اختتم المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان "زيارة تاريخية" هي الأولى لإسرائيل ورام الله بنشر مقاطع فيديو ورسائل مكتوبة الأحد، قائلا إن التحقيق الذي تجريه المحكمة في جرائم محتملة يرتكبها عناصر "حماس" والقوات الإسرائيلية "يمثل أولوية لمكتبي".

وفي رسالة بالفيديو من رام الله، حيث التقى بكبار القادة الفلسطينيين، قال خان إن التحقيق الذي بدأ في عام 2021 "يمضي قدما بوتيرة ودقة وتصميم وإصرار على أننا لا نتصرف بناء على العاطفة، بل على أساس أدلة دامغة".

Some brief reflections yesterday before departing Ramallah at the end of the first mission by a Prosecutor of the ICC to Israel or the State of Palestine. Too many have died, too many are being injured & too many suffering trauma & heartbreak. It’s time to respect the law if we… https://t.co/XWrf4m0gcQ

— Karim A. A. Khan KC (@KarimKhanQC) December 3, 2023

وكانت هناك ادعاءات واسعة النطاق بانتهاكات القانون الدولي من جانب حماس والقوات الإسرائيلية منذ اندلاع الحرب بعد الهجمات القاتلة التي نفذتها حماس في 7 أكتوبر والتي أسفرت عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، في جنوب إسرائيل، وأخذ حوالي 240 شخصًا كرهائن، وفقا للسلطات الإسرائيلية.

وقالت وزارة الصحة في غزة، السبت، إن إجمالي عدد القتلى في القطاع منذ بداية الحرب تجاوز 15200، مشيرة إلى أن 70% من القتلى هم من النساء والأطفال.

وقالت إن أكثر من 40 ألف شخص أصيبوا منذ بدء الحرب.

وقال خان في بيان مكتوب صدر بعد زيارته إنه رأى "مشاهد من القسوة المحسوبة" في مواقع هجمات 7 أكتوبر. وتحدث خلال الزيارة إلى أفراد عائلات الضحايا الإسرائيليين ودعا إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس والمسلحون الآخرون.

وقال خان في بيانه المكتوب: "إن الهجمات ضد المدنيين الإسرائيليين الأبرياء في 7 أكتوبر تمثل بعضا من أخطر الجرائم الدولية التي تهز ضمير الإنسانية، وهي جرائم أنشئت المحكمة الجنائية الدولية للتصدي لها"، مضيفا أنه والمدعين العامين التابعين له يعملون لمحاسبة المسؤولين" عن تلك الجرائم.

وفي بيان صادر عن منتدى أسر الرهائن والمفقودين، شكرت العائلات خان "على القرار الاستثنائي بالمجيء والوقوف إلى جانب العائلات في أعقاب الفظائع التي ارتكبتها حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر واستمرار احتجاز الرهائن. نتوقع منه أن يعمل على تقديم إرهابيي حماس إلى العدالة بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية".

رجل مسلح يسير أمام جدار في القدس يحمل صور الرهائن الذين يُعتقد أنهم ما زالوا محتجزين في قطاع غزة، الأحد 3 ديسمبر.

وقال خان إنه مستعد للتعامل مع المدعين المحليين بما يتماشى مع مبدأ التكامل.

والمحكمة الجنائية الدولية هي محكمة الملاذ الأخير، والتي أنشئت لمحاكمة جرائم الحرب عندما لا تستطيع المحاكم المحلية اتخاذ إجراء أو لا ترغب في ذلك. وإسرائيل ليست دولة عضو في المحكمة ولا تعترف باختصاصها.

وزار خان مسؤولين فلسطينيين في رام الله، بما في ذلك الرئيس محمود عباس، وتحدث إلى الضحايا الفلسطينيين. وقال عن الحرب في غزة إن القتال في "المناطق المكتظة بالسكان، حيث يُزعم أن المقاتلين يتواجدون بشكل غير قانوني بين السكان المدنيين، هو أمر معقد بطبيعته، لكن القانون الإنساني الدولي يجب أن يظل قابلا للتطبيق، والجيش الإسرائيلي يعرف القانون الذي يجب تطبيقه".

وقال إن إسرائيل "قامت بتدريب محامين يقدمون المشورة للقادة ونظام قوي يهدف إلى ضمان الامتثال للقانون الإنساني الدولي. ويجب أن تخضع الادعاءات الموثوقة بارتكاب جرائم خلال الصراع الحالي للفحص والتحقيق المستقل وفي الوقت المناسب.

وفي رسالته بالفيديو، قال خان أيضا إنه يجب السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة.

وقال: "في غزة، من غير المقبول – ولا يوجد أي مبرر – أن يقوم الأطباء بإجراء العمليات من دون ضوء، وأن يتم إجراء العمليات الجراحية للأطفال دون تخدير (...) تخيلوا آلام العمليات الجراحية التي يتعرض لها الأطفال، أو أي شخص، أو أي منا، دون تخدير. وشددت أيضا على أنه يجب على حماس ألا تقوم بتحويل أي مساعدات مقدمة" عن أغراضها.

كما أعرب خان عن "قلقه العميق" إزاء "الزيادة الكبيرة في حوادث هجمات المستوطنين الإسرائيليين ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية".

وقال في مقطع الفيديو الخاص به: "أؤكد أن عنف المستوطنين غير مقبول"، مضيفا "أنه شيء نحقق فيه. لقد قمنا بالتحقيق ونقوم بتسريع التحقيقات. لا يمكن لأي مستوطن إسرائيلي مسلح بأيديولوجية وبندقية أن يعتقد أن هذا موسم مفتوح على الفلسطينيين".

وقال خان إنه سيسعى إلى العمل مع "جميع الأطراف الفاعلة" في الصراع "لضمان أنه عندما يتخذ مكتبي إجراءً، فإنه يتم على أساس أدلة موضوعية يمكن التحقق منها والتي يمكن أن تخضع للتدقيق في قاعة المحكمة والتأكد من أننا عندما نمضي قدما في ذلك، لدينا احتمال واقعي للإدانة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: وقال خان

إقرأ أيضاً:

بريطانيا تحقق في تستر ضباطها على جرائم حرب بأفغانستان

تستر قادة كبار في القوات الخاصة البريطانية على جرائم حرب محتملة في أفغانستان، حسبما أعلن ضابط كبير سابق أمام لجنة تحقق في تلك الاتهامات، وفقا لأدلة نُشرت اليوم الاثنين.

وأكد الضابط أن مديرين سابقين للقوات الخاصة وآخرين لم يتخذوا أي إجراء للرد على مخاوف من ارتكاب وحدات عمليات قتل غير قانونية أثناء انتشارها في ذلك البلد قبل أكثر من عقد.

وينظر التحقيق الذي بدأته عام 2023 محاكم لندن الملكية، في اتهامات تتعلق بممارسات القوات الخاصة في أفغانستان بين الأعوام 2010 و2013، بما في ذلك قتل نساء وأطفال.

وقال الضابط الذي سرب المعلومات والمعروف فقط في التحقيق باسم "إن 1466" على منصة الشهود "شعرت بقلق بالغ إزاء ما كنت أظن أنه قتل غير قانوني لأشخاص أبرياء".

وأضاف أنه توصل إلى "رأي مفاده أن مسألة عمليات القتل خارج نطاق القضاء لا تقتصر على عدد قليل من الجنود أو وحدة فرعية واحدة.. بل ربما تكون أوسع نطاقا".

وتحدث منصور عزيز، عم طفلين أفغانيين أصيبا بجروح خطِرة على يد القوات الخاصة البريطانية، في حين قُتل والداهما في فراشهما حسبما يعتقد، إلى لجنة التحقيق في مقطع فيديو قصير يعود لعام 2023، وفق صحيفة الغارديان.

وقال "حتى يومنا هذا، ما زالا مفجوعين بالحادث الذي أصابنا.. نطالب المحكمة بالاستماع إلى هذين الطفلين وتحقيق العدالة".

فقدان الثقة

وقال مسرّب المعلومات إن ضباطا كبارا عرقلوا جهوده "لفعل الصواب"، وإنه "فقد الثقة" في استعدادهم للإبلاغ عن هذه المزاعم لمحققي الشرطة العسكرية.

وتنظر اللجنة التي يقودها قاضٍ بريطاني كبير، في تحقيقين أجرتهما الشرطة العسكرية الملكية المسؤولة عن مراقبة ممارسات عناصر الجيش.

ويأتي ذلك عقب طعون قانونية رفعتها عائلات عشرات الأشخاص الذين يُعتقد أنهم قُتلوا على يد القوات الخاصة البريطانية، وخاصة خلال مداهمات ليلية.

إعلان

واتهمت عائلات أفغانية وحدات من الخدمة الجوية الخاصة الشهيرة، المعروفة اختصارا باسم "إس إيه إس"، بشنّ "حملة قتل" ضد المدنيين.

وذكرت شبكة "بي بي سي" في 2022 أن فرقة من "إس إي إس"، قتلت 54 شخصا على الأقل منهم معتقلون وأطفال، في ظروف غامضة خلال مهمة استمرت 6 أشهر في أفغانستان.

وقال مسرّب المعلومات إن المخاوف بشأن ارتكاب "جرائم حرب" محتملة أُبلغت لأول مرة إلى مدير القوات الخاصة مطلع 2011، ولكن لم يُتخذ أي إجراء بشأنها.

ولم تُوجّه الشرطة أي اتهامات في القضية التي أثارها منصور عزيز في إطار التحقيق المعروف بـ"عملية نورثمور"، والذي بدأ عام 2014 للنظر في الاتهامات.

وأُحيل 3 جنود إلى هيئة الادعاء العسكري دون أي يُحاكم أي منهم.

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي يؤكد ضرورة إنهاء الحرب بما يمنع تكرار الغزو الروسي
  • قيادي في حماس: سنسلم إحدى الجثتين المتبقيتين لإسرائيل
  • “حماس”:عملية الطعن البطولية ردّا طبيعيا على جرائم العدو الصهيوني
  • عبر الخريطة التفاعلية.. ما أبرز تطورات العمليات العسكرية بالخليل ورام الله؟
  • "حماس": عملية الطعن شمال رام الله رد طبيعي على جرائم الاحتلال
  • استشهاد فتى وشاب برصاص الاحتلال في الخليل ورام الله
  • الاحتلال يغلق مدخل قرية اللبن الشرقية ويشدد إجراءاته بين نابلس ورام الله
  • بريطانيا تحقق في تستر ضباطها على جرائم حرب بأفغانستان
  • بين سلام البابا ورسالة حزب الله.. هل تحيِّد زيارة بيروت شبح الحرب؟
  • ضابط سابق يؤكد ارتكاب القوات البريطانية جرائم حرب بأفغانستان