ثقافة الاحتراف والمهنية العسكرية لدي الجيش بالسودان الوطن من الموضوعات المهمة وذات التعقيد الذي يستحق الدراسة والتحليل في هذا المقال، سأحاول استعراض بعض الجوانب المتعلقة بهذه الثقافة ومصادرها وتطورها وتحدياتها, بالرغم من أن النخب والمثقفين يستنكفون الكتابة في هذا الأمر خوفا من التصنيف السائد وهو العداء للجيش ومحاولات تفكيكه لجهات محددة أو مناصرة الدعم السريع أو المناداة بجيش مهني خلي من الالتزام العقائدي, وعلينا في البداية تعريف الاحتراف العسكري بما هو متعارف في زمننا الذي نعيشه الان وفي البداية يمكن تعريف الاحتراف العسكري بأنه مجموعة من المبادئ والقيم والمعايير التي تحكم سلوك الجنود والضباط في القوات المسلحة، وتميزهم عن باقي المواطنين ومن أهم هذه المبادئ, خضوع الجيش للسلطة المدنية الديمقراطية، والولاء للدولة والدستور، والالتزام بالحياد السياسي، والثقافة المؤسسية الأخلاقية، والانضباط والنزاهة والشرف والالتزام والخدمة والتضحية والواجب ثانيًا، لابد من تتبع نشأة وتاريخ الجيش السوداني إلى تاريخ بعيد، حيث كانت السودان موطنًا لحضارات قديمة مثل مملكة كوش ومملكة مروي ومملكة النوبة ومملكة مكريا ومملكة الفونج ومملكة سنار ومملكة الفور ومملكة النوبة الزرق في جبال النوبة وغيرها.

وكان لهذه الممالك جيوش قوية ومنظمة ومدربة، وشاركت في حروب ومعارك مع الإمبراطوريات القديمة مثل الفراعنة والعرب والترك والمماليك والعثمانيين والمصريين , والبريطانيين وثالثًا، يمكن رصد تطور وتحول الجيش السوداني في العصر الحديث إلى عدة مراحل رئيسية، وهي مرحلة قوة دفاع السودان (1925-1956)، وهي المرحلة التي تأسست فيها نواة الجيش السوداني الحديث من قبل الحكم الثنائي الإنجليزي المصري، وكانت تتكون من عدد من الجنود السودانيين تحت إمرة الجيش البريطاني، وشاركت في الحرب العالمية الثانية وفي حملة الشرق الأوسط وفي حرب فلسطين , مرحلة الجيش السوداني (1956-1969)، وهي المرحلة التي تم فيها تكوين جيش وطني جديد بكافة فروعه (البرية والبحرية والجوية) بعد استقلال السودان عن الحكم الثنائي، وكانت تحت قيادة ضباط سودانيين، وشاركت في حرب السويس وفي الحرب الأهلية السودانية الأولى وفي الحرب اليمنية الأولى , مرحلة الجيش الشعبي (1969-1985)، وهي المرحلة التي تم فيها تغيير اسم الجيش السوداني إلى الجيش الشعبي بعد الانقلاب العسكري الذي قاده العقيد جعفر نميري، وكانت تحت نفوذ الحزب الشيوعي السوداني، وشاركت في الحرب الأهلية السودانية الثانية وفي الحرب اليمنية الثانية, و مرحلة الجيش الوطني (1985-2019) وهي المرحلة التي تم فيها استعادة اسم الجيش السوداني بعد الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بنظام نميري، وكانت تحت قيادة مجلس عسكري مؤقت برئاسة المشير عبد الرحمن سوار الذهب، وفي الحرب الأهلية السودانية في نزاع دار فور وفي الحرب الأهلية اليمنية وفي الحرب الأهلية الليبية وفي الحرب على الإرهاب مرحلة الجيش الثوري بالرغم ما حمله من أرث (2019-الآن)، وهي المرحلة التي تم فيها تشكيل مجلس سيادة انتقالي يضم ممثلين عن الجيش والحركات المسلحة والقوى المدنية بعد الثورة الشعبية التي أنهت حكم الرئيس عمر البشير، وتحت إشراف الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وتهدف إلى تحقيق السلام والديمقراطية والتنمية والعدالة الاجتماعية , و يمكن تحديد بعض التحديات والمشكلات التي تواجه الجيش السوداني في مجال الاحتراف والمهنية، وهي العَلاقة المتوترة بين الجيش والمجتمع المدني، التي تتجلى في تدخل الجيش في الشأن السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفي انتهاك حقوق الإنسان والحريات العامة، وفي استغلال الموارد الوطنية، وفي تهميش وإقصاء بعض الفئات والمناطق والهويات الانقسامات والصراعات داخل الجيش، التي تتجلى في وجود تيارات ومجموعات ومحاور متنافرة, وللجيش له أهمية كبيرة في تاريخ وحاضر ومستقبل البلاد، وذلك لعدة أسباب، منها الجيش هو القوة العسكرية الرئيسة التي تحمي السودان من الاعتداءات والتهديدات الخارجية والداخلية، وتدافع عن سيادة ووحدة وأمن واستقرار الوطن الجيش هو العامل الرابط بين مختلف المكونات والمناطق والهويات السودانية، الذي يحافظ على التنوع والتعايش والتضامن والتكامل الوطني الجيش هو المؤسسة الوطنية التي تسهم في التنمية والبناء والإصلاح والتحديث والابتكار في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتكنولوجية, والجيش هو الشريك الفاعل في العملية السياسية والديمقراطية والسلمية ، الذي يؤدّي دورًا مهمًا في دعم الانتقال الديمقراطي والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والمشاركة المدنية لذا، يمكن القول إن الجيش هو أحد أهم ركائز الدولة والمجتمع، وأنه يحتاج إلى الدعم والتقدير والاحترام من قبل جميع السودانيين، وأنه يتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على مكتسبات الثورة وتحقيق أهدافها أن كان تحت قيادة ذات واعي فهم لدور الجيش المهني والكل يعلم أن الجيش أهمية كبيرة في تاريخ وحاضر ومستقبل البلاد، وذلك لعدة أسباب، منها الجيش هو القوة العسكرية الرئيسة التي تحمي السودان من الاعتداءات والتهديدات الخارجية والداخلية، وتدافع عن سيادة ووحدة وأمن واستقرار الوطن, الجيش هو العامل الرابط بين مختلف المكونات والمناطق والهويات السودانية، الذي يحافظ على التنوع والتعايش والتضامن والتكامل الوطني, الجيش هو المؤسسة الوطنية التي تسهم في التنمية والبناء والإصلاح والتحديث والابتكار في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية والتكنولوجية, وكذلك يمكن القول أن الجيش هو الشريك الفاعل في العملية السياسية والديمقراطية والسلمية، الذي يؤدّي دورًا مهماً في دعم الانتقال الديمقراطي والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية والمشاركة المدنية ثَمّ، يمكن القول إن الجيش هو أحد أهم ركائز الدولة والمجتمع، وأنه يحتاج إلى الدعم والتقدير والاحترام من قبل جميع السودانيين، وأنه يتحمل مسؤولية كبيرة في الحفاظ على مكتسبات الثورة وتحقيق أهدافها , يتطلب تأصيل ثقافة الاحترافية العسكرية غرس القيم المجتمعية الأساسية داخل جميع أفراد القوات المسلحة.
وهذه القيم المشتركة لها تأثير موحد قوي على الجيش، ما يعزز من تماسك القوات وكفاءتها تمثل القوات المسلحة في العديد من البلدان الأفريقية تهديدًا للأمن بسبب افتقارها إلى الاحترافية العسكرية ومنها السودان ولقد كشف هذا التقييم، الذي أجراه الجنرال مباي سيسيه، مستشار الأمن القومي لرئيس السنغال، نقطة محورية في الحُوَار حول الاحترافية العسكرية والتعليم العسكري المهني بين كبار مسؤولي الأمن في ٣٠ دولة أفريقية الذي استضافه مركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية في ١٤ ديسمبر، على هامش القمة الأمريكية للقادة الأفارقة في واشنطن العاصمة. بالإضافة إلى ملاحظات الجنرال سيسيه، تضمن الحُوَار رؤى من وزيرة الجيش الأمريكي كريستين ورموت وقائد القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا، الجنرال مايكل لانجلي شهدت قارة أفريقيا سبع انقلابات عسكرية بالإضافة إلى عدة محاولات للانقلاب منذ عام ٢٠٢٠، مما يكشف عن النمط المتزايد للجيوش المسيّسة داخل القارة هذه الموجة من التغييرات غير الدستورية للسلطة تنسف التوجه المستمر منذ عقدين الرامي للحد من حوادث الانقلابات العسكرية في أفريقيا وهو إلى ذلك يهدد بالعودة إلى عصر”سوء الحكم” والتنمية الراكدة والإفلات من العقاب، وعدم الاستقرار الذي اتسمت به الحكومات العسكرية الأفريقية في المدّة من الستينيات إلى التسعينيات – التي يشار إليها غالبًا باسم “العقود الضائعة في أفريقيا”. شهدت أفريقيا ٨٢ انقلابًا بين عامي ١٩٦٠ و٢٠٠٠ وعقد الاتحاد الأفريقي قمة استثنائية بشأن هذه القضية في شهر مايو، وذلك إثر القلق السائد إزاء العدد المتزايد للانقلابات الأخيرة. وعلى غرار ذلك، تعهد قادة المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، في ديسمبر، بإنشاء قوة إقليمية لاستعادة النظام الدستوري في الدول الأعضاء التي تشهد حالات انقلاب , وتمت الموافقة عليها ضمنيًا من الاتحاد الإفريقي وتشمل تحديد وتحليل وتخطيط وتنفيذ وتقييم وأن تشارك هذه القوات الإقليمية في تحفيز وتحقيق التحديات بإيجابية بحسم فوضي التغول علي الديمقراطية وبإصرار وتفاؤل وتعاون ولأحداث تغيير وتطور وتقدم في مهنية الجيوش الإفريقية.
نواصل

zuhairosman9@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی الحرب الأهلیة الجیش السودانی مرحلة الجیش وشارکت فی الجیش هو کبیرة فی

إقرأ أيضاً:

من الأميري لاي عبد الله خليل إلى كبرون.. لماذا لا يشتكي ضباط الجيش السوداني من التهميش؟

لم تواجه المؤسسة العسكرية السودانية صعوبة في تسمية وزرائها في حكومة الدكتور كامل إدريس، حيث دفعت بالفريق ركن حسن داؤود كبرون وزيرًا للدفاع، والفريق شرطة بابكر سمرة مصطفى وزيرًا للداخلية. كلاهما، وفقًا لكثير من الشهادات، جاءت به الخبرة والكفاءة لهذا الموقع، وهو تقريبًا المعيار الذي وضعه رئيس مجلس الوزراء كامل إدريس للدخول في تشكيلة حكومته التي وصفها بـ”حكومة الأمل”. لكن المثير في الأمر أن ذلك التعيين حظي بحفاوة لافتة داخل الأوساط العسكرية والاجتماعية، على حدٍ سواء، دون أن يفجر أي أزمة أو يجر الناس للحديث عن التهميش والمحاباة. فما هو السر وراء ذلك؟

القومية النبيلة

ربما لا يزال يرن في أذهان كثير من الناس صوت المساعد الراحل محمد علي عبد المجيد، المعروف بـ”شاعر الجيش”، وهو يجلجل بتلك القصيدة الشهيرة: “ما اتفاخرنا بيها قبيلة، ما فرقتنا رتب.. قائد حامية نوباوي، قائد ثاني حلفاوي، حضرة صول معلاوي. رقيب أول من الفاشر.. دمازين والمدينة عرب”. فمن النادر أن يحتج أحد الضباط، حتى من هم في المعاش، على ترقية أو نقل أو إعادة تعيين زملاءهم في مواقع حكومية، ما يشير الى معايير صارمة ومتعارف عليها داخلياً تحكم تلك القرارات.

تفنيد مزاعم دقلو

سبق أن حاول عبد الرحيم دقلو، شقيق قائد التمرد، الإيحاء بأن قادة المؤسسة العسكرية ينحدرون من منطقة واحدة، مدعيًا في مقابلة مع سكاي نيوز أن “قادة الجيش كلهم من قرية واحدة”. إلا أن الفريق أول ركن ياسر العطا فند هذا الاتهام مباشرةً، مؤكدًا في رسالة لقادة ميليشيا الدعم السريع أن المؤسسة العسكرية تمثل كل أطياف الشعب السوداني. وأضاف العطا: “رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين من جبل أم علي شمال شندي، بعده في الأقدمية الفريق مجدي إبراهيم من قبيلة التعايشة وقد عاش وترعرع في سنار، ثم يأتي أيضًا الفريق خالد الشامي النائب عمليات من ولاية الجزيرة، كذلك النائب إدارة الفريق الداروتي من ضاحية بحري، أما النائب تدريب فهو الفريق عبد المحمود حماد من بربر العجيمية، بينما الفريق ركن رشاد عبد الحميد قائد القوات البرية فهو من ولاية كسلا، أما قائد الدفاع الجوي الفريق عبد الخير عبد الله ناصر من أبناء كادقلي”.

وأردف العطا أيضًا بأن قائد البحرية الفريق محجوب بشرى من أبناء بورتسودان، والفريق صبير رئيس هيئة الاستخبارات العسكرية من العيلفون شرق النيل، والفريق محمد الغالي الأمين العام لمجلس السيادة من دارفور، ووزير الدفاع السابق يس إبراهيم من الرهد أبو دكنة. وتساءل العطا: “هل كل هؤلاء من قرية واحدة أو قريتين يا عبد الرحيم دقلو؟”.

بطل معركة الكرامة

بعد تسمية الفريق كبرون وزيرًا للدفاع، كتب مبارك أردول، رئيس التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية، على صفحته بالفيسبوك: “ألف مبروك الفريق حسن داؤود كبرون، لقد قلتها بأنك ستدافع عن السودان بدمك وروحك وأصبحت حاليًا وزيرًا للدفاع في السودان، ألف مبروك للسودان بك وزيرًا لدفاعه”. وقد رصد موقع “المحقق” تداول مقطع فيديو للفريق كبرون من مباني القيادة العامة وهو يتحدى الحصار، ووصفه البعض بأنه أحد أبطال معركة الكرامة، وقد جسد بثباته وفدائيته روح المؤسسة العسكرية التي تمثل النواة الصلبة للشعب السوداني.

من جانبه، وصف الكاتب الصحفي محمد عثمان إبراهيم وزير الداخلية الجديد الفريق شرطة بابكر سمرة بأنه “رجل محترم أتى به إلى وزارة الداخلية سجله المهني الممتاز في جميع أنحاء السودان، وهو السجل الخالي من الشبهات”، مضيفًا: “ترفع الفريق بابكر سمرة على السلطة فجاءته محمولة حملاً، وهذا درس للمتهافتين والطبالين والداخلين الخارجين من مكاتب الحكام”.

معايير قومية صارمة

في المشهد السياسي السوداني، تتصاعد غالبًا أصوات السياسيين المتذمرين من تجاوز قطار التوزير لهم، متهمين بعضهم البعض بالعمل على أساس الانتماءات القبلية أو الإقليمية. ولكن في المقابل، قلما نسمع شكاوى مماثلة من داخل المؤسسة العسكرية السودانية. فهل يعكس ذلك صورة مختلفة للجيش السوداني؟

يكمن جزء كبير من الإجابة في الطبيعة القومية المتجذرة للمؤسسة العسكرية السودانية. فمنذ تأسيسها، حرص الجيش على بناء هيكل يرتكز على الولاء للوطن أولًا وأخيرًا، بعيدًا عن الانتماءات الضيقة. تتجلى هذه القومية في مجموعة من المعايير والقوانين الصارمة التي تحكم عمليات التوظيف والترقيات وإسناد الأدوار القيادية داخل القوات المسلحة.

يؤكد اللواء ركن معاش عادل كارلوس أن المؤسسة العسكرية محكومة بمعايير قومية صارمة، مشيرًا إلى أن معايير الاختيار والتعيين في القوات المسلحة هي شروط واجبة وفرض عين لأي وصف وظيفي.

وشدد كارلوس في حديثه لـ”المحقق” على أن ضباط الجيش يكافحون للحفاظ على التقاليد العسكرية السامية، ودافعهم في أي تحرك هو حب الوطن والولاء للأرض، والدفاع عنها بالأرواح. ولذلك، “لا مجال أبدًا للحديث عن التهميش والتجاهل، فالجميع سواسية ورفاق خنادق”، حد وصفه.

أساس الترقيات

تعتمد المؤسسة العسكرية على نظام دقيق لانتقاء كوادرها، بدءًا من مراحل التجنيد وحتى اختيار الضباط، إذ يتم التركيز على الكفاءة والقدرات الفردية والولاء الوطني، بعيدًا عن أي اعتبارات جهوية أو قبلية، أو حتى سياسية، فيما تخضع عمليات الترقي في الرتب العسكرية _وفقًا لقانون القوات المسلحة_ لمعايير واضحة تعتمد على الأداء، الخبرة، الدورات التدريبية المكتملة، والقدرة على القيادة، وتضمن هذه المعايير الموحدة تكافؤ الفرص نسبيًا بين الضباط من مختلف الوحدات، مما يقلل من الشعور بالتهميش أو الظلم.

أشهر وزراء الدفاع

ثمة قائمة شهيرة لضباط تقلدوا وزارة الدفاع في السودان، ويبدو أن السمة التي تجمع بينهم هى التخرج من الكلية الحربية، مصنع الرجال وعرين الأبطال، التي صهرت معدنهم في قالب سوداني واحد، وأبرزهم الأمير لأي عبد الله خليل الذي تولى حقيبة الدفاع في الفترة ما بين العام (1956 _ 1958)، وهو من مواليد العاصمة القديمة أم درمان، وأيضاً الفريق إبراهيم عبود الذي ولد بمنطقه محمد قول على ساحل البحر الأحمر، وآدم موسي مادبو الذي عمل وزيرًا للدفاع في الفترة من ( 1967_ 1968) وهو ابن ناظر الرزيقات في دارفور. كذلك اللواء خالد حسن عباس، والفريق أول ركن عبد الماجد حامد خليل الذي شغل هذا الموقع لفترتين تقريبًا، والمشير عبد الرحمن سوار الذهب، الذي ينحدر من ولاية شمال كردفان، والفريق مهندس ركن عبد الرحيم محمد حسين، الذي ينحدر من منطقة دنقلا، والفريق جمال الدين عمر أول وزير دفاع في الحكومة الانتقالية بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير، فهو من ولاية نهر النيل. وآخر الشخصيات التي تقلدت هذه الوزارة اللواء يس إبراهيم من شمال كردفان، لتنتقل الآن إلى جنوب كردفان. وقد تنقلت هذه الوزارة المهمة عبر حقب تاريخية مختلفة، وشغلها وزراء من شرق السودان إلى أقصى الغرب، ومن شماله ووسطه وجنوبه، والراجح أن هذا التوزيع الجغرافي لم يكن مقصودًا بذاته، بل غالبًا ما جاءت هذه الشخصيات إلى مناصبها بحكم التراتبية العسكرية.

مؤكد أن القوات المسلحة السودانية تحاول بطرق مختلفة تنحية كافة الانحيازات السياسية والقبلية، وحتى وإن كانت حاضرة في بعض الحقب التاريخية، فمن الواضح أن آليات وقوانين الجيش تهدف إلى التقليل منها قدر الإمكان، وفقًا لآراء خبراء عسكريين استطلعهم موقع “المحقق”، حيث تتبع منهجًا صارمًا يعتمد على الكفاءة والخبرة الطويلة والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة، وهذا بالضرورة يتطلب دراسة ومتابعة دقيقة لسجلات الضباط ومسيرتهم المهنية.

المحقق – عزمي عبد الرازق

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم بالطائرات المسيرة
  • الجيش السوداني : قواتنا بالفرقة الرابعة الدمازين تطهّر منطقة ملكن
  • الجيش الإيراني: استهداف المراكز العسكرية والاستراتيجية والبحثية لإسرائيل
  • طيران الجيش السوداني يقصف مواقع عدة
  • من الأميري لاي عبد الله خليل إلى كبرون.. لماذا لا يشتكي ضباط الجيش السوداني من التهميش؟
  • تحالف “الحلو” و”حميدتي” هل يسعى لتطويق الجيش السوداني في كردفان؟
  • الجيش السوداني يستولي على مسيرات ودانات تابعة للدعم السريع
  • من يحاول خطف نصر الجيش في السودان؟
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • الضرائب والرسوم التي فرضها السوداني على المواطنين بلا خدمات