إبراهيم النجار يكتب: هل تتجه الحرب جنوبا؟
تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT
مع دخول الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها الثالث، يواصل الكيان عدوانه الغاشم والمتواصل وغير المسبوق على القطاع، مع إخفاقه في إحراز أي انتصار عسكري يذكر، يحسم المعركة، بل إن الضغوط تتزايد وتنقلب على نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، مع تصاعد وتيرة احتجاجات ذوي الأسري.
محرقة إسرائيلية، في خان يونس، على وقع اشتباكات ضارية مع المقاومة، فأي مسار تسلكه معركة الجنوب؟ أيام الشمال تتكرر جنوبا، مجازر يصعب على الطواقم الصحية والصحفية إحصاءها.
الأحزمة النارية عنوان المرحلة، بعينين معصوبتين ويدين رخوتين على الزناد، يسير الجيش الإسرائيلي، بين تضاريس قطاع غزة، فاستراتيجيته ليست واضحة، فإذا كان قد فشل شمالا في إقناع العالم بالوصول إلى مركز قيادة حركة حماس، في مستشفى الشفاء، فإنه اليوم يروج للهدف نفسه جنوبا. عينه علي خان يونس، المحافظة الجنوبية، التي تضم كثافة سكانية عالية، يمطرها بالنار ويملأها بحمامات الدم. بحثا عن إبرة نصر في كوم هزائم.
هكذا يبدو المشهد، شهداء بالعشرات وجرحى لا أسرة لهم ولا علاج، يطارد القهر الأطفال أكثر من غيرهم، في قطاع يضم نحو مليون طفل، بحسب اليونيسيف.
ليس بعيدا جدا، كان وسط قطاع غزة وشماله، يكتويان أيضا بنار العدوان.
ضحايا ينقلون بالجملة عبر ما تيسر من وسائل نقل تقليدية إلي المستشفيات، لكن فائض القهر لا يكتم أصوات الصمود، يقينا تزرعه ميادين القتال في قطاع غزة.
هنا في خان يونس، غيض من فيض، مشاهد البأس التي يكتبها المقاومون الملتحمون بجيش الاحتلال، على امتداد محاور القتال.
مقاومون لم تعجزهم أحزمة النار الإسرائيلية عن الاستمرار في دك المستوطنات بالصواريخ وصولا إلى عسقلان وتل أبيب، فلماذا هذه الشراسة من قبل الكيان في الوصول إلى خان يونس، مع تعثر هجومه شمالا؟ وهل تسعى تل أبيب إلى فرض مخطط التهجير بالدم، بعد عجزها عن تحقيقه بالسياسة؟
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خان یونس
إقرأ أيضاً:
حملة إسرائيلية دعائية مدفوعة لتبرير جرائم الإبادة في قطاع غزة
بثت قنوات على موقع "يوتيوب" في يوم الجمعة الماضي٬ أول أيام عيد الأضحى المبارك إعلانا مدفوع الأجر من إعداد وزارة الخارجية الإسرائيلية، يواكب مرور أكثر من 600 يوم على بدء عدوان الإبادة الجماعية الإسرائيلي واسع النطاق على قطاع غزة، والذي خلف عشرات آلاف من الشهداء المدنيين، في إطار ما وصفته منظمات دولية بـ"حرب الإبادة".
وجاء في الإعلان: "منذ أكثر من 600 يوم، شنت حماس حربها، قتلت واغتصبت واختطفت مئات الإسرائيليين الأبرياء. وتواصل احتجاز 58 رهينة في ظروف وحشية، فيما تواصل التسلح والتخطيط لهجمات أخرى".
ويُظهر الإعلان مقتطفًا من مقابلة تلفزيونية مع القيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" غازي حمد، يقول فيها: "سنعيد ذلك مرة ثانية وثالثة... لن يكون طوفان الأقصى الأول بل الثاني والثالث والرابع".
ويخلص الإعلان إلى أن "الحرب ستنتهي عندما يعود الرهائن وتُلقي حماس سلاحها".
وبحسب المعلومات، فإن الفيديو نفسه نُشر قبل 12 يومًا عبر القنوات الرسمية لوزارة الخارجية الإسرائيلية، ثم أعيد ترويجه على شكل إعلان مدفوع الأجر على "يوتيوب"، المملوك لشركة "غوغل".
ومنذ اندلاع الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شن الاحتلال الإسرائيلي حملة عسكرية مدمرة على قطاع غزة، ركزت خلالها على استهداف الأحياء السكنية والبنية التحتية، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 54 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال وكبار السن، ما دفع بدول ومنظمات إلى التوجه لمحاكم دولية.
وفي كانون الثاني/يناير 2024، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارًا بشأن التدابير المؤقتة التي طلبتها جنوب إفريقيا، في إطار قضيتها ضد الاحتلال الإسرائيلي٬ والمتعلقة بانتهاك اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية بحق السكان في غزة.
كما اتهمت منظمات حقوقية دولية، من بينها "العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"، إلى جانب دول وحكومات ومسؤولين أمميين وشخصيات بارزة، بالاحتلال الإسرائيلي بشن حرب إبادة على الشعب الفلسطيني.
تحذيرات من دعم الإبادة عبر الإعلانات
وتحذر جهات حقوقية وقانونية من خطورة تورط أطراف ثالثة في دعم الحرب الإسرائيلية، سواء عبر التمويل، أو التسليح، أو تقديم الدعم الإعلامي والدعائي، بما في ذلك الإعلانات المدفوعة التي قد تندرج تحت بند "دعم الإبادة".
ويُشير خبراء إلى أن الإعلانات الممولة التي تروج لرواية إسرائيلية منحازة أو مضللة، تطرح إشكاليات قانونية في عدد من الدول الأوروبية، حيث تفرض تشريعات الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة قيودًا صارمة على الإعلانات السياسية، وتجرم المحتوى التضليلي الذي قد يحرض على العنف أو يبرر جرائم الحرب.
استهداف "الأونروا" عبر حملات دعائية
وليست هذه المرة الأولى التي يوظف فيها الاحتلال الإسرائيلي منصات رقمية لبث إعلانات دعائية.
ففي العام الماضي، اشترت تل أبيب إعلانات على شبكة "غوغل" بهدف تشويه صورة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، واتهامها بنشر "معلومات مضللة".
وقد ردت الوكالة حينها باتهام الاحتلال باستخدام استراتيجية إعلامية "هدامة"، تهدف إلى النيل من دورها الإنساني في قطاع غزة.
وتأتي هذه التطورات وسط دعوات دولية متزايدة لمحاسبة كل من يساهم، بشكل مباشر أو غير مباشر، في استمرار الانتهاكات بحق المدنيين الفلسطينيين، سواء عبر الأدوات العسكرية أو الوسائل الإعلامية.