صدى البلد:
2025-05-21@15:40:51 GMT

هالة الحلفاوي تكتب: عام جديد.. أمل جديد

تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT

دائما، ما نجد أنفسنا أمام هذا الموقف المتجدد، في بداية كل عام، وغالبا ما نطرح على أنفسنا هذا التساؤل المهم: ما حصاد عامنا الذي مضى؟ وسرعان ما نضيف إليه تساؤلا آخر: وماذا ننتظر من عامنا القادم؟

إذن، فهو عام فات أو راح أو انصرم وطويت أيامه وأسابيعه وشهوره، ثم يأتي عام جديد، بأيامه وأسابيعه وشهوره.. من عام نأخذ الدروس ونتعلم من تجاربه، فيما نتطلع بأحلامنا إلى العام الجديد، ننتبه ونفكر لنتعلم، ونحسب لمواقع أو مواضع أقدامنا.

في هذه اللحظات المفصلية من "الزمن"، وفي هذه اللحظات الفارقة، يتجه الجميع إلى التفكير، ويتوقفون للتأمل. لا يختلف الأمر بين الأفراد كانوا، أو مؤسسات، أو دولا وحكومات، أو شعوبا وجماعات.

ونحن ــ هذه الأيام ــ علي وشك انتهاء عام 2023 بكل ما فيه من إيجابيات، وسلبيات، وما انطوى عليه من آلام ومآسي، ومن أحزان وأتراح، وأفراح.. وسوف تستقبل البشرية كلها عاما جديدا في 2024، وهو استقبال تمتزج فيه التهاني والأماني من ناحية، بالمخاوف والقلق من ناحية أخرى، خاصة في ظل تلك التوترات والاضطرابات العالمية والإقليمية، وذلك الفوران أو الغليان الذي أصبح السمة الغالبة في كل مكان من عالمنا المضطرب، لأسباب عدة! 
في مقدمة هذه الأسباب، يأتي بالطبع ذلك تزايد التوحش الذي أصاب الذئب الإسرائيلي، الذي فقد وعيه وازداد ضراوة ــ بعد السابع من أكتوبر الماضي خاصة ــ والذى لم يعد لعدوانه حدود، ولا لجرائمه قيود، وقد أصبح فى كل لحظة، يؤكد أنه لا يعنيه من خلال مخططاته، وأهدافه، وجرائمه ــ مستندا إلى قوة الممولين لمخططاته، والمؤيدين لجرائمه ــ سوى مجرد التدمير، والتفجير، وقتل الأطفال والنساء، وهدم المنازل والبيوت على رؤوس ساكنيها من المدنيين الأبرياء، لا يهم ذلك الذئب "المسعور" سوى إحداث أكبر قدر من الشروخ في السياج الأمني النفسي والمادي، إضافة إلى حلمه بردع وتخويف محيطه العربي، والفلسطيني خاصة، متوهما أنه بذلك يستطيع في النهاية أن يكون هو السلطة الحاكمة إقليميا، والمتسيدة في منطقة الشرق الأوسط بأسرها، ليسود الشر كبديل للخير، وهو ما تدحضه قوى المقاومة الفلسطينية التي أرهقته وكبدته خسائر لم يكن يتخيلها عندما بدأ حربه على الفسطينيين عامة وقطاع غزة الأبية خاصة.

أما حلمه فلن يكون أبدا، لأن ذلك يجافي الفطرة القويمة، ويناقض الخلقة السوية. لقد راهن الاحتلال على القهر والقتل والإمعان في الظلم والترويع، تحقيقا لمفهوم الردع. وفي الواقع ــ وعلى الأرض ــ فإنه لم ينجح حتى الآن، ولم يحدث شيء مما أراد، فقد رأينا أهل غزة الذين أراد منهم الاحتلال أن ينزحوا جنوبا يصرون على الاتجاه شمالا، عكس ما يطلب منهم، وبالآلاف، غير عابئين بمنع الاحتلال، بل ويفتشون عن الإعلاميين والصحافيين، ويقصدون الكاميرات للتحدث، وإظهار حجم التعلق بالأرض والوطن والهوية.

وفي الحقيقة، فإن ما يحدث الآن في غزة هو معمل تجارب لأفكار المستقبل، بوصفه جزءا من نظام وممارسة استعمارية لن يطول أمدها بالشكل نفسه، كما لن يستمر ما سينتج عنها، حتى وإن حاول الاستعماري "القديم" تغطية النقص المعروف عنه سابقا والمتمثل في نظرية الاستشراق، بمحاولة القرب بين المستوطن وصاحب الأرض.

وللأسف، فإن أحدا لا يملك حتى الآن تصورا تفصيليا وواضحا للمرحلة التي ستعقب توقف الحرب في غزة، حتى الاحتلال الاستعماري الاستيطاني نفسه، ولا قوى الاستعمار "التقليدي" الراعية له. وبرغم تلك المرارات، والتخوفات والحسرات، والصدمات، إلا أن طبيعة الأشياء، ودروس التاريخ، وتجارب الشعوب الحية تبقى نبراسا لكل من يتطلع إلى المستقبل، وتبقى هي الأمل، وتبقى هي الدواء الواجب على كل قوى الحرية ــ في عالمنا العربي، وفي العالم أيضا ــ التقوي بمفعوله، والتصدي بعزمه، لتهزم قوى الشر والظلم والعدوان، لتستمر الحياة حقا للشعوب الساعية إلى الحرية والديمقراطية والعدل. وبفضل ذلك الأمل يتعين علينا كافة أن نتبادل التهاني، ونتكامل بالأماني، لنزيل ما في الحياة من قلق ومخاوف، وليدوم الوجود الإنساني بالرضا والتسامي.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

عدد الأصدقاء أم نوعيتهم؟.. ما الذي يحقق لنا السعادة في التواصل الاجتماعي؟

إنجلترا – يطرح في كثير من الأحيان سؤال عن عدد الأصدقاء الذي نحتاجه لتحقيق السعادة الكاملة في المجتمع الحديث، حيث تلعب الروابط الاجتماعية دورا مهما في حياة كل شخص.

في تحذير هام، يشدد علماء النفس من جامعة ليدز البريطانية على أن العدد الهائل من الأصدقاء على منصات التواصل الاجتماعي لا يمكن أن يعوّض قيمة وجود دائرة مقربة من الأصدقاء الحقيقيين في الحياة الواقعية.

وتؤكد دراسة نُشرت في مجلة Psychology and Aging أن السعادة الحقيقية لا تقاس بعدد الصداقات، بل بجودتها وعمقها. حيث يرى الباحثون أن العلاقات الوثيقة القائمة على التفاهم والدعم المتبادل هي العامل الأساسي في تحقيق الرضا النفسي والرفاهية العاطفية، خاصة مع التقدم في العمر.

وقد حلل الباحثون نتائج استطلاعين عبر الإنترنت شارك فيهما ما يقرب من 1500 شخص. طلب من المشاركين الإشارة إلى عدد الأشخاص من مختلف المجالات الاجتماعية (الأصدقاء، والمعارف، والأقارب، والجيران، وزملاء العمل، والموظفين الذين يقدمون خدمات مختلفة، وما إلى ذلك) الذين اتصلوا بهم خلال الأشهر الستة الماضية، ومدى تكرار هذه الاتصالات وبأي شكل (وجها لوجه، أو عبر الهاتف، أو عبر البريد الإلكتروني، أو في محادثات مختلفة). بالإضافة إلى ذلك، طلب منهم تقييم مدى سعادتهم ورضاهم عن حياتهم خلال الشهر الذي سبق الاستطلاع.

وكشفت التحليلات الإحصائية عن نمطين اجتماعيين بارزين:

التباين العمري في الشبكات الاجتماعية: أظهر المشاركون الأكبر سنا (فوق 60 عاما) تضيقا ملحوظا في دائرة العلاقات الاجتماعية المباشرة اتسمت المجموعات الأصغر سنا (تحت 30 عاما) باتساع الشبكات الرقمية وزيادة عدد الصداقات الافتراضية المحددات الحقيقية للسعادة: ارتبطت مستويات السعادة والرضا الحيوي ارتباطا موجبا ذو دلالة إحصائية مع: وجود صداقات وثيقة في الواقع المادي تواتر التفاعلات وجها لوجه لم تُسجل أي علاقة معنوية بين: عدد الصداقات الرقمية، ومستوى السعادة. ظلت هذه النتائج ثابتة عبر جميع الفئات العمرية.

يؤكد العلماء أن التواصل مع الأصدقاء الحقيقيين فقط هو ما يجلب السعادة، ولا يمكن استبدال هذا التواصل بمجموعة واسعة من الاتصالات الاجتماعية مع الآخرين.

ووفقا لكبيرة الباحثين واندي بروين دي بروين، تعني الشيخوخة في ثقافات عديدة الحزن والوحدة. ولكن هذه الدراسة أظهرت أن ضيق الدائرة الاجتماعية لكبار السن لا يعني بالضرورة تعاستهم ووحدتهم. لأن كبار السن في الواقع يتمتعون بالحياة أكثر من الشباب، وأن الوحدة لا تتعلق بعدد الأصدقاء بقدر ما تتعلق بنوعيتهم، ويمكن أن تمس الشخص في أي عمر.

المصدر: mail.ru

مقالات مشابهة

  • عدد الأصدقاء أم نوعيتهم؟.. ما الذي يحقق لنا السعادة في التواصل الاجتماعي؟
  • «هالة» تحوّل منزلها بالإسكندرية لورشة أميجورومي».. .فن الكروشيه المصري ينافس المستورد
  • ندوة في الزرقاء تناقش تمكين المرأة في الأحزاب السياسية برعاية النائب هالة الجراح
  • نهال علام تكتب: وعملت إيه فينا السنين
  • منى أحمد تكتب: صانع البهجة
  • منال الشرقاوي تكتب: فيلم Delicious.. مذاق الصراع الطبقي تحت سطح الهدوء
  • نجاة عبد الرحمن تكتب: الثقافة والأمن القومي
  • هند عصام تكتب: أصل النرجسية
  • كريمة أبو العينين تكتب: السيسي والقمة العربية
  • شيخة الجابري تكتب: الإمارات تصنعُ الدهشة