من يعاون بايدن في التعامل مع الصراع بين إسرائيل وحماس؟
تاريخ النشر: 5th, December 2023 GMT
يعتمد الرئيس الأميركي جو بايدن على مجموعة صغيرة من المستشارين المخضرمين للمساعدة في التعامل مع الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الذي أودى حتى الآن بحياة الآلاف، وأدى لانقسام الحلفاء الغربيين، مع وجود خطر التصاعد إلى حرب أوسع نطاقا.
أنتوني بلينكن - دبلوماسية مكوكيةسافر بلينكن (61 عاما)، وهو مستشار لبايدن في شؤون السياسة الخارجية منذ فترة طويلة، إلى الشرق الأوسط ثلاث مرات منذ اندلاع الصراع، منها ست زيارات إلى إسرائيل، محاولا التوفيق بين الحاجة إلى إبداء التضامن مع إسرائيل بعد هجمات حماس ومحاولة الحد من التوتر في المنطقة.
وخلال رحلاته المكوكية بين إسرائيل والدول المجاورة ذات الغالبية المسلمة، رفض بلينكن الدعوات لوقف إطلاق النار لكنه ضغط على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وخصوصا خلال مفاوضات استمرت لتسع ساعات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة الحرب في أكتوبر.
جيك سوليفان - الرجل الذي يقدم النصائح الأخيرةكثيرا ما يلجأ بايدن إلى سوليفان، مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، عندما يدرس الخيارات النهائية ويبحث عن النصيحة والمشورة.
وقال أحد المسؤولين الأميركيين "هو يضع ويطرح الخيارات السياسية أمام الرئيس حتى يتخذ قراره... وغالبا ما يكون جيك الرجل الأخير في الغرفة الذي يقدم للرئيس نصائحه ومشورته وتوصياته بشأن كيفية المضي قدما".
وكان سوليفان (47 عاما) مستشارا لبايدن لشؤون الأمن القومي عندما كان نائبا للرئيس، كما كان نائبا لمدير مكتب وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون.
يجمع سوليفان خيارات السياسة من مختلف الوكالات الحكومية ويُعدها للعرض على بايدن حتى يأخذها في الاعتبار، وهو الدور التقليدي لمستشار الأمن القومي.
وقال المسؤول "هو في الواقع قائد أوركسترا ضخمة وسريعة الحركة".
بريت مكجورك - المفاوضعندما احتاج بايدن إلى مبعوث للمساعدة في التفاوض على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، أرسل بريت مكجورك منسق مجلس الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا البالغ من العمر 50 عاما.
ومن المعروف أن مكجورك، الذي تولى أدوارا في الأمن القومي في عهود الرؤساء جورج دبليو بوش وباراك أوباما ودونالد ترامب، يغوص في التفاصيل مع كبار المسؤولين في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وقال مسؤولون أميركيون إنه عندما وافقت إسرائيل وحماس على تبادل الرهائن في اتفاق توسطت فيه قطر في 21 نوفمبر، كان مكجورك في الدوحة يجتمع مع رئيس الوزراء القطري للعمل على وضع إطار لهذا الاتفاق.
ويعتمد مكجورك على مجموعة واسعة من الاتصالات الحكومية وغير الحكومية في منطقة الشرق الأوسط.
وقال المسؤول الأميركي "يعتمد الرئيس وجيك (سوليفان) بشكل كبير على خبرة بريت وقدرته على رفع سماعة الهاتف للتحدث مع من يحتاج إليه لتحريك الأمور".
بيل بيرنز - الرجل الخفيقبل وقت طويل من توليه منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، تعامل بيل بيرنز كدبلوماسي محترف مع بعض من أكثر قضايا الأمن القومي الأمريكي حساسية، ومنها المحادثات السرية التي أفضت إلى التوصل للاتفاق النووي الإيراني.
ولا يزال بيرنز (67 عاما) يؤدي هذا الدور لبايدن إذ سافر في الآونة الأخيرة إلى قطر للقاء مع رئيس الموساد الإسرائيلي ورئيس الوزراء القطري لبحث كيفية تحرير الرهائن لدى حماس.
وقال مصدر مطلع إنه منذ أدائه اليمين الدستورية عام 2021 مديرا لوكالة المخابرات المركزية، قام بيرنز بما لا يقل عن 40 زيارة خارجية، غالبيتها العظمى سرا. وكان منها زيارة موسكو في عام 2021 قبل غزو روسيا لأوكرانيا وزيارة لأنقرة في 2022 لتحذير رئيس المخابرات الروسية من استخدام الأسلحة النووية في مواجهة أوكرانيا.
وأحجمت وكالة المخابرات المركزية عن التعليق على زيارات بيرنز.
وقال مسؤول أميركي إن بيرنز يتم استدعاؤه "عندما يتعين إنجاز الأمور بهدوء"، واصفا أسلوبه بأنه "أكثر دقة وميلا نحو قضايا المخابرات... وكيفية تعويض ما ينقص من معلومات".
لويد أوستن - تحذيرات شديدة الوضوح
قبل سفر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إلى إسرائيل في أعقاب هجوم حماس في السابع من أكتوبر، كان قد تحدث بالفعل مع نظيره الإسرائيلي في أربع مناسبات على الأقل على مدى ستة أيام فقط. وهذه الوتيرة من الاتصالات المكثفة مستمرة منذ ذلك الحين.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن المكالمات مع يوآف جالانت، والتي كشف البنتاجون عن 24 منها، يمكن أن تستمر في كثير من الأحيان من 30 دقيقة إلى ساعة.
وفي إسرائيل، شبه أوستن (70 عاما) مقاتلي حماس بمسلحي تنظيم داعش، وكان قد شارك في قتالهم عندما كان جنرالا في الجيش الأميركي قبل تقاعده. وقال إن حماس، مثل ذلك التنظيم، لم تقدم سوى "التشدد والتعصب الأعمى والموت".
كما حذر إسرائيل من مغبة عدم حماية المدنيين في غزة ومخاطر التطرف الناجم عن ذلك. وقال "إذا دفعتهم إلى أحضان العدو، فإنك تستبدل النصر التكتيكي بهزيمة استراتيجية".
كاملا هاريس – خطط ما بعد الصراعركزت نائبة الرئيس كامالا هاريس اهتمامها على القضية الشائكة المتمثلة في التخطيط لمرحلة ما بعد الصراع. والتقت في الآونة الأخيرة مع عدد من القادة العرب على هامش مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب28).
وشددت هاريس في دبي على ثلاثة عناصر متعلقة بغزة فيما بعد الصراع وهي إعادة الإعمار والأمن والإدارة.
وقالت "لا للتهجير القسري، ولا لإعادة الاحتلال، ولا للحصار أو الإغلاق، ولا لتقليص مساحة الأرض، ولا لاستخدام غزة كمنصة للإرهاب".
وأضافت أنه يجب تعزيز قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية لتتولى المسؤوليات الأمنية في غزة والضفة الغربية. وقالت "نريد أن نرى غزة والضفة الغربية موحدة تحت قيادة السلطة الفلسطينية، ويجب أن تكون أصوات الفلسطينيين وتطلعاتهم في قلب هذا العمل".
جون فاينر – إثارة التساؤلاتيعتمد سوليفان بشكل كبير على نائب مستشار الأمن القومي جون فاينر. وعمل فاينر (47 عاما) في السابق مستشارا خاصا لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكاتب خطابات السياسة الخارجية لبايدن عندما كان نائبا للرئيس أوباما.
وقال المسؤول "هو في كثير من الأحيان الرجل الموجود في الغرفة الذي يقول: لحظة من فضلكم، هذا لا يبدو منطقيا، هل فكرنا في القيام بذلك بهذه الطريقة؟".
وباعتباره نائبا لسوليفان، يساعد فاينر أيضا في التنسيق بين الوكالات الحكومية الأمريكية وفي وضع وتشكيل خيارات السياسة.
وكان فاينر مديرا لمكتب جون كيري عندما كان كيري وزيرا للخارجية في عهد أوباما، كما عمل مراسلا لصحيفة واشنطن بوست في مناطق منها الشرق الأوسط.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بلينكن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض مكجورك وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نائبة الرئيس كامالا هاريس الولايات المتحدة إسرائيل حماس الحرب على غزة إدارة بايدن بلينكن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض مكجورك وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن نائبة الرئيس كامالا هاريس أخبار أميركا الشرق الأوسط الأمن القومی عندما کان
إقرأ أيضاً:
ماذا يريد ترامب من الشرق الأوسط؟ إستراتيجيته للأمن القومي تجيب
واشنطن- كشفت إستراتيجية الأمن القومي الأميركية لفترة حكم الرئيس دونالد ترامب الثانية، التي أزاح البيت الأبيض الستار عنها صباح الجمعة، عن تطلعات مباشرة للرئيس الأميركي فيما يتعلق بالشرق الأوسط.
وتضمّنت الإستراتيجية -التي جاءت في 33 صفحة- عرضا مفصلا لرؤية ترامب لعلاقات بلاده بالشرق الأوسط، وتوقعاته من هذه العلاقات التي تختلف جذريا عن بعض ثوابت السياسة الأميركية التقليدية تجاه المنطقة.
وعكست الإستراتيجية رغبة ترامب في بقاء بلاده كقوة كبرى مهيمنة على الشرق الأوسط، وسط حالة من التنافس الدولي، دون أن يرتبط ذلك بدور عسكري ضخم أو مباشر.
واعتبر ترامب أن ساحة الشرق الأوسط تتغير باتجاه علاقات وشراكة قوية مع الولايات المتحدة تعتمد على جذب الاستثمارات المالية والتكنولوجيا والدفع تجاه تبني إصلاحات سياسية أو ديمقراطية بضغوط أميركية بدل سياسات تغيير الأنظمة.
ويهدف نشر الإستراتيجية -التي أصبحت عرفا لكل إدارة أميركية جديدة في سنة حكمها الأولى- إلى نقل رغبات وتصوّرات البيت الأبيض تجاه العالم الخارجي، سواء للأميركيين أو لدول العالم.
كما أن نشرها يُرسل إشارات إلى مختلف جهات وأجهزة صنع القرار الأميركي حول توقعات الرئيس تجاه القضايا الخارجية الأساسية التي تواجه الولايات المتحدة.
????????أصدر البيت الأبيض خارطة الطريق لاستراتيجية الأمن القومي للولايات المتحدة الأميركية، وذلك ضمن 33 صفحة ومقدمة بتوقيع الرئيس جاء فيها:
"على مدى الأشهر التسعة الماضية، أنقذنا أمتنا – والعالم – من حافة الكارثة والدمار.
بعد أربع سنوات من الضعف والتطرف والإخفاقات المميتة، تحركت… pic.twitter.com/kE8jlM14eM
— White House in Arabic البيت الأبيض بالعربية (@WHinarabic) December 5, 2025
غموض وغياب الأيديولوجيامنذ وصوله إلى الحكم للمرة الأولى في يناير/كانون الثاني 2017، ونجاحه في الوصول إلى البيت الأبيض للمرة الثانية في يناير/كانون الثاني 2025، يحاول الخبراء والمراقبون داخل وخارج الولايات المتحدة استيضاح طبيعة محركات الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قضايا السياسة الخارجية عموما، وما يتعلق بالشرق الأوسط خصوصا.
إعلانويعقّد من صعوبة الإجابة غياب إطار أيديولوجي يشكّل مرجعية لترامب، فبعيدا عن التزامه العام بمبدأ "أميركا أولا"، لا يُعرف عنه اتباع نهج محدد تجاه قضايا ومصالح واشنطن في الشرق الأوسط.
وتضمنت إستراتيجية الأمن القومي الجديدة تطلعا صارما من الرئيس ترامب للحفاظ على مكانة أميركا، كأقوى وأغنى دولة في العالم لسنوات قادمة.
ولتحقيق ذلك، ذكر ترامب في مقدمة الإستراتيجية أن "تحقيق ذلك يتطلب وضوحا حول أهدافنا والأسباب التي تقف وراء ذلك، ومن الضروري لجميع الأميركيين أن يفهموا ما نهدف إلى تحقيقه ولماذا".
وتستند رؤية ترامب إلى "توقعات واقعية" حول ما يمكن وما يجب تحقيقه في العلاقات مع الدول الأخرى، بهدف تعزيز العلاقات الدبلوماسية والتجارية الإيجابية حول العالم. ويكرر أن بلاده "لا تسعى لفرض نماذجها الخاصة للديمقراطية أو التغيير الاجتماعي بشكل لا يتماشى مع العادات المحلية في العديد من دول العالم".
أشارت الإستراتيجية المنشورة إلى أن زيارات الرئيس ترامب الرسمية إلى دول الخليج في مايو/أيار الماضي، أكدت قوة وجاذبية النموذج الأميركي، خاصة في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وكررت الإستراتيجية أن مشهد الشرق الأوسط الجيوإستراتيجي يتغير، منتقدة وضع المنطقة من قبل الإدارات الأميركية المتتالية على سلم أولويات السياسية الخارجية لواشنطن خلال نصف القرن الأخير.
وترى أن هذا التركيز كان مدفوعا بعدة مخاوف جوهرية، على رأسها هيمنة المنطقة كمورد عالمي للطاقة، ومكانتها كساحة مركزية للمنافسة بين القوى العظمى، والصراعات المستمرة التي هددت بالامتداد لخارج الإقليم، ومخاطر وصولها إلى الولايات المتحدة نفسها.
وترى الوثيقة أن مشهد الشرق الأوسط "تغير بشكل كبير، مما جعل العديد من هذه العوامل أقل إلحاحا من ذي قبل"، وأبرزت أولوية منع أية قوة معادية من السيطرة على المنطقة، بما في ذلك موارده الحيوية من النفط والغاز والطرق المائية.
وفي الوقت نفسه، ابتعدت واشنطن عن سيناريو الحروب العسكرية الطويلة، أو "الحروب الأبدية"، التي "أسفرت سابقا عن تكاليف كبيرة وتورط طويل الأمد في الشرق الأوسط".
من الصراع إلى الاستقرارورغم أنها أشارت إلى الخليج العربي باسم "الخليج الفارسي"، اعتبرت الإستراتيجية أن مستوى الصراع في الشرق الأوسط أقل حدة مما كان على مدار السنوات الماضية، وأرجعت ذلك إلى ضعف إيران، التي اعتبرتها لفترة طويلة القوة الرئيسية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، وذلك بعد تعرضها لضربات إسرائيلية، وقيام إدارة ترامب نفسها بشن عملية "المطرقة الليلية" في يونيو/حزيران الماضي، معتبرة أنها أضعفت البرنامج النووي الإيراني.
من ناحية أخرى، امتدحت الإستراتيجية دور ترامب في تهدئة ما أسمته "الصراع الإسرائيلي الفلسطيني"، وأثنت على جهوده للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
لكنها بالمقابل رأت أن سوريا تظل "نقطة قلق"، واعتبرت أن التعاون المتزايد بين الولايات المتحدة والدول العربية وإسرائيل وتركيا يمنحها الأمل في الاستقرار وإعادة اندماجها كلاعب إقليمي بناء.
إعلانكما ركزت الإستراتيجية على إبراز تبعات تغير خريطة إنتاج واستهلاك الطاقة العالمي، وزيادة إنتاج الطاقة الأميركية، حيث ترى إدارة ترامب أن منطقة الشرق الأوسط أصبحت "مصدرا ووجهة للاستثمار الدولي، وتتوسع في مجالات مثل الطاقة النووية والذكاء الاصطناعي وتقنيات الدفاع".
موضحة أنه "يمكن للجهود التعاونية مع الشركاء في الشرق الأوسط تعزيز المصالح الاقتصادية، بما في ذلك تأمين سلاسل التوريد وتطوير أسواق مفتوحة وودية في مناطق مثل أفريقيا".
تغير الآليةتضمنت رؤية البيت الأبيض تأكيدات بضرورة الابتعاد عن الأساليب السابقة التي ضغطت على دول الشرق الأوسط -خاصة دول الخليج العربي- للتخلي عن تقاليدها أو طريقة حكمها، معتبرة أنه "بدلا من ذلك، يجب على الولايات المتحدة تشجيع الإصلاحات التي تظهر بشكل طبيعي محلي دون فرض نماذج خارجية".
كما أكدت أن الولايات المتحدة سيظل لها مصالح حيوية في الشرق الأوسط، من أهمها:
ضمان عدم وقوع موارد الطاقة في الخليج بأيدي "أعداء واشنطن أو منافسيها". والحفاظ على حرية الملاحة في مضيق هرمز والبحر الأحمر. ومنع المنطقة من أن تصبح مصدرا "للإرهاب". والحفاظ على أمن إسرائيل.واعتبرت الوثيقة أن مواجهة هذه التحديات تتطلب جهودا أيديولوجية وعسكرية، لكن "ليس في صورة الحروب القديمة التي استمرت لعقود". كما ذكرت أن "توسيع اتفاقيات أبراهام (اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل) لتشمل المزيد من الدول في المنطقة والعالم الإسلامي الأوسع" تعد هدفا رئيسيا لإدارة ترامب.