رأي الوطن : زيارة تنطلق بالعلاقات مع سنغافورة نحو آفاق أرحب
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
حرص حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ توَلِّيه مقاليد الحُكم على تقوية أواصر العلاقات الدبلوماسيَّة الرَّاسخة مع الدوَل الصَّديقة والشَّقيقة عَبْرَ إقامة شبكة من العلاقات القائمة على المصالح والمنافع المشتركة، الَّتي تواكِب تطلُّعات الشعوب وطموحاتها، حيث تسعى الرؤية السَّامية لإيجاد اقتصاد متنوِّع منطلِقٍ من رؤية «عُمان 2040» الطموحة، لتعزيز الاستفادة من الموارد الطبيعيَّة وتعظيم القِيمة المحليَّة المضافة، وجعل سلطنة عُمان قِبلة لرؤوس الأموال المستثمرة، والَّتي تُشكِّل العلاقات الدبلوماسيَّة حجَر الزاوية في عمليَّة جذبها، حيث تؤدِّي الدبلوماسيَّة الاقتصاديَّة العُمانيَّة دَوْرًا مُهمًّا في ضمان استفادتها من الاتِّجاهات الاقتصاديَّة الإقليميَّة والعالَميَّة من خلال تعزيز مكانة سلطنة عُمان كلاعب رئيسٍ على السَّاحتين الإقليميَّة والعالَميَّة، بما تملكه من علاقات دبلوماسيَّة قائمة على الودِّ وأُسُس الاحترام المتبادل.
وتأتي زيارة الدَّولة الَّتي يقوم بها جلالة السُّلطان المُعظَّم ـ أبقاه الله ـ إلى جمهوريَّة سنغافورة اليوم الأربعاء الموافق الثالث عشر من شهر ديسمبر الجاري لعام 2023م، امتدادًا للعلاقات الطيِّبة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، ومناسبةً لبحْثِ كُلِّ ما من شأنه الارتقاء بأوْجُه التعاون القائمة بَيْنَ سلطنة عُمان وجمهوريَّة سنغافورة في مختلف المجالات، وسُبل تطويرها بما يخدم المصالح المشتركة، ويُحقِّق للشَّعبَيْنِ مزيدًا من الخير والازدهار حاضرًا ومستقبلًا، حيث يسعى البَلدانِ إلى تعظيم الاستفادة من علاقاتهما الوطيدة القائمة على أُسُس من الصَّداقة الرَّاسخة، واللَّذانِ شهدا خلال السنوات الماضية حراكًا على مختلف المستويات والمجالات، أبرزها السِّياسيَّة والاقتصاديَّة والثقافيَّة، عكَسَ رغبتهما في دفع مستويات التعاون بَيْنَهما إلى مزيدٍ من التقدُّم والتطوير.
وتنطلق أهمِّية الزيارة التاريخيَّة لجلالة القائد المُفدَّى لجمهوريَّة سنغافورة؛ كون جلالته الزعيم والقائد الأوَّل الَّذي يزور الجمهوريَّة الآسيويَّة، منذ انتخاب فخامة الرئيس ثارمان شانموجاراتنام رئيس جمهوريَّة سنغافورة الَّذي فاز في الانتخابات الرئاسيَّة في شهر سبتمبر الماضي، ما يؤكِّد التقدير الكبير الَّذي تكنُّه القيادة السنغافوريَّة الجديدة لسلطنة عُمان قيادةً وشَعبًا. لذا من المتوقَّع أنْ تطلقَ زيارة جلالة السُّلطان المُعظَّم لسنغافورة حقبة جديدة من مجالات التعاون الثنائي بَيْنَ البَلدَيْنِ في مَسيرة العلاقات المتميِّزة بَيْنَ البَلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، خصوصًا في مجالات الطَّاقة المُتجدِّدة والأمن الغذائيِّ والاقتصاد الرَّقميِّ والتجارة الإلكترونيَّة وتكنولوجيا التعليم والتدريب الذَّكيِّ والصِّناعات اللوجستيَّة والنَّقل البحريِّ، وغيرها من المجالات الَّتي تُعزِّز التعاون البنَّاء المُثمِر القائم، وتبني عَلَيْه.
ولعلَّ ما يؤكِّد عُمق العلاقات بَيْنَ البَلدَيْنِ، الَّتي شهدت نقلة نوعيَّة هذا العام، هو الارتقاء بمستوى العلاقات الثنائيَّة إلى المستوى الاستراتيجيِّ، فتمَّ الإعلان خلال الحوار الاستراتيجيِّ الأوَّل الَّذي عُقد بسنغافورة عن رفع مستوى التمثيل الدبلوماسيِّ بَيْنَهما وذلك بترقية القنصليَّات العامَّة في كلا البَلدَيْنِ إلى سفارات مُقِيمة ابتداءً من الأوَّل من يناير هذا العام، بالإضافة إلى قيام عددٍ من الوفود الرسميَّة العُمانيَّة بزيارات لجمهوريَّة سنغافورة أسهَمت في تعزيز حجم التبادل التجاري بَيْنَ البَلدَيْنِ؛ إذ حقَّق نُموًّا بنسبة (80) بالمئة، وهي خطوة كبرى يُمكِن أنْ تبنيَ زيارة الدَّولة وما سيتمُّ خلالها من مناقشات ومباحثات مع القيادة السنغافوريَّة منطلقًا وأساسًا لِتوطيدِ هذه العلاقات بما يخدم المصالح المشتركة، خصوصًا وأنَّ البَلدَيْنِ لدَيْهما العديد من القواسم المشتركة الَّتي يُمكِن أنْ يُبنى عَلَيْها علاقات قائمة على تبادل المصالح.
حفظ الله جلالة السُّلطان في حلِّه وترحاله، وأسبغ عَلَيْه نِعمه ظاهرةً وباطنة، وسدَّد على طريق الخير خُطاه.. إنَّه سميع مجيب.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: ة سنغافورة
إقرأ أيضاً:
افتتاح معرض روسيا والشرق الأوسط احتفاءً بالعلاقات العُمانية الروسية
العُمانية/ افتتح المتحف الوطني اليوم معرض "روسيا والشرق الأوسط: العلاقات الدولية والتأثيرات الثقافية" من مجموعة متاحف كرملين موسكو، وذلك تحت رعاية صاحبة السّمو السّيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد، مساعدة رئيس جامعة السُّلطان قابوس للتعاون الدولي ونائبة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني.
ويأتي تنظيم المعرض في إطار الاحتفاء بالذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، وضمن فعاليات "المواسم الروسية" التي تستضيفها سلطنة عُمان هذا العام ويستمر حتى 3 أبريل 2026م.
ويُعد المعرض امتدادًا لمسار التعاون الثقافي بين الجانبين؛ إذ كان المتحف الوطني قد قدّم في يوليو 2024م معرض "بهاء الفضة: مقتنيات من البلاط العُماني" في متاحف كرملين موسكو، والذي أبرز روائع الصناعات الفضية العُمانية ومقتنيات تعود لعدد من سلاطين عُمان في مسقط وزنجبار.
ويضم المعرض أكثر من 80 قطعة نادرة ذات قيمة تاريخية وفنية كبيرة، يُعرض بعضها لأول مرة خارج روسيا، فيما لم تغادر قطع أخرى أسوار الكرملين منذ قرون وتشمل المعروضات أسلحة ودروعًا وتحفًا زخرفية ومقتنيات ملكية، إضافة إلى معروضات تُبرز تأثير الفنون الشرقية في صناعة المجوهرات والأسلحة في البلاط الروسي خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين ،كما يضم المعرض قطعًا توثّق استخدام "اللُّبان العُماني" الذي كان يُجلب إلى روسيا في تلك الفترات التاريخية.
وقال سعادة "أوليغ فلاديميروفيتش ليفين"، سفير روسيا الاتحادية المعتمد لدى سلطنة عُمان: إن التعاون الثقافي بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية يشهد نموًّا ملحوظًا يعكس عمق الروابط بين الشعبين، مشيرًا إلى أن استضافة المتحف الوطني لمعرض "روسيا والشرق الأوسط: العلاقات الدولية والتأثيرات الثقافية" من مجموعة متاحف كرملين موسكو تمثل محطة مهمة في المسيرة الثقافية المشتركة، وتسلّط الضوء على الالتزام المتبادل بالحفاظ على التراث وتعزيز التبادل الثقافي.
وأشاد سعادته بالجهود المشتركة في تنظيم الفعاليات الفنية والمتحفية على مدار العام، مؤكدًا أن الثقافة تظل جسرًا دائمًا للتواصل والتفاهم بين الأمم، معربًا عن أمله في أن يسهم المعرض في تعزيز التقارب الفكري والثقافي بين الجانبين.
من جانبها أكدت الدكتورة "إيلينا غاغارينا"، المديرة العامة لمتاحف كرملين موسكو في كلمتها أن المعرض يأتي بمناسبة الذكرى الأربعين على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، ويُعد جزءًا لا يتجزأ من برنامج المهرجان الدولي للفنون والثقافة "المواسم الروسية" الذي نُظّم من قبل حكومة روسيا الاتحادية ووزارة الثقافة الروسية، والذي يُقام في سلطنة عُمان، ويهدف المهرجان، الذي يُقام تزامنًا مع هذه الذكرى، إلى تعزيز الدبلوماسية الثقافية وتطويرها.
جديرٌ بالذكر أن متاحف كرملين موسكو تستقبل حوالي مليوني زائر سنويًّا، وتضم أكثر من 160 ألف قطعة فنية محفوظة في مجموعاتها، بالإضافة إلى أربعة آلاف قطعة معروضة بشكل دائم في "مستودع الأسلحة"، تعود فتراتها الزمنية إلى ما قبل الألفية الثالثة قبل الميلاد وحتى العصر الحديث، وتشكّل العصور الوسطى الروسية والتاريخ الحديث الجزء الأكبر من هذه المقتنيات.