تدعي الإدارة الأمريكية أنها تحاول الضغط على دولة الاحتلال الإسرائيلي حليفتها الاستراتيجية للحد من سقوط ضحايا من المدنيين بعد تواصل عدوانها الوحشي على قطاع غزة وارتفاع عدد الشهداء والجرحى في جنوبي القطاع إلا انها لن توقف الدعم العسكري للاحتلال.

وحث كبار المسؤولين الأمريكيين، ومنهم نائبة الرئيس كاملا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل علني على شن ضربات أكثر دقة وتحديدا في جنوب قطاع غزة لتجنب وقوع خسائر فادحة في صفوف المدنيين مثلما تسببت هجماتها في الشمال.



وقال مسؤولان أمريكيان إن واشنطن تستبعد في الوقت الحالي حجب تسليم الأسلحة أو انتقاد إسرائيل بشدة كوسيلة لتغيير أساليبها لأن الولايات المتحدة تعتقد أن الاستراتيجية الحالية للتفاوض بشكل غير معلن فعالة.



وأشار المسؤولون في إدارة بايدن إن خفض الدعم العسكري لإسرائيل ينطوي على مخاطر كبيرة وتابع "تبدأ في تقليل المساعدات المقدمة لإسرائيل، فتبدأ في تشجيع الأطراف الأخرى على الدخول في الصراع، تُضعف تأثير الردع وتشجع أعداء إسرائيل الآخرين".

وتصف الولايات المتحدة دعمها لإسرائيل بأنه لا يتزعزع ويبدو أن الحكومة الإسرائيلية غير متأثرة بالمطالبات الدولية بتغيير استراتيجيتها.

من جانبه قال أوفير فالك مستشار نتنياهو للسياسة الخارجية عندما سئل عن الضغوط الدولية على إسرائيل "يجب أن أقر بشعوري بأن رئيس الوزراء لا يشعر بأي ضغط، وأعتقد أننا سنفعل كل ما يلزم لتحقيق أهدافنا العسكرية".

دعم أمريكي غير محدود

ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة تواصل الولايات المتحدة دعمها غير المحدود لدولة الاحتلال حيث وصلت قيمة المساعدات العسكرية إلى 3.8 مليار دولار سنويا، تشمل طائرات مقاتلة وقنابل قوية يمكنها أن تدمر أنفاق حركة حماس كما طلبت إدارة بايدن من الكونغرس الموافقة على مبلغ إضافي قدره 14 مليار دولار.

وقال سيث بيندر مدير المناصرة في مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط إن مثل هذا الدعم يمنح واشنطن "نفوذا كبيرا" على كيفية إدارة الحرب على حماس.



وأضاف بيندر "حجب أنواع معينة من العتاد أو تأخير إعادة ملء مخزونات الأسلحة المختلفة من شأنه أن يجبر الحكومة الإسرائيلية على تعديل الاستراتيجيات والأساليب لأنه لن يصبح مضمونا بالنسبة لها الحصول على المزيد".

وتابع "حتى الآن، أظهرت الإدارة عدم رغبتها في استخدام هذا النفوذ".

وأكد مصدر أمني إسرائيلي كبير أنه لم يطرأ أي تغير حتى الآن على الدعم الأمريكي لإسرائيل، قائلا "في الوقت الحالي هناك تفاهم وهناك تنسيق مستمر".

وأضاف "إذا غيرت الولايات المتحدة مسارها، فسيتعين على إسرائيل تسريع عملياتها وإنهاء الأمور بسرعة".

تغير في التكتيك ووجهات نظر متوافقة

يزعم المسؤولون في جيش الاحتلال الإسرائيلي أنهم ينفذون العمليات في الجنوب بشكل مختلف، إذ يسمحون بالمزيد من الوقت للمدنيين لإخلاء مناطق القتال، لكنهم لا يستطيعون الوعد بوقف الخسائر في صفوف المدنيين.

وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن جيش الاحتلال سيواصل حملته لتدمير حماس حسب ادعاءاته، وهي حملة تتفق معنا الولايات المتحدة بشأنها". وكرر الاتهامات الإسرائيلية بأن حماس تستخدم النساء والأطفال كدروع بشرية.

وكان جيش الاحتلال بدأ في نشر خرائط على الإنترنت تأمر الفلسطينيين بمغادرة أجزاء من جنوب غزة وتوجههم نحو ساحل البحر المتوسط ورفح بالقرب من الحدود المصرية.

وقال بعض السكان إن ما يطلق عليها "المناطق الآمنة" التي طلب منهم الذهاب إليها تعرضت أيضا لإطلاق نار مما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى.

وذكر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان أن واشنطن تتوقع من الإسرائيليين الالتزام بعدم مهاجمة تلك المناطق.

وزعم مسؤول أمريكي ثان إن حقيقة أن إسرائيل أصبحت أكثر ترويا في تحديد المناطق التي يجب على المدنيين تجنبها هي علامة على أن الضغوط الأمريكية توتي ثمارها.

وأضاف أن واشنطن تريد من إسرائيل أن تكون أكثر دقة في توجيه الضربات في جنوب غزة، ولكن من السابق لأوانه قول ما إذا كانت إسرائيل قد أخذت هذه النصيحة في الاعتبار.

أسلحة أمريكية تقتل المدنيين

وقال سكان وصحفيون على الأرض في قطاع غزة إن غارات جوية إسرائيلية مكثفة استهدفت جنوب غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين.

وقال عمر شاكر مدير منظمة هيومن رايتس ووتش في "إسرائيل" وفلسطين "تشير جميع المؤشرات والتقارير إلى استمرار نفس نمط إسقاط القنابل الثقيلة واستخدام المدفعية في مناطق مكتظة بالسكان" منذ استئناف هجوم الاحتلال الإسرائيلي عقب الهدنة الإنسانية.



وذكرت منظمة العفو الدولية أمس الثلاثاء أنها وجدت أن ذخائر أمريكية الصنع قتلت 43 مدنيا في غارتين جويتين إسرائيليتين في غزة.

وواصلت قوات الاحتلال عدوانها الوحشي الجمعة الماضية بعد توقف دام سبعة أيام لتبادل المحتجزين وتسليم المساعدات الإنسانية.

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن عدد الشهداء الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول تجاوز 16248 جراء هجمات الاحتلال، منهم 7112 من القصر و4885 امرأة، مع وجود آلاف آخرين في عداد المفقودين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإدارة الأمريكية الاحتلال الإسرائيلي المدنيين الاحتلال الإسرائيلي الأسلحة الأمريكية المدنيين العدوان على غزة الإدارة الأمريكية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة جیش الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

حملة إسرائيلية دعائية مدفوعة لتبرير جرائم الإبادة في قطاع غزة

بثت قنوات على موقع "يوتيوب" في يوم الجمعة الماضي٬ أول أيام عيد الأضحى المبارك إعلانا مدفوع الأجر من إعداد وزارة الخارجية الإسرائيلية، يواكب مرور أكثر من 600 يوم على بدء عدوان الإبادة الجماعية الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة، والذي خلف عشرات آلاف من الشهداء المدنيين، في إطار ما وصفته منظمات دولية بـ"حرب الإبادة".

وجاء في الإعلان: "منذ أكثر من 600 يوم، شنت حماس حربها، قتلت واغتصبت واختطفت مئات الإسرائيليين الأبرياء. وتواصل احتجاز 58 رهينة في ظروف وحشية، فيما تواصل التسلح والتخطيط لهجمات أخرى". 

ويُظهر الإعلان مقتطفًا من مقابلة تلفزيونية مع القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" غازي حمد، يقول فيها: "سنعيد ذلك مرة ثانية وثالثة... لن يكون طوفان الأقصى الأول بل الثاني والثالث والرابع". 

ويخلص الإعلان إلى أن "الحرب ستنتهي عندما يعود الرهائن وتُلقي حماس سلاحها".

وبحسب المعلومات، فإن الفيديو نفسه نُشر قبل 12 يومًا عبر القنوات الرسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ثم أعيد ترويجه على شكل إعلان مدفوع الأجر على "يوتيوب"، المملوك لشركة "غوغل".

ومنذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية مدمرة على قطاع غزة، ركزت خلالها على استهداف الأحياء السكنية والبنية التحتية، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 54 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، ما دفع بدول ومنظمات إلى التوجه لمحاكم دولية.


وفي كانون الثاني/يناير 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارًا بشأن التدابير المؤقتة التي طلبتها جنوب إفريقيا، في إطار قضيتها ضد الاحتلال الإسرائيلي٬ والمتعلقة بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بحق السكان في غزة.

كما اتهمت منظمات حقوقية دولية، من بينها "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، إلى جانب دول وحكومات ومسؤولين أمميين وشخصيات بارزة، بالاحتلال الإسرائيلي بشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني.

تحذيرات من دعم الإبادة عبر الإعلانات
وتحذر جهات حقوقية وقانونية من خطورة تورط أطراف ثالثة في دعم الحرب الإسرائيلية، سواء عبر التمويل، أو التسليح، أو تقديم الدعم الإعلامي والدعائي، بما في ذلك الإعلانات المدفوعة التي قد تندرج تحت بند "دعم الإبادة".

ويُشير خبراء إلى أن الإعلانات الممولة التي تروج لرواية إسرائيلية منحازة أو مضللة، تطرح إشكاليات قانونية في عدد من الدول الأوروبية، حيث تفرض تشريعات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة قيودًا صارمة على الإعلانات السياسية، وتجرم المحتوى التضليلي الذي قد يحرض على العنف أو يبرر جرائم الحرب.


استهداف "الأونروا" عبر حملات دعائية 
وليست هذه المرة الأولى التي يوظف فيها الاحتلال الإسرائيلي منصات رقمية لبث إعلانات دعائية. 
ففي العام الماضي، اشترت تل أبيب إعلانات على شبكة "غوغل" بهدف تشويه صورة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، واتهامها بنشر "معلومات مضللة". 

وقد ردت الوكالة حينها باتهام الاحتلال باستخدام استراتيجية إعلامية "هدامة"، تهدف إلى النيل من دورها الإنساني في قطاع غزة.

وتأتي هذه التطورات وسط دعوات دولية متزايدة لمحاسبة كل من يساهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، في استمرار الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين، سواء عبر الأدوات العسكرية أو الوسائل الإعلامية.

مقالات مشابهة

  • تقرير أممي يفضح جرائم الاحتلال في قطاع غزة | تفاصيل
  • جرائم حرب وإبادة جماعية.. تقرير أممي يكشف عن فضائح إسرائيل في جامعات غزة
  • لجنة أممية: إسرائيل ارتكبت جريمة إبادة باستهداف المدنيين في مدارس غزة
  • أمين تنظيم الجيل: الغضب الدولي يتصاعد ضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي
  • خبراء قانونيون: الاحتلال ارتكب أفظع جرائم الحرب في قطاع غزة
  • خبراء قانونيون: الاحتلال إرتكب أفظع جرائم الحرب في قطاع غزة
  • تصعيد إسرائيلي دموي يستهدف المدنيين ومناطق الإغاثة وسط قطاع غزة
  • حملة إسرائيلية دعائية مدفوعة لتبرير جرائم الإبادة في قطاع غزة
  • العدو الإسرائيلي يصعد مجازر الإبادة الجماعية بحق المدنيين بغزة في 3 أيام العيد .. فيديو
  • الولايات المتحدة تعيد رجلًا تم ترحيله إلى السلفادور لاتهامه بتنظيم تهريب البشر