لافروف: هجوم حماس في 7 أكتوبر لم يحدث من فراغ
تاريخ النشر: 11th, December 2023 GMT
قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن ما قامت به حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي لم يحدث من فراغ، مشيرا إلى أن موسكو تتواصل حصرا مع الجناح السياسي للحركة.
وفي كلمة عبر الإنترنت ضمن فعاليات منتدى الدوحة 2023، قال لافروف إن موسكو تتواصل حصرا مع الجناح السياسي لحركة حماس، وأن "هذه الاتصالات مكنت من التوصل لاتفاق إطلاق محتجزين تفاعلت معه إسرائيل إيجابيا".
وأضاف لافروف "لدينا علاقات مع الجناح السياسي لحركة حماس، أجرينا اتصالات بممثليه في الدوحة للتفاوض حول مصير الرهائن من مواطنينا، إضافة إلى مواطنين من عدد من الدول المجاورة لروسيا ودول أخرى، وقد تمكنا من التوصل إلى اتفاق، وكان رد فعل الجانب الإسرائيلي إيجابيا".
وأكد لافروف أن روسيا ستواصل ممارسة الضغوط السياسية لتحقيق وقف إنساني لإطلاق النار في قطاع غزة، كما شدد على أن القرارات المتعلقة بالأزمة الإنسانية في غزة وكيفية معالجتها، يتطلب نوعا من الرقابة على الأرض.
وفي تصريحات سابقة تلت اندلاع الحرب، دعا لافروف "لتنفيذ قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بشأن إنشاء دولة فلسطينية على أساس المبادئ التي وافقت عليها الأمم المتحدة".
وضع كارثي
وخلال إحدى جلسات منتدى الدوحة أيضا، وصف فيليب لازاريني المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الوضع الإنساني في غزة بالكارثي. ودعا إلى وقف إطلاق النار لإنهاء ما سماه الجحيم على أرض غزة.
وقال لازاريني "هذا أسوأ شيء رأيته في حياتي وأكثر وضع مأساوي شاهدته يوما، ليس أنا فقط ولكن كل من رأى المشهد كما قال الأمين العام للأمم المتحدة".
وأضاف "كان هناك تهجير كبير جدا، بأي سياق يمكن أن نرى ذلك؟ لدينا أكثر من مليون شخص يعيشون في ملاجئ مكتظة تحت راية الأمم المتحدة، الناس يأتون إلينا طلبا للحماية وهذه الحماية غير متوفرة بكل الأحوال في قطاع غزة، هذا الوضع كارثي".
غير مسبوق وغير مقبولمن جهته، قال تيد شيبان نائب المدير التنفيذي للعمل الإنساني في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إنه لا وجود لمكان آمن في غزة ومن الضروري وقف إطلاق النار وتوفير المساعدات العاجلة.
وأضاف تيد شيبان -خلال مقابلة مع الجزيرة- أن العنف الذي يتعرض له أطفال غزة غير مسبوق وغير مقبول ويجب إيقافه.
ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، خلّفت أكثر من 17 ألف شهيد، ونحو 48 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا، إضافة إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في ظل نزوح مئات الآلاف بحثا عن مناطق آمنة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هل تتجه واشنطن لملئ فراغ فاغنر من خلال التعاون مع الجزائر؟
التقت السفيرة الأمريكية إليزابيث مور أوبين مؤخرا مع اللواء سيد أحمد بورمانة، القائد بالنيابة لجهاز الدرك الوطني الجزائري (حهاز أمني هام)، لمناقشة سبل تعزيز التعاون في مجال إنفاذ القانون، والتأكيد على أهمية الشراكة الأمنية في مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.
ويأتي هذا اللقاء تزامنا مع تصاعد التنسيق الأمني الأمريكي الجزائري، وفي ضوء زيارات متكررة لسفن عسكرية أمريكية إلى موانئ جزائرية، في مؤشر لافت على تطور في العلاقات الدفاعية البحرية، وعلى رغبة أمريكية واضحة في تعزيز وجودها بالمنطقة.
التقت السفيرة أوبين صباح اليوم مع اللواء سيد أحمد بورمانة، القائد بالنيابة للدرك الوطني، للتحدث عن تقديرنا للتعاون المستمر في مجال إنفاذ القانون من أجل الحفاظ على أمن بلدينا. ???????????????????? https://t.co/lxVVhMof3P — US Embassy Algiers (@USEmbAlgiers) June 5, 2025
ويأتي ذلك بينما شهدت منطقة الساحل تطورًا تمثل في إعلان مجموعة "فاغنر" الروسية انسحابها من مالي، بعد أربع سنوات من العمليات الميدانية التي وصفت بـ"المشبوهة".
وجاء إعلان الانسحاب من خلال مقطع فيديو عبر حسابات الجماعة في "تيليغرام"، أكدت فيه أن "المهمة قد أُنجزت"، مشيرة إلى أن جميع العواصم الإقليمية قد أعيدت إلى "سيطرة السلطات الشرعية".
واعتبرت صحيفة "الخبر" الجزائرية هذا الانسحاب ضربة موجعة للجماعة العسكرية في باماكو، حيث أفادت مصادر أوروبية بأن نظام أسيمي غويتا دخل في مفاوضات عسيرة مع موسكو لإبقاء فاغنر، إلا أن روسيا أصرّت على سحب المجموعة، وسط أنباء عن أزمة عميقة تهز أروقة الحكم في مالي، وصلت إلى حد التكهّن بسقوط النظام في أي لحظة.
تعاون أمني
الانسحاب المفاجئ لفاغنر يعيد تشكيل المشهد الأمني في الساحل، ويفتح المجال أمام قوى دولية أخرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة، لملء هذا الفراغ بالتعاون مع شركاء إقليميين موثوقين مثل الجزائر.
ويُنظر إلى لقاء السفيرة أوبين واللواء بورمانة باعتباره جزءًا من هذا التحول، الذي يستهدف تأمين الحدود، وتبادل المعلومات، والتنسيق في مواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة.
وتحتفظ الجزائر بمكانة محورية في معادلة الساحل الأمنية، بحكم موقعها الجغرافي وقدراتها العسكرية، وكذلك لعلاقاتها المتوازنة مع أطراف متعددة. وتُعدّ سياستها القائمة على الاستقلالية الاستراتيجية حاجزًا ضد التدخلات العسكرية الأجنبية، مع انفتاح محسوب على التعاون الأمني الثنائي، كما هو الحال مع واشنطن.