لم يكن بمقدور العقل البشري ولا بمقدور فلاسفته أن يتوقعوا بأن العالم سيشهد حرباً همجية وحشية قذرة كتلك التي تدور أوزارها اليوم على غزة، حرب ما استثنت أداة وما تركت وسيلة ولا تركت محرما إلا واستباحته، مذابح مروعة لم تشهدها البشرية في كل حروب الدنيا، إجرام متوحش ومروع، حرب تضع الأطفال والمستشفيات وسيارات الإسعاف والنازحين على رأس أهدافها، حرب تدك المدنيين بالإبادة الجماعية، حرب لا تسعفنا اللغة لوصف بشاعاتها ووحشيتها، حرب إبادة جماعية هو وصف يتفق عليه الجميع ويضيفون عليها «الإبادة المتلفزة التي يشاهدها العالم في الشاشات ومواقع الاتصال»، ورغم ذلك لا تخجل أمريكا في القول بأنه لا دليل على أن «إسرائيل» ترتكب جرائم حرب، وأن الأدلة فقط تقول بأن حماس تمارس جرائم الحرب، كذب وقح لم يكن أحد يتصور أن يسمعه.


منذ بداية الحرب الإجرامية على غزة، قامت أمريكا ودول الغرب بممارسة الكذب علنا ودون خجل، وفي جديد الدجل الأمريكي المروع قالت الخارجية الأمريكية يوم أمس أضافت الإدارة الأمريكية إلى سلسلة الأكاذيب الفاضحة خلال الحرب على غزة، ما قالت بأن معلوماتها لا تشير إلى أن إسرائيل تستهدف المدنيين ولم تقتل الصحفيين في غزة، لا بل وأضافت بأن المقاومة الفلسطينية هي التي تقوم بارتكاب جرائم الحرب، ومن الغريب أن بيان الخارجية الأمريكية صدر أمس فيما كانت آلة الحرب الصهيونية تدك النازحين واللاجئين والمستشفيات، وفيما كان عدد الشهداء خلال يوم واحد يتعدى 700 شهيد، وتتجاوز الحصيلة الإجمالية 16 ألف شهيد معظمهم أطفال ونساء، ولا أحد يعلم ما إذا كانت الإدارة الأمريكية تعتقد بأن العالم يصدق أكاذيبها وينكر ما تراه عينيه من المذابح، أم هو استخفاف بالحقائق، أم تعبير عن الغطرسة والتمادي والعربدة التي تتصرف بها أمريكا إزاء غزة وغيرها!
أميركا تقلب الحقائق، توصيف مباشر للحالة الفاضحة لأمريكا التي تمارس الدجل علناً وعلى مرأى ومسمع العالم، وبالتأكيد ليست المرة الأولى التي تقلب فيها أميركا الحقائق، ولن تكون الأخيرة، فقد مارست سياسة النفاق والكذب المفتوح والمفضوح والوقح في ملفات وقضايا عدة، واقتضى الأمر في أحيان كثيرة ما هو أبعد من قلب الحقائق، عبر اختلاق ما هو غير موجود لتبرير كذبها ونفاقها، أو لتسويغ تهربها من الحقيقة، لكنها في الحرب على غزة، فاضت بالمكاييل كلها، وكما بالغت في الإجرام بالاشتراك المباشر وتوفير الأسلحة والذخائر والدعم السياسي والدبلوماسي لحرب الإبادة الصهيونية على قطاع غزة، فقد بالغت في الأكاذيب والدجل تبريرا لحرب الإبادة، وإنكارا لحقائقها المروعة والموحشة.
كذب أمريكا وقلبها للحقائق بهذا الشكل الفاحش والمروع، لا يقتصر على جوانب سياسية، وهو غير محصور في الجانب الأخلاقي، بل إنه يكشف عميقاً الأبعاد الجوهرية للاستراتيجية التي تحكم السياسات الأمريكية والغربية أيضا، وتضعها كمبادئ إرشادية لكل من يتبعها وينخرط في اصطفافاتها، فكما هي أميركا في هذا القاع والحضيض سياسياً وأخلاقياً، فإن من الطبيعي أن تكون أدواتها من المعايير نفسها، وأن يكون أتباعها من الصنف ذاته، وما هو واضح أن كذب أمريكا وقلبها للحقائق المشهودة كتعبير عن كذب صريح مقطوع لا يقبل الشك ولا النقاش، فمن الطبيعي أن تذهب ربيبتها إسرائيل إلى ارتكاب كل الموبقات صغيرها وكبيرها، وتقترف كل ما يمكن للعقل البشري أن يتخيله من جرائم وما لا يمكن أن يتخيله، ما دام الراعي الأميركي كاذب ومنافق ومخادع سياسياً ومنحط أخلاقياً وإنسانياً، ومجرم يمتلك الجراة على ارتكاب الجريمة، والوقاحة في تبريرها، ثم إنكارها.‏
سلوك الإدارة الأميركية تجاه غزة يكشف لنا حقيقة عميقة عن هذه الدولة المارقة التي تتكون من عصابات ناهبة ومجرمة تحترف المذابح والإبادات الجماعية، وتستدعي لنا تاريخها الإجرامي دفعة واحدة، فما تمارسه أمريكا لا يقتصر على كونه فعلا شائنا في الأعراف السياسية والدبلوماسية، بل يتجاوز ذلك إلى ممارسة الإرهاب العلني، والإجرام الوحشي الذي تجاوز هو الآخر كل ما سبقه من إجرام ووحشية وكل ما تم اقترافه من وحشية في عهود البشرية، وكل ما اقترفه الكيان الصهيوني في تاريخه منذ احتلاله لفلسطين واليد الأميركية ليست بريئة، بل كانت شريكة لذلك الإجرام والوحشية، واليوم نجد اليد الأمريكية سابقة للإجرام الصهيوني، ومحرضة عليه ومشجعة على تمويله واحتضانه، وهي التي جيرت عناوين الكون كله لادعاء الإنسانية والقيم المزيفة، وسوقتها ومارست كل ما ينقضها في محفل نفاق لم تعهده البشرية!!‏
منذ بداية حرب الإبادة على غزة بدعم ومساندة ومشاركة أمريكا بشكل مباشر، مارست الإدارة الأمريكية أكاذيب لم يكن أحد يتصور أن تصل إليها، فمن كذبة تقطيع حماس لرؤوس الأطفال التي أعلن عنها بايدن ثم نفاها البيت الأبيض، إلى كذبة المستشفى المعمداني التي قالها بايدن بعظمة لسانه ثم نفتها وسائل الإعلام بما فيها أمريكية وغربية، إلى أكاذيب بلينكن في بداية الحرب ثم مع انتهاء هدنتها المؤقتة حينما اتهم حماس بالوقوف وراء استئناف الحرب على غزة، لينقض كذبته متحدث البيت الأبيض بالقول أن أمريكا تدعم حق إسرائيل في مواصلة الحرب حتى القضاء على حركة المقاومة حماس، إلى كذبة بلينكن نفسه قبل يومين بما أسماه تقييد استخدام القوة النارية على المدنيين في وقت تصاعدت عمليات القصف الإجرامية إلى نحو مضاعف في نفس اليوم وما بعده، إلى أكاذيب الخارجية الأمريكية ليل أمس، إلى ما سيأتي من أكاذيب ودجل أمريكي متنقل ومتواصل، ينكشف هنا، ثم ينتقل هناك، وعندما تتكشف كذبة تحضّر أخرى، وبعد أن تحترق كذبة تلجأ إلى تسويق أخرى، وهكذا بلا توقف.
يشن كيان العدو الصهيوني على غزة حرب إبادة جماعية وحشية مروعة، بالتزامن قام بتحويل قطاع غزة إلى أكبر سجن مفتوح في العالم ووضعه تحت حصار بري وجوي وبحري، وفيما يشاهد العالم أطفالا رضع وصغارا ونساء وشيوخا تمزقهم القنابل والصواريخ، ويشاهد قصف المستشفيات وقتل المرضى والجرحى، ويشاهد قتل الصحفيين، ويشاهد قصف مخيمات اللاجئين والنازحين، ويشاهد الألاف يقضون شهداء يوميا، يشاهد أيضا المسؤولين الأمريكيين والغربيين يتحدثون عن حق إسرائيل في فعل ذلك، وجميع هؤلاء المنافقين الذين طالما تحدثوا عن ضرورة الوصول إلى تسوية وسلام، هم من يطالبون الآن بتدمير غزة بشكل كامل، ويطالبون الفلسطينيين بأن يكونوا الضحية المثالية التي تعاني دون أن تتجرأ على الصراخ من ألمها.
هكذا، على مدى ستين يوما من حرب الإجرام والإبادة على غزة، رأى العالم أمريكا وربيبتها إسرائيل والغرب المنافق يرتكب أفظع أشكال الإرهاب والإبادة الجماعية، ويطلق آلاف الأكاذيب لتبرير وتذريع هذه الحرب الإجرامية الوحشية، فكان الكذب والتضليل والتجييش والتركيب والافتراء في جانب، وفي جانب آخر الإجرام والوحشية والانسلاخ من كل القيم والمبادئ الإنسانية، وممارسة الإجرام بقبح وهمجية لا سابق لها.
رأى العالم وسمع الافتراءات الفاضحة وحالات التضليل، ورأى سقوطها وانكشافها، وشهد العالم انكشاف أكاذيب أمريكا والغرب بشكل غير مسبوق، عرف العالم أن كل ما تروجه أمريكا والغرب من عناوين وذرائع للحرب واستمرارها هي مجرد ادعاءات وأكاذيب وقحة ومضللة، ومع ذلك تواصل آلة الحرب الصهيوأمريكية غربية دورانها على رؤوس الأطفال في غزة، تمارس شهوتها في القتل والاستهداف إلى حدود غير مسبوقة، فإذا كانت كل حرب عدوانية مستهجنة ومرفوضة وكل أدواتها ومنهجها من منبت قذر، فإن في هذه الحرب ما هو أقذر مما استخدم في الماضي كله، وفيه نبش في قاع ملوثٍ ومستنقع آسنٍ لم يسلم منه قطاع ولا مجال، لم يترك طريقة ولا أسلوباً، إن جرائم الحرب الصهيوأمريكية الغربية على غزة، بكل ما فيها من بشاعة ووحشية فاقت الأوصاف انكشف فيها وجه أمريكا والغرب الدموي على حقيقته، وانكشفت فيها وحشية الصهاينة أيضا وجرمهم الموغل، لابد أن يحدث صحوة عالمية.
إن الاحتشاد الأمريكي الغربي الحاسم والمعلن بالمبالغة في الإعلان إلى جانب الكيان الصهيوني في حرب الإبادة، تكشف ومن خلال المجازر، التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وجهها الحقيقي القبيح أمام الجميع، وعلى الرغم من أن الرأي العام الغربي خاضع لسيطرة البروباغندا التي تروج لمزاعم “الحرية والديمقراطية” والجميع يعيش في وهم منسوج بعناية من قبل أولئك الذين يتحكمون بطريقة تفكير وكلام وأفعال وأصوات الناخبين والمدنيين، سواء في أوروبا أو الولايات المتحدة إلا أن التحرك الشعبي العالمي من احتجاجات في الشوارع ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي يؤكد حدوث صحوة لدى الجميع في الغرب.
والعالم يرى بعينيه اليوم حقيقة أمريكا والغرب الصهيوني بكل وضوح، على أن استمرار الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية بإعادة تكرار الأكاذيب واجترار السردية الزائفة حول طوفان الأقصى، ومحاولة تعمية العالم عن كل المجازر التي يرتكبها الكيان ورعاته في غزة، باتت محاولات بالية ومكشوفة ومفضوحة ومحط ازدراء العالم كله، والحقائق والفيديوهات والصور المروعة لكل الشهداء الذين يرتقون في كل دقيقة لم تترك مجالاً أمام استمرار هذه الأكاذيب، التي كلما طالت كلما انقلبت على المروجين لها، وكلما استمرت كشفت أقنعتهم، واستمرار الإدارة الأمريكية في إصدار الأكاذيب إنما يكشفها ويعريها أكثر، فلا أحد يستطيع إخفاء حقيقة أن حربا صهيوأمريكية غربية تقتل أطفال غزة، وتشن حرب إبادة جماعية لإنهاء وجود الشعب الفلسطيني في غزة، وتستخدم شتى أنواع الأسلحة والقذائف، التي تنهال على الأطفال والمستشفيات والأحياء من السماء ومن البحر والبر، وسط ظلام دامس ودون اتصالات أو طعام أو ماء.
هذه الحرب كاشفة للحقائق، وفاضحة لأمريكا وإجرامها، وكاشفة لوجه الغرب الدموي، ومن المستحيل تجاوز حقائقها، أو القفز عليها.. ومن الله النصر والفرج.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أمريكا تلعب في الوقت الضائع

 

أمريكا حين أعلنت حاجيتها للتفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، فقد أعطت مهلة بسقف الشهرين للوصول إلى اتفاق وإلا فجحيم حرب أمريكية سيحل على إيران..

وفي خمس جولات من المفاوضات راوغت أمريكا حتى وصلت إلى مقترح منع تخصيب اليورانيوم إيرانياً وذلك يعني تفكيك البرنامج النووي الإيراني..

ذلك ما رفضته إيران بشكل قاطع وهو موقف متوقع وحق لإيران في القانون الدولي.. نلاحظ هنا نقطتين تم ربطهما عنوة بالموقف الأمريكي.. الأولى: تقول أمريكا إنها لم تعلن فشل المفاوضات إلا بعد اتفاق مع إسرائيل بأن لا تقوم بضرب إيران ومنشآتها النووية، وهذا يعني أن أمريكا تهدد إيران بحرب إسرائيلية في إطار ضغوطها على إيران..

الثانية: وهي مرتبطة بالأولى هي أن أمريكا طلبت من روسيا «بوتين» التوسط لدى إيران لإقناعها بالوصول إلى حل، وما دامت أمريكا طلبت التوسط فالمراد الوصول إلى حل وسط وهذا الحل الوسط هو ما لا يستطاع فهمه في ظل تعقيدات الحسابات والحساسيات ولا أعتقد أن روسيا لديها ما يسمى «حل وسط»، لأن تخصيب اليورانيوم حق لإيران ولا تقبل طرفاً ولا وسطاً أقل من ذلك..

ومع ذلك فروسيا «بوتين» قبلت بدور وسيط حتى وهي لا تمتلك أساساً صيغة لما يُعرف بالحل الوسط، فهل تريد أمريكا من روسيا حلاً وسطاً أم تريد من روسيا شهادة فقط بأن إيران هي من ترفض الحلحلة؟

ذلك يعني أن أمريكا في حال فشل الوساطة الروسية، ستشن الحرب على إيران ومع ذلك أجزم أنه لا أمريكا ولا إسرائيل قادرتان على شن حرب على إيران كما يزعمان، لأن التموضع الإيراني والوضع الدولي ومتغيراته تجاوزا إمكانية شن هذه الحرب من ناحية، ومن ناحية أخرى -وهي الأهم- فهذه الحرب إن شنت هي حرب خاسرة لأمريكا وإسرائيل، وأمريكا منذ حرب فيتنام لا تسير إلا في الحروب مضمونة النجاح..

بالتأكيد فالحروب هي خسائر لكل الأطراف وذلك يشمل إيران ولكن الخاسر الأكبر من إيران سيكون أمريكا وإسرائيل..

السؤال الذي يطرح هو إلى أي حد اختيار أمريكا رئيس روسيا «بوتين» لدور الوسيط وقبوله بذلك يمثل إحراجاً لإيران؟

رئيس أمريكا «ترامب» كرر التأكيد أنه حين يتولى منصب الرئيس، سيحل الصراع في أوكرانيا خلال 24 ساعة، فيما أثبت عجزه وفشله في إنجاز ذلك منذ قرابة نصف العام..

الموضوع ليس إحراجاً ولا تحرجاً، بل موضوع حق وقرار سيادي، والموضوع يبقى فقط في التبعات لهذا القرار الحق والمحق..

البلطجة ورفض تطبيق القوانين والقرارات الدولية هما سلوك أمريكي -إسرائيلي بات من المسلمات عالمياً، وروسيا التي أنيطت بها الوساطة ودور الوسيط أكثر من شكت وتشكو من ذلك..

كل ما يعني إيران هو القياسات والحسابات ولا يوجد في موقفها ما يدعو للحرج أو التحرج أكان من روسيا أو حتى من غيرها..

أمريكا حين تكرر التهديد بحرب إسرائيلية على إيران أو لروسيا كوسيط، فإنما لأنها غير قادرة على حرب في هذا التوقيت أو لمعرفتها أنها الخاسر الأكبر إن شنت الحرب، ولذلك تظل تتعامل مع إيران بشعارها المعروف «أقصى الضغوط»..

ولذلك هي تستعمل أقصى الضغوط لتحصل من إيران وبدون حرب ما لا تستطيع الحصول عليه حتى بالحرب «افتراضاً»..

إجمالاً لعلي أجزم بأن الوساطة الروسية لن تنجح وأن الحرب التي طال التهديد بها لن تأتي ولن تحدث، وإن حدثت فتلك الطريقة المعروفة بين إسرائيل وإيران فيما لن تكون حرباً أمريكية ولن تشعل حرباً عالمية، وأمريكا باتت عالمياً كمن يلعب في الوقت الضائع أو حتى بدل الضائع.

 

 

مقالات مشابهة

  • ترامب: كميات كبيرة من الأسلحة الأمريكية الأكثر فتكا في العالم في طريقها إلى إسرائيل
  • الرئيس الإيراني يؤمن بخيارات ضرب المنشآت النووية ويتوعد إسرائيل والغرب ببنائها اذا قصفت
  • الإعلام الدولي والحرب على غزة.. مؤتمر علمي للجزيرة للدراسات وجامعة حمد
  • مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية تحذر: العالم أقرب من أي وقت مضى إلى حافة الإبادة النووية
  • مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية: العالم على حافة إبادة نووية بسبب سياسات النخب الحربية
  • أول فصيل عراقي يدخل على خط الحرب الإيرانية - الأمريكية
  • الاستخبارات الأمريكية: نقترب من حافة الإبادة النووية
  • دموع تماسيح الليبرالية المُحتضَرة
  • أمريكا تلعب في الوقت الضائع
  • خلال لقائه رئيس مجلس الشورى في دولة قطر: رئيس البرلمان العربي يشيد بالجهود التي يقوم بها أمير دولة قطر لوقف حرب الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني