الطبخ والنفخ وعبثية مجلس المحافظة
تاريخ النشر: 12th, December 2023 GMT
بقلم: جعفر العلوجي ..
صورة صادمة وسط بغداد وفي أحد أهم الأحياء الراقية فيها وبشارع ذي شهرة كبيرة جدا وضعت صورة متوسطة الحجم لأربعة شهداء بعمر الورود بذلوا أرواحهم لأجل وطنهم في الحرب ضد العصابات التكفيرية المجرمة، الغريب في المشهد أن الصورة تتسورها إعلانات لأربع مرشحات لانتخابات مجلس محافظة بغداد وهي صور أشبه بإعلانات الحفلات الراقصة للفنانات الشهيرات بدليل وضوح عمليات التجميل الباذخة وكميات الذهب والمجوهرات اللاتي يرتدينها في سباق محموم للإثارة وليس الفوز في السباق الانتخابي، تأسفت جدا على هؤلاء الفتية الأبطال الذين نالوا شرف الشهادة ولكن السؤال الذي تبادر عندي ترى هل استشهدوا من أجل الوطن الحر الكريم ؟ وهل من المنصف أن يتمتع بخيرات البلد مثل هذه النماذج المترفة التي تجد في بيوتها فصيلا من الشغالين الأجانب لخدمتها؟.
انتخابات لم تكن في أساسها ضرورية ومفصل زائد للروتين وإعاقة العمل والتناصف الحزبي بشهادة جميع الأحزاب التي تشارك بقوة من أجل الظفر بالكعكة، فقد سبق أن فشلت تجربة مجالس المحافظات في وقت سابق بسبب عدم الجدية بالعمل وابتعدوا كثيرا عن عملهم الحقيقي وهو مراقبة ومتابعة دوائر المحافظات وراحوا يلهثور خلف الاستثمارات والمشاريع وإعاقتها او تسهيلها بعمولات، فماذا سنجني من انتخابات اليوم غير تخصيص الحمايات والرواتب والعجلات وجيب ليل واخذ عتابه ؟
حالة متشابهة جدا ونحن نرى يوميا عشرات المترفين يجوبون شوارع بغداد وربما المحافظات بأبواقهم وجموع الراقصين التي تهلل لهم في المنصب المنتظر لمجالس المحافظات، حيث الخدم والحمايات والحشم والجاه والسلطان والمنافع، ومع أن ما يصرف على الدعاية البدائية يفوق الخيال الى الحد الذي يشتري أحدهم إنتاج المطابع لشهر كامل إلا أن هؤلاء غاب عنهم وعن من ينصحهم أن العدد المتقدم من الأحزاب او الآخرين ممن يدعون أنهم مستقلون يفوق الخمسة آلاف مرشح وجميع من تكلمه منهم يثق بفوزه المحتوم.
مصيبة حقيقية فهؤلاء لا يتعظون ولا تخدمهم تجارب غيرهم في مجلس النواب لأن العدد لمجلس المحافظة قليل جدا بالقياس لهم إذا علمنا أن عدد أعضاء مجلس المحافظة في بغداد 58 عضوا، وأجزم أن هؤلاء المقربين من مركز القيادة في الأحزاب الكبيرة هم من سيفوزون في الانتخابات وأن أغلب المنافسين لن تتعدى حظوظهم بانتخابهم من أهليهم وعوائلهم فقط والنتيجة هي أموال متدفقة ضائعة لمجلس ليس له ضرورة بشهادة من يترشح او من رشحه، ويقينا أن هذه التخبطات العبثية ستستمر وبالطريقة البدائية ذاتها التي لا يملك فيها المرشح برنامجا ومنهجا وربما لا يعي حتى صلاحيات المحافظة ومجلسها فتفكيره اليوم منصب بالعرس الانتخابي وإرضاء العشيرة وشعرائها وليحصل ما يحصل بعد ذلك فهو لا يعنيه في شيء .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
مجلس التعاون الخليجي يدين بناء إسرائيل مستوطنات جديدة في الضفة الغربية
أكدت دول مجلس التعاون الخليجي، السبت، "أن مصادقة قوات الاحتلال الإسرائيلي على بناء مستوطنات بالضفة الغربية المحتلة انتهاك لسيادة وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، خاصة بعد المصادقة على بناء 22 مستوطنة يهودية جديدة في الضفة الغربية المحتلة"، وهو أكبر توسع منذ عقود.
وأعرب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي جاسم محمد البديوي، في بيان، "عن إدانته واستنكاره الشديدين لمصادقة قوات الاحتلال الإسرائيلي على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة"، حسب بيان نشر على الموقع الرسمي لمجلس التعاون الخليجي.
وأكد البديوي "على أن هذه المصادقة هي انتهاك سافر، وتحد صارخ لمبادئ القانون الدولي والشرعية الدولية، وأن هذه الممارسات الاستفزازية تمثل تصعيدًا خطيرًا، من شأنه أن يهدد الأمن والاستقرار بالمنطقة، ويقوض الجهود الدولية الرامية إلى استئناف عملية السلام".
وشدد الأمين العام، لمجلس التعاون، الذي يضم في عضويته السعودية والإمارات وقطر والكويت والبحرين وسلطنة عُمان، على رفض مجلس التعاون التام لأي محاولات لفرض واقع جديد على سيادة الشعب الفلسطيني الشقيق على كافة أراضيه المحتلة".
وجدد البدوي على "التزام دول المجلس بدعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
وينظر إلى المستوطنات على نطاق واسع أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي، رغم أن إسرائيل تعارض ذلك، وتعد من أكثر القضايا إثارة للجدل بين إسرائيل والفلسطينيين.
وصفت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة للاستيطان هذه الخطوة بأنها "الخطوة الأوسع من نوعها" منذ أكثر من 30 عامًا وحذرت من أنها "ستؤدي إلى إعادة تشكيل الضفة الغربية بشكل كبير، وترسيخ الاحتلال بشكل أكبر".