عربي21:
2024-06-02@06:41:41 GMT

طبول الحرب الإسرائيلية ضد مصر

تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT

تزداد السخونة على الحدود المصرية الإسرائيلية مؤذنة بحرب وشيكة، والمشهد يتأزم يوما بعد يوم رغم الصمت المصري الرسمي، واختراق إسرائيلي للحدود التي رسمتها معاهدة السلام يقابله تحرك دبابات مصرية في سيناء، ومطالب إسرائيلية للسماح بوجود عسكري إسرائيلي على الجانب المصري من الحدود بدعوى مواجهة المقاومين، ودعوات من وزير حكومة الحرب أفيغدور ليبرمان بإضافة لواءين على الحدود المصرية، وادعاءات للحاخام الإسرائيلي اليميني المتشدد عوزي شرباف بأن شبه جزيرة سيناء ونهر النيل أراض إسرائيلية ينبغي استعادتها.

.

هذا التصعيد الإسرائيلي هو نتيجة طبيعية لسكوت الجانب المصري عن الخطوات الإسرائيلية المتدرجة لدفع النازحين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، والتي بدأت بتهجير أهل شمال غزة إلى وسطها، ثم جنوبها، والآن تهجير أهل الجنوب أنفسهم إلى الحدود المصرية، ولا نستبعد في أي لحظة أن يقوم الطيران الإسرائيلي بتفجير الحدود ذاتها ليفتح ثغرات لمرور الفلسطينيين غربا دون الحاجة إلى معبر رفح.

التصعيد الإسرائيلي هو نتيجة طبيعية لسكوت الجانب المصري عن الخطوات الإسرائيلية المتدرجة لدفع النازحين الفلسطينيين إلى الحدود المصرية، والتي بدأت بتهجير أهل شمال غزة إلى وسطها، ثم جنوبها، والآن تهجير أهل الجنوب أنفسهم إلى الحدود المصرية، ولا نستبعد في أي لحظة أن يقوم الطيران الإسرائيلي بتفجير الحدود ذاتها ليفتح ثغرات لمرور الفلسطينيين غربا دون الحاجة إلى معبر رفح
منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة نبهنا وغيرنا كثيرا إلى أن الهدف هذه المرة هو مصر، استغلالا لتردي أوضاعها الاقتصادية والسياسية. وكانت الخطة الإسرائيلية لتهجير أهل غزة إلى مصر معلنة منذ اليوم الأول للعدوان، وهي تكرار لمحاولات إسرائيلية فشلت في عهود سابقة، لكنها تشعر أن فرصتها سانحة الآن في ظل نظام السيسي الذي يدين بأفضال كثيرة للكيان الصهيوني في تثبيت حكمه، والذي يعيش أزمة اقتصادية كبيرة، نتيجة الدخول في مشاريع ضخمة ليست ذات أولوية، ألجأته لاستدانة المليارات، ثم العجز لاحقا عن سداد أقساط وفوائد هذه المليارات (160 مليار دولار دين خارجي فقط)، والاضطرار لتعويم الجنيه أكثر من مرة ضمن شروط الحصول على قرض جديد من صندوق النقد الدولي.. إلخ.

بعد أن قطعت مسيرة التهجير ثلثي طريقها تقريبا (من شمال غزة إلى وسطها وجنوبها، ثم من الجنوب إلى الحدود) أعلن النظام المصري أن التهجير إلى سيناء خط أحمر، وهو إعلان متأخر كان ينبغي أن يصدر أبكر من ذلك، كما كان ينبغي أن يكون الخط الأحمر في العمق الفلسطيني أي في خان يونس مثلا، أو حتى رفح الفلسطينية، لكن انتظار التهجير حتى يقف على الحاجز الحدودي مباشرة فهذا عبث سياسي، لأن النظام لن يستطيع منع تدفق المهاجرين الموجودين على الحدود حال قصفتهم إسرائيل بالطائرات، وفي الوقت نفسه قصفت الحاجز الحدودي أيضا وفتحت فيه ثغرات للمرور الآمن، اللهم إلا إذا استخدم النظام الطائرات أيضا لقصف الفلسطينيين وهو أمر غير مقبول.

الآن لا يقتصر الأمر على استكمال خطة التهجير، بل تصاعد التحرش الإسرائيلي بمصر إلى مستويات جديدة، فهذا وزير الحرب السابق وعضو حكومة الحرب المصغرة حاليا أفيغدور ليبرمان يطالب بتعزيز جيش الاحتلال بلوائين قتاليين، ولواء بحري للتدخل السريع على أهبة الاستعداد 24 ساعة على الحدود المصرية التي زعم أنها مكشوفة، ويطالب بالاستعداد الدائم للحرب مع مصر والأردن رغم وجود اتفاقيتي سلام معهما.. وها هي صحيفة معاريف تكشف طلبا إسرائيليا لمصر لنشر قوات إسرائيلية في معبر رفح على الأراضي المصرية منعا لهروب قادة حماس داخل سيناء، مع العلم أن ممر صلاح الدين أو فيلادلفيا يفصل الحدود بعمق مئات الأمتار فقط تستطيع الدبابات الإسرائيلية الرابضة عليه أن تصل إلى سيناء خلال 3 دقائق، بينما تحتاج الدبابات المصرية إلى عشرات أضعاف هذا الوقت للوصول إلى الحدود.. وهذا هو الحاخام المتطرف عوزي شرياف يدعو صراحة في مؤتمر حول الاستيطان في غزة إلى تحرير شبه جزيرة سيناء وأرض نهر النيل باعتبارها أرضا إسرائيلية مقدسة، وأن إسرائيل أمامها فرصة تاريخية لاستعادة أرضها التوراتية مع اقتراب مجيء المسيح!!

طبول الحرب تقرع على الحدود بينما ينهمك النظام وأذرعه في استكمال العرض المسرحي الخاص بالانتخابات الرئاسية والتي ستعلن نتيجتها الرسمية غدا الاثنين، وهي نتيجة معروفة سلفا منذ أيار/ مايو الماضي؛ موعد فتح الحديث عن هذه الانتخابات، ورغم أن بعض أذرع السلطة الإعلامية تبدي قلقا كبيرا من التطورات على الحدود، إلا أن السلطة لم تُعد للأمر عدته حتى الآن ومن ذلك تهيئة الجبهة الداخلية
عقود من التطبيع الرسمي بين مصر والكيان عقب توقيع معاهدة السلام لم تمح من الذاكرة الصهيونية العداء لمصر، ولا القناعات الدفينة في العقل الصهيوني بامتداد دولة الكيان من النيل إلى الفرات. ومن هنا جاءت كلمات الحاخام شرياف كاشفة لتلك المواقف التي تتبناها المؤسسة الدينية، كما تتبناها المؤسسة السياسية، وإن اضطرت هذه الأخيرة للتلون ضمن المواءمات السياسية المرحلية، والأمر ذاته ينطبق على الشعب المصري الذي لم يهضم يوما حكاية التطبيع رغم كل الإغراءات، ورغم كثافة الدعاية، وظل من يقبلون التطبيع منبوذين من المصريين في كل مكان، ورغم أن المؤسسة العسكرية المصرية ملتزمة باتفاقية السلام، وتم إدخال العديد من التغييرات فيها وفقا لهذه الاتفاقية بما في ذلك تغييرات على العقيدة العسكرية، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لنزع الشكوك التاريخية تجاه الكيان الصهيوني الذي كان وسيظل هو العدو حتى يتم تحرير فلسطين ويعود الحق إلى أصحابه.

طبول الحرب تقرع على الحدود بينما ينهمك النظام وأذرعه في استكمال العرض المسرحي الخاص بالانتخابات الرئاسية والتي ستعلن نتيجتها الرسمية غدا الاثنين، وهي نتيجة معروفة سلفا منذ أيار/ مايو الماضي؛ موعد فتح الحديث عن هذه الانتخابات، ورغم أن بعض أذرع السلطة الإعلامية تبدي قلقا كبيرا من التطورات على الحدود، إلا أن السلطة لم تُعد للأمر عدته حتى الآن ومن ذلك تهيئة الجبهة الداخلية، ورفع المظالم عن أبناء الشعب المصري، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، وفتح الباب لعودة آمنة وكريمة للمهجرين المصريين حتى يتحد الجميع خلف جيشه، وليكونوا جميعا جنودا مدافعين عن الوطن في حال وقوع الحرب.. اللهم سلم مصر شعبا ووطنا.

twitter.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المصرية الإسرائيلية غزة السيسي مصر السيسي إسرائيل غزة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إلى الحدود المصریة على الحدود غزة إلى

إقرأ أيضاً:

الملف الرئاسي محكوم بالاستعصاء.. ولودريان يبشّر بعودته ومفاجأة ميدانية على الحدود الجنوبية

الاعتقاد السائد حالياً هو أن الملف الرئاسي ما زال محكوماً بالاستعصاء الداخلي وعدم وضوح الموقف الخارجي، وأن ابواب الحلول مقفلة بانتظار انقشاع مشهد الحرب في غزة والجنوب. في المقابل، نُقل عن لسان الموفد الفرنسي جان ايف لودريان من ان ما قام به في جولته الاخيرة، حمل نقلة نوعية وتقدما ملحوظاً، وانه سيعود الى بيروت مجدداً في ضوء ما سيتزود به من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من توجيهات، بعد التقرير الذي أعده عشية القمة الفرنسية - الاميركية المرتقبة في احتفال ذكرى الانزال في النورماندي في 6 حزيران الجاري. أوساط متابعة للتحرك الرئاسي اعتبرت أن "الأفق الرئاسي بات مسدوداً بالكامل، لا بل أنّ الفشل الأخير في جذب اطراف الانقسام الرئاسي إلى حلبة التوافق، أعاد هذا الملف الى ما قبل نقطة الصفر، ما يعني والحالة هذه، ترحيلاً تلقائياً لانتخابات رئاسة الجمهورية، ولفترة مديدة؛ على الأقل أشهراً إلى الأمام، في انتظار أن تحصل معجزة تغلب منطق التعطيل وتُخضع الجميع لمنطق التوافق". ومن المقرر أن يبدأ "الحزب التقدمي الاشتراكي" تحركاً باتجاه الأطراف السياسية، حيث سيقوم وفد نيابي برئاسة رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، بجولة على القيادات السياسية كافة، يستهلها يوم الثلاثاء المقبل بزيارة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.   في الملف الجنوبي، شهد يوم أمس مفاجأة جديدة على الحدود اللبنانية الجنوبية حيث استهدف حزب الله بصاروخ أرض- جو مسيّرة تعد من أهم ما يملك سلاح الجو الإسرائيلي "هيرمز 900"، ويجري التحكم بها عن بعد من الأرض، في محاولة لتقليص السيادة الجوية الإسرائيلية في سماء الجنوب، بما ينعكس ترقباً في الساحة اللبنانية من احتمال تصعيد جديد أو توسع دائرة الاستهدافات. واتخذ التصعيد الميداني في العمليات الحربية المتبادلة  بين اسرائيل وحزب الله دلالات خطيرة خصوصاً أن الغارات الإسرائيلية تكثفت واتسعت على نطاق لافت عقب كشف النقاب عن ان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر الجيش الإسرائيلي بتوسيع ضرباته في لبنان.     المصدر: خاص "لبنان 24"

مقالات مشابهة

  • بتصريح عن تايوان.. الصين تدق طبول الحرب
  • الملف الرئاسي محكوم بالاستعصاء.. ولودريان يبشّر بعودته ومفاجأة ميدانية على الحدود الجنوبية
  • مصطفى بكري: مشايخ وعواقل سيناء لعبوا دوراً كبيراً في استرجاع الأراضي المسلوبة في نكسة67
  • لماذا لم تتحرك مصر ضد سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا؟
  • حزب الله يستهدف ثكنة ومستوطنة ردا على قصف إسرائيل بلدات جنوبي لبنان
  • صحيفة: مصر تطالب جنودها بالرد وتحذر إسرائيل بأنها لن تتردد “عسكريا”
  • صحيفة: مصر تطالب جنودها بالرد وتحذر إسرائيل بأنها لن تتردد "عسكريا"
  • رفح الفلسطينية والمصرية فرقتهما الحدود وجمعتهما المجازر
  •  وسائل إعلام عبرية: "مصر بعثت رسائل تهديد لإسرائيل"
  •  وسائل إعلام عبرية تنشر "رسائل تهديد مصرية لإسرائيل"