هزة قوية لسوق النفط العالمي.. وتوقعات متضاربة بشأن نمو الطلب في 2024
تاريخ النشر: 14th, December 2023 GMT
تقلبت كبيرة يشهدها سوق النفط العالمي وأسعار الخام، يرجع السبب فيها للتحديات الجيوسياسية والاقتصادية التي بدأت في العام 2022 (الحرب الروسية الأوكرانية)، ومستمرة حتى اليوم (حرب غزة)، حيث سجل سعر البرميل مستويات غير مسبوقة قبل أن يبدأ في التراجع ويدخل في دوامة التقلبات والتذبذب الكبير في الأسعار.
سعر برميل النفط الخاممن جانبها رفعت وكالة الطاقة الدولية، الخميس، توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في العام المقبل، على الرغم من التباطؤ المتوقع في النمو الاقتصادي العالمي.
وقالت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري، الخميس، إن توقعاتها في 2024 لنمو الطلب العالمي على النفط قد زادت بواقع 130 ألف برميل يوميا، لترفع حجم الزيادة المتوقعة في الطلب خلال العام القادم إلى 1.1 مليون برميل يوميا.
وقالت وكالة الطاقة الدولية إن التعديل يعكس "توقعات أفضل نوعا ما لنمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي رغم التباطؤ المتوقع"، فيما أوضح التقرير أن "التحسن ينطبق بشكل خاص على اقتصاد الولايات المتحدة".
وذكر التقرير أن تراجع أسعار النفط يعزز من الاستهلاك بشكل عام، فيما قلصت الوكالة توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط خلال العام 2023 بواقع 90 ألف برميل يوميا، إلى 2.3 مليون برميل يوميا، مقابل 2.4 مليون برميل في توقعاتها خلال نوفمبر الماضي.
وأوضحت وكالة الطاقة، أن الأدلة تتزايد على تباطؤ الطلب على النفط عالميا، لتخفض توقعات نمو الطلب العالمي في الربع الرابع من العام الجاري بنحو 400 ألف برميل يوميا.
فيما قال خبير النفط الدكتور فهد بن جمعة إن "هناك تحديات عديدة تقف في طريق نمو أسعار النفط، سواء كانت عوامل اقتصادية أو تباطؤ الطلب على النفط وأيضا سعر الفائدة وارتفاع الدولار".
وأضاف، في مقابلة مع "العربية Business"، أن هناك دولا تبيع نفطها بأسعار أقل من الأسعار السائدة "سواء روسيا أو إيران أو فنزويلا"، مشيرا عامل آخر وهي أن تخفيضات "أوبك بلس" كانت دون التوقعات.
وانخفضت أسعار النقط لسابع أسبوع على التوالي وهي أطول فترة تراجع أسبوعي منذ 2018 مع استمرار المخاوف بخصوص تخمة المعروض.
تأثير هجمات الحوثيينواعتبر بن جمعة أن على منظمة أوبك ووكالة الطاقة إعادة تغيير الأساسيات التي تم بناء عليها تقديراتهما، إذ أنه يتوقع الطلب سوف يكون منخفض العام القادم.
ويشهد سوق النفط حالة من عدم اليقين، مع توخي المستثمرين الحذر قبيل قرارات هامة بشأن أسعار الفائدة وصدور بيانات تضخم، لكن المخاوف بشأن فيوض المعروض وتباطؤ نمو الطلب قوضت المكاسب.
من جانبها تضيف هجمات الحوثيين على سفن الشحن المزيد من الغموض حول مستقبل أسعار النفط، إذ تثير المخاوف حول اضطراب إمدادات الخام في منطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد قرار (أوبك بلس) الأخير بخفض إنتاجها بمقدار 2.2 مليون برميل يومياً في الربع الأول من عام 2024، واستمرار كل من روسيا والسعودية في الخفض الطوعي لإنتاجهما النفطي.
لكن يبدو أن هذه المخاوف لم تنجح في دعم أسعار الخام الأسود، إذ انخفضت أسعار النفط بأكثر من 3 في المئة يوم الثلاثاء، لتصل إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر بسبب القلق من زيادة المعروض وضعف الطلب وتباطؤ النمو العالمي.
وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت تسليم فبراير 2.79 دولار، أو 3.7 في المئة، إلى 73.24 دولار للبرميل يوم الثلاثاء، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي تسليم يناير بـ 2.71 دولار، أو 3.8 في المئة، إلى 68.61 دولار للبرميل.
ويرى المحللون أن ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية لفترة أطول قد يؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي ويعكس صورة ضعيفة للطلب على النفط، كما توقعوا تباطؤ نمو الطلب العالمي على الخام في عام 2024.
وخفضت إدارة معلومات الطاقة الأميركية توقعاتها لسعر خام برنت لعام 2024 بمقدار 10 دولارات للبرميل إلى 83 دولاراً للبرميل، مقابل تقدير نُشر الشهر الماضي عند 93 دولاراً للبرميل.
ومع ذلك، توقعت الإدارة أن يساعد خفض إمدادات (أوبك بلس) على رفع أسعار برنت في النصف الأول من عام 2024.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: النفط سوق النفط العالمي الحرب الروسية الأوكرانية حرب غزة وكالة الطاقة الدولية اسعار النفط هجمات الحوثيين نمو الطلب العالمی على وکالة الطاقة ملیون برمیل برمیل یومیا أسعار النفط على النفط عام 2024
إقرأ أيضاً:
الطلب على النفط سيظل مرتفعا.. وأوبك بلس قد تقدم على زيادة الإنتاج
"رويترز": قال إيجور سيتشين رئيس شركة روسنفت، أكبر منتج للنفط في روسيا اليوم السبت إن تحالف أوبك+ لكبار منتجي النفط في العالم ربما يعمد إلى تقديم موعد زيادة الإنتاج بنحو عام عن الخطة الأولية. وأضاف أن قرار التحالف تسريع زيادة الإنتاج يبدو الآن بعيد النظر ومبررا في ظل المواجهة بين إسرائيل وإيران.وفاجأ التحالف، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء بقيادة روسيا، أسواق النفط في أبريل بإقرار زيادة إنتاج أكبر من المتوقع لشهر مايو رغم ضعف الأسعار وتباطؤ الطلب.
ومنذ ذلك الحين، قرر أوبك+ مواصلة زيادات الإنتاج بأكثر من المخطط لها.
وقال دون الخوض في تفاصيل "الزيادة المعلنة في الإنتاج منذ مايو من هذا العام أعلى بثلاثة أمثال مقارنة بالخطة الأولية للتحالف. إضافة إلى ذلك، يُمكن تقديم موعد الزيادة الكاملة في إنتاج أوبك+ ليصبح قبل عام من الموعد المُخطط له".
وأضاف "يبدو قرار قادة أوبك بزيادة الإنتاج بحزم بعيد النظر اليوم، وهو مُبرر من وجهة نظر السوق، مع مراعاة مصالح المستهلكين في ظل حالة الضبابية حول نطاق الصراع الإيراني الإسرائيلي".
ويُمثل إنتاج أوبك+ من النفط الخام حوالي 41 بالمئة من إنتاج النفط العالمي. والهدف الرئيسي للتحالف هو تنظيم إمدادات النفط إلى السوق العالمية.
بعد سنوات من كبح الإنتاج، حققت ثماني دول من أوبك+ زيادة متواضعة في الإنتاج في أبريل قبل أن ترفع هذه الزيادة إلى ثلاثة أمثالها في مايو ويونيو، والآن يوليو .
وإلى جانب تخفيضات الإنتاج البالغة 2.2 مليون برميل يوميا التي بدأت الدول الثماني في إلغائها تدريجيا منذ أبريل ، لدى أوبك+ شريحتان أخريان من التخفيضات، ومن المتوقع أن تستمرا حتى نهاية عام 2026.
وانخفضت أسعار النفط في البداية بفعل قرار أوبك+ زيادة إنتاج النفط، لكن اندلاع حرب جوية بين إسرائيل وإيران يمثل حتى الآن العامل الرئيسي وراء ارتفاعها إلى حوالي 75 دولارا للبرميل، وهي مستويات لم تشهدها الأسواق منذ بداية العام.
وفي حديثه خلال المنتدى الاقتصادي الدولي في سان بطرسبرج، قال سيتشين، الحليف القديم للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنه لن يكون هناك فائض نفطي على المدى الطويل على الرغم من ارتفاع الإنتاج نتيجة انخفاض مستويات المخزون، إلا أن استخدام السيارات الكهربائية في الصين ربما يؤثر سلبا على الطلب على النفط.
وقال بوتين الجمعة إنه يتفق مع تقييم أوبك بأن الطلب على النفط سيظل مرتفعا. وأضاف أن أسعار النفط لم ترتفع بشكل كبير بسبب الصراع بين إيران وإسرائيل، وأنه لا حاجة لتدخل أوبك+ في أسواق النفط.
وذكر سيتشين أيضا أن روسنفت حددت بالفعل سعر برميل النفط في ميزانيتها لهذا العام عند 45 دولارا، وهو المستوى الذي يسعى الاتحاد الأوروبي إلى جعله الحد الأقصى الجديد لسعر واردات النفط الروسية، والمحدد حاليا عند 60 دولارا.