكي يمكن أن يؤدي إلى تصعيد لا يستطيع أي من الطرفين الهروب منه.
ونقلت الصحيفة عن اليونيفيل أنه رغم التوترات المتزايدة إلا أنها تعتزم الحفاظ على وجود واضح في جنوب البلاد. ويتلخص الحل الأمثل الذي يستطيع المجتمع الدولي أن يقدمه في هذا الوقت في السماح للأمم المتحدة بنشر قوات حفظ السلام على جانبي "الخط الأزرق" ـ في لبنان وإسرائيل ـ لإظهار تطور الوضع على الأرض. ووفقاً لـ"لوموند"، فإنه من شأن ذلك أن يسمح بالسيطرة على الأطراف وتجنب السيناريو الأسوأ، المتمثل في التصعيد غير المقصود الذي يسببه عدد قليل من المقاتلين المستعدين لإطلاق النار. (عربي21)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الأمم المتحدة جنوب لبنان حزب الله فی لبنان فی سنة
إقرأ أيضاً:
دلالة مهمة.. ماذا تعني زيارة البابا إلى لبنان؟
نشرَت صحيفة "thenational" تقريراً جديداً تحدثت فيه عن زيارة البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان، مشيرة إلى ما تعنيه هذه الزيارة بالنسبة للشرق الأوسط.التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" يقولُ إنه "عام 1964، زار البابا بولس السادس لبنان وبقي مُدّة ساعة في مطار بيروت الدولي، وقد استغل خطابه المُقتضب آنذاك لتسليط الضوء على احتفاظ لبنان بمكانته المرموقة بين الأمم".
وتابع: "منذ تلك الزيارة الأولى، استضاف لبنان المزيد من القادة الكاثوليك. قام البابا يوحنا بولس الثاني بزيارة رسولية كاملة في أيار 1997، تلاه البابا بنديكتوس السادس عشر في عام 2012، في وقتٍ كانت الحرب الأهلية مستعرة فيه في سوريا المجاورة. يوم الأحد، سيصل البابا ليون الرابع عشر إلى بيروت في زيارة دينية ودبلوماسية تستغرق يومين".
وأكمل: "وبذلك، يواصل البابا ليو جهود التواصل مع العالمين الإسلامي والعربي التي بدأها سلفه، البابا فرنسيس. مع هذا، لا يزال الكثيرون يتذكرون الزيارة الرائدة للبابا الأرجنتيني إلى الإمارات العربية المتحدة في شباط 2019، والتي استغرقت ثلاثة أيام . وهناك، احتفل البابا فرنسيس بأول قداس بابوي في شبه الجزيرة العربية، ووقع وثيقة الأخوة الإنسانية مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. وإلى جانب كونها لحظةً سعيدةً للكاثوليك في الإمارات، تميّزت زيارة البابا فرنسيس بالتسامح الديني والحوار بين الأديان والسلام".
وأضاف التقرير: "كان البابا فرنسيس عازماً أيضاً على إيصال هذه الرسالة إلى مناطق أكثر انقساماً في الشرق الأوسط. فزيارته إلى العراق في آذار 2021، وتحديداً إلى مدينة الموصل التي مزقتها الحرب ولقائه آية الله العظمى علي السيستاني، لم تُظهر تضامنه مع الأقلية المسيحية المحاصرة في البلاد فحسب، بل كانت أيضاً مثالاً مهماً على بناء جسور التواصل في مجتمع متعدد الطوائف عانى عقوداً من الاضطرابات العنيفة".
وتابع: "تُتاح للبابا ليو فرصة القيام بدور مماثل في لبنان، بلدٌ آخر يتميز بمجتمع متنوع وغني، يضمُّ مزيجاً من الأديان والطوائف، ولكنه يواجه أيضاً تحدياتٍ صعبة".
واستكمل: "خلال رحلته إلى تركيا ، لم يكتفِ البابا ليو بالتواصل مع المسلمين والمسيحيين المحليين، بل التقى أيضاً ممثلين عن الطائفتين الأرمنية والسريانية، اللتين تربطهما علاقات وطيدة بالشرق الأوسط، وهذه علامةٌ واعدةٌ على مزيدٍ من التبادلات المثمرة في السنوات المقبلة".
ويقول التقرير إن "الزيارة البابوية إلى لبنان تُبرز أهمية هذا البلد"، وأضاف: "خلال الأسبوع المقبل، سيصل وفد من مجلس الأمن الدولي إلى بلدٍ تقصف فيه إسرائيل أهدافاً كما تشاء، وتواصل احتلالها للأراضي اللبنانية في الجنوب، في حين لا يزال اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه العام الماضي سارياً كما يُفترض. كذلك، يمر المجتمع اللبناني بمفترق طرق، إذ يُصارع الإرث السام للفساد المؤسسي، وانفجار مرفأ بيروت عام 2020، والاقتصاد المتعثر، والوجود المستمر لحزب الله المدعوم من إيران".
وختم: "بالطبع، هذه القضايا تتجاوز نطاق اختصاص البابا ليو. ومع ذلك، عندما ننظر إلى مساهمة البابا فرنسيس في تعزيز علاقات أفضل مع طيف واسع من المجتمعات، يمكننا أن نرى كيف يمكن لأصوات النوايا الحسنة أن تُسهم في إعادة صياغة النقاشات وتعزيز القيم العالمية. وبينما يحتفل الكثيرون بأول زيارة رسمية للبابا ليو إلى الشرق الأوسط، علينا أن نأمل ألا تكون الأخيرة".
المصدر: ترجمة "لبنان 24" مواضيع ذات صلة دلالات... ماذا يعني طلب عون من قائد الجيش؟ Lebanon 24 دلالات... ماذا يعني طلب عون من قائد الجيش؟