صحافيون روس ينتقدون الحرب الإسرائيلية على غزة ودور الغرب في تأجيجها
تاريخ النشر: 10th, December 2023 GMT
انتقد صحافيان روسيان "الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، قائلين إن القطاع المحاصر مصدر ألم للعالم أجمع، وألقيا باللوم على الغرب لفشله في إيقاف تل أبيب بسبب "مصالحهم المالية".
وقالت الصحافية يكاترينا غوردون لوكالة "الأناضول"، في "القمة الأوروبية من أجل فلسطين" التي نظمها بشكل مشترك المنتدى الإسلامي الأوروبي وقضاة فلسطين وحزب الرفاه الجديد التركي، في قصر جراغان بإسطنبول: "هذه إبادة جماعية وليس هناك أي مبرر على الإطلاق لكل ما يفعلونه".
وأضافت: “أعتقد أن غزة هي مصدر ألم للعالم كله. ولهذا السبب لا يمكننا أن نلتزم الصمت حيال ذلك".
وأعربت غوردون عن اعتقادها بأن "المال هو السبب" لجميع الفظائع التي ترتكبها إسرائيل، في إشارة إلى المصالح التجارية للغرب في الهجوم المستمر على غزة.
وقالت: “لسوء الحظ، فإن الكثير من القادة الأوروبيين والدول الكبرى مرتبطون بأعمال تجارية ضخمة مع أمريكا وإسرائيل. فلديهم دولارات في أفواههم. ولهذا السبب يلتزمون الصمت"، مضيفة "لا أعتقد أن هذه مسألة دين. إنها مسألة بزنس، أنا مسيحية وأنا مع العالم الإسلامي في هذه المسألة".
وتابعت الصحافية الروسية: "أعتقد أنه يجب علينا أن نقف معا. يجب أن نفعل كل شيء لنكون أقوياء. يجب أن نفعل كل شيء لكي نكون دولا وطنية قوية، وعلينا أن نفعل كل شيء كي لا نرتبط بالدولار".
وأشادت غوردون بجهود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لإيجاد حل للصراع الأخير، قائلة إنه أحد قادة العالم الذين لا يخافون من قول الحقيقة.
وحثت الصحافية الروسية العالم أجمع على فرض عقوبات على إسرائيل، قائلة: "لماذا لا نسميهم إرهابيين؟ إنهم كذلك".
ومن جانبه، قال الصحفي الروسي مكسيم شفتشنكو: "لا يقتصر الأمر على العدوان الإسرائيلي على غزة.. إنه عدوان غربي على غزة. إسرائيل لا شيء بدون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا. إسرائيل جزء من الغرب. إنها ليست دولة منفصلة عن الغرب".
وأضاف شفنتشنكو: “قال نتنياهو وغيره من القادة والسياسيين في إسرائيل مرات عديدة أن إسرائيل جزء من العالم الديمقراطي الليبرالي. إسرائيل جزء من الاحتلال والإمبريالية الغربية في أراضي الحضارة الإسلامية”.
وأكد الصحافي الروسي أن 10% من سكان غزة هم من المسيحيين الأرثوذكس، وقال إن الرجال المسيحيين الأرثوذكس يناضلون الآن إلى جانب الشعب الفلسطيني.
وأضاف: “أي دين لدينا في إسرائيل؟ هل هي اليهودية؟ كلا، ليست اليهودية. إنه دين الإمبراطورية الرومانية الحديثة، إنه الوثنية. إنه الصراع بين التوحيد والوثنية. إسرائيل جزء من الوثنية".
وقال شفتشنكو إن الحل الأكثر ملاءمة هو دولة واحدة في الأرض المقدسة، مضيفا: “دولة واحدة للمسلمين والمسيحيين واليهود والدروز والعلويين، وجميع سكان الأرض المقدسة الذين يمكنهم العيش معا. يمكن لليهود والمسلمين أن يعيشوا معا. إن حل الدولتين مستحيل".
هذا واستأنفت إسرائيل هجومها العسكري على قطاع غزة في الأول من ديسمبر بعد انتهاء الهدنة الإنسانية التي استمرت أسبوعا مع حركة "حماس" الفلسطينية.
ومع دخول الحرب على غزة يومها الـ64، تستمر القوات الإسرائيلية في قصف مدن ومحافظات شمال وجنوب القطاع، وسط اشتباكات عنيفة ومخاوف دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى مساء السبت، 17 ألفا و700 شهيد، و48 ألفا و780 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية، و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
المصدر: RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: أنقرة الاتحاد الأوروبي الجيش الإسرائيلي الحرب على غزة تل أبيب جرائم حرب جرائم ضد الانسانية حركة حماس حرية الصحافة قطاع غزة موسكو إسرائیل جزء من على غزة
إقرأ أيضاً:
دعاية السجون المصرية بين التجميل والتزييف.. ودور النخب بكشف الحقيقة
إنّ مواجهة النظام العسكري المستبد الذي يسعى لتجميل صورته في الداخل والخارج لا تكون إلا بفضح ألاعيبه ونشر الحقيقة التي تهدد أركان حكمه وتزلزل استقراره، ولذلك من واجبنا أن نكشف الستار عن ألاعيب العسكر في غسل العقول وتنويم الشعوب.
فحين يتحوّل القمع إلى دعاية ويُغسَل الدم بالتجميل في مشهد يبدو وكأنه مسرحية سوداء، يقف النظام المصري ليُصدر للعالم صورة مزيّفة عن واقعه القمعي، مستخدما بعض الفنانين للترويج لما يسميه "تطوير السجون"، وكأننا أمام منشآت سياحية من فئة الخمس نجوم، لا أوكار تعذيب وظلم حُشر فيها عشرات الآلاف من الأبرياء، فقط لأنهم خالفوا السلطة الرأي أو عارضوا انقلابا عسكريا ما زالت آثاره الكارثية تتراكم على الوطن والمواطن.
منذ انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013، دخلت مصر نفقا مظلما من القمع السياسي، جعل السجون المصرية عنوانا للمرحلة ومركز ثقلها، إذ قُدّر عدد المعتقلين السياسيين منذ ذلك التاريخ وحتى الآن بما يزيد على مائتي ألف معتقل، يوجد منهم حتى اليوم ما يزيد على ستين ألفا داخل السجون، بحسب تقارير منظمات حقوقية دولية ومحلية. بينهم آلاف من النساء، وأكثر من ألف معتقلة منذ لحظة الانقلاب، بعضهن تجاوزن السبعين من العمر، وآلاف من الشباب الذين قضوا زهرة أعمارهم في الزنازين، وعشرات من الأطفال القُصّر، ومئات من الشيوخ فوق الستين والسبعين.
هذه الحملات الإعلامية ليست سوى محاولة لتبييض وجه نظام فقد شرعيته، وتوثقت جرائمه، واستُهلكت كل مبرراته. فهل صار تجميل السجون أولوية وطنية؟ وهل تنمية البلاد تبدأ من تحويل المعتقلات إلى فنادق، بينما لا يجد الفقراء رغيفا ولا المريض سريرا ولا الشاب فرصة عمل؟
كل هؤلاء لم يُدانوا بجرم حقيقي، ولم يُحاكموا في محاكمات عادلة، بل كانت خصومتهم الوحيدة أنهم ينتمون إلى تيار سياسي معارض، أو أنهم عبّروا عن رأي، أو شاركوا في مظاهرة، أو كتبوا تدوينة تنتقد النظام.
التعذيب والانتهاكات.. سياسة ممنهجة لا استثناءات
داخل هذه السجون "العصرية"، تمارس أبشع صور التعذيب الجسدي والنفسي. تقارير موثقة لمنظمات كـ"هيومن رايتس ووتش" و"العفو الدولية" تشير إلى استخدام منظم للتعذيب، والصعق بالكهرباء، والضرب، والحبس الانفرادي، والحرمان من الزيارة والعلاج، والمنع من الطعام والشراب. لم يعد التعذيب حالة فردية تُدان، بل سياسة ممنهجة يُكافأ منفذوها وتُبرأ ساحتهم إعلاميا وقانونيا.
ويُضاف إلى هذه الانتهاكات، الإهمال الطبي المتعمّد الذي أودى بحياة المئات من المعتقلين، من بينهم رموز سياسية ودعوية وفكرية مثل الرئيس الراحل الدكتور محمد مرسي، الذي تُرك ينزف على أرض المحكمة حتى فاضت روحه، دون أي تدخلٍ طبي، ليُسدل الستار على واحدة من أبشع صور القتل البطيء المتعمّد في العصر الحديث.
التجميل الزائف.. غسل الأيدي القذرة بالدعاية
وفي مقابل هذه الكارثة الإنسانية، يخرج علينا النظام ببرامج مصوّرة، يصحب فيها بعض الفنانين والمشاهير لتفقد ما يسميه "مجمع السجون الجديد"، في محاولة ساذجة لتجميل وجهه القبيح. تتحدث هذه البرامج عن غرف مكيفة، ورعاية صحية، وملاعب رياضية، بل وسينمات ومسارح، بينما تُسجى في الزنازين أجساد معتقلين لا يرون الشمس لأسابيع، ويُمنعون من أبسط الحقوق كالماء النظيف أو العلاج أو الزيارات.
إن هذه الحملات الإعلامية ليست سوى محاولة لتبييض وجه نظام فقد شرعيته، وتوثقت جرائمه، واستُهلكت كل مبرراته. فهل صار تجميل السجون أولوية وطنية؟ وهل تنمية البلاد تبدأ من تحويل المعتقلات إلى فنادق، بينما لا يجد الفقراء رغيفا ولا المريض سريرا ولا الشاب فرصة عمل؟
المشروع الصهيوني وتمكين القمع
ما يجب أن يُقال بصراحة: إن ما يحدث في مصر هو جزء من مشروع إقليمي واسع، تتقاطع فيه مصالح سلطات الاستبداد المحلي مع أجندة صهيونية تريد تفكيك قوى الأمة الحية، وعلى رأسها الحركة الإسلامية، وفي القلب منها جماعة الإخوان المسلمين، التي تمثل سدا منيعا أمام مشروع تصفية القضية الفلسطينية، وتطبيع العلاقة مع الاحتلال.
الصمت على هذه الجرائم هو شراكة في الظلم، ومن يتغافل عن هذه الانتهاكات، ويختار الصمت، إنما يصطف إلى جانب الجلاد، حتى ولو لم يرفع سوطا. إن من يسكت عن آلاف المعتقلين من الرجال والنساء والشيوخ، لا يختلف كثيرا عمّن يغلق عليهم الأبواب
إن اعتقال آلاف الدعاة والمفكرين والسياسيين، وملاحقة كل من ينتمي لفكرة أو دعوة أو حركة تقاوم الهيمنة الصهيونية، إنما هو تنفيذ مباشر لمطلب أمريكي صهيوني قديم: إنهاء كل تيار يوقظ الشعوب، أو يحرضها على الكرامة، أو يربطها بالإسلام كهوية ومشروع حضاري.
السكوت مشاركة.. والمقاومة واجب
الصمت على هذه الجرائم هو شراكة في الظلم، ومن يتغافل عن هذه الانتهاكات، ويختار الصمت، إنما يصطف إلى جانب الجلاد، حتى ولو لم يرفع سوطا. إن من يسكت عن آلاف المعتقلين من الرجال والنساء والشيوخ، لا يختلف كثيرا عمّن يغلق عليهم الأبواب.
إن المطلوب اليوم ليس مجرد الشكوى أو التحسر، بل تحرك عملي ومدروس لإنقاذ ما تبقى من مصر والكرامة فيها. يجب فضح هذا النظام في المحافل الدولية، ورفع قضايا أمام المحاكم الدولية، وتنظيم الحملات الشعبية والحقوقية، وتوحيد الجهود الإعلامية والسياسية للدفاع عن المعتقلين وحقهم في الحياة والحرية.
إن تجميل السجون لا يغيّر من طبيعتها، وإن تحويل المعتقل إلى فندق لا يبرر وجود سجين سياسي واحد خلف القضبان. وما لم نُدِن هذا النظام ونفضح جرائمه، ونحشد شعوبنا لمقاومته، فستمتد الزنازين، وتُطمس الحقيقة، ويُعاد تدوير الاستبداد بأدوات أكثر خداعا وبهتانا.