حسان الناصر: ولك الخرطوم فقُم!
تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT
لم يتركوا لك إلا أن تعود إلى مرابع الرصاص، وأن تزحف إلى الخرطوم، ومن خلفك الرجال الذين قُتل أبناءهم على جدران المدرعات، لا يريدون إلا العُليا، ودفاع عن العرض و المال، يوم أن ذهب الذين تحالفت معهم إلى فنادق و بارات العواصم التي تُعبّد لهم طريق العمالة، ذهبوا إلى مقامهم وبقينا نحن الذين لم نلعق قدم السلطة يوم أن تهافت المرجفون من حولك عشية التوقيع، يسومون لك سوء العمل.
ذهبنا حينها إلى مواقعنا لا نرجو سلطة العملاء ومكائد الخونة، وسرقة الدولة. و فوق كل هذا لا بأس فالدولة باقية ببقاء الأحرار و الأبناء الذين أكلوا الحلال من عرق جباه الأباء، الذي تآمر عليه سدوميوا الشتات ومرتزقة الصحاري.
فوق كل هذا لنا في إجتياح بيروت، و إنتفاضة الأقصى، خير مثال، يوم أن كان البعض يقاتل ببندقية واحدة فقط في مدن عدة، وأنظر الآن كيف بُنيت قلاع من المقاومة تدكُ خطط ومشاريع الخونة.
إن كان تظن بأنهم قد ركعونا فقد رُكعنا يوم أن دخل أبي أحمد مباني سفارته في الخرطوم يناقش أزمة سياسية مع حفنة الساقطين وبائعي الذمم، رُكعنا من قبل يوم أن جلس فولكر الابيض يفاوض ويغامر بإسم هذه الأمة، و يمزق مستقبلها.
يوم أن كان رعاع النفط، يمرحون فوق خيرات البلاد يشرون الذمم، يتجولون مع الصهاينة في المقرن يفحصون مكتسباتنا، ويقودوننا كما تقاد الشاة في مضمار سباقهم يستعرضوننا مُستعبدين أذلاء.
نحن باقون على جبل الرماة، ندافع حتى آخر قطرة من حبر، وإن نزلنا فسننزل مقاتلين ندفن في طرقات مدننا محجلين بدعوات الأمهات، نغرس من أصلابنا أبناء ينبتون فتقام على أيديهم الدولة و تبقى أمة السودان واحدة متحدة.
لك فرصة الآن معفرة بغبار الأحرار في التاريخ، ” مُجرتقة” بصالح الدماء التي بُذلت في مضارب هذه الأرض، لن تجدي النياشين ولا البِدل العكسرية، فقط هو الرصاص، كما كان في تاريخ المؤسسة، حين وجدوا عبد الفضيل الماظ يمسك بزناده وقد فرغت ذخيرته لكنه لم ينكسر للإنجليز أو يبيع جنده.
لم يتركوا لك خيارا، لقد إستجديتهم في القمم و المؤتمرات و الخطابات، لقد قدمت لهم المنازل و المساكن، منازل المواطنين وتعب عمرهم وشقائهم يتوسده المرتزقة و مطايرد الدول.
حتى المواطن أصابه إنحطاط القادة ملهيات ورقص وحفلات في العواصم الخليجية، وتطبيع مع الكارثة، وحفلات بالقرب منك على ” كورنيش” البحر وأنت تذهب لإحتساء القهوة، كأنك قد إستعدت مقرن النيلين، فحق للشعب أن يعيش في ملهاته، ستة ملايين ولم يتعلم الدرس أحد.
إن التاريخ قد بذل لك طريقا واحد فإما حافظت على الأمة و الدولة و استعدت العاصمة، أو أننا سنموت واقفين كما النيل نرتضي الموت في عز بدل أن نباع في سوق النخاسة قرابين لمطامع الإمارات و أذرعها السياسية و العسكرية، فنحن لن نرضى أن نشاهد هذا التاريخ، فإما الوطن أو الموت.
حسان الناصر
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: یوم أن
إقرأ أيضاً:
الناصر في حوار مع “بلومبيرغ”: دور السعودية سيظل رئيسياً في ضمان أمن الطاقة
البلاد (جدة)
جاء ذلك في الحوار التلفزيوني”أسبوع بلومبيرغ وول ستريت”بمشاركة نائب الرئيس التنفيذي للإستراتيجية وتطوير الشركات في أرامكو السعودية أشرف الغزاوي، والنائب التنفيذي للتقنية والابتكار في أرامكو أحمد الخويطر، وكبير الاقتصاديين في “ستاندرد تشارترد” كارلا سليم.
وفي إجابة على سؤال حول خفض الكربون، ودعوات تحول الطاقة، شدد المهندس أمين الناصر على ضرورة اعتماد نهج أكثر واقعية وبراغماتية في مسار التحول العالمي للطاقة؛ حيث إن طاقة الرياح والطاقة الشمسية لا تلبي احتياجات الطلب اليوم أو المستقبلي، مؤكدًا أن النفط الخام والغاز سيظلان جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة، مضيفًا أن الهدف على المدى الطويل ليس التخلي عن الطاقة التقليدية، وإنما تحسينها.
وقال: لقد ذكرنا دائمًا، أننا بحاجة إلى “إعادة ضبط مفهوم تحول الطاقة في العالم”، أو واقعية عملية التحول؛ لتحقيق طموحنا المتمثل في الوصول إلى “صافي صفر” انبعاثات مع ضمان أمن الطاقة. ما نحتاجه هو حلول عملية لتحقيق ما نهدف إليه جميعًا.
وأضاف: من المتوقع أن يكون نحو 70 % إلى 80 % من الطاقة العالمية في عام 2050 في الجنوب العالمي، وليس الشمال العالمي؛ لذلك، لن ينجح نهج “مقاس واحد يناسب الجميع”. وأعتقد أن هذا مدفوع بشكل كبير بالحوافز لكنها غير مستدامة، وبمجرد اختفاء هذه الحوافز، سيتم تمرير هذه التكلفة الإضافية إلى المستهلك. وهذا هو المكان الذي نشهد فيه زيادة في التكلفة. ما نحتاجه هو شيء يكون مستدامًا وميسور التكلفة، وآمنًا في الوقت نفسه. لقد تحدثنا دائمًا عن مزيج مختلف من الطاقة؛ سيكون مطلوبًا.
وأكد رئيس “أرامكو السعودية” وكبير إدارييها التنفيذيين، أن النفط والغاز يظلان مهمين للاقتصاد العالمي؛ حيث يدور الحديث عن 200 إلى 230 جيجاوات من الطاقة الشمسية والرياح، التي لا تلبي احتياجات العالم في المدى المنظور، مع الأخذ في الاعتبار أن معدل استهلاك الكهرباء العالمي سيتضاعف بحلول عام 2050.
وأضاف: نحن نهتم بالهيدروجين، ولدينا أحد أكبر المشاريع في مجال الهيدروجين الأخضر في نيوم. وسنكون أكثر من سعداء لبناء المزيد من الهيدروجين الأخضر، والهيدروجين الأزرق في المملكة. وفي الوقت نفسه لا نهمل الهيدروكربونات، ونعمل في مجال حجز الكربون وتخزينه، ولدينا قدرة إنتاجية قصوى مستدامة تبلغ 12 مليون برميل، كما ننمي الغاز لدينا بأكثر من 60 % بحلول عام 2050؛ لذلك نحن نركز على مصادرنا التقليدية وننميها؛ بينما نقوم بإزالة الكربون في الوقت نفسه، ونبني الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين وغيرها؛ لذا تعتبر أرامكو السعودية شركة تكنولوجيا تقدم الطاقة.
الغزاوي: نستثمر في مجالات الطاقة وتقنيات الكربون
قال أشرف الغزاوي نائب الرئيس التنفيذي للإستراتيجية، وتطوير الشركات في أرامكو السعودية: إن أعمال الغاز ستنمو بنسبة 60 % بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2021، وهي حاليًا تستثمر في مختلف مصادر الطاقة؛ ومنها الطاقة المتجددة، والهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى تكنولوجيا حجز الكربون وتخزينه، وستواصل استثماراتها في ذلك. ناهيك عن الرقمنة لأهميتها الكبيرة في سلسلة القيمة، وتوفير منفذ للموارد الهيدروكربونية الهائلة. وكذلك التركيز على الكيماويات؛ باعتبارها اللبنة الأساسية لجميع الاقتصادات الحديثة. والمجتمعات تحتاج دائمًا إلى سلع ومواد؛ مثل البلاستيك والبوليمرات لأي نوع من التنمية الاقتصادية في المستقبل.
وأضاف في إجابة على سؤال بشأن هدف أرامكو “صافي صفر” انبعاثات بحلول عام 2050، وامتلاكها أدنى كثافة كربونية مقارنة بشركات الطاقة الأخرى: إن النفط الخام ليس كله متساويًا. نحن نفخر كثيرًا بحقيقة أننا أقل المنتجين كثافة كربونية في المراحل الأولية، وهذا هو الحال منذ فترة طويلة؛ نتيجة لعقود من العمليات المسؤولة والمستدامة، ومن المهم لنا أيضًا الالتزام بتعهداتنا تجاه طموح “صافي صفر” ومراقبة آليات إزالة الكربون المتاحة لنا، وقد قمنا بتشغيل برامج تقليل اللهب لأربعة عقود، ولدينا كثافة ميثان هي الأقل في السوق. كل هذا يجعلنا نضع أنفسنا كقائد بلا منازع، عندما يتعلق الأمر بكثافة الكربون والمقاييس البيئية.
الخويطر: استثمار الذكاء الاصطناعي في منظومة أرامكو
وحول سؤال عن اهتمام أرامكو السعودية بالذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية، قال النائب التنفيذي للتقنية والابتكار في أرامكو أحمد الخويطر- الذي يقود قسم التكنولوجيا والابتكار في الشركة: إن الذكاء الاصطناعي يعد اليوم أحد أهم التطورات التقنية في هذا القرن؛ لذا سارعنا إلى نشر الذكاء الاصطناعي في عملياتنا وتطبيقه على أعمالنا.
وأوضح أن أي بيانات من منشآت الشركة وعملياتها تنتهي هنا في مركز الثورة الصناعية الرابع الخاص بها؛ مشيرًا إلى أن أرامكو عملت على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي واسع النطاق، يسمى”أرامكو ميتابرين” وهو نموذج يحتوي على 70 مليار بارامتر. والسبب الذي جعلنا نختار بناء نموذج لغوي كبير خاص بنا، هو الحرص على أن نستخدم بياناتنا الخاصة؛ ما يمنحنا ميزة تنافسية.
ويضيف: لذلك قمنا بتدريب هذا النموذج بجميع بياناتنا التاريخية، وتقارير الهندسة، والمعايير. ويستخدم هذا النموذج الآن لتقديم المشورة لمهندسينا ومشغلينا، وكل موظف في الشركة، وقد قمنا بنشر هذا النموذج على 70 ألف محطة عمل عبر منشآتنا، وفي مكاتبنا . وإلى جانب المشورة، يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي معلومات لاتخاذ قرارات أفضل؛ ولهذا يعد الأساس للعديد من التطبيقات، التي نقوم بها والتحسين وتشغيل منشآتنا، وبالتالي نستطيع بها جلب الذكاء الاصطناعي مباشرة إلى ميدان العمل.
كارلا: أرامكو تعزز التنوع الاقتصادي في المملكة
حول تطلع أرامكو إلى إعادة تعريف دورها، في الوقت الذي تعيد فيه المملكة العربية السعودية تخيل مستقبلها، قالت كبير الاقتصاديين في “ستاندرد تشارترد” كارلا سليم، التي يغطي عملها منطقة الشرق الأوسط: في الماضي، كانت إستراتيجية التنويع، تتمثل في استثمار معظم عائدات البترو دولار بالخارج؛ بحيث لا ترتبط بأسعار النفط، وعلى مدى السنوات التسع الماضية، ساهمت أرباح أرامكو بشكل غير مباشر في تمويل جزء كبير من إستراتيجية التنمية المستدامة، وتنويع الاقتصاد المحلي؛ من خلال تعدد استثماراتها في مصادر الطاقة والصناعات التكريرية والبتروكيمائية داخل المملكة وخارجها؛ لذلك تعد جزءًا مهمًا جدًا في تنوع الاقتصاد السعودي والإيرادات؛ من أجل دعم تمويل الإنفاق الحكومي والاستثمار التنموي.
وأكدت كارلا أن السعودية ستظل منتجًا رئيسيًا للطاقة في الاقتصاد العالمي، مع توسع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي؛ ما يعزز استمرار دورها القوي في مجال السلع على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وقدرتها كعضو بارز ومؤثر بمجموعة العشرين في إحداث تحولات اقتصادية إيجابية، وجاذبية استثمارية متنامية في سوقها الضخم، والمشروعات الكبرى لرؤيتها 2030.