لماذا قبل "الناتو" فنلندا والسويد في صفوفه وصدّ أوكرانيا؟
تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT
شكل إعلان حلف "الناتو" بعدم دعوة أوكرانيا للانضمام له إلا "حين يقرر الحلفاء ذلك وحين تتوافر الشروط"، تساؤلات عن سبب ذلك بينما قبل الحلف عضوية فنلندا والسويد.
تقدمت السويد وفنلندا بطلب للانضمام إلى الناتو في أبريل 2022، بعد شهرين من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ومع ذلك، قال الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ إن السويد عالجت الآن "مخاوف تركيا الأمنية المشروعة"، وأن الحكومة التركية ستطلب قريبا من البرلمان الموافقة على طلب السويد، وإن حكومة هنغاريا وعدت بفعل الشيء نفسه.
وبينما أصبحت فنلندا العضو الـ31 في "الناتو" في الرابع من أبريل 2023، لا يعرف متى ستصبح السويد رسميا جزءا من الحلف.
وستعمل السويد وفنلندا معا على تعزيز قوات الحلف بأكثر من 280 ألف جندي احتياطي ونظامي.
أما بالنسبة لأوكرانيا، فتعود القضية إلى عام 2008، عندما أعلن "الناتو" أن كييف يمكن أن تنضم إلى التحالف في موعد لاحق، لكنه رفض طلبها في سبتمبر 2022 للحصول على عضوية "المسار السريع".
وتنص المادة 5 من ميثاق "الناتو" على أنه إذا تعرض أحد الأعضاء للهجوم، فيجب على جميع الأعضاء الآخرين الدفاع عنه، وبالتالي إذا انضمت أوكرانيا في الوقت الحالي، في ظل العملية العسكرية الروسية، فسيتعين على دول "الناتو" من الناحية الفنية "إعلان الحرب" على روسيا.
وخلال قمة "الناتو" التي عقدت يوم أمس في فيلنيوس، العاصمة الليتوانية، حاول أعضاء الحلف إعطاء ضمانات لكييف بتأكيدهم أن "مستقبل أوكرانيا هو في حلف الأطلسي"، وقبل صدور البيان الختامي، شن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي هجوما حادا على التحالف ووصفه بالـ"ضعيف".
بدورها، صرحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، بأن دول حلف شمال الأطلسي تظهر اختلافا بشأن مسألة انضمام أوكرانيا للحلف، وأنهم ببساطة "تخلوا عنها"، مضيفة: "أعضاء الناتو كانوا يجرون أوكرانيا إلى العالم الغربي، وعندما طلبت أوكرانيا المساعدة تخلوا عنها وخذلوها".
وقالت إن "الناتو لا يضم أوكرانيا إلى صفوفه لأن الجزء الغربي من أوكرانيا من وجهة نظر بولندا، يجب أن ينتمي إلى بولندا وليست هناك حاجة لتكون أوكرانيا في الناتو"، مبينة أنه "إذا تم ضم أوكرانيا لحلف الناتو، فإن الحلف سيتعين عليه الاعتراف بحدودها"، وأن ذلك لا يخدم وجهة النظر البولندية وأطماع وارسو.
من جهتها، أعربت رئيسة الوزراء الإستونية كايا كالاس عن تفهّمها التام لخيبة أمل الجانب الأوكراني في قرارات قمة "الناتو"، وقالت إن "هذا كل ما يمكن أن نقدمه".
وأوضحت أن "أوكرانيا لا يمكنها الآن أن تصبح عضوا في الحلف بسبب مخاوف الدخول في حرب مع روسيا".
أما "خطة عمل نيل العضوية" التي أعلن العام للحلف ينس ستولتنبرغ، إعفاء أوكرانيا من إجراءاتها، فهي برنامج مفتوح للإصلاح السياسي والعسكري يهدف إلى جعل أعضاء "الناتو" المحتملين يتماشون مع معايير التحالف.
وقد يستغرق إتمام وإكمال خطة العمل سنوات، إلا أن ذلك لا يضمن العضوية في الحلف.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا حلف الناتو كييف
إقرأ أيضاً:
تركيا تستعد لاستضافة ثلاث قمم دولية كبرى عام 2026
تستضيف تركيا خلال عام 2026 ثلاث قمم دولية، تشمل قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ومؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 31)، إضافة إلى قمة منظمة الدول التركية.
ومن المقرر أن تُعقد قمة حلف شمال الأطلسي في العاصمة التركية أنقرة خلال يوليو/تموز 2026، في وقت تؤدي فيه تركيا دورا نشطا داخل الحلف وفي عدد من القضايا الإقليمية والدولية، من بينها الحرب الروسية الأوكرانية.
وتأسس الحلف العسكري عام 1949 من 12 دولة، بهدف مواجهة توسّع الاتحاد السوفياتي في أوروبا والعالم في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ويقع مقر الحلف في بروكسل، وبعد توسعه أصبح يضم 32 دولة.
وانضمت تركيا إلى الحلف عام 1952، وتعد ثاني أكبر دولة في الحلف -بعد الولايات المتحدة- من حيث عدد الجنود المشاركين، إذ يبلغ عدد جنودها نحو 440 ألف جندي.
استضافة بعد أزمة مطولة
كما تعتزم تركيا استضافة مؤتمر (كوب 31) للمناخ، حيث ستُعقد القمة في إسطنبول، بينما تُقام الفعاليات الرئيسية في مدينة أنطاليا المطلة على البحر المتوسط، على أن يُعلن لاحقا عن التفاصيل النهائية المتعلقة بالمواعيد والتنظيم.
وتم التوصل إلى اتفاق رسمي يقضي باستضافة تركيا مؤتمر الأطراف الـ31 (كوب 31) المعني بالمناخ عام 2026، منهيا أزمة طويلة حول مكان انعقاد محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ، بعد منافسة استمرت منذ عام 2022 بين أنقرة وأستراليا اللتين تقدمتا بطلبات الاستضافة دون انسحاب أي منهما.
وتعني "كوب" (COP) مؤتمر الأطراف، أي قمة المناخ السنوية التي تعقدها الأمم المتحدة بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، وهي المعاهدة الدولية التي أنشئت عام 1992، ودخلت حيز التنفيذ عام 1994، وتشارك فيها 196 دولة، وانضمت إليها تركيا عام 2004.
وتجتمع هذه الدول بشكل سنوي للتفاوض حول كيفية الحد من الاحتباس الحراري، وخفض انبعاثات غازات الدفيئة، ودعم المجتمعات المتضررة بالفعل من آثار المناخ.
إعلانوإلى جانب قادة العالم، يحضر المؤتمر أيضا مفاوضون حكوميون، وعلماء، وقادة من السكان الأصليين، ونشطاء شباب، وصحفيون، وجماعات ضغط، ومنظمات بيئية. وهو من أكبر المنتديات الذي تجتمع فيه أصغر الدول الجزرية وأكبر اقتصادات العالم على طاولة واحدة للتوصل إلى اتفاقيات.
وإلى جانب ذلك، تستضيف تركيا القمة الثالثة عشرة لمنظمة الدول التركية عام 2026، في ظل مكانة محورية تحتلها داخل المنظمة التي تأسست عام 2009 تحت مسمى "مجلس تعاون الدول الناطقة بالتركية"، قبل أن تُعاد تسميتها لاحقا.
وتضم المنظمة حاليا 5 دول أعضاء هي تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزستان وأوزبكستان، إلى جانب تركمانستان والمجر وجمهورية شمال قبرص التركية بصفة مراقب.
وتنظر أنقرة إلى استضافة هذه القمم الثلاث باعتبارها فرصة لتعزيز مكانتها بين الدول الفاعلة في الدبلوماسية العالمية، وفق ما أوردت وكالة الأناضول التركية.