تصريحات أميركية متضاربة بشأن "السلاح النووي الإيراني"
تاريخ النشر: 20th, June 2025 GMT
أفاد البيت الأبيض، الخميس، بأن طهران قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أسبوعين إذا ما أعطى المرشد علي خامنئي أمرا بذلك، في وقت قدر فيه مسؤولون أميركيون في وقت سابق أن طهران تحتاج لعدة أشهر للوصول إلى هذا الهدف.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، في تصريح صحفي، الخميس، إن إيران "لديها كل ما تحتاج إليه للتوصل إلى سلاح نووي.
وكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون راتكليف، قد صرح في وقت سابق بأن إيران على وشك امتلاك قنبلة ذرية.
ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، يعتقد الموساد الإسرائيلي أن إيران قادرة على تجميع سلاح نووي في غضون 15 يوما، بينما كانت الولايات المتحدة تبدي تحفظا أكبر، إذ قدرت في وقت سابق أن طهران ستستغرق عدة أشهر أو ما يصل إلى عام لصنع قنبلة نووية، وأنها لا تسعى حاليا جاهدة لامتلاكها.
ونقل التقرير عن مسؤولين استخباراتيين ومسؤولين أميركيين آخرين قولهم إن التقييم الأميركي الحالي لم يتغير منذ آخر تقييم للقضية في مارس، على الرغم من أن إسرائيل شنت منذ ذلك الحين حملة قصف مكثفة ضد المنشآت النووية الإيرانية ومراكز الأبحاث والعلماء، إلى جانب برنامجها للصواريخ الباليستية وبنيتها التحتية العسكرية الأخرى.
ومع ذلك، أشار مسؤولون استخباراتيون أميركيون كبار إلى أن طهران قد تُقرر المضي قدما في صنع القنبلة إذا اغتالت إسرائيل المرشد الإيراني، علي خامنئي، إذا شاركت الولايات المتحدة في الهجوم على موقع فوردو النووي.
ولم تستبعد إسرائيل اغتيال خامنئي، حيث صرّح وزير الدفاع إسرائيل كاتس، الخميس، في موقع غارة إيرانية، بأن الزعيم الإيراني "لا يستطيع البقاء".
وتقع فوردو شمال مدينة قم، في أعماق الأرض تحت جبل، مما دفع الخبراء إلى تقييم أن القنابل الخارقة للتحصينات، التي تمتلكها الولايات المتحدة حصريا، هي وحدها القادرة على تدمير المنشأة، ومع ذلك، صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة، الخميس، بأن إسرائيل قادرة على تدمير فوردو دون مساعدة أميركية.
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أعلن، الخميس، أنه سيتخذ قرارا بشأن ضرب إيران خلال أسبوعين، مع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل.
وتلت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، بيانا لترامب أشار فيه إلى "تكهنات كثيرة" عما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك مباشرة في الضربات التي توجه الى إيران.
وأضاف ترامب "بالنظر إلى وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدما أو لا خلال الأسبوعين المقبلين".
ولم تدل المتحدثة بتفاصيل توضح الأسباب التي دفعت الرئيس الأميركي إلى الاعتقاد بإمكان إجراء مفاوضات مع طهران.
ولدى سؤالها عن تقارير أفادت بأن موفد ترامب الخاص، ستيف ويتكوف، تواصل مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قالت ليفيت إن "التواصل مستمر" بين الولايات المتحدة وايران.
لكنها تداركت أنها "لا تتوقع" أن يتوجه ويتكوف إلى جنيف لمحادثات مع إيران.
وعقد ترامب الخميس، اجتماعا هو الثالث في ثلاثة أيام مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض، لبحث احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في حملتها العسكرية ضد إيران.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الولايات المتحدة طهران علي خامنئي فوردو قم بنيامين نتنياهو عباس عراقجي البيت الأبيض الولايات المتحدة أميركا إيران القنبلة النووية إسرائيل حرب إيران وإسرائيل الولايات المتحدة طهران علي خامنئي فوردو قم بنيامين نتنياهو عباس عراقجي البيت الأبيض أخبار إيران الولایات المتحدة البیت الأبیض أن طهران فی وقت
إقرأ أيضاً:
هل تغير موقف إيران من أذربيجان وممر زنغزور؟
قام رئيس الجمهورية الإيراني مسعود بزشكيان، في نهاية الأسبوع الماضي، بزيارة لباكستان، في إطار تعزيز علاقات بلاده السياسية والاقتصادية مع جيرانها. وأعلن في ختام زيارته عن بدء فصل جديد في العلاقات الدبلوماسية بين طهران وإسلام آباد. وكان الرئيس الإيراني زار قبل ذلك أذربيجان في الرابع من تموز/ يوليو الماضي، للمشاركة في القمة الـ16 لمنظمة التعاون الاقتصادي "إيكو"، وأكد قبيل تلك الزيارة التي كانت الخارجية الأولى له بعد الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، أن زيادة التعاون والتنسيق بين دول المنطقة سيقلل طموحات الأعداء في إحداث الفوضى والاضطراب.
بزشكيان انتقد، قبل أيام، النظرة السلبية السائدة في بلاده تجاه أذربيجان، ووصف، خلال مشاركته في اجتماع مجلس التخطيط بمحافظة زنجان، الأذربيجانيين بــ"الأقرباء"، كما اعتبر عدم تأسيس علاقات سليمة مع "أشقائهم" الأذربيجانيين وترك أذربيجان لنفوذ إسرائيل خطأ. كما ذكر في حديثه إلى مسؤولين في وزارة الخارجية الإيرانية، أنه لا داعي للخوف والقلق من مسائل مثل الممر الذي سيعبر من حدود إيران الشمالية الغربية، في إشارة إلى ممر زنغزور الذي سيربط إقليم نخجوان بأذربيجان عبر الأراضي الأرمينية.
العلاقات الإيرانية الأذربيجانية كثيرا ما تشهد توترات، وتتهم طهران باكو بالتواطؤ مع إسرائيل، فيما تتهم الثانيةُ الأولى بالتدخل في شؤونها الداخلية. كما أن إيران كانت تعارض بشدة مشروع ممر زنغزور، وتعتبره تغييرا للحدود الإيرانية الأرمينية وتهديدا للأمن القومي الإيراني، وتقول إنها لن تسمح أبدا بإنشاء الممر الاستراتيجي. ولذلك، أثارت تصريحات بزشكيان الأخيرة تساؤلات حول آخر موقف طهران من هذا الملف وحقيقة رغبتها في تعزيز علاقاتها مع باكو.
تصريحات الرئيس الإيراني تشير إلى أن الرجل يدرك تماما أن الظروف الدولية والإقليمية ليست لصالح طهران، وأن إيران بعد الضربات الموجعة التي تلقتها في الحرب الأخيرة، بحاجة ماسة إلى تعزيز علاقاتها السياسية مع جيرانها في إطار حسن الجوار والمصالح المشتركة، إضافة إلى تخفيف المخاوف من تمدد النفوذ الإيراني، بدلا من تعميق الأزمات في محيطها، وسط توقعات بتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة من جديد واحتمال استئناف الحرب الإيرانية الإسرائيلية. كما تحتاج طهران إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع جيرانها استعدادا لاحتمال عودة العقوبات الدولية عليها.
ممر زنغزور مشروع اقتصادي استراتيجي يحظى بضوء أخضر من روسيا، كما أن الاهتمام الأمريكي به يزداد يوما بعد يوم. واقترح سفير الولايات المتحدة لدى أنقرة، توم باراك، تولي شركة أمنية أمريكية مهمة الإشراف على الممر، إلا أن دول المنطقة، على رأسها أذربيجان ترفض هذه الفكرة. وترى باكو أن الممر يجب أن يكون تحت سيادة أذربيجانية خالصة، وأن البضائع يجب أن تمر منه بحرية دون وجود رقابة أو جمارك. وأكد الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف، في منتدى شوشا الإعلامي الشهر الماضي، أن بلاده ستنفذ ممر زنغزور دون أي تردد.
أرمينيا هي الأخرى لا تمانع في إنشاء ممر زنغزور، وترى أنه في صالحها، كما صرح رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، خلال زيارته لتركيا في حزيران/ يونيو الماضي. ولفت باشينيان في اجتماعه مع ممثلي الأقلية الأرمينية في إسطنبول، إلى رغبة جميع الدول في عبور الممرات التجارية من أراضيها، وأضاف قائلا: "إن كانوا يريدون العبور من أراضي جمهورية أرمينيا فليعبروا". وبالتالي، تبقى إيران وحيدة في رفض المشروع.
وتعكس تصريحات الرئيس الإيراني شعور الرجل بأن طهران لن تستطيع أن تحول دون إنشاء ممر زنغزور في الظروف الراهنة، وأنه من الأفضل لها أن تنضم إلى المشاريع الإقليمية لتستفيد منها، مثل ممر زنغزور وطريق التنمية الذي سيربط ميناء الفاو الكبير العراقي بأوروبا عبر الأراضي التركية، بدلا من الغرق في محاولات يائسة لعرقلة تلك المشاريع.
تصريحات بزشكيان حول العلاقات مع باكستان وأذربيجان وممر زنغزور تعتمد على القراءة البراغماتية لوضع إيران الحالي بعد خروجها من سوريا. ومن المؤكد أن طهران بحاجة إلى إعادة النظر في سياستها الخارجية وعلاقاتها مع جيرانها، وأن هذا التوجه الذي تعكسه تصريحات الرئيس الإيراني الأخيرة، لصالح أمن المنطقة واستقرارها، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: "إلى أي مدى تمثل تلك التصريحات الموقف الرسمي لطهران؟"، لأن السياسة الإيرانية يرسمها المرشد الأعلى علي خامنئي، وليس رئيس الجمهورية وحكومته. ومن المتوقع أن تصطدم براغماتية بزشكيان بقراءة خامنئي الأيديولوجية للتطورات، في ظل اعتقاد المحافظين بأن طهران ما زالت قادرة على إفشال مشروع ممر زنغزور، وانزعاجهم من تصريحاته التي يقولون بأنها تنم عن عدم إدراك خطورة المحاولات التي تهدف إلى محاصرة إيران وإضعافها. وبالتالي، لا يمكن الجزم حاليا بتغيير طهران موقفها من أذربيجان وممر زنغزور.
x.com/ismail_yasa