ديسمبر 8, 2023آخر تحديث: ديسمبر 8, 2023

المستقلة/- تخيل عالماً لا يعتمد على الوقود للحصول على الطاقة، بل على الكهرباء عالية الكفاءة والقابلة للتطوير والتي لا تطلق أية انبعاثات في الغلاف الجوي.

بات هذا المسعى الطموح لتوليد الطاقة النظيفة من أجل مواجهة تحدي تغير المناخ، وتسريع رحلة العالم نحو بلوغ صافي الانبعاثات الصفري حقيقة واقعة بعد إطلاق ابتكار خارق يحمل في طياته منافع جمة للبشرية.

خلال المؤتمر الثامن والعشرين لأطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28) المنعقد في مدينة إكسبو دبي، بالإمارات العربية المتحدة، أطلقت مجموعة أس إي أم بي، والتي يقع مقرها في كوريا الجنوبية وشركة جلوبال سوليوشنز لإدارة المشاريع، والتي تتخذ من أبو ظبي مقراً لها، هذا الابتكار الرائد الذي سيرسم ملامح مستقبل الطاقة النظيفة – إنه مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي).

يمثل مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) منارة أمل، وشاهداً على براعة الإنسان، ورمزاً للابتكار الذي يخرج للنور مدفوعا بأهداف محددة. فالمولد نتاج لما يقارب الأربع سنوات من العمل الدؤوب والدراسات التي قام به الخبراء في معهد أس إي أم بي للأبحاث، وهو يدخل الآن مرحلة التطبيق التجاري بعد إطلاقه رسمياً في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ COP28.

ويمكن لزوار المنطقة الخضراء بمؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP28) في مركز التحول في قطاع الطاقة، والذي يمثل جزءاً من منطقة الاستدامة، أن يشاهدوا عروضاً حية مباشرة للتقنية المبتكرة التي تلبي تطلعات العالم لخفض الانبعاثات وبلوغ صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050، بما يتماشى مع أهداف اتفاقية باريس.

وأثناء إعلانها عن دخول التقنية مرحلة التطبيق التجاري عالمياً، أكدت زكية العامري، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة جلوبال سوليوشنز لإدارة المشاريع أن “العالم يجتمع في دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حلول فعالة تسهم في الحد من تأثيرات تغير المناخ. وتركز رئاسة مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP28) على جميع المسارات التي من شأنها أن تخلص العالم من 22 جيجا طن من الانبعاثات وذلك بغية دفع عجلة التحول في قطاع الطاقة وفقاً لمعايير العدالة والإنصاف والمسئولية والإدارة الرشيدة”.

 

“يمثل مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) حلاً ابداعياً لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، دون الاعتماد على الوقود أو إطلاق الانبعاثات. فهذه التقنية تعد علامة فارقة بالغة الأهمية بالنسبة للعالم ومستقبل الطاقة النظيفة، كما إنها نتاج لرحلة طويلة من الابتكار والتعاون والالتزام من أجل بلوغ غد مستدام”.

وأضافت زكية العامري: “نؤكد من خلال هذه التقنية المبتكرة التزامنا بدفع آفاق الابتكار والبحث والتطوير العلمي وتعزيزها بغية تقديم أفضل الحلول التكنولوجية. ولعل ذلك يمثل جزءاً مهماً من هدفنا الاستراتيجي المتمثل في دعم تطلعات وطموحات دولة الإمارات العربية المتحدة كي تكون مركزاً للابتكار ووجهة عالمية رائدة في مضمار تطوير حلول الطاقة النظيفة المتقدمة.

من جانبها قالت ووهي تشوي، الرئيس التنفيذي لشركة معهد أبحاث أس إي أم بي المحدودة: “يشرفنا عرض ابتكارنا الذي يمثل النظام الأول في العالم لتوليد الطاقة من النوع غير الدوار، والذي سيغير كيفية إنتاج الطاقة واستهلاكها، في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ حيث يبحث العالم عن حلول لتسريع الرحلة نحو بلوغ صافي الانبعاثات الصفري. إن تقنية مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) تعكس تفانينا والتزامنا بإزالة الكربون بشكل ابداعي مبتكر وتعزيز كفاءة الطاقة والحد من انبعاثات الكربون. ومن خلال تقديم التقنية الجديدة في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP28)، فإننا نؤكد على الشراكات التكنولوجية الثنائية القوية بين دولة الإمارات وكوريا الجنوبية”.

طفرة تكنولوجية

يمثل مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) تقنية ثورية لتوليد الطاقة. فهذا الابتكار، الذي لم نشهد له مثيلاً من قبل، لديه القدرة على تغيير كيفية استهلاك الكهرباء. فالمولد يعتمد على المبادئ الكهرومغناطيسية الأساسية وقانون التربيع العكسي. ومن خلال الاستفادة من مبدأ اللف الدائري لخلق مجالات مغناطيسية مستقرة، يعمل تطبيق الإشارات للذكاء الاصطناعي على توليد تردد مخرجات ثابت.

وتقع نظرية الحركة والتطبيق العملي لقانون بيوت سافارت وقانون فاراداي في الصميم من تقنية مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي). فأحد المكونات الرئيسة في المولد مغناطيس ضخم. وبخلاف دورها الأساسي، تتمتع هذه التقنية بإمكانية التنويع في تطبيقات أخرى مختلفة. فالتقنية الجديدة يمكن نشرها والاستفادة منها على نطاق واسع. فالمولد متنقل وقابل للتعديل، وهو ما يسمح باستخدامه بشكل فعال في أي مكان – اعتماداً على نموذج سهل للتوصيل والتشغيل. ومن المنتظر أن تفتح التقنية الجديدة الأبواب أمام عالم من الإمكانيات، وأن تتصدر المشهد وتتفوق على معايير توليد الطاقة وتقودنا إلى مستقبل خالٍ من الكربون.

 

توليد للطاقة بدون وقود، وبدون انبعاثات، وبأعلى كفاءة

اليوم، يمثل مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) أول نظام ناجح في العالم يولد مخرجات ذات كفاءة أعلى مقارنة بالطاقة المدخلة. والمولد، الذي حصل على أكثر من 70 براءة اختراع في 60 دولة، لا يحتوي على أي أجزاء دوارة، ولا ينتج الكربون أو انبعاثات الحرارة، ويعمل بالطاقة الذاتية ويوفر كفاءة فائقة. كما أنه يتميز ببصمة مدمجة وعمر افتراضي شبه دائم – فهو حل شامل يلبي احتياجات العالم من الطاقة.

والمولد يفتح آفاقاً وأسواقاً ذا قيمة فائقة في العديد من المجالات. فبالنسبة للمركبات، توفر التقنية الجديدة طاقة نظيفة وخالية من الانبعاثات دون الاعتماد على الوقود. وفي مجال الصناعة، تستطيع الصناعات من خلال المولد توليد الكهرباء دون الحاجة إلى نقل الطاقة. وفي المنازل، يمكن تشغيل الأجهزة المنزلية باستخدام نموذج التوصيل والتشغيل السهل. كما يمكننا أن نستعيض بمولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) عن كميات الوقود الهائلة اللازمة لتسيير السفن والطائرات والناقلات. وفي محطات الطاقة المخصصة، يستطيع المولد أن يحل محل أي مصدر آخر للطاقة.

تماشيا مع أولويات مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP28)

تماشياً مع الركائز الأساسية لمؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ COP28 والمنعقد في دولة الإمارات العربية المتحدة، يمثل مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) عنصراً رئيساً ضمن الجهود الرامية إلى الحد من تأثيرات تغير المناخ، حيث يقدم حلاً ابداعياً للحصول على الطاقة الخضراء والحد من انبعاثات الغازات الدفيئة. وهو بذلك يدعم جهود التكيف التي تبذل على مستوى العالم من خلال دفع عجلة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وخاصة في المناطق التي تواجه تحديات في هذا الصدد.

يركز مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) في المقام الأول على الحد من تأثيرات تغير المناخ والتكيف، كما أنه يعالج أيضاً بشكل غير مباشر الخسائر والأضرار من خلال استهداف تقليل الأضرار البيئية والآثار المجتمعية الناجمة عن المصادر غير المتجددة.

وقد شهد المؤتمر تقديم عروض توضيحية حية للمولد، واتيحت للزوار أيضا فرصة المشاركة في المناقشات مع الخبراء. وتخطط مجموعة أس إي أم بي وشركة جلوبال سوليوشنز لإدارة المشاريع لتنظيم جلسات للتواصل مع أصحاب المصلحة المحتملين وصناع القرار والمستثمرين، من أجل العصف الذهني وطرح استراتيجيات لنشر مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) على نطاق واسع وإدخاله ضمن منظومة الطاقة الحالية والمستقبلية.

 

وختاماً قالت زكية العامري: “إننا في مؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ COP28 ، نسعى لمشاركة ابتكاراتنا، لا سيما فيما يتعلق بمولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) ونعمل في الوقت نفسه وفقاً للمعايير التوجيهية الخاصة برحلة بلوغ صافي الانبعاثات الصفري، ومبادرة الأهداف القائمة على العلم، و”تعهد الشركات المسئولة مناخياً في دولة الإمارات العربية المتحدة”. ونحن نؤمن أن كل ذلك لا يمثل سوى البداية. إنها دعوة للعمل، وحث الحكومات والصناعات والأفراد على الاتحاد والاستثمار والتعاون في سعينا من أجل عالم مستدام يولي المزيد من الاهتمام بالبيئة. إن مولّد التيار الكهرومغناطيسي الذكي (إيه آي أس إي جي) يدعو العالم إلى الحلم بجرأة، والابتكار بلا خوف، وخلق إرث يتردد صداه عبر الزمن.”

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة التقنیة الجدیدة الطاقة النظیفة تولید الطاقة تغیر المناخ من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

جوجل تختبر مستقبل التصفح الذكي عبر «ديسكو»

تواصل جوجل توسيع حدود استخدام الذكاء الاصطناعي داخل تجربة تصفح الإنترنت، عبر أحدث تجارب مختبراتها البحثية التي تحمل اسم «ديسكو»، وهو مشروع جديد يعكس رؤية الشركة لمستقبل المتصفحات المعتمدة على الفهم والسياق، وليس مجرد عرض الروابط.

 في قلب هذه التجربة تأتي ميزة «جين تابز»، المبنية على نموذج الذكاء الاصطناعي المتقدم «جيميني 3»، لتقدم تصورًا مختلفًا لكيفية تفاعل المستخدم مع المعلومات على الويب.

على عكس علامات التبويب التقليدية التي تعتمد على فتح صفحات متفرقة والتنقل بينها يدويًا، تعتمد «جين تابز» على مفهوم أكثر ذكاءً وتكاملًا. فهي أدوات تفاعلية يتم إنشاؤها تلقائيًا من خلال دمج عدة عناصر، تشمل طلبات المستخدم، وعلامات التبويب المفتوحة بالفعل، إضافة إلى سجل المحادثات داخل المتصفح. هذا الدمج يسمح للذكاء الاصطناعي بفهم ما يبحث عنه المستخدم فعليًا، وليس فقط ما كتبه في شريط البحث.

وتُظهر النماذج التجريبية التي كشفت عنها جوجل إمكانات عملية لافتة. على سبيل المثال، يمكن لـ«جين تابز» إنشاء نموذج بصري مبسط لشرح مفهوم علمي معقد مثل الإنتروبيا، ليكون أداة مساعدة للطلاب أثناء المذاكرة. وفي سيناريو آخر، يمكنها جمع أفكار السفر المتناثرة عبر عدة مواقع وصفحات في شاشة واحدة منظمة، تساعد المستخدم على بناء خطة رحلة متكاملة دون الحاجة إلى التنقل المستمر بين التبويبات.

الميزة الأهم في «جين تابز» هي قدرتها على التطور التفاعلي. فالمستخدم لا يكتفي بما يقدمه النظام تلقائيًا، بل يمكنه تحسين النتائج وتعديلها باستخدام أوامر اللغة الطبيعية، تمامًا كما يتحدث إلى مساعد ذكي. ومع استمرار التفاعل، يبدأ النظام في تقديم اقتراحات سياقية لإضافات أو معلومات قد تكون مفيدة، اعتمادًا على الهدف الذي يعمل عليه المستخدم في تلك اللحظة.

وتؤكد جوجل في مدونتها الرسمية أن المحتوى الذي تعرضه «جين تابز» لن يكون معزولًا عن مصادره، حيث ستتضمن المعلومات روابط واضحة للمراجع الأصلية. هذه النقطة تحمل أهمية خاصة في ظل النقاشات المتزايدة حول دقة المعلومات التي تنتجها أنظمة الذكاء الاصطناعي، وضرورة الحفاظ على الشفافية وربط المستخدم بالمصدر الأساسي للمعلومة.

حتى الآن، تتيح جوجل تجربة «ديسكو» و«جين تابز» عبر قائمة انتظار مخصصة للراغبين في الاختبار، مع قصر الإتاحة الحالية على نظام macOS فقط. وكعادة مشاريع مختبرات جوجل، لا يوجد ضمان لوصول هذه التجربة إلى إصدار رسمي موجه لعامة المستخدمين، إذ تعترف الشركة صراحة بأن «جين تابز» لا تزال في مرحلة مبكرة وقد تحتوي على مشكلات تقنية أو سلوكيات غير متوقعة.

ورغم ذلك، تأتي هذه الخطوة في سياق سباق متسارع بين كبرى شركات التكنولوجيا لإعادة تعريف المتصفح بوصفه منصة ذكية، وليس مجرد أداة للوصول إلى المواقع. فخلال الأشهر الماضية، بات واضحًا أن الذكاء الاصطناعي أصبح عنصرًا أساسيًا في خطط تطوير المتصفحات، سواء عبر تلخيص المحتوى، أو تنظيم المعلومات، أو تقديم إجابات مباشرة مدعومة بالسياق.

تجربة «ديسكو» تعكس محاولة جوجل للانتقال من نموذج البحث القائم على الكلمات المفتاحية إلى نموذج يعتمد على الفهم الشامل لنية المستخدم. وإذا نجحت الشركة في تجاوز التحديات التقنية وتحقيق توازن بين الذكاء والدقة والشفافية، فقد تمهد هذه التجربة الطريق لجيل جديد من التصفح، يكون فيه المتصفح شريكًا في التفكير والتنظيم، لا مجرد نافذة على الإنترنت.

وبينما لا تزال «جين تابز» خطوة تجريبية، فإنها تقدم إشارة واضحة إلى الاتجاه الذي تسير فيه جوجل، وإلى مستقبل قد تصبح فيه علامات التبويب أدوات ذكية حية، تتغير وتتكيف مع احتياجات المستخدم لحظة بلحظة.

 

 

مقالات مشابهة

  • تركيا تستضيف 3 قمم عالمية كبرى خلال 2026
  • ليبيا نائبًا لرئيس جمعية الأمم المتحدة للبيئة في دورتها الثامنة
  • برعاية وزارة الطاقة.. انطلاق مؤتمر الشبكات الذكية الإثنين المقبل بالرياض
  • الشعبية «التيار الثوري» تدعو لوقف إطلاق نار إنساني فوري
  • انطلاق مؤتمر الشبكات الذكية الاثنين المقبل بالرياض
  • جوجل تختبر مستقبل التصفح الذكي عبر «ديسكو»
  • بعد عامين من COP28.. "اتفاق الإمارات" مرجع العمل المناخي
  • بعد عامين من «COP28» .. «اتفاق الإمارات» التاريخي لا يزال خريطة الطريق للعمل المناخي الفعال
  • تركيا تستعد لاستضافة ثلاث قمم دولية كبرى عام 2026
  • تركيا تستضيف 3 قمم دولية كبرى عام 2026