كيف تطورت خراطيم الأفيال بشكلها الحالي المذهل؟!
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
تتمتع الأفيال بخراطيم مذهلة تتميز بالقوة والمرونة، والآن، توصل العلماء إلى كيفية تطوير أكبر الحيوانات البرية الحية على الأرض لخراطيمها.
يعتبر خرطوم الفيل من عجائب علم الأحياء التطوري. ويمكن أن يصل طوله إلى أكثر من 6.5 قدم (2 متر) ويحتوي على أكثر من 40000 عضلة وألياف عصبية فردية. ويتميز بالقدرة على رفع أكثر من 270 كغم.
ولطالما حيّرت الضغوط البيئية والبيولوجية الدقيقة التي أدت إلى تطور الخراطيم، العلماء حول العالم، لكن دراسة جديدة نشرت في مجلة eLife، تكشف أن التغيرات الناجمة عن المناخ قد تفسر جزءا من اللغز.
وكان فهم تطور خرطوم الفيل أمرا صعبا، لأن الأنسجة الرخوة، مثل العضلات والجلد، لا تتحجر بشكل جيد. وهذا يجعل من الصعب على العلماء العثور على دليل مباشر على الأشكال المبكرة للخرطوم في السجلات الأحفورية.
وأوضح العلماء أن العديد من الحيوانات ذات الخراطيم الطويلة لها فك سفلي طويل. لكن الفك السفلي الطويل يقصر بعد التطور المشترك مع الخرطوم، على الرغم من أن العلاقة بين الاثنين غير واضحة إلى حد ما.
وفي الدراسة الجديدة، قارن الباحثون ثلاث عائلات رئيسية من الثدييات الشبيهة بالأفيال في شمال الصين، والتي كانت موجودة منذ حوالي 11 إلى 20 مليون سنة، وبحثوا في كيفية اختلاف فسيولوجيا هذه المجموعات اعتمادا على استراتيجيات التغذية والنظم البيئية.
وتضمنت المجموعات Amebelodontidae، وCheerolophodontidae، وGomphotheriidae، وهي ثلاث سلالات متميزة من الجومفوثيرات (مجموعة أسلاف الأفيال الحية).
وقالت المعدة الرئيسية للدراسة تشونشياو لي، الباحثة في جامعة الأكاديمية الصينية للعلوم، إن هذه الثدييات القديمة كانت ذات أهمية خاصة لأنها تمتلك فكا سفليا طويلا ولكن "متباينا"، لذلك يمكن استنتاج كيفية تأثيرها على تطور الخرطوم.
إقرأ المزيدوقام الفريق بتحليل مينا الأسنان لهذه الأنواع الثلاثة من الأفيال المبكرة، لاستخلاص أدلة جديدة حول عاداتها الغذائية والبيئات التي عاشت فيها.
ووجدوا أن Cheerolophodontidae يبدو أنها تعيش في بيئات مغلقة نسبيا مثل الغابات، بينما توسعت Amebelodontidae إلى بيئات أكثر انفتاحا، مثل الأراضي العشبية. ويبدو أن Gomphotheriidae عاشت في موائل كانت في مكان ما بينهما.
وجمع العلماء هذه النتائج مع المحاكاة الرياضية لحركة الفك لهذه الأنواع الثلاثة المنقرضة.
وقال المعد المشارك في الدراسة شي تشي وانغ، الأستاذ في المختبر الرئيسي لتطور الفقاريات في الأكاديمية الصينية للعلوم: "تعيش Cheerolophodontidae في غابات كثيفة، لذلك هناك العديد من النباتات التي لها فروع ممتدة أفقيا".
وكانت فكوكها مناسبة لممارسة الضغط في الاتجاهين العلوي والسفلي، بدلا من الأمام أو الخلف، ما أدى إلى قطع أوراق الشجر الأفقية بكفاءة. واقترح الباحثون أن خراطيمها كانت بدائية نسبيا.
ومع ذلك، فإن فكي كل من Gomphotheriidae وAmebelodontidae، التي عاشت في بيئات أكثر انفتاحا، كانا أكثر تكيفا لقطع النباتات التي تنمو عموديا، مثل الأعشاب ذات السيقان الناعمة. ويبدو أن المنطقة الأنفية من جماجمها تشبه إلى حد كبير تلك التي لدى الأفيال الحديثة، ما يشير إلى أن خرطومها كان قادرا على الالتفاف وجلب الطعام مباشرة إلى أفواهها.
وقالت لي إن الرعي في الأراضي المفتوحة ربما يكون قد عزز تطور الخراطيم التي نراها اليوم. كما أنها توفر أدلة حول سبب امتلاك الحيوانات التي تعيش في الغابات، لخراطيم ضعيفة نسبيا مقارنة بخراطيم الأفيال.
المصدر: لايف ساينس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: اكتشافات بحوث عالم الحيوانات
إقرأ أيضاً:
أمين عام هيئة كبار العلماء: الكلمة المنضبطة سلاح يجب استخدامه لخدمة الوطن
واصل مجمع البحوث الإسلامية فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلاميَّة الخامس عشر» الذي تنظمه الأمانة العليا للدعوة بالمجمع بالتعاون مع جامعة عين شمس، تحت شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب».
جاء ذلك برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وإشراف وكيل الأزهر الدكتور محمد الضويني، والأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد الجندي؛ حيث عُقد اليوم اللقاء الرابع بكلية الإعلام بجامعة عين شمس، تحت عنوان: «الحفاظ على الوطن في ظل موجات التعريب»، بمشاركة نخبة من علماء الأزهر، وبحضور عدد من قيادات وأعضاء هيئة التدريس بالكلية.
في مستهل الندوة، رحبت الأستاذة الدكتورة هبة شاهين، عميد كلية الإعلام بجامعة عين شمس، بعلماء الأزهر الشريف معربة عن شكرها لشيخ الأزهر على دعمه الحوار مع الشباب بهدف تهذيب النفس وربطها باليقين من خلال تصحيح المفاهيم، مثمنة جهود الأزهر الشريف والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في نشر الدعوة الإسلامية والارتقاء بسلوك الإنسان، مشيرة إلى أن حديث الأزهر عن أهمية الوطن من رحاب كلية الإعلام يمثل إشارة مهمة للجميع بضرورة الحفاظ على الوطن في ظل موجات التغريب عبر العمل في كل المجالات، وأن هذا الحديث دعوة واضحة لخريجي الإعلام بشكل خاص إلى العمل على نقل الوعي في المجتمع من خلال جميع المنصات لدورها التنويري المنوط بها، خاصة في ظل التحديات التكنولوجية التي شكلت أنماطًا مختلفة من الحروب.
وفي كلمته أكد الدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلناء بالأزهر، أن الإعلام لا يقل أهمية عن المنبر الدعوي، فكلاهما يشكل سلاحًا حيويًا في معركة الوعي والحرب الفكرية التي يواجهها الوطن، وشدد على ضرورة أن تلتزم الرسالة الإعلامية الصدق والأمانة وأن تخاطب العقول، نظرًا لقدرة الإعلام الفائقة على الانتشار، محذرًا من خطورة غياب هذه الرؤية عن العمل الإعلامي، لأن الإعلام الواعي يمثل ملاذًا هامًا للمجتمع، وبخاصة في ظل التحديات المصيرية التي تواجه مصر، وتتزايد أهمية هذا الدور في ظل توغل وسائل التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)، والتي قد تتسبب في فصل الشباب عن قضاياهم الوطنية الجوهرية، نتيجة محاولة إلهائهم بمحتويات مختلفة، منبها إلى أن أخطر ما يمس الإعلام في العصر الحالي هو تحوله إلى مجرد تجارة هادفة لتحقيق المكاسب، وانجراره وراء "التريند" على حساب القيم والمبادئ الحقيقية.
وتناول الدكتور عباس شومان أهمية الانتماء للوطن كقيمة أصيلة، لأن الإنسان الذي يفتقر إلى هذا الانتماء هو إنسان بلا هوية وبلا وطن حقيقي، كما أن افتقاد روح الانتماء هو السبب الرئيسي الذي دفع المتطرفين لمحاولة التخريب في المجتمع، ويتضح عمق هذا الشعور من خلال موقف النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند الهجرة من مكة، حيث عبر عن تأثره بقوله: "لولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت"، وهو دليل قاطع على حب الوطن، لذلك لا يمكن القول أن حب الوطن مجرد شعارات تردد، بل هو سلوك يمارس، يبدأ من أبسط الأفعال كعدم إلقاء ورقة في الطريق، وصولًا إلى الابتعاد عن السلوكيات الضارة بالمجتمع مثل سرقة الكهرباء والمياه، لأن السلوك الإيجابي وحده هو التعبير الصادق عن الانتماء والتقدير لوطننا.
وفي ختام كلمته وجّٰه فضيلة الدكتور عباس شومان توصية خاصة لشباب كلية الإعلام، محذرًا إياهم من البحث عن الشهرة السريعة على حساب القيم والثوابت الوطنية التي تحافظ على تماسك المجتمع، لأن الدور المنوط بخريجي الإعلام الحاليين هو أكبر بكثير من أي وقت مضى، ويحمل مسؤولية جسيمة، مع أهمية تحري الدقة والمسؤولية في كل كلمة تنقل للجمهور، لأن الكلمة سلاح مؤثر يجب استخدامه بحكمة لخدمة الوطن والحفاظ على وعيه.
من جانبه أكد فضيلة الدكتور حسن يحيى، أمين اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، أن بناء المجتمع واستقراره يقوم على ستة مكونات أساسية، تبدأ بالدين الإسلامي الذي يمثل المكون الأول والأكثر أهمية، كما أنه يعد الركيزة التي يحاول أعداء الوطن استهدافها عبر التشكيك وتحريف النصوص الإعلامية، بهدف فصل المجتمع عن هويته وإصابته في عقيدته، والمكون الثاني: قوة الدولة، حيث يجب أن تكون قادرة على فرض نفوذها، لكن هناك محاولات لأعداء الوطن لزعزعة الثقة، في قدرة الدولة، والمكون الثالث: الأمن العام الذي يتحقق من خلال تعزيز الوعي الفكري والسلوكي، في المجتمع من أجل أن يكون المجتمع واعي بكل ما يحيط به وما يحاك له.
وأضاف الدكتور حسن يحيى أن المكون الرابع من مكونات بناء المجتمع: هو العدل الشامل الذي يتحقق بالمساواة بين جميع أفراد المجتمع، وأن تكون المفاضلة على معايير أخلاقية، أما المكوّن الخامس: فهو الخصب الدائم، ويعني قدرة المجتمع على تحقيق النمو والتطور والاستعداد المستمر لمواجهة الأحداث الطارئة، وأخيرًا، يمثل الأمل الفسيح المكون السادس، وهو المرتبط بالشباب وقدرتهم على الحلم والطموح وتحقيق الإنجاز، إذ يعتبر الأمل هو المحرك الأساسي للعزائم والإرادة.
ودعا الدكتور حسن إلى اليقظة والانتباه للتهديدات المحدقة بالوطن، لأن الهدف الرئيس لأعداء الوطن هو العمل على زعزعة الأركان الستة جميعها في وقت واحد للعبث بأمن المجتمع واستقراره، وعلينا أن نواجه هذه التحديات من خلال ضرورة التخطيط الفاعل للمستقبل الفردي ومستقبل الوطن، مؤكدًا على أهمية التعمق في فهم هذه المكونات الستة وحمايتها والمحافظة عليها بقوة، حتى لا يتمكن أي عدو من النيل من تماسك الوطن ووحدته وأشار إلى أن هذا الفهم العميق والالتزام بحماية الأركان هو خط الدفاع الأول لضمان استمرار قوة المجتمع وتطوره في جميع المجالات.
ومن المقرر أن تستمر فعاليات «أسبوع الدعوة الإسلامية خامس عشر» والذي يحمل شعار «الشباب بين مقاصد الدين ومحاولات التغريب»، بخطة شاملة على مدار خمسة أيام بدأت من الأحد ٧ ديسمبر وحتى الخميس ١١ ديسمبر، في مختلف كليات جامعة عين شمس، بمجموعة من المحاول تشمل: «التغريب مظاهره ومخاطرة وسبل مواجهته»، و«محاولات تغريب المرأة وسبل ومواجهتها»، و«أزمة الشباب بين التطرف والانحلال»، «الحفاظ على الوطن في ظل موجات التعريب»، و«بناء الشخصية السوية ودوها في مواجهة التغريب».