عربي21:
2025-12-12@21:10:55 GMT

طبول الحرب الإسرائيلية ضد مصر

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

تزداد السخونة على الحدود المصرية الإسرائيلية مؤذنة بحرب وشيكة، والمشهد يتأزم يوما بعد يوم رغم الصمت المصري الرسمي، واختراق إسرائيلي للحدود التي رسمتها معاهدة السلام يقابله تحرك دبابات مصرية في سيناء، ومطالب إسرائيلية للسماح بوجود عسكري إسرائيلي على الجانب المصري من الحدود بدعوى مواجهة المقاومين، ودعوات من وزير حكومة الحرب أفيغدور ليبرمان بإضافة لواءين على الحدود المصرية، وادعاءات للحاخام الإسرائيلي اليميني المتشدد عوزي شرباف بأن شبه جزيرة سيناء ونهر النيل أراض إسرائيلية ينبغي استعادتها.

.

هذا التصعيد الإسرائيلي هو نتيجة طبيعية لسكوت الجانب المصري عن الخطوات الإسرائيلية المتدرجة لدفع النازحين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، والتي بدأت بتهجير أهل شمال غزة إلى وسطها، ثم جنوبها، والآن تهجير أهل الجنوب أنفسهم إلى الحدود المصرية، ولا نستبعد في أي لحظة أن يقوم الطيران الإسرائيلي بتفجير الحدود ذاتها ليفتح ثغرات لمرور الفلسطينيين غربا دون الحاجة إلى معبر رفح.

التصعيد الإسرائيلي هو نتيجة طبيعية لسكوت الجانب المصري عن الخطوات الإسرائيلية المتدرجة لدفع النازحين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، والتي بدأت بتهجير أهل شمال غزة إلى وسطها، ثم جنوبها، والآن تهجير أهل الجنوب أنفسهم إلى الحدود المصرية، ولا نستبعد في أي لحظة أن يقوم الطيران الإسرائيلي بتفجير الحدود ذاتها ليفتح ثغرات لمرور الفلسطينيين غربا دون الحاجة إلى معبر رفح
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة نبهنا وغيرنا كثيرا إلى أن الهدف هذه المرة هو مصر، استغلالا لتردي أوضاعها الاقتصادية والسياسية. وكانت الخطة الإسرائيلية لتهجير أهل غزة إلى مصر معلنة منذ اليوم الأول للعدوان، وهي تكرار لمحاولات إسرائيلية فشلت في عهود سابقة، لكنها تشعر أن فرصتها سانحة الآن في ظل نظام السيسي الذي يدين بأفضال كثيرة للكيان الصهيوني في تثبيت حكمه، والذي يعيش أزمة اقتصادية كبيرة، نتيجة الدخول في مشاريع ضخمة ليست ذات أولوية، ألجأته لاستدانة المليارات، ثم العجز لاحقا عن سداد أقساط وفوائد هذه المليارات (160 مليار دولار دين خارجي فقط)، والاضطرار لتعويم الجنيه أكثر من مرة ضمن شروط الحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي.. إلخ.

بعد أن قطعت مسيرة التهجير ثلثي طريقها تقريبا (من شمال غزة إلى وسطها وجنوبها، ثم من الجنوب إلى الحدود) أعلن النظام المصري أن التهجير إلى سيناء خط أحمر، وهو إعلان متأخر كان ينبغي أن يصدر أبكر من ذلك، كما كان ينبغي أن يكون الخط الأحمر في العمق الفلسطيني أي في خان يونس مثلا، أو حتى رفح الفلسطينية، لكن انتظار التهجير حتى يقف على الحاجز الحدودي مباشرة فهذا عبث سياسي، لأن النظام لن يستطيع منع تدفق المهاجرين الموجودين على الحدود حال قصفتهم إسرائيل بالطائرات، وفي الوقت نفسه قصفت الحاجز الحدودي أيضا وفتحت فيه ثغرات للمرور الآمن، اللهم إلا إذا استخدم النظام الطائرات أيضا لقصف الفلسطينيين وهو أمر غير مقبول.

الآن لا يقتصر الأمر على استكمال خطة التهجير، بل تصاعد التحرش الإسرائيلي بمصر إلى مستويات جديدة، فهذا وزير الحرب السابق وعضو حكومة الحرب المصغرة حاليا أفيغدور ليبرمان يطالب بتعزيز جيش الاحتلال بلوائين قتاليين، ولواء بحري للتدخل السريع على أهبة الاستعداد 24 ساعة على الحدود المصرية التي زعم أنها مكشوفة، ويطالب بالاستعداد الدائم للحرب مع مصر والأردن رغم وجود اتفاقيتي سلام معهما.. وها هي صحيفة معاريف تكشف طلبا إسرائيليا لمصر لنشر قوات إسرائيلية في معبر رفح على الأراضي المصرية منعا لهروب قادة حماس داخل سيناء، مع العلم أن ممر صلاح الدين أو فيلادلفيا يفصل الحدود بعمق مئات الأمتار فقط تستطيع الدبابات الإسرائيلية الرابضة عليه أن تصل إلى سيناء خلال 3 دقائق، بينما تحتاج الدبابات المصرية إلى عشرات أضعاف هذا الوقت للوصول إلى الحدود.. وهذا هو الحاخام المتطرف عوزي شرياف يدعو صراحة في مؤتمر حول الاستيطان في غزة إلى تحرير شبه جزيرة سيناء وأرض نهر النيل باعتبارها أرضا إسرائيلية مقدسة، وأن إسرائيل أمامها فرصة تاريخية لاستعادة أرضها التوراتية مع اقتراب مجيء المسيح!!

طبول الحرب تقرع على الحدود بينما ينهمك النظام وأذرعه في استكمال العرض المسرحي الخاص بالانتخابات الرئاسية والتي ستعلن نتيجتها الرسمية غدا الاثنين، وهي نتيجة معروفة سلفا منذ أيار/ مايو الماضي؛ موعد فتح الحديث عن هذه الانتخابات، ورغم أن بعض أذرع السلطة الإعلامية تبدي قلقا كبيرا من التطورات على الحدود، إلا أن السلطة لم تُعد للأمر عدته حتى الآن ومن ذلك تهيئة الجبهة الداخلية
عقود من التطبيع الرسمي بين مصر والكيان عقب توقيع معاهدة السلام لم تمح من الذاكرة الصهيونية العداء لمصر، ولا القناعات الدفينة في العقل الصهيوني بامتداد دولة الكيان من النيل إلى الفرات. ومن هنا جاءت كلمات الحاخام شرياف كاشفة لتلك المواقف التي تتبناها المؤسسة الدينية، كما تتبناها المؤسسة السياسية، وإن اضطرت هذه الأخيرة للتلون ضمن المواءمات السياسية المرحلية، والأمر ذاته ينطبق على الشعب المصري الذي لم يهضم يوما حكاية التطبيع رغم كل الإغراءات، ورغم كثافة الدعاية، وظل من يقبلون التطبيع منبوذين من المصريين في كل مكان، ورغم أن المؤسسة العسكرية المصرية ملتزمة باتفاقية السلام، وتم إدخال العديد من التغييرات فيها وفقا لهذه الاتفاقية بما في ذلك تغييرات على العقيدة العسكرية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لنزع الشكوك التاريخية تجاه الكيان الصهيوني الذي كان وسيظل هو العدو حتى يتم تحرير فلسطين ويعود الحق إلى أصحابه.

طبول الحرب تقرع على الحدود بينما ينهمك النظام وأذرعه في استكمال العرض المسرحي الخاص بالانتخابات الرئاسية والتي ستعلن نتيجتها الرسمية غدا الاثنين، وهي نتيجة معروفة سلفا منذ أيار/ مايو الماضي؛ موعد فتح الحديث عن هذه الانتخابات، ورغم أن بعض أذرع السلطة الإعلامية تبدي قلقا كبيرا من التطورات على الحدود، إلا أن السلطة لم تُعد للأمر عدته حتى الآن ومن ذلك تهيئة الجبهة الداخلية، ورفع المظالم عن أبناء الشعب المصري، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وفتح الباب لعودة آمنة وكريمة للمهجرين المصريين حتى يتحد الجميع خلف جيشه، وليكونوا جميعا جنودا مدافعين عن الوطن في حال وقوع الحرب.. اللهم سلم مصر شعبا ووطنا.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية الإسرائيلية غزة السيسي مصر السيسي إسرائيل غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى الحدود المصریة على الحدود غزة إلى

إقرأ أيضاً:

لرفع الوعي بالحضارة المصرية.."القومي للإعاقة" ينظم زيارة استثنائية لذوي الهمم إلى المتحف المصري الكبير

نظم المجلس القومي للإعاقة زيارة مميزة لعدد ٤٠ من ذوي الإعاقات المختلفة – السمعية، البصرية، الذهنية، والحركية – برفقة ذويهم إلى المتحف المصري الكبير، في خطوة تهدف إلى تعزيز وعيهم بالحضارة المصرية القديمة والتعرف على تاريخ بلدهم العريق.

إيمان كريم تبحث مع مدير المتحف المصري الكبير تعزيز آليات وتسهيلات جديدة لذوي الإعاقة وزير الصحة يستقبل سفير بيلاروسيا لبحث تعزيز التعاون الصحي المشترك وتصنيع ألبان الأطفال محلياً الغوا المتابعة.. زينة تدعو لمقاطعة ليفربول بعد أزمته مع محمد صلاح (تفاصيل) طلع الغل اللي جواك.. شقيقة محمد صلاح تهاجم فنان مشهور بسبب "الشماتة" في أخيها اللي يخسرك خسران.. محمد رمضان يدعم محمد صلاح في أزمته الأخيرة زيارة نجيب ساويرس تل أبيب تشعل أزمة.. ورجل الأعمال يكشف الحقيقة كاملة مناشدة عاجلة للرئيس السيسي لإنقاذ الكرة المصرية بعد وداع كأس العرب (تفاصيل) ياسمين عبدالعزيز تقدم كشف حساب صريح لعام 2025.. وأسرار خطتها في 2026 عبد الفتاح الجرينى يحتفل بعيد ميلاد المنتج سعيد إمام (صور) دوللي شاهين تتحدث عن بدايتها الفنية.. وتكشف سبب رفض أسرتها دخولها الفن

تأتي هذه الزيارة تزامناً مع فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، وفي إطار النشاط الثقافي الذي يقوم به المجلس لتعريف الأشخاص ذوي الإعاقة بمعالم مصر الحضارية والتاريخية.

وخلال الزيارة، التقت المشرف العام على المجلس، الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والذي كان مرافقاً لوفد من ضيوف مصر المشاركين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم، حيث التقطت الصور التذكارية مع وفد ذوي الإعاقة وتبادلا الحوار حول تجربتهم وانطباعاتهم عن المتحف الكبير وما يتضمنه من مقتنيات وتاريخ للحضارة الفرعونية.

 

وخلال الجولة، شاهد الأطفال والفتيات والشباب من ذوي الإعاقة التماثيل والمقتنيات والمومياوات الفرعونية، وقد لعبت الإتاحة المعلوماتية المتوفرة على اللوحات الإرشادية دورًا كبيراً في تعزيز وعي المشاركين من ذوي الإعاقة، كما ساهمت الإتاحة المكانية في تيسير دخولهم للمتحف وتنقلهم بين صالات العرض للإطلاع على تاريخ الدولة المصرية القديمة.

كما تعرّف المشاركون من ذوي الإعاقات المختلفة خلال جولة المجلس داخل المتحف، على أبرز قاعات العرض، وما تضمه من قطع أثرية نادرة توثّق عظمة الحضارة المصرية القديمة، فضلاً عن أنهم استمعوا إلى شرح وافٍ حول أساليب العرض الحديثة بالمتحف، سواء بالإتاحة أو لغة الإشارة.

 

وأوضحت د. إيمان كريم أن هذه الزيارات تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التفاعل مع تاريخ مصر العريق والتعرف على المعالم الفرعونية المهمة، مشيرة إلى أن تنظيم هذه الجولات تم بالتنسيق مع إدارة المتحف المصري الكبير وعدد من جمعيات المجتمع المدني المتخصصة في دعم الأشخاص ذوي الإعاقة، لتعزيز مشاركتهم في الفعاليات الثقافية والتعليمية.

وقد أعرب أبناء المجلس من ذوي الإعاقة عن سعادتهم في المشاركة بهذه الجولة التثقيفية وزيارة هذا الصرح الكبير الذي يعد واحدًا من أهم المتاحف والأضخم على مستوى العالم كونه مخصصًا لحضارة واحدة؛ وضمه أكثر من 100 ألف قطعة أثرية.


#المجلس_القومي_للأشخاص_ذوي_الإعاقة
#إرادة_لاتنكسر 
#اختلافنا_يميزنا
#أسرتي_قوتي
#مجتمع_بلاحواجز

مقالات مشابهة

  • ملك بريطانيا يتطلع لزيارة المتحف المصري الكبير: «تجسيد معاصر للحضارة المصرية»
  • منظومة القمع المصري.. اختراق الحدود وملاحقة المعارضين بأي ثمن
  • وزير الإعلام المصري الأسبق لـعربي21: الكاميرا يجب أن ترافق البندقية.. والبعض خان فلسطين (شاهد)
  • حوار مع صديقي المصري عاشق السودان
  • من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام
  • تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة
  • نواف سلام: الدولة وحدها تقرر الحرب والسلم والانتهاكات الإسرائيلية تقوض الاستقرار
  • صحة غزة: حصيلة جديدة لضحايا الهجمات العسكرية الإسرائيلية في القطاع
  • لرفع الوعي بالحضارة المصرية.."القومي للإعاقة" ينظم زيارة استثنائية لذوي الهمم إلى المتحف المصري الكبير
  • الجيش الإسرائيلي يعتقل نحو 100 فلسطيني في شمال الضفة الغربية