البلاد (جدة)

جاء ذلك في الحوار التلفزيوني”أسبوع بلومبيرغ وول ستريت”بمشاركة نائب الرئيس التنفيذي للإستراتيجية وتطوير الشركات في أرامكو السعودية أشرف الغزاوي، والنائب التنفيذي للتقنية والابتكار في أرامكو أحمد الخويطر، وكبير الاقتصاديين في “ستاندرد تشارترد” كارلا سليم.
وفي إجابة على سؤال حول خفض الكربون، ودعوات تحول الطاقة، شدد المهندس أمين الناصر على ضرورة اعتماد نهج أكثر واقعية وبراغماتية في مسار التحول العالمي للطاقة؛ حيث إن طاقة الرياح والطاقة الشمسية لا تلبي احتياجات الطلب اليوم أو المستقبلي، مؤكدًا أن النفط الخام والغاز سيظلان جزءًا أساسيًا من مزيج الطاقة، مضيفًا أن الهدف على المدى الطويل ليس التخلي عن الطاقة التقليدية، وإنما تحسينها.


وقال: لقد ذكرنا دائمًا، أننا بحاجة إلى “إعادة ضبط مفهوم تحول الطاقة في العالم”، أو واقعية عملية التحول؛ لتحقيق طموحنا المتمثل في الوصول إلى “صافي صفر” انبعاثات مع ضمان أمن الطاقة. ما نحتاجه هو حلول عملية لتحقيق ما نهدف إليه جميعًا.
وأضاف: من المتوقع أن يكون نحو 70 % إلى 80 % من الطاقة العالمية في عام 2050 في الجنوب العالمي، وليس الشمال العالمي؛ لذلك، لن ينجح نهج “مقاس واحد يناسب الجميع”. وأعتقد أن هذا مدفوع بشكل كبير بالحوافز لكنها غير مستدامة، وبمجرد اختفاء هذه الحوافز، سيتم تمرير هذه التكلفة الإضافية إلى المستهلك. وهذا هو المكان الذي نشهد فيه زيادة في التكلفة. ما نحتاجه هو شيء يكون مستدامًا وميسور التكلفة، وآمنًا في الوقت نفسه. لقد تحدثنا دائمًا عن مزيج مختلف من الطاقة؛ سيكون مطلوبًا.
وأكد رئيس “أرامكو السعودية” وكبير إدارييها التنفيذيين، أن النفط والغاز يظلان مهمين للاقتصاد العالمي؛ حيث يدور الحديث عن 200 إلى 230 جيجاوات من الطاقة الشمسية والرياح، التي لا تلبي احتياجات العالم في المدى المنظور، مع الأخذ في الاعتبار أن معدل استهلاك الكهرباء العالمي سيتضاعف بحلول عام 2050.
وأضاف: نحن نهتم بالهيدروجين، ولدينا أحد أكبر المشاريع في مجال الهيدروجين الأخضر في نيوم. وسنكون أكثر من سعداء لبناء المزيد من الهيدروجين الأخضر، والهيدروجين الأزرق في المملكة. وفي الوقت نفسه لا نهمل الهيدروكربونات، ونعمل في مجال حجز الكربون وتخزينه، ولدينا قدرة إنتاجية قصوى مستدامة تبلغ 12 مليون برميل، كما ننمي الغاز لدينا بأكثر من 60 % بحلول عام 2050؛ لذلك نحن نركز على مصادرنا التقليدية وننميها؛ بينما نقوم بإزالة الكربون في الوقت نفسه، ونبني الطاقة الشمسية والرياح والهيدروجين وغيرها؛ لذا تعتبر أرامكو السعودية شركة تكنولوجيا تقدم الطاقة.

الغزاوي: نستثمر في مجالات الطاقة وتقنيات الكربون
قال أشرف الغزاوي نائب الرئيس التنفيذي للإستراتيجية، وتطوير الشركات في أرامكو السعودية: إن أعمال الغاز ستنمو بنسبة 60 % بحلول عام 2030، مقارنة بمستويات عام 2021، وهي حاليًا تستثمر في مختلف مصادر الطاقة؛ ومنها الطاقة المتجددة، والهيدروجين والأمونيا، بالإضافة إلى تكنولوجيا حجز الكربون وتخزينه، وستواصل استثماراتها في ذلك. ناهيك عن الرقمنة لأهميتها الكبيرة في سلسلة القيمة، وتوفير منفذ للموارد الهيدروكربونية الهائلة. وكذلك التركيز على الكيماويات؛ باعتبارها اللبنة الأساسية لجميع الاقتصادات الحديثة. والمجتمعات تحتاج دائمًا إلى سلع ومواد؛ مثل البلاستيك والبوليمرات لأي نوع من التنمية الاقتصادية في المستقبل.
وأضاف في إجابة على سؤال بشأن هدف أرامكو “صافي صفر” انبعاثات بحلول عام 2050، وامتلاكها أدنى كثافة كربونية مقارنة بشركات الطاقة الأخرى: إن النفط الخام ليس كله متساويًا. نحن نفخر كثيرًا بحقيقة أننا أقل المنتجين كثافة كربونية في المراحل الأولية، وهذا هو الحال منذ فترة طويلة؛ نتيجة لعقود من العمليات المسؤولة والمستدامة، ومن المهم لنا أيضًا الالتزام بتعهداتنا تجاه طموح “صافي صفر” ومراقبة آليات إزالة الكربون المتاحة لنا، وقد قمنا بتشغيل برامج تقليل اللهب لأربعة عقود، ولدينا كثافة ميثان هي الأقل في السوق. كل هذا يجعلنا نضع أنفسنا كقائد بلا منازع، عندما يتعلق الأمر بكثافة الكربون والمقاييس البيئية.

الخويطر: استثمار الذكاء الاصطناعي في منظومة أرامكو

وحول سؤال عن اهتمام أرامكو السعودية بالذكاء الاصطناعي في عملياتها التشغيلية، قال النائب التنفيذي للتقنية والابتكار في أرامكو أحمد الخويطر- الذي يقود قسم التكنولوجيا والابتكار في الشركة: إن الذكاء الاصطناعي يعد اليوم أحد أهم التطورات التقنية في هذا القرن؛ لذا سارعنا إلى نشر الذكاء الاصطناعي في عملياتنا وتطبيقه على أعمالنا.
وأوضح أن أي بيانات من منشآت الشركة وعملياتها تنتهي هنا في مركز الثورة الصناعية الرابع الخاص بها؛ مشيرًا إلى أن أرامكو عملت على تطوير نموذج ذكاء اصطناعي واسع النطاق، يسمى”أرامكو ميتابرين” وهو نموذج يحتوي على 70 مليار بارامتر. والسبب الذي جعلنا نختار بناء نموذج لغوي كبير خاص بنا، هو الحرص على أن نستخدم بياناتنا الخاصة؛ ما يمنحنا ميزة تنافسية.
ويضيف: لذلك قمنا بتدريب هذا النموذج بجميع بياناتنا التاريخية، وتقارير الهندسة، والمعايير. ويستخدم هذا النموذج الآن لتقديم المشورة لمهندسينا ومشغلينا، وكل موظف في الشركة، وقد قمنا بنشر هذا النموذج على 70 ألف محطة عمل عبر منشآتنا، وفي مكاتبنا . وإلى جانب المشورة، يقدم نموذج الذكاء الاصطناعي معلومات لاتخاذ قرارات أفضل؛ ولهذا يعد الأساس للعديد من التطبيقات، التي نقوم بها والتحسين وتشغيل منشآتنا، وبالتالي نستطيع بها جلب الذكاء الاصطناعي مباشرة إلى ميدان العمل.

كارلا: أرامكو تعزز التنوع الاقتصادي في المملكة

حول تطلع أرامكو إلى إعادة تعريف دورها، في الوقت الذي تعيد فيه المملكة العربية السعودية تخيل مستقبلها، قالت كبير الاقتصاديين في “ستاندرد تشارترد” كارلا سليم، التي يغطي عملها منطقة الشرق الأوسط: في الماضي، كانت إستراتيجية التنويع، تتمثل في استثمار معظم عائدات البترو دولار بالخارج؛ بحيث لا ترتبط بأسعار النفط، وعلى مدى السنوات التسع الماضية، ساهمت أرباح أرامكو بشكل غير مباشر في تمويل جزء كبير من إستراتيجية التنمية المستدامة، وتنويع الاقتصاد المحلي؛ من خلال تعدد استثماراتها في مصادر الطاقة والصناعات التكريرية والبتروكيمائية داخل المملكة وخارجها؛ لذلك تعد جزءًا مهمًا جدًا في تنوع الاقتصاد السعودي والإيرادات؛ من أجل دعم تمويل الإنفاق الحكومي والاستثمار التنموي.
وأكدت كارلا أن السعودية ستظل منتجًا رئيسيًا للطاقة في الاقتصاد العالمي، مع توسع الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي؛ ما يعزز استمرار دورها القوي في مجال السلع على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وقدرتها كعضو بارز ومؤثر بمجموعة العشرين في إحداث تحولات اقتصادية إيجابية، وجاذبية استثمارية متنامية في سوقها الضخم، والمشروعات الكبرى لرؤيتها 2030.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی أرامکو السعودیة من الطاقة فی أرامکو بحلول عام فی الوقت عام 2050

إقرأ أيضاً:

“مواجهة الأصدقاء”.. مباراة السعودية وأمريكا تتجاوز حدود الملعب نحو آفاق الشراكة والتنمية

جسدت مباراة المنتخب السعودي ونظيره الأمريكي، التي أُقيمت مساء أمس في مدينة أوستن بولاية تكساس، أبعادًا تتجاوز المنافسة الرياضية، لتُعبر عن عمق العلاقات الثنائية والشراكة الإستراتيجية بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية.

وشهدت الفعاليات المصاحبة للمباراة حضورًا لافتًا لجناح صندوق الاستثمارات العامة (PIF)، الذي قدّم من خلال معروضات تفاعلية تعريفًا بشراكته مع البطولة، إلى جانب تسليط الضوء على دوره في دعم قطاع الرياضة كأحد مرتكزات رؤية المملكة 2030.
وتُجسد الشراكة الجديدة بين الصندوق والاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) رؤيةً مشتركة لتعزيز القطاع الرياضي عالميًا، من خلال توفير فرص جديدة، وتشجيع الابتكار، وتمكين الشباب، وتوسيع دائرة المشاركة الجماهيرية حول العالم.

وتُعد كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية في المملكة والعالم، ويتطلع الجمهور السعودي لمتابعة بطولة كأس العالم للأندية FIFA 2025™.

أخبار قد تهمك المملكة تستعرض إستراتيجية الأمن الغذائي لدول مجلس التعاون الخليجي 17 يونيو 2025 - 7:41 صباحًا السعودية تُفعّل خطة متكاملة لخدمة الحجاج الإيرانيين إنفاذًا لتوجيهات القيادة 14 يونيو 2025 - 6:07 مساءً

وفي هذا الإطار، يتصدر صندوق الاستثمارات العامة الجهود العالمية الهادفة إلى تطوير كرة القدم، من خلال شراكاته مع الهيئات الرياضية، منها اتفاقية التعاون مع اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (كونكاكاف)، بالإضافة إلى استثماراته المباشرة في عدد من الأندية والفعاليات الرياضية حول العالم، ما يسهم في تعزيز نمو اللعبة على المستوى العالمي.

ويُضاف إلى ذلك اختيار المملكة العربية السعودية رسميًا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم 2034™، بما يعكس التحول الكبير الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات، منها الرياضة، وستُسهم البطولة في ترسيخ مكانة المملكة كقوة فاعلة في تطوير كرة القدم محليًا ودوليًا لأجيال قادمة.

إلى جانب ذلك، قدّم جناح هيئة السياحة “روح السعودية” تحت شعار “مرحبا في السعودية” تجربة تفاعلية استعرضت التنوع الثقافي والمقومات السياحية للمملكة، ما شكّل نقطة جذب لآلاف المشجعين من مختلف الخلفيات.

وقال أحد المشجعين الأمريكيين: “هذه المباراة لم تكن مجرد مواجهة كروية، بل فرصة للتعبير عن العلاقات العميقة التي تجمع بلدينا، ثقافيًا وإنسانيًا”.

وشهدت المدرجات حضورًا مميزًا للجالية السعودية والمبتعثين من مختلف الولايات الأمريكية، الذين توافدوا بحماس لتشجيع المنتخب الوطني.

مقالات مشابهة

  • “آبل”: الذكاء الاصطناعي يفتقر للتفكير العميق
  • احتفال بيوم الموسيقى العالمي: طارق الناصر يبهر جمهور المدرج الروماني في أمسية استثنائية
  • الصين تطوّر قمراً صناعيّاً لرصد انبعاثات الكربون
  • “الإلكترونية” تسجل حضوراً بارزاً في تصنيف “التايمز 2025”.. الجامعات السعودية تتميز عالمياً
  • أرامكو السعودية تعلن عن برامج التدرج المنتهي بالتوظيف
  • “سدايا”: حجم الإنفاق على الذكاء الاصطناعي التوليدي يصل إلى 202 مليار دولار بحلول 2028م وسيحدث تحولًا كبيرًا على مستوى الأعمال والاقتصاد العالمي
  • “ريف السعودية” يستعرض قصة نجاح مُلهمة لإنتاج عنبٍ محلي يفوق جودة المستورد بالطائف
  • “مواجهة الأصدقاء”.. مباراة السعودية وأمريكا تتجاوز حدود الملعب نحو آفاق الشراكة والتنمية
  • “اسرائيل” تطالب دول الخليج وفي مقدمتها السعودية بدفع تكاليف الحرب على إيران