المقاومة الفلسطينية تكبد الاحتلال خسائر كبيرة في قواته وآلياته المتوغلة في قطاع غزة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
القدس المحتلة-سانا
واصلت المقاومة الفلسطينية اليوم التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلي المتوغلة في قطاع غزة موقعة العشرات من أفرادها بين قتيل ومصاب، ومكبدة إياها خسائر كبيرة في الآليات.
وخاض مقاتلو المقاومة اشتباكات عنيفة مع قوات العدو الصهيوني في منطقة السطر الغربي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة واستهدفوا تحشيداته في محور التوغل شرق المدينة وفي منطقة جحر الديك ومحور “نتساريم” بقذائف هاون وفي موقع “كرم أبو سالم” بصواريخ بدر 1.
واستهدفت المقاومة دبابتين للاحتلال الإسرائيلي في خان يونس بقذائف “الياسين 105” وناقلة جند ودبابة بقذائف “التاندوم” في محور الزيتون شرق غزة كما استهدفت “تل أبيب” ومستوطنتي “صوفا” و”نير إسحاق” برشقات صاروخية رداً على مجازر الاحتلال المتواصلة في غزة، فيما أوقعت عدداً من جنود العدو بين قتيل وجريح بعد الاشتباك مع قوتين صهيونيتين تحصنتا داخل منزلين الأول في محور التوغل بمنطقة الشجاعية شرق غزة والآخر في منطقة الفالوجا شمال القطاع.
وكان الاحتلال الإسرائيلي اعترف اليوم بمقتل 7 من ضباطه وجنوده خلال الاشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة التي تواصل التصدي لقواته واستهداف مواقعه ومستوطناته.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
كيف أعادت إيران الاعـتبار للقضية الفلسطينية؟
يمانيون بقلم/ السفير عبدالله عـلي صبري
منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، أعادت طهران تشكيل أولويات الصراع في المنطقة، وجعلت من القضية الفلسطينية محورًا أساسيًا في سياستها الخارجية وخطابها الديني والسياسي والإعلامي، على خلاف ما اتجهت إليه بعض الأنظمة العربية نحو التسويات والانكفاء، خاصة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد التي أخرجت مصر من دائرة الصراع المباشر مع إسرائيل، وهنا برزت إيران كفاعل جديد حمل راية المواجهة، واحتضن الحركات الفلسطينية المقاومة، وقدم نفسه بديلًا استراتيجيًا في زمن التراجع العربي.
قطعت إيران الثورة العلاقة مع تل أبيب، التي كانت في أفضل حالاتها زمن الشاه، وحوّلت سفارة الكيان إلى مقر للبعثة الفلسطينية، واستقبل الإمام الخميني القيادات الفلسطينية في الأيام الأولى للثورة وفي المقدمة منهم الراحل ياسر عرفات. وأعلن الإمام الخميني في الأيام الأولى لانتصار الثورة عن ” يوم القدس العالمي ” كمناسبة سنوية للتذكير بمظلومية الشعب الفلسطيني، ودعم حركات المقاومة. وفي عام 1988 تأسس فيلق القدس التابع للحرس الثوري، ليغدو الجهاز المسؤول عن دعم حركات المقاومة والتنسيق فيما بينها.
كذلك اتجهت إيران إلى لبنان وساعدت في تأسيس ” حزب الله ” كحركة مقاومة في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وأمكن للحزب تحقيق انتصارات استراتيجية بين عامي 2000 و2006، وغدا الحزب الرقم الأهم في الداخل اللبناني، وعلى صعيد المحور بشكل عام.
واستثمرت إيران علاقاتها الجيدة بسوريا وبحزب الله، في دعم حركات المقاومة الفلسطينية وبناء قدراتها عسكريًا ولوجستيًا، ووفرت لها الدعم السياسي والمالي، وساهمت في كسر الحصار الإقليمي المفروض عليها.
من جانبها تأثرت المقاومة الفلسطينية بالثورة الإسلامية الإيرانية، التي أنعشت الآمال مجددا بعد توالي الخيبات والنكسات العربية والإسلامية، وكان الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي من أبرز الشخصيات الفلسطينية تأثراً بالثورة الإيرانية وقائدها الخميني.
رأى الشقاقي في الثورة الإسلامية تجربة ملهمة للثورة والمقاومة، وفي كتابه “الخميني: الحل الإسلامي والبديل”، عبّر بوضوح عن قناعته بأن النموذج الإيراني يمثل الطريق الأمثل لمقاومة الاحتلال وتحرير الأرض. ومن رحم هذه القناعة، وُلدت حركة الجهاد الإسلامي في مطلع الثمانينيات، لتكون تيارًا جديدًا يجمع بين العقيدة الإسلامية والجهاد المسلح.
لم يقتصر الدعم الإيراني على حركة الجهاد، بل امتد ليشمل حركة حماس، خصوصا في جناحها العسكري، كتائب القسام، وكان الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس حتى اغتياله في 2020، هو المهندس الرئيس لهذه العلاقة.
تولى سليماني، الذي وصفته قيادات فلسطينية بـ ” شهيد القدس “، التنسيق المباشر مع قيادات المقاومة، وساهم في نقل التكنولوجيا العسكرية، وتوفير الموارد، وتدريب الكوادر، وتطوير القدرات الصاروخية والأنفاق الدفاعية والهجومية داخل قطاع غزة. كما لعب دورًا بارزا في تعزيز التنسيق بين فصائل المقاومة، وتشكيل غرف عمليات مشتركة لإدارة المواجهة مع العدوان الإسرائيلي.
وهكذا مثلت إيران، من خلال ثورتها ودعمها المتواصل، نقطة تحول استراتيجية في مسار القضية الفلسطينية، إذ أعادت الاعتبار لخيار المقاومة، وتحولت من دولة هامشية في الصراع إلى ركيزة أساسية في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، في مختلف الظروف والمحطات، ورفضت طوال هذه الفترة كل أنواع الضغوط الغربية، والعقوبات الاقتصادية، فلم تساوم أو تهادن.
ولا شك أن الحرب الدائرة التي شنها العدوان الصهيوني قبل أيام على إيران ذات صلة عميقة بالموقف الثابت والمبدأي للجمهورية الإسلامية تجاه القضية الفلسطينية، كما لا شك أيضا أن مستقبل القضية الفلسطينية رهن نتائج هذه المواجهة بعد أن أدار العرب ظهورهم لجريمة الإبادة المتواصلة في غزة على مدى 20 شهرا.