أمن إقليم كوردستان العراق… أسرار النجاح (الحلقة الثانية)
تاريخ النشر: 7th, December 2023 GMT
ديسمبر 7, 2023آخر تحديث: ديسمبر 7, 2023
عبدالله جعفر كوفلي
باحث اكاديمي
تطرقنا في الحلقة السابقة الى دور واهمية الشعب الكوردستاني في حماية أمن إقليم كوردستان، سنتطرق في هذه الحلقة الى مجموعة اخرى من الاسرار الكامنة وراء امن الاقليم.
حماية امن واستقرار الإقليم في ظل الظروف الصعبة والصراعات الاقليمية والدولية ليس بالأمر السهل أو منحة وهدية من طرف معين ولكنه جهود كبيرة وخطط عمل واضحة وتنفيذ حرفي لما يتوجب عليهم.
1- الجودة العالية في مجال التعاون والتنسيق المشترك بين جميع الأجهزة المختصة بحماية الامن، تعدد الأجهزة الأمنية واختصاص كل منها بحماية جانب معين من حياة المواطنين وممتلكاتهم لا يعني بأي شكل من الاشكال الضعف والهوان إذا توحدت في أهدافها ورسمت خططها الآنية والمستقبلية ونفذتها بالتعاون والتنسيق مع بعضها البعض، وجود أكثر من جهاز أمني في الدولة أمر طبيعي وظاهرة سليمة ودليل على رقي قيادة وحكومة تلك الدولة وقدرتها على توزيع المهام للتسهيل وتحديد المسؤوليات والمقصرين في حالة وجود انفلات أمني.
تعاون الأجهزة الامنية في الإقليم وتناسق جهودها وعملها وفق القوانين والتشريعات الصادرة سر من أسرار نجاح هذه المهمة الصعبة، أي ان أدوارها واختصاصاتها تكاملية تجعل منها صفاً رصينا ً بوجه كل اشكال التهديد والأخطار وفرص إفلات المجرمين والعابثين بحياة الناس ضئيلا ً ان لم يكن مستحيلًا. تنظيم الأجهزة الامنية في الإقليم تحت قبة مجلس أمن إقليم كوردستان كانت خطوة مهمة من أجل توحيد هدفها وتنسيق جهودها وفق القوانين السارية وبدورها تتعاون مع تشكيلات وزارة الداخلية لمنع الجريمة وتوفير الحماية اللازمة للمواطنين وحفظ حقوقهم من الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها.
2- إخلاص العاملين ضمن الأجهزة الامنية في الاقليم، الإخلاص في أي عمل وأينما كان هو أساس النجاح. أثبتت التجارب السابقة التي مر بها الضباط والمراتب مدى إخلاصهم و وفاءهم للعمل الأمني وهذا ما دفعهم ويدفعهم على الدوام بالخدمة، إن إيمان العاملين بعدالة قضيتهم وانتهاك حقوقهم القانونية والانسانية دافع آخر لهم وإنهم ضربوا أروع الامثلة في الفداء واداء الواجب وشاركوا مع إخوتهم من البيشمركة في الدفاع عن الإقليم وقدموا عشرات الشهداء الذين اختلطت دمائهم الزكية بأرض الوطن بالإضافة الى مهمتهم الاساسية في حفظ الامن الداخلي.
3- الاستفادة من التطور العلمي والتقني، استطاعت الأجهزة الامنية في الاقليم اللحاق بركب التقدم الذي يشهده ألعالم في كافة المجالات والاستفادة من أجهزة الحاسوب والانترنت والتقنيات المتطورة وتسخيرها لخدمة عملها عند جمع المعلومات والمتابعة ومراقبة الاهداف التي تحددها والتي تشكل خطرا على امن واستقرار الإقليم. قدرة هذه الاجهزة على استخدام التكنولوجيا الحديثة في اداء المهام الموكلة اليها وتدريب الكادر المختص على كيفية التعامل معها دليل على انفتاحها على العالم الخارجي وشعورها بالمسؤولية تجاه امن المنطقة والعالم ورغبتها الشديدة بمواكبة التطور وبناء العاملين فيها على احدث التقنيات، لإنه من المعلوم الأثر الكبير الذي يلعبه هذه التقنيات من دور كبير ومساعد على حفظ الامن، ولا يعني اهمالها لدور العنصر البشري بل انه اللاعب الاساسي في العملية والتكنولوجيا هو العامل المساعد على تحقيق الاهداف المرجوة.
4- العمل ضمن إطار قانوني، تعمل الاجهزة الامنية في الاقليم ضمن حدود ما رسم لها في القوانين الصادرة من برلمان كوردستان سواء كانت تلك المنظوية تحت قبة مجلس أمن إقليم كوردستان أو تلك التي تعمل ضمن تشكيلات وزارة الداخلية لحكومة إقليم كوردستان، حيت تم تحديد مهام واختصاصات كل مؤسسة وحقوق و واجبات العاملين فيها ويتم تعديل هذه القوانين وتشريع الجديد منها لتلائم روح العصر وتواكب التطور وتستطيع قراءة الاحداث والتغييرات الحاصلة بشكل جيد.
5- التنسيق والتعاون الأمني مع الأجهزة الامنية الاتحادية في العراق الفيدرالي والدول الإقليمية والدولية وفق القوانين والمعايير والمعاهدات الدولية المتعلقة بحماية الامن من تبادل المعلومات والخبرات وتسليم المجرمين والمطلوبين، إن قدرة الأجهزة الامنية في الإقليم على فتح قنوات الاتصال مع الأجهزة الامنية الأخرى ساعدت الى حد كبير على توفير الحماية اللازمة للشعب الكوردستاني ودليل على رغبة واستعدادها لتحقيق الامن والسلم الدوليين ومحاربة الارهاب والتطرف والعنف وكل مصادر التهديد والاخطار الموجهة إليها وإشارة واضحة الى الدور الكبير الذي يلعبه المنظومة الأمنية في الاقليم ومساهمتها ومساندتها.
هذه الأسرار تعد الأساسية مع وجود أسباب اخرى مثل القيادة الحكيمة والاستراتيجية الامنية وقوات البيشمةركة ليبقى اقليمنا امناً ومستقرًا بعيدًا عن كل اشكال العنف والارهاب.
مع تمنياتنا للجميع الحياة الامنة والسعيدة والصحة والعافية
المصدر: وكالة الصحافة المستقلة
كلمات دلالية: الأجهزة الامنیة فی أمن إقلیم کوردستان فی الاقلیم
إقرأ أيضاً:
المياه النيابية: العراق يتعرض إلى شحة مياه بسبب إيران وتركيا والسوداني ” ملتهي بولايته الثانية”
آخر تحديث: 2 يونيو 2025 - 2:22 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- حذر عضو لجنة الزراعة والمياه النيابية ثائر مخيف ، الاثنين،من تحديات بيئية وأخطار اقتصادية جسيمة تواجه العراق نتيجة تراجع مناسيب المياه، مشددًا على أن استمرار هذه الأزمة دون حلول مستدامة يهدد الأمن الغذائي والاستقرار المائي في البلاد.وقال مخيف في حديث صحفي، ان “حالة الجفاف التي تشهدها محافظات الفرات الأوسط والجنوبية، وتحديدًا افتقار الأراضي الزراعية والبساتين والأهوار للمياه، تسببت في مشكلات كبيرة وأثرت بشكل مباشر على معيشة السكان”، معتبرًا أن “ما يحدث يمثل خطرًا كبيرًا يجب التعامل معه بجدية”.وأكد أن “الأزمة المائية بسبب إيران وتركيا التي ستؤدي إلى تعطيل استغلال أكثر من نصف الأراضي الصالحة للزراعة في العراق، ما يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي ويهدد أحد أهم مصادر الدخل الوطني وفرص العمل”.ويشدد على “ضرورة أن تكون هناك وقفة جادة لإيقاف التجاوزات على الحصص المائية بين المحافظات”، مؤكدًا “أهمية تثبيت حقوق المحافظات الواقعة على الأنهار الرئيسة، في خطوة تهدف إلى حماية المناطق الريفية من تفاقم أزمة شح المياه”.ويختتم مخيف بالقول إن “التحديات الخطيرة ومخاطر تراجع المناسيب تستوجب إعادة دراسة ملف المياه بشكل شامل، من خلال اعتماد رؤى استراتيجية مستدامة تضمن التوازن المائي وتدعم القطاعين الزراعي والاقتصادي في المستقبل”. يُذكر أن وزير الموارد المائية الأسبق، محسن الشمري، أشار إلى أن العراق دخل فصل الصيف بخزين مائي “حرج جدًا”، في ظل خارطة تعامل اتسمت بمحاولات استرضاء تركيا، وغياب الواقعية، وتغليب المصالح الخاصة على حساب المصلحة العامة.