هل التوصل لهدنة جديدة داخل غزة ممكنا؟.. طارق فهمي يعدد الفرص والاحتمالات
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
تتواصل العملية العسكرية التي تشنها إسرائيل داخل قطاع غزة منذ 59 يوما، وسط سقوط عدد كبير من الشهداء غالبيتهم من النساء والأطفال، فيما فشلت الجهود العربية والدولية لوقف الحرب التي تستخدم فيها تل أبيب كل ما هو محرم دوليا من أسلحة للقضاء على سكان القطاع.
وفشلت الجهود الدولية في الحفاظ على الهدنة الإنسانية المتفق عليها بين إسرائيل والفصائل الفسطينية، داخل قطاع غزة، والتي صمدت أسبوعا واحدا تبادل فيها الطرفان عدد من الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة مقابل الإفراج عن بعض الأسرى من داخل سجون الاحتلال.
وبعد ساعات من انهيار الهدنة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس والتي استمرت أسبوعا، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، ان عدد ضحايا العدوان الصهيوني على القطاع ارتفع إلى أكثر من 15523 شهيدًا و41316 جريحًا منذ بدء الحرب.
وأضافت أن أعداد الجرحى في القطاع أكبر من إمكانيات المستشفيات، لافتة إلى أن أكثر من مليون ونصف المليون نازح يواجهون كارثة صحية غير مسبوقة، مطالبة بممر إنساني آمن لعبور الإمدادات الطبية والمصابين، مؤكدة أن المنظومة الصحية عاجزة عن مواجهة أثار الحرب الإسرائيلية.
وشنت إسرائيل غارات جوية وقصفا مدفعيا شمال وجنوب قطاع غزة، بعد سقوط الهدنة مع حركات المقاومة، التي جرى خلالها تبادل للأسرى ودخول مساعدات إنسانية للقطاع.
وكان لـ "صدى البلد"، لقاءًا مع الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، للحديث عن سيناريوهات ما بعد سقوط الهدنة في غزة، حيث قال فهمي، إن فرص تجدد الهدنة بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية ليست بعيدة، وأن هناك مناخ جديد يتشكل بين الطرفين الفلسطين والإسرائيلي من خلال الضغوطات الأمريكية والتحركات المصرية والقطرية، وهذا الأمر قد يحدث انفراجة في الأزمة رغم تجدد القتال والتهديد الإسرائيلي المتواصل لسكان القطاع وقادة المقاومة، لافتا: "كان الاتفاق في البداية بأن تكون الهدنة يوما بيوم، ويتم تجديدها بشكل دوري، وحتى نصل إلى وقف إطلاق نار دائم نحتاج إلى مزيد من الضغط على الطرفين".
وأكد أستاذ الإسرائيليات، أن استئناف العمليات العسكرية من قبل الجانب الإسرائيلي يهدف لتحسين شروط التفاوض وليس لوقف كامل للعمليات، لأنه بطبيعة الحال الطرفان يصعدان، مشددا على أن الحكومة الإسرائيلية تشهد حالة انقسام كبيرة قد تؤدي إلى تغيير حكومي وتعطل مكونات الائتلاف القائم حاليا، وظهر ذلك جليا في مشهد إعلان استمرار القتال وسقوط الهدنة، حيث خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمفرده دون وجود وزير الدفاع يوآف جالانت على غير المعتاد.
4 ركائز لنجاح الدور المصريوأكد أستاذ العلوم السياسية، أن الدولة المصرية تبذل جهودا عديدة للوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، وهي القادرة للتدخل لحل أزمة فلسطين لما تملكه من تاريخ وثقل سياسي ودولي وخبرة لايجاد حلول عاجلة للقضية، مشددا على أن "مصر لم تتدخل يوماً بهدف ما ولكنها تعمل منذ 75 عاماً من أجل الفلسطينين ولدينا أكثر من 120 ألف شهيد من أجل تلك القضية ومازلت مصر تعمل حتى هذه اللحظة من أجل الحفاظ على مقدرات الشعب الفلسطيني الآبي".
وعن اللقاء الإيراني الذي جمع الرئيس السيسي ونظيره إبراهيم رئيس في قمة الرياض، أوضح فهمي، أنه كان لقاءا بروتوكوليا، والرئيس السيسي حريص دائما على التواصل، لكن كان يحمل لغة جسد جيدة وكان منظم، والقاهرة ترحب بأي "تعامل مع الجنوب الإيراني، لأننا في النهاية نريد الأمن والاستقرار في المنطقة".
أما عن الدبلوماسية المصرية في التعامل مع القضية الفلسطينية، أشار فهمي: "الدبلوماسية المصرية نجحت بمهارة كبيرة وهي مدعومة من جهاز المخابرات العامة، الذي يقوم بمجهود كبير جدا، إضافة إلى مجهود أجهزة المعلومات التي تقدم دورا كبيرا جدا، والدور المصري الآن يعتمد على 4 ركائز، وهي جهاز المخابرات وجهاز المعلومات والخارجية المصرية".
ولفت: "هناك أيضا الدبلوماسية الرئاسية والرئيس السيسي، مؤكدا أن جميعها نجحت بشكل كبير في استقبال العديد من رؤساء البلاد والمسئولين، الذين قاموا بزيارة مصر، ويتم ملاحظة أن آخر 20 يوما عدد من زاروا القاهرة لم يزوروا أي عاصمة أخرى، إضافة إلى محاولتها بشكل مستمر أن تجد حلولا لإنهاء الصراع في قطاع غزة؟".
واختتم: "هناك تناقض في الموقف الأمريكي، وهناك أيضا سخافات ومناكفات أمريكية عربية تتم مع جميع البلاد العربية وليس مع مصر فقط، وقبل أن تبدأ الأحداث استقطع الجانب الأمريكي جزء من المساعدات العسكرية 235 مليون دولار، وكان إجراء سخيفا، يأتي في توقيت لا يتحمل هذه السخافات، وإن كانت تريد الولايات المتحدة الأمريكية الاستقرار الداخلي، فعليها أن تقوم بحل الدولتين".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: غزة الهدنة نتنياهو الدور المصري الشعب الفلسطيني الرئيس السيسي القضية الفلسطينية الدکتور طارق فهمی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
إجماع في جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية على إمكانية التوصل لصفقة مع حماس
أجمعت الأجهزة الأمنية التابعة للاحتلال، إضافة إلى رئيس أركان "الجيش" على إمكانية التوصل إلى صفقة مع حركة "حماس" لإطلاق سراح الأسرى من قطاع غزة، وذلك بالرغم من تعنت رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو وسحبه وفد التفاوض من العاصمة القطرية الدوحة.
وكشفت القناة 12 الخاصة، نقلا عن مصادر مطلعة لم تسمها، إن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير قال في مناقشات مغلقة إن "الضغط العسكري خلق ظروفا مناسبة لإعادة المختطفين، وعلى إسرائيل استغلال نافذة الفرص التي نشأت من أجل المضي قدما نحو صفقة".
وأوضحت القناة أن تصريحات زامير جاءت في أعقاب قرار نتنياهو إعادة الوفد الإسرائيلي من الدوحة، وبالتوازي مع تشديده لمواقفه العلنية.
وأضافت: "مع ذلك، هناك إجماع داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية على إمكانية التوصل إلى صفقة في الوقت الراهن".
والخميس، قرر نتنياهو إعادة جميع أعضاء وفد التفاوض الإسرائيلي من العاصمة الدوحة وذلك تحت ذريعة إصرار حركة حماس، الحصول على ضمانات من الولايات المتحدة لإنهاء الحرب كجزء من الصفقة.
والأربعاء، شدد نتنياهو في مؤتمر صحفي على رغبته في التوصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت مع حماس، محددا شروطا تعجيزية للحركة الفلسطينية نحو إنهاء الحرب تنتهي بتهجير فلسطينيي القطاع إلى الخارج.
وقال نتنياهو: "إذا سنحت فرصة لوقف إطلاق نار مؤقت من أجل إعادة مزيد من المختطفين، وأؤكد وقف إطلاق نار مؤقت، فنحن مستعدون لذلك".
وأردف مدعيا: "حققنا الكثير من أهداف الحرب بالفعل، لكن المهمة لم تنتهِ بعد، قضينا على عشرات آلاف المسلحين وصفّينا كبار القادة بحماس وعلى الأرجح أيضا القيادي محمد السنوار".
واستطرد: "قبل ثلاثة أيام، أصدرتُ تعليمات، ببدء مرحلة جديدة من الحرب"، في إشارة إلى عملية "عربات جدعون" البرية واسعة النطاق بشمال وجنوب غزة.
وتابع: "في نهاية هذه المرحلة، ستكون جميع مناطق قطاع غزة تحت سيطرة أمنية إسرائيلية، وسيتم القضاء على حماس بالكامل"، حسب ادعائه.
وعدّد نتنياهو شروطه لإنهاء الحرب قائلا: "مستعد لإنهاء القتال وفق شروط واضحة: إعادة جميع المختطفين، ونفي قيادة حماس من غزة، ونزع سلاح حماس".
ومرارا، أعلنت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
لكن نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، يتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح الفصائل الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى نتنياهو بمواصلة الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته، لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية، ولا سيما استمراره في السلطة.