الاستيطان في غزة أحلام إسرائيلية للاستيلاء على القطاع
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
ترددت مؤخرا تصريحات كثيرة للإسرائيليين حول الخطط التي لا تملكها تل أبيب لليوم التالي للحرب على قطاع غزة. وتنوعت ما بين مخطط نقل وتهجير الغزيين والدعوات إلى إحلال المستوطنين مكانهم في القطاع، في توجه يعكس طرح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي قال إن «إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة المسؤولية الأمنية هناك».
وفي الوقت الذي تواصل فيه الحركات الاستيطانية بلورة خطة حول مستقبل قطاع غزة ما بعد الحرب والبدء بالمشروع الاستيطاني فيه، يحرص نتنياهو على تأكيد رفضه عودة السلطة الفلسطينية للحكم في غزة، لكنه يرفض أيضا تقديم أي رؤية بديلة وعلنية باستثناء تكرار تصريحه وتجديد التزامه بفرض سيطرة أمنية كاملة على القطاع.
وفي غياب اليقين بأن الساعة الرملية السياسية لن توقف إسرائيل قبل تدمير البنية التحتية العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خلُص تقدير موقف صادر عن معهد «يروشاليم» الإسرائيلي للإستراتيجية والأمن، إلى أنه على تل أبيب التحرك بسرعة «لاحتلال غزة من أجل التفاوض ووضع شروطها بشأن اليوم التالي بعد الحرب».
ويعتقد رئيس المعهد أفرايم عنبار أنه يتعين على إسرائيل أن تركز على تحقيق مصالحها الأمنية المتلخصة في الحفاظ على حرية العمل العسكري في غزة، وإنشاء مناطق عازلة واسعة فيها تحت سيطرتها.
ويوصي عنبار بتجنب الصدام مع الإدارة الأمريكية بكل ما يتعلق بمستقبل غزة، ويرى أن على تل أبيب أن تحاول التوصل إلى تفاهمات مع واشنطن، وتدعم المطلب الأمريكي بإعادة هيكلة وتجديد السلطة الفلسطينية وإعادتها إلى غزة.
ويقترح على إسرائيل السعي إلى تقليل وجود القوات الدولية قدر الإمكان في القطاع لتجنب التوترات مع واشنطن والدول المشاركة في القوة الدولية.
ويرى عنبار أن وجود السلطة الفلسطينية في القطاع أفضل من وجود قوات دولية، كون ذلك يسمح بحرية العمل العسكري للجيش الإسرائيلي في غزة على غرار نموذج التنسيق الأمني في الضفة الغربية.
أمنيا، يقول عنبار إن الفراغ الحكومي في غزة لا ينبغي أن يزعج تل أبيب، لأنه يسمح بالدخول إلى القطاع والخروج منه حسب الحاجة، كما لن تكون هناك معارضة فعالة لإنشاء المناطق العازلة على طول الشريط الأمني.
يأتي تقدير الموقف هذا، في وقت توشك فيه الساعة الرملية للحرب على النفاد، ويحلم عدة مئات من المستوطنين بملء الفراغ الذي تسبب به النزوح القسري للغزيين عن منازلهم وأراضيهم تحديدا في شمالي القطاع جراء آلة الحرب الإسرائيلية.
في الواقع، يقول الصحفي الاستقصائي جور مجيدو «للمستوطنين رؤية واضحة للمستقبل، سيعيشون في غزة، وسيتولى الجيش الإسرائيلي حراستهم»، حسب تقديره.
تعكس هذه الرؤية التصور الذي عبّرت عنه الخطة «المسيحانية» التي تعتمد على معتقدات دينية يهودية وتوراتية، وبلورتها الحركات الاستيطانية الداعية إلى الاستيطان وفرض أمر واقع في قطاع غزة، وذلك في سياق مشروع «أرض إسرائيل الكبرى»، بحسب ما استعرضه الصحفي مجيدو في تقرير بصحيفة «ذا ماركر».
لا تكتفي الرؤية الاستيطانية المشمولة بهذه الخطة، يقول مجيدو «بالعودة إلى عهد التجمع الاستيطاني غوش قطيف، فهناك عنصران رئيسيان يجعلان الأمر مختلفا مقارنة بالوضع عشية خطة فك الارتباط في عام 2005».
وفق رؤية هذه الحركات، أولا، سيستوطن اليهود في جميع أنحاء القطاع وبين السكان الفلسطينيين مثل الضفة والقدس، وليس فقط داخل حدود المستوطنات التي تم التخلي عنها في القطاع بموجب خطة فك الارتباط، وثانيا، يقول مجيدو «ستسعى إسرائيل جاهدة إلى استغلال الوضع الجديد في غزة لجعلها نظيفة من الغربيين، بالمعنى الحرفي للكلمة».
تقضي الخطة بإعادة توطين المستوطنين في قطاع غزة وليس فقط عند المناطق الحدودية، بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية وحالة القتال لإجبار الفلسطينيين على الهجرة القسرية من القطاع والتنقل إلى أوروبا، وتهدف لتكوين ما سموها «أرض إسرائيل» خالية من العرب.
ويأتي تنفيذها، على غرار ما فرضته الحركات الاستيطانية من وقائع على الأرض في الضفة والقدس المحتلتين منذ اتفاقية أوسلو، لإسكان قرابة مليون مستوطن ووضع اليد على الأراضي ومحاصرة الفلسطينيين وتركيزهم على أقل بقعة من الأرض، لدفعهم على الهجرة القسرية.
وشارك المئات من نشطاء الحركات الاستيطانية وأحزاب اليمين المتطرف من تحالف «الصهيونية الدينية»، بزعامة بتسلئيل سموتريتش، وحزب «عظمة يهودية» برئاسة إيتمار بن غفير، قبل أيام في فعاليات مؤتمر بعنوان «التحضير العملي للاستيطان في قطاع غزة»، وعُقد بالنقب الغربي.
ونقلت صحيفة «هآرتس» عن إحدى المشاركات في جلسات المؤتمر قولها إن حلمها هو «العيش بجوار كنيس الحاخام إسرائيل نجارا الذي يعود تاريخه إلى القرن الـ17، وهو موقع لم يعد موجودا، ولكن موقعه التقريبي يقع في قلب مدينة غزة»، حسب زعمها.
وعلقت دانييلا فايس، من قادة الحركات الاستيطانية في الضفة والقدس، على ذلك بالقول «لا يمكن فعل أي شيء في غزة باستثناء الاستيطان اليهودي في القطاع بأكمله»، وفق تعبيرها.
وأضافت فايس «من رون ديرمر؟ من تساحي هنغبي؟ الوزير ديرمر ورئيس مجلس الأمن القومي هما عضوان في الفريق الذي شكله نتنياهو لصياغة توصيات اليوم التالي للحرب على غزة، والتي لم يثبت بعد أنها أكثر من مجرد وسيلة لإضاعة الوقت وتهدئة الضغط الأمريكي».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطاع غزة السلطة الفلسطينية بنيامين نتنياهو إسرائيل فی القطاع قطاع غزة تل أبیب فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأردن: طرح إسرائيل بناء 356 وحدة استيطانية بالضفة خرق للقانون الدولي
اعتبر الأردن، اليوم الأربعاء، أن طرح وزارة الإسكان الإسرائيلية مناقصتين لبناء 356 وحدة استيطانية بالضفة الغربية المحتلة يمثل "خرقا فاضحا للقانون الدولي".
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية، أدانت فيه بـ"أشد العبارات إعلان الحكومة الإسرائيلية عن مناقصات بناء جديدة لـ 356 وحدة استيطانية في إحدى المستوطنات الاستعمارية غير الشرعية في الضفة الغربية المحتلة".
وقالت إن ذلك يمثل "ترسيخًا للاحتلال وخرقا فاضحًا للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وتقويضا واضحا لحق الشعب الفلسطيني".
وشدد بيان الخارجية الأردنية على أنه "لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة".
وأكد "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لمواصلة الحكومة الإسرائيلية خططها الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة وإجراءاتها التضييقية المستمرة بحق الفلسطينيين، واستمرار انتهاكاتها للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية".
ودعت الخارجية الأردنية المجتمع الدولي إلى "تحمّل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل وقف تصعيدها الخطير وإجراءاتها اللا شرعية في الضفة الغربية المحتلة".
كما دعت إلى "تلبية حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني سبيلا وحيدا لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة".
وفي وقت سابق الأربعاء، أفادت حركة "السلام الآن" الإسرائيلية بأن وزارة الإسكان نشرت الثلاثاء، مناقصتين لبناء حي استيطاني في مستوطنة "جيفاع بنيامين"، الأولى لبناء 342 وحدة سكنية ضمن خمسة مجمعات، والثانية لإقامة 14 منزلا مخصصا لعائلات جنود الاحتياط.
وأضافت أنه في أغسطس/ آب الماضي طرحت مناقصة لبناء 4030 وحدة في مستوطنتي "معاليه أدوميم" شرق القدس و"أريئيل" شمال الضفة، وأنه منذ مطلع 2025 تم طرح عطاءات لبناء 5667 وحدة استيطانية، وهو "رقم قياسي غير مسبوق"، بزيادة تقارب 50 بالمئة عن العام 2018 الذي شهد 3808 عطاءات.
وأشارت الحركة، إلى أنه "ربما يكون الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) قد أعلن أنه لن يكون هناك ضم (الضفة الغربية إلى سيادة إسرائيل)، لكن الحكومة الإسرائيلية تبذل كل ما في وسعها لتحقيق الضم على أرض الواقع وتحويل إسرائيل إلى دولة فصل عنصري".
وفي 24 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قال ترامب للصحفيين إن عليهم "ألا يقلقوا بشأن الضفة الغربية"، وإن "إسرائيل لن تفعل شيئا فيها".
وجاءت تصريحات ترامب غداة تصويت الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي بقراءة تمهيدية على مشروعي قانونين لضم الضفة الغربية المحتلة، ومستوطنة معاليه أدوميم التي من شأن ضمها عزل القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني من الناحية الشرقية، وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين.
وبحسب "السلام الآن"، يقطن أكثر من 700 ألف مستوطن في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة غير قانوني، ويقوض إمكانية تنفيذ حل الدولتين، وتدعو منذ عقود إلى وقفه ولكن دون جدوى.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين المشهد الحقيقي - القسام تنشر فيديو لعمليات البحث عن جثامين إسرائيل قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة مواطنين بينهم طفلان من طوباس صحة غزة: استلمنا 15 جثماناً لشهداء تم الإفراج عنهم اليوم من قبل الاحتلال الأكثر قراءة غزة- استلام 15 جثمانا لشهداء سلمهم الاحتلال ونقلهم إلى مستشفى ناصر محدث: شهيدان في غارة إسرائيلية شمال غزة.. وتل أبيب تزعم التنسيق مع واشنطن رئيس الوزراء الفلسطيني يحذّر من تعطيل خطط التعافي والإعمار في غزة "التعليم" تعلن بدء استقبال طلبات منح الوزارة من الجامعات الفلسطينية عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025