موسى الفرعي يكتب: مواقف الخارجية العمانية؛ بناء إنساني وسياسي
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
أثير- موسى الفرعي
دائما ما تقف عُمان في مقدمة الواقفين مع الحق، ثابتة المبدأ، واثقة من نفسها بما هي عليه من الحق، لا تخشى في الله لومة لائم، إنها تقرأ الواقع بناء على مبادئ وقيم إنسانية ودينية وذلك ما يرشدها إلى الصواب، أما اصطفافها مع البيت العربي والإسلامي فهو قضية حتمية لا مساومة عليها، وقد أكدت الكثير من الشواهد على تذليلها للصعاب وفتح الأبواب المغلقة في سبيل وحدة الأمة ونبذ العنف والتطرف وإشاعة السلام والمحبة بين بني الإنسان، قديما وحديثا.
وها هو معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية بمواقفه الفارقة في مرحلة خطرة تمر بها الأمة العربية والإسلامية يؤكد كل ذلك، فقد كان أول وزير عربي يعلنها صراحة بأن حماس حركة مقاومة وأبعد ما تكون عن الإرهاب، ذلك لأنه يدرك أن الدفاع عن قدسية الوطن ليس إرهابا أو تطرفا بل دفاعا منطقيا عن الوجود، وأن الإرهاب كما هو معلوم محاولات الإخلال بأمن الدولة وحكم العسف والجور والتهديد.. إلخ من تعريفات، ذلك ما يفرضه المنطق وطبيعة الأشياء، أما على الصعيد العملي فذلك ما يوجبه ميثاق الأمم المتحدة الملزم بمؤازرة الجهود الرامية إلى دعم المساواة وسيادة الدول واحترام سلامتها واستقلالها السياسي، وتناهض جميع أساليب الإرهاب وأشكاله التي تقوض حقوق الإنسان وحرياته.
وعمان محترمة جدا للمواثيق والعهود والقوانين التي أمضتها مع مختلف الدول والمنظمات، ذلك ما أكسبها الثقة الدولية وجعل منها عنصرا فاعلا في تحقيق السلم والأمن الدوليين، ومؤخرا خلال الاجتماع الوزاري الخليجي في العاصمة القطرية الدوحة لم تحد مداخلة معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي بصفته وشخصه عن الحق والمبدأ العماني الراسخ، مؤكدا في مداخلته دعمه للرئاسة القطرية في إدارتها لدفة المسيرة المظفرة لمجلس التعاون خلال العام القادم وذلك هو نهج التكامل وتضافر الجهود الذي يمكن أن يثمر الخير، مؤكدا أيضا على العدوان الإسرائيلي الغاشم والشنيع الذي يتعرض له الأشقاء في فلسطين.
إنها ذات المبادئ والقيم المسكونة بها الدبلوماسية العمانية في مختلف الاجتماعات والتمثيلات السياسية، وهي ذاتها التي كانت العمود الفقري إبان رئاسة عمان للدورة لـ ١٥٥ للمجلس الوزاري لمجلس التعاون، وقد سبق لمعاليه أن ترأس اجتماع الدورة الـ ١٥٦ للمجلس الوزاري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الذي عقد في ١١ يونيو ٢٠٢٣ بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون في الرياض بالمملكة العربية السعودية، وأعرب معاليه خلاله بأن نهج السلام والتعاون هو السبيل الأوحد والنموذج المثالي الأسلم للمنطقة والعالم، كما ترأس أيضا المجلس الوزاري في جلسته الاستثنائية بمسقط لوزراء الخارجية الخليجية للتشاور والتباحث بين دول مجلس التعاون، حول التطورات والانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة على قطاع غزة، وما من ظهور لمعاليه خرج فيه عما تقتضيه الإنسانية والعقل والمواثيق والقوانين المبرمة بين الدول والمنظمات.
إلى الثبات وكلمة الحق يعود أي انتصار وإن تأخرت نتائجه، وإلى عكسه يعود السقوط وإن تسارع في ثمره ونتاجه، أما عمان ووزير خارجيتها العاكس للرؤى العمانية فقد آمن بأن الحق حق وإن طال الوقت، وأن الثبات على الحق والانتصار للقيم والمبادئ هو أشرف ما يمارسه الإنسان حاكما كان أو محكوما. كما أن يقين الدبلوماسية العمانية بضرورة انسجام الحراك في مواجهة التطورات والتأثير عليها جوهر أساسي في عملية تحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة، ولا شيء يمكنه أن يصلح ما أُفسد كضبط النفس وعدم الانفعال اللحظي والاندفاع دون روية أو قراءة حقيقية للراهن، بذلك يمكن القبض على مفاصل القضية وبه يمكن إنهاء الحرب الإسرائيلية الغاشمة والإبادة الجماعية التي تمارسها على أهلنا في غزة، فالحكمة والقيادة الرشيدة المبنية على السلام هي صفة مجلس التعاون لدى العالم الغربي، وسلام وأمن المنطقة ضرورة إنسانية ومطلب الشعوب، ذلك هو معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي بصفته السياسية الممثلة للرؤية العمانية البالغة الحكمة وشخصه الممتلئ إنسانية واتزانا.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: لمجلس التعاون ذلک ما
إقرأ أيضاً:
حركة شباب التغيير والعدالة: إختيار إدريس رئيساً لمجلس الوزراء فاتحة أمل وبداية للاستقرار السياسي
عبرت حركة شباب التغيير والعدالة برئاسة القائد خالد ثالث أبكر، عن دعمها خطوة إختيار الدكتور كامل إدريس رئيساً لمجلس الوزراء، معتبرة الخطوة فاتحة أمل وبداية حقيقية نحو الاستقرار السياسي والتحول المدني المنشود.
وأشارت الحركة في بيان لها الثلاثاء الى أن الدكتور إدريس شخصية وطنية بخبرات قانونية ودبلوماسية رفيعة، وعلاقات واسعة مع المحافل الدولية، مؤكدة أن تعيينه يأتي في وقت تحتاج فيه البلاد إلى قيادة تمتلك الرؤية والحكمة والقدرة على إعادة بناء الدولة وترسيخ علاقاتها مع الدول الإقليمية والمجتمع الدولي.وترى الحركة في بيانها أن تعيين الدكتور إدريس يُشكل حجر الزاوية في بناء حكم راشد قادر على النهوض بالمؤسسات وتحقيق العدالة والمساهمة الفاعلة في إعادة إعمار ما دمرته الحرب. وقالت انها تدعم الخطوة وتأمل أن تكون بداية مرحلة جديدة قوامها الحكم المدني والسلام المستدام والتنمية الشاملة.وعلى صعيد ذي صلة اشادت الحركة، بتسمية الأستاذة سلمى عبد الجبار المبارك، والدكتورة نوارة محمد علي طاهر، عضوتين في المجلس السيادي الإنتقالي، معتبرة الخطوة مهمة على طريق ترسيخ مشاركة المرأة في مراكز اتخاذ القرار وبناء الدولة المدنية المنشودة.واضافت الحركة ان حضور العضوتين في هذه المواقع يمنح الأمل بأن صوت المرأة السودانية سيُسمع، وهمومها ستُناقش، وحقوقها ستُحفظ بإرادة سياسية مسؤولة. وقالت “الخطوة تمثل بادرة أمل حقيقية بأننا نسير على الطريق الصحيح نحو بناء سودان جديد يقوم على العدالة والمساواة وتمثيل الجميع.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب