كإنجاز حضاري عُماني، تترقب الأوساط الثقافيَّة والعلميَّة والفكريَّة العُمانيَّة اكتمال إنشاء مُجمَّع عُمان الثقافي الَّذي وقَّع صاحب السُّمو السَّيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشَّباب، اتفاقيَّة إنشاء المبنى لِيكُونَ قلبًا ثقافيًّا نابضًا في سلطنة عُمان.
والمُجمَّع الَّذي سيتمُّ إنشاؤه بمرتفعات المطار في محافظة مسقط بتكلفة إجماليَّة تبلغ 147 مليونًا و800 ألف ريال عُماني في مدَّة زمنيَّة لا تتجاوز 3 سنوات، على مساحة 400 ألف متر مربَّع سيُمثِّل إضافة جديدة وإنجازًا حضاريًّا وثقافيًّا وعلميًّا وفكريًّا عُمانيًّا، حيث إنَّه يضمُّ مختلف فنون الفكر والثقافة من خلال المسرح الوطني والمكتبة الوطنيَّة، وهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنيَّة لِيُشكِّلَ وجهة أساسيَّة للإبداع الثقافي ومنطلقًا لطاقات الفكر في مختلف صنوف الأدب والفنون.
وبالتأكيد فإنَّ مِثل هذا الصرح المؤسَّسي سيكُونُ حاضنًا للمواهب يعمل على صقلها وتطويرها مساهمًا في النهوض بالعمل الثقافي والأدبي والمسرحي والبحثي، وتعزيز الأنشطة والفعاليَّات والبرامج الثقافيَّة، وتطوير مجالات العمل الثقافي.
المحرر
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ع مانی
إقرأ أيضاً:
عبد الله الثقافي يكتب: الحرب جرح لا يندمل
الحرب والقتل ليسا سبيلًا إلى حلّ المشكلات، بل هما سفاهة وجريمة عظيمة يدفع ثمنها الأبرياء من الأطفال والنساء والضعفاء. فالدماء التي تُسفك ظلماً تلطّخ وجه الإنسانية، وتبقى شاهدة على خيبة العقل وانطفاء الضمير.
إنّ العالم اليوم في أمسّ الحاجة إلى قائد رشيد يتفكر في مستقبل الإنسانية، ويعمل لمنافع الأمة جمعاء، بعيدًا عن نزوات السلطة وشهوة السيطرة. فالتفكر في المصير الإنساني، والنظر في نتائج الاحتلال، والتأمل في أحوال الأمم عبر التاريخ، كلّها دروس تدعو إلى نبذ الحرب وإيثار السلام.
لقد أثبت التاريخ أنّ الغزو جريمة لا تُمحى من ذاكرة الزمان، وأن الاحتلال مهما طال، لا يولّد إلا الحقد والثأر. فكل حرب تُخلف جيلاً غاضباً، وكل ظلم يزرع في القلوب بذور كراهية لا تموت.
إنّ ما تمارسه إسرائيل من عدوان وغطرسة، هو مثال صارخ على مصير كلّ دولة تبني مجدها على أنقاض الأبرياء. فمهما بلغت من القوة، فإنها تموت في داخلها بالذلّة والمسكنة، لأنّ الظلم لا يدوم، والحقّ لا يُقهر.
يا قادة الدول، تفكروا مليّاً قبل أن تفتحوا أبواب النار بأيديكم. اسألوا أنفسكم:
ماذا حصدتم من الحروب؟
وماذا كسبتم من تجارة الأسلحة؟
أهي أرباحٌ زائلة؟ أم دماءٌ باقية على جبين التاريخ؟
لقد آن للعالم أن يتعظ، وأن يكتب فجرًا جديدًا من السلام والعدالة. فالحروب لا تصنع النصر، بل تصنع الندم، ولا تبني الحضارة، بل تهدمها.
قال الله تعالى:«وَإِن جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ»
[الأنفال: 61]
الكلاب تأكل لحوم الإنسان، والسارقون ينهبون أموال الفقراء، ويموت الصغار جوعًا وعطشًا، والأطباء عاجزون لكثرة الجرحى، والطيور تحوم حول جثث البشر.
وَرَاء ذلك كله قلوبٌ لا رحمة فيها ولا إنسانية.وقد صار نتنياهو أكبرَ مجرمٍ في التاريخ.
فانتظروا – يا أمة العرب – الخيانةَ والكيدَ في صورة الحق والصدق، والصهاينة يفتحون ملفًا آخر من القتل والحرب والتجسس، وكأنها أصبحت لهم متعةً قديمًا وحديثًا.
فليكن السِّلم طريقنا، والعقل رائدنا، والإنسانية ميثاقنا، حتى يعيش العالم في أمنٍ ووئام، بعيدًا عن ويلات الحروب وجراح التاريخ.