مخاض تحت القصف.. معاناة الحوامل في قطاع غزة تتصاعد بسبب الحرب الإسرائيلية
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هناك حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة، ومن المتوقع أن تلد 5500 امرأة في الشهر المقبل.
انتظر الزوجان سليم وإسراء 9 أشهر، لاستقبال طفلتهما وبدء صفحة جديدة من حياتهما، إلا أن الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين على قطاع غزة غيرت مسار وتوقعات حياتهما.
وكان الوصول قبيل المخاض إلى جناح الولادة يعني رحلة محفوفة بالمخاطر بين نيران الصواريخ.
وبعد أن نجوا من ذلك، قال الزوجان، اللذان يقيمان في زاوية من الخيام بمستشفى الأقصى، إنهما لا يملكان ما يكفي من الطعام أو المال أو القوة لرعاية طفلتهما التي تبلغ من العمر أسبوعًا بشكل صحيح.
وقال سليم: "إن رضاعتها لا تكفي الطفل لأن الأم نفسها لا تأكل".
عدد كبير من الحواملووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، هناك حوالي 50 ألف امرأة حامل في غزة، ومن المتوقع أن تلد 5500 امرأة في الشهر المقبل.
ومع ذلك، هناك ما لا يقل عن 22 مستشفى في غزة، بما في ذلك أجنحة الولادة، خارج الخدمة وفقًا لوزارة الصحة في الأراضي التي تسيطر عليها حماس.
ويقول الأطباء إن هناك نقصًا في الأدوية الأساسية، بما في ذلك أدوية التخدير والمطهرات.
للوصول إلى جناح الولادة المجهز، قال سليم إنه اضطر هو وإسراء إلى الانتقال من مستشفى الأقصى في دير البلح إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات للاجئين عبر سيارة إسعاف، على بعد حوالي ستة كيلومترات.
شاهد: الجيش الإسرائيلي ينشر مقاطع مصورة لعملياته البرية في غزةإضراب شامل في الضفة وفي دول أخرى احتجاجا على القصف الإسرائيلي على قطاع غزةفيديو: "دعوا غزة تعيش".. محتجون أمريكيون يهود يكبلون أنفسهم على سياج البيت الأبيضوعلى الرغم من المسافة القصيرة نسبيًا، استغرقت الرحلة أكثر من ساعة وكانت هناك ثلاث غارات جوية كادت أن تقتلهما.
وقال وسام شلتوت الطبيب في مستشفى العودة: "نحن نعمل في ظروف استثنائية الآن".
وأولئك الذين لا يستطيعون العثور على سيارة إسعاف أو سيارة يواجهون رحلة أصعب بعد.
وقال عوض درويش إنه اضطر هو وابنته الحامل للسفر إلى مستشفى العودة سيراً على الأقدام.
كان لديهم خيار السفر بعربة يجرها حمار، لكنه كان يخشى أن تؤدي حركة العربة الخشبية إلى ولادة ابنته على الطريق.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية من بينها انضمام كييف للاتحاد الأوروبي.. وزير خارجية أوكرانيا يبحث مع نظيره المجري عددًا من الملفات فيديو: "دعوا غزة تعيش".. محتجون أمريكيون يهود يكبلون أنفسهم على سياج البيت الأبيض تغطية متواصلة| بايدن يدعم إسرائيل حتى "التخلص من حماس".. توتر في الضفة وقصف مستمر على غزة طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطينيالمصدر: euronews
كلمات دلالية: طوفان الأقصى غزة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا روسيا فلسطين عيد الميلاد الأمم المتحدة فرنسا جو بايدن إسلاموفوبيا غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا روسيا فلسطين یعرض الآن Next قطاع غزة فی الضفة فی غزة
إقرأ أيضاً:
حربٌ تدور في واشنطن
الخصومة الحالية بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب وحليفه رجل الأعمال إيلون ماسك نشبت فجأة، وسرعان ما تحوّلت إلى حرب بجبهات كثيرة، وخسائر كبيرة. أتاحت طبيعة العلاقة بين الطرفين والثقة التي سادت بينهما في سابق الأوقات، الفرصة أمام كل طرف للنيل من الآخر.
ورغم ما يميّز المتخاصمين من شُهرة وثَراء، فإن الكفّتين غير متعادلتين، لأن ترمب رئيسٌ منتخبٌ لأقوى دولة في العالم عسكرياً واقتصادياً، وبيده صُنع القرار، هذا أولاً. أما ثانياً، فإنّه من غير المسموح لأي رئيس دولة أن يُهزم في خصومة شخصية مُعلنة، فما بالك برئيس أميركا؟
في السياسة أو التجارة وعالم الأعمال، أو الرياضة، حفظ لنا التاريخ وقائع حروب كثيرة، بين إخوة وأصدقاء وشركاء وحلفاء. نتائج تلك الحروب قد لا تحتاج إلى تذكير. لكن البشر لا يقرأون التاريخ. وإذا قرأوه فإنهم لا يتّعظون بدروسه. ولذلك السبب يكررون الأخطاء نفسها، بالتعثر في المطبّات نفسها، ولا يتورعون عن الوقوع بعيون مفتوحة في الحفر نفسها، رغم كثرة علامات التحذير المنصوبة على جوانب الطرق!
الرئيس ترامب وحليفه السابق ماسك ليسا في حاجة إلى تذكير بتلك الحقائق. إلا أنّهما اختارا طريق الحرب، وخوض ما لا بدّ من خوضه من معارك. هل كان بالإمكان ترميم ما تصدّع من جسور قبل انهيارها؟
الإجابة قد تكون بنعم، أو بلا. الأمر يتوقّف على الزاوية التي ينظر منها المرء إلى علاقة كانت تعدُّ استثنائية، تحت بند تحالف سياسي. تلك العلاقة ولدتْ وشبّتْ وكبرتْ بسرعة عجيبة، وتهشّمتْ شظايا في وقت قصير جداً، وبسرعة أكبر.
نحن الآن جميعاً مدعوون لنكون شهود عيان ومراقبين ومتفرجين أيضاً؛ لأنّ حرباً تنشبُ بين أغنى رجل أعمال في العالم، وأقوى رجل سياسي في العالم، وتدار معاركها على صفحات الجرائد، وشاشات التلفزيون، ومواقع الإنترنت، نادرةُ الحدوث. وقد لا تكتفي بما هو متوفر لها من حبال نشر غسيل، لكثرة ما سيتم عرضه.
الآن، وقد نشبت الحرب، ظهر كثيرون على الملأ يتبجحون بكونهم تنبأوا بحدوثها منذ وقت مضى. وهذا ليس بغريب. فالحقيقة، كما علمتنا التجارب، هي أولى الضحايا في أي حرب. والحرب الدائرة حالياً بين الرئيس ترامب وحليفه سابقاً رجل الأعمال ماسك لن تكون استثناءً. وقد لا يكون مهمّاً الآن البحث عمن بادر بإطلاق النار أولاً. لكن من المهمّ التذكير بأن الرجلين يشتركان في كونهما نرجسيين.
يُعرّف علماء النفس الشخص النرجسي بأنه «شخص لديه إحساس مبالغ فيه بأهميته. ويحتاج ويسعى إلى الحصول على كثير من الاهتمام... ويفتقر إلى القدرة على فهم مشاعر الآخرين والإحساس بهم. لكن خلف قناع الثقة الشديد، فإنه غير متأكد من قيمته الذاتية، وينزعج بسهولة من أدنى انتقاد».
التقارير الإعلامية الغربية عموماً، والأميركية خصوصاً، تؤكد أن الرئيس ترامب قادر على إنزال ضربات قاتلة بخصمه، لاحتواء ترسانته على أسلحة فتّاكة. أبرزها امتلاكه صلاحية إصدار قرارات بسحب كل العقود الحكومية من شركات إيلون ماسك، ومنعه من الحصول على أي عقود أخرى. وهذا ما حدث مؤخراً. السؤال حول مدى قدرة الخصم على تحمّل هذه الضربة ليس صعب الإجابة. ثروة إيلون ماسك ليست أموالاً مكدسة في حسابات مصرفية، بل هي أصول ثابتة، ترتفع وتنخفض قيمتها في الأسواق المالية وفق الظروف. التقارير الإعلامية تقول إن قيمتها مؤخراً انخفضت 150 مليار دولار أميركي، أو أكثر.
مشكلة رجل الأعمال ماسك أنه تورط في طرد آلاف الموظفين الحكوميين من أعمالهم، خلال ترؤسه لوزارة الكفاءة، بغرض تخفيض العجز في الميزانية بالحد من الإنفاق. وأدّى ذلك إلى غضب شعبي كبير تمثل في حملة مضادة كبيرة في أميركا وخارجها تدعو إلى مقاطعة شراء ما تنتجه شركاته من منتجات وأبرزها السيارات الكهربائية من ماركة «تسلا». ونجحت الحملة بشكل كبير، وأضرّت به وبالمساهمين.
وها هو الآن، يجد نفسه محصوراً بين ثقلي حجري رحى العداء مع الرئيس وأنصاره، وخسارة أمواله، وعداء الآلاف ممن تسبب في طردهم، إضافة إلى ذلك غضب ونقمة شركائه المستثمرين. الرئيس ترمب أوصد كل الأبواب أمامه للصلح. وفي الوقت ذاته، بدأ المساهمون في شركاته في الدعوة علناً إلى استبداله بواسطة مدير تنفيذي آخر؛ حرصاً على عدم إفلاس الشركات.
وفي خضم تسارع الأحداث، لم يعد السؤال عن السبب وراء اندلاع الحرب مهمّاً، لأن الحرب، حسب وصف نائب الرئيس جي دي فانس، دخلت مرحلة استخدام السلاح النووي.
الشرق الأوسط