أبوظبي – الوطن:

في غمرة احتفالات دولة الإمارات العربية المتحدة بالأيام المجيدة وفي مقدمتها اليوم الوطني الثاني والخمسين، أطلق الأرشيف والمكتبة الوطنية موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة، وتأتي هذه الموسوعة التي تعدّ الأولى من نوعها على صعيد دولة الإمارات العربية المتحدة في إطار الدور الوطني الكبير الذي يؤديه الأرشيف والمكتبة الوطنية على صعيد جمع ذاكرة الوطن وحفظها.

جرى إطلاق موسوعة تاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة في حفل حضره كبار الشخصيات الثقافية، وعدد كبير من المختصين والخبراء والباحثين الذين أسهموا في إنجاز هذه الموسوعة، وجمهور من كبار المثقفين والمهتمين بتاريخ دولة الإمارات العربية المتحدة وتراثها.

افتتح الحفل بكلمة سعادة عبد الله ماجد آل علي مدير عام الأرشيف والمكتبة الوطنية، رحب فيها بالضيوف وأكد أن التاريخ هو وعاء الحضارة والثقافة، وأن مشروع الموسوعة التاريخية لدولة الإمارات العربية المتحدة، يستهدف تقديم تاريخ الإمارات العربية المتحدة، ومنجزها الحضاري والمعرفي للباحثين والأكاديميين حول العالم، انطلاقاً من كون توثيق التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي بكل تفاصيله، هو سمةٌ للأمم المتطلعة إلى المستقبل، والقادرة على الإنجاز وتحقيق الأهداف الكبرى، والذاكرة الوطنية أحد عناصر قوة الدول، وصلابة نسيجها الوطني، ووضوح هويتها الجامعة، وتعزيز الولاء لها والانتماء إليها.

وأضاف: يمثل احتفالنا اليوم بإطلاق موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة، لحظة طال انتظارها، لأن تاريخ الدولة يستحق أن يُكتب، ولأن إنجازات أبنائها تحتاج إلى وضعها في موضعها الصحيح، ولأن المسيرة التي تواصلت على أرضها الطيبة عبر آلاف السنين تحتاج إلى الكشف عن جوانب الإبداع والتفوق والتميز فيها.

وأضاف: يفتخر الأرشيف والمكتبة الوطنية بكنوزه من السجلات والوثائق التاريخية والمصادر الخاصة بدولة الإمارات خاصة والمنطقة عامة، وهذا ما سيميز موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة بالمعلومة التاريخية الموثقة، وما سيجعلها بوابة واسعة على التاريخ العريق الذي اعتبره المؤسس والباني الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، المدخل الحقيقي لفهم الحاضر واستشراف المستقبل، وقال عنه سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله: “تاريخ الإنسان على هذه الأرض قصة تروى لأجيالنا والعالم عمرها آلاف السنين، صحراؤها وجبالها وبحارها شاهدة على عظمة الإنسان فيها وتجليات إبداعه وجلده في مواجهة الحياة.. فيها شواهد على حضارات تعاقبت وتعايشت رغم قسوة الظروف والتحديات إلا أنها بعزيمة رجالها تنبض اليوم تطوراً وحضارة وتقدماً.”

ورفع أسمى آيات الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة، وإلى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة الذي قدم كل أشكال الدعم والمساندة للأرشيف والمكتبة الوطنية، وأن تنطلق «موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة» بتوجيهات ودعم من سموه.

وقال سعادته: إننا نعاهد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على أن يخرج العمل على النحو الذي يليق بدولتنا الحبيبة، وبتاريخها الذي نفخر به.

وشكر فريق عمل الموسوعة واللجان العلمية والفرق المكلفة بكتابة الموسوعة والإشراف عليها على ما أبدوه من استعداد لأداء المهمة على النحو المطلوب، ودعا جميع المؤسسات والجهات الحكومية والخاصة للمشاركة في إنجاز هذه المهمة الوطنية، وأكد أن موسوعة تاريخ سيكون لها دورها في التنشئة الوطنية لجيل فخور بوطنه وبإسهاماته الحضارية.

واستعرض سعادة المدير العام ما أنجزته الورش التي نظمها الأرشيف والمكتبة الوطنية في الأيام الماضية على صعيد تحديد أقسام الموسوعة، والحقب الزمنية التي سوف تسلط الضوء عليها، وحوكمتها ومراحل إنجازها، ومخرجاتها المتوقعة، ودورها المأمول على صعيد حفظ ذاكرة الوطن للأجيال.

ويذكر أن موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة سوف تصدر بداية بشكلها الرقمي، وستكون مؤلفة من سبعة أقسام، الأول عن جغرافية المكان، والأقسام الأخرى سوف تتناول تاريخ الإمارات وفق حقب زمنية اُعتمدت على أساس معايير علمية دقيقة، وتعمل على الموسوعة لجنة علمية تتألف من خبراء وباحثين ومؤرخين متخصصين، وحسب الخطط التي وضعت لهذا المشروع فإنه من المتوقع أن يتم إنجاز الموسوعة بشكلها النهائي في غضون خمسة أعوام، ويرحب الأرشيف والمكتبة الوطنية بمشاركة المؤسسات العلمية والثقافية، وبمشاركات الباحثين والمختصين القادرين على إثراء الموسوعة بالمعلومة الدقيقة والموثقة.

وتأتي موسوعة تاريخ الإمارات العربية المتحدة لتستوعب “ذاكرة الوطن” التي يحرص الأرشيف والمكتبة الوطنية على جمعها وإتاحتها للباحثين وحفظها للأجيال، ولتتوّج العدد الكبير من الإصدارات التي تُعنى بتاريخ وتراث دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج، إذ تؤكد للعالم أن دولة الإمارات العربية المتحدة لها تاريخها الممتد لما يقارب سبعة آلاف عام، وأنها ليست أمة طارئة على التاريخ.

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الإمارات تتولى رئاسة مجموعة دعم مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث

جددت دولة الإمارات تأكيد التزامها الراسخ بالعمل الإنساني القائم على المبادئ، وذلك خلال الجزء الإنساني من الدورة لعام 2025 للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، والذي عُقد في قصر الأمم بجنيف.

وشدد السفير جمال جامع المشرخ، المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، على أهمية التمسك بالمبادئ الإنسانية الأساسية المتمثلة في الحياد، وعدم التحيز والاستقلالية. ودعا إلى ضرورة التحول الجذري في النظام الإنساني من الاستجابة التفاعلية إلى العمل الاستباقي، مشددًا على الحاجة إلى «زيادة الاستثمار في أنظمة الإنذار المبكر والتمويل الاستباقي، لا سيما في مواجهة الأزمات المرتبطة بتغير المناخ». كما أكد الأهمية البالغة لحماية المدنيين في مناطق النزاع، وضمان الوصول الإنساني غير المقيّد، مشيرًا بشكل خاص إلى الوضع في غزة.

وقال: «ندين بشدة الانتهاكات المتواصلة التي ترتكبها إسرائيل، ونجدد التأكيد على ضرورة دعم الجهود اللازمة للمساعي المبذولة لتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة، وضمان تدفق المساعدات فوراً وبأمان ودون عوائق وعلى نطاق واسع ومستدام عبر كافة الطرق الممكنة». وشارك كذلك في جلسة رفيعة المستوى بعنوان: «إعادة تصوّر النظام الإنساني: نماذج مبتكرة لإنقاذ الأرواح، وتخفيف المعاناة، وتعزيز صمود وسبل عيش الشعوب»، والتي شارك فيها ممثلون عن عدد من المنظمات الدولية الرئيسية، بما في ذلك السيد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR)، مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث (UNDRR)، منظمة الأغذية والزراعة (FAO)، برنامج الأغذية العالمي (WFP)، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، منظمة «نساء من أجل التغيير - جنوب السودان»، والمجلس الدولي للوكالات التطوعية (ICVA). وفي مداخلته، أكد السفير المشرخ على أهمية الابتكار في العمل الإنساني. وقال: «لم يعد الابتكار خيارًا، بل أصبح ضرورة»، داعياً إلى تطوير آليات تقديم المساعدات الإنسانية، بما يتماشى مع احتياجات المجتمعات المتضررة.

كما شدد على ضرورة وجود «شجاعة سياسية» لدفع عملية الإصلاح، وضمان مواءمة النظام الإنساني لمتطلبات الواقع المتغير.

وقد جمع الجزء الإنساني لعام 2025 من المجلس الاقتصادي والاجتماعي قادة عالميين وخبراء إنسانيين ودبلوماسيين لمناقشة التحديات والفرص المتغيرة التي تواجه النظام الإنساني الدولي. وتركزت النقاشات على محاور رئيسة شملت الابتكار، وبناء القدرة على الصمود، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف في ظل الأزمات العالمية المتصاعدة مثل النزاعات المسلحة وتغير المناخ والنزوح القسري. وجاءت مشاركة دولة الإمارات الفاعلة لتؤكد التزامها المتواصل بدعم نهج إنساني مبتكر وتعاوني وقائم على المبادئ في مواجهة أبرز الأزمات الإنسانية التي يشهدها العالم.

أخبار ذات صلة محمد بن راشد: الإمارات واحدة من ضمن أعلى 7 وجهات عالمية في الإنفاق الدولي للسياح الإمارات تؤكد التزامها الراسخ بالعمل الإنساني القائم على المبادئ المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • برعاية منصور بن زايد.. شخبوط بن نهيان يشهد حفل تخريج طلبة «مدارس الإمارات الوطنية» بمجمعات أبوظبي
  • الإمارات: ملتزمون بالعمل الإنساني القائم على المبادئ
  • مقررة الأمم المتحدة: تقدم الإمارات في مجال حقوق المرأة كبير و«استثنائي»
  • شخبوط بن نهيان يكرّم خريجي مدارس الإمارات الوطنية
  • الإمارات تتولى رئاسة مجموعة دعم مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث
  • الإمارات أول دولة عربية تتولى رئاسة «دعم مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث»
  • مكتبة "القومي للمسرح والموسيقي والمكتبة "القومي للمسرح والموسيقي
  • بغداد تستعد لدخول موسوعة غينيس عبر أطول لوحة فنية في العالم
  • الإمارات تشارك في اجتماع مديري أجهزة مكافحة المخدرات لدول الخليج العربية
  • الهوية الوطنية ركيزة تداخلت فيها عناصر الجغرافيا والإنسان والبحر والحضارة، فأنتجت تاريخًا ثريًّا ومتفردًا