سيناريوهات الحكم في قطاع غزة.. هل لإسرائيل وأمريكا أم فلسطين؟
تاريخ النشر: 15th, December 2023 GMT
بدأت مسألة الحكم في قطاع غزة تطفو على السطح، وسط أجواء غاية في التعقيد، فالحرب الإسرائيلية مستمرة ما بين القصف والتجويع، والازواجية الأمريكية لا تزال تمارس دورها، ووسط كل هذه الأمور لا تزال الإرادة الفلسطينية متمسكة بحقوقها رغم ثمنها الباهظ، والذي كلفها سقوط آلاف من الشهداء والجرحى وتدمير بُنى تحتية لم تفرق بين منازل سكنية أو حتى مؤسسات حكومية.
تعددت سيناريوهات الحكم على قطاع غزة، وارتبطت بثلاثة أطراف رئيسية، وهم السُلطة الفلسطينية وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، وكل من هذه الأطراف رسم سيناريو، وإن كان حسب وجهة نظره، إلا أن السلطة الفلسطينية لا تزال واضحة وصريحة في سيناريوهاتها والتي أدلى بها العديد من المسؤولين سواء رئيس فلسطين محمود عباس أبو مازن، أو غيره.
السيناريو الأمريكيأعلنت الولايات المتحدة، أنه يتعين على الفلسطينيين أن يحكموا قطاع غزة بمجرد أن تنهي إسرائيل حربها على الفصائل الفلسطينية، في معارضة للفكرة التي طرحها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأن إسرائيل ستكون مسؤولة عن الأمن إلى أجل غير مسمى، وهنا بررت قوات الاحتلال الإسرائيلي موقفها، بأن مسلحين من الفصائل الفلسطينية اقتحموا الحدود من غزة في 7 أكتوبر الماضي وقتلوا 1400 شخص، حسبما أفادت «سكاي نيوز».
في تصريحات سابقة لوزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أكد أنه لا إعادة احتلال لغزة بعد انتهاء الصراع، ولا محاولة للتضييق على غزة أو حصارها، وأيضاً لا تقليص لأراضي غزة: «قد تكون هناك حاجة إلى فترة انتقالية ما في نهاية الصراع، لكن الحكم بعد انتهاء الأزمة في غزة يجب أن يشمل أصواتا فلسطينية».
تمسك وزير الخارجية الأمريكي بالسيناريو الأمريكي للحكم، قائلاً: «يجب أن يشمل حكماً بقيادة فلسطينية واتحادا لغزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية».
السيناريو الإسرائيلي للحكمفي تصريحات لرئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بينايمن نتنياهو أدلى بها لقناة «آيه.بي.سي نيوز»، قال إن إسرائيل ستتولى مسؤولية الأمن في غزة إلى أجل غير مسمى: «أعتقد أن إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة المسؤولية الأمنية الشاملة في غزة لأننا رأينا ما يحدث عندما لا نتحمل تلك المسؤولية الأمنية».
السيناريو الفلسطيني للحكمأكد رئيس دولة فلسطين محمود عباس، على أن قطاع غزة هو جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات سلطات الاحتلال في فصله أو أي جزء منه: «ضرورة حصول دولة فلسطين على عضويتها الكاملة في الأمم المتحدة، وعقد المؤتمر الدولي للسلام».
ووفق وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، أكد أن السلام والأمن لا يتحققان إلا من خلال تنفيذ حل الدولتين، المستند لقرارات الشرعية الدولية الذي يشمل كامل أرض دولة فلسطين في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وقطاع غزة، والاعتراف بدولة فلسطين، وأن الحلول الأمنية والعسكرية أثبتت فشلها، ولن تحقق الأمن والاستقرار للمنطقة.
النقاش حول الحكم في قطاع غزةعلق الدكتور ماهر صافي، المحلل السياسي الفلسطيني، على فكرة النقاش حول الحكم في قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، قائلاً: «خروج إسرائيل من غزة يستغرق أكثر من 6 أشهر لأنه بعد انتهاء الحرب إسرائيل تعمل على إعادة تموضعها في بعض المناطق في شمال ووسط غزة، لتنفيذ عمليات محدودة وإحكام السيطرة وعدم وجود أي تهديد لغلاف غزة والمستوطنات الإسرائيلية».
وأضاف الدكتور ماهر صافي لـ«الوطن»، أن بعد انتهاء الحرب تعمل إسرائيل على الإشراف على المعابر والمناطق الفاصلة بين المدن الفلسطينية داخل قطاغ غزة، موضحا أن ما أدلى به الجانب الأمريكي والإسرائيلي في هذا الشأن تلميح وضغط على الفصائل الفلسطينية للاستجابة بتسليم باقي الأسرى والمزيد من التنازلات، وهو ما يعني انتهاء حكم الفصائل على القطاع يبقى فقط حكماً سياسياً وليس عسكرياً.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: إسرائيل غزة فلسطين قوات الاحتلال الحكم في غزة الحکم فی قطاع غزة دولة فلسطین بعد انتهاء
إقرأ أيضاً:
عبد العاطي يؤكد دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية وتمكينها من قطاع غزة
لقاء جانبى فى منتدى صير بني ياس بين د. بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج والسيد ناصر القدوة، وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق.
حيث تناول اللقاء تطورات المشهد الفلسطيني الراهن، وأهمية الدور المحوري للسلطة الفلسطينية خلال المرحلة المقبلة، بما يشمل تثبيت وقف إطلاق النار، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية، وتهيئة الظروف لبدء مسار سياسي جاد يقود إلى تنفيذ حل الدولتين، ويحافظ على وحدة الأراضي الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
وفي هذا السياق، شدد الوزير عبد العاطي على دعم مصر الكامل لتعزيز دور السلطة الفلسطينية وتمكينها من الاضطلاع بمسئولياتها في قطاع غزة والضفة الغربية، بما يسهم في استعادة الاستقرار، ومنع محاولات فرض وقائع جديدة على الأرض، وتهيئة المناخ لإعادة الإعمار والانطلاق نحو تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية.