أكد سعادة خالد علي البستاني مدير عام الهيئة الاتحادية للضرائب، أن تطبيق نظام “رقيب” أسهم في تحسين مُعدلات الامتثال الضريبي للحد من الممارسات السلبية في الأسواق المحلية، والمُحافظة على حقوق الدولة ومواردها المالية.
ودعا سعادته في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، جميع فئات المجتمع إلى المشاركة في الجهود الرقابية من خلال النظام الذي يوفر آلية للتبليغ عن المخالفات الضريبية، موضحاً أن تقديم البلاغ متاح من خلال الموقع الإلكتروني للهيئة الذي يتضمّن دليلاً إرشادياً شاملاً حول النظام.


وتُعد عمليات التَهرُّبْ الضريبي من أبرز التحديات التي تواجه الأنظمة الضريبية في معظم دول العالم، باعتبارها أعمالاً غير مشروعة تضر بالأنظمة الاقتصادية بصفة عامة، وتتطلب مواجهة هذه التحديات تكاتُف الجهود الحكومية والمجتمعية للحد من هذه الممارسات.
ونظام المُخبِرين عن المُخالفات والتَهرُّبْ الضريبي “رقيب”، جاء تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء بهذا الشأن، بهدف تفعيل الرقابة المُجتمعية على الأسواق المحلية ورفع مستوى الامتثال الضريبي والحد من حالات التَهرُّبْ الضريبي، حيث يخوّل القرار الهيئة تلقي البلاغات من الأفراد عن حالات التَهرُّبْ الضريبي، والاحتيال المُتعلق بالضريبة، ومُخالفات التشريعات الضريبية والتحقق منها ومنح مكافآت مالية للمُخبرين عند استيفاء شروط مُحدَّدة.
وفيما يخص ضريبة الشركات أفاد سعادته بأن الهيئة نفذت خلال الفترة الماضية العديد من الإجراءات والسياسات وأصدرت قرارات بالتعاون مع وزارة المالية، لتنظيم تطبيق الضريبة، كما تم إصدار دليل توضيحي للقانون الخاص بها يوفر شرحاً تفصيلياً لمضامينه ومواده.
وأشار إلى أن الهيئة فتحت باب التسجيل لأغلب فئات الخاضعين لضريبة الشركات من خلال منصة “إمارات تاكس” للخدمات الضريبية الرقمية، في خطوة تمثل استكمالاً للخطوات المُتتالية التي اتخذتها في هذا المجال ومن بينها إطلاق مرحلة “التسجيل المُبكِّر لضريبة الشركات والأعمال” في شهر يناير الماضي، لفئات من الشركات والأعمال في الدولة تم توجيه الدعوة إليها برسائل عبر البريد الإلكتروني للتسجيل من خلال منصة “إمارات تاكس”، بخطوات إلكترونية بالكامل تتميز بالسهولة والوضوح.
وقال: “تم بعد ذلك فتح باب التسجيل للشركات المُساهمة العامّة والمُساهمة الخاصة، والشركات ذات المسؤولية المحدودة والشركات الخاصة المقيمة في الدولة اعتباراً من منتصف شهر مايو الماضي، وبعد ذلك فُتح التسجيل لقطاعات الأعمال الأخرى الخاضعة لضريبة الشركات، وحرصت الهيئة على توفير الوقت الكافي للتسجيل والوفاء بالالتزامات الضريبية، وإعطاء الأولوية للأعمال التي بدأت سنتها المالية في الأول من شهر يونيو 2023، وما بعده”.
وأكد أهمية أن تسارع جميع قطاعات الأعمال المعنية بالتسجيل لضريبة الشركات، خصوصاً تلك التي بدأت سنتها المالية فعلياً في شهر يونيو الماضي، حتى يتوافر لها الوقت الكافي لتلبية مُتطلبات الامتثال للتشريعات الضريبية.
وحول خطط الهيئة لتشجيع المعنيين على التسجيل والامتثال الطوعي لضريبة الشركات وزيادة نسب الامتثال؛ أفاد سعادة خالد البستاني، بأن الهيئة تركز على محورين أساسيين يتمثل الأول في نشر الوعي الضريبي، بينما يتمثل الثاني في ضمان سهولة ووضوح التشريعات والإجراءات الضريبية.
وأوضح أن الهيئة كثفت جهودها على جميع المستويات بالتعاون مع الجهات المختصة لضمان كفاءة ودقة وسلاسة إجراءات تنفيذ القانون، وعدم التأثير على حركة الأعمال.
وأوضح أن التسجيل في نظام ضريبة الشركات متاح عبر منصة “إمارات تاكس” على مدار الساعة، وأن إتمام إجراءات التسجيل يتم من خلال 4 خطوات رئيسية تستغرق نحو 30 دقيقة، لافتاً إلى أن بإمكان المُسجَّل في ضريبة القيمة المضافة أو الضريبة الانتقائية؛ الدخول إلى حسابه عبر منصة “إمارات تاكس”، ثم تحديد الشخص الخاضع للضريبة من قائمة الأشخاص الخاضعين للضريبة، ومن ثم استكمال طلب التسجيل في ضريبة الشركات وتقديم المستندات المطلوبة؛ ليتمكن بعد الموافقة على طلب التسجيل من الحصول على رقم تسجيل لأغراض ضريبة الشركات.
وفيما يخص الحملات التوعوية بخصوص ضريبة الشركات، أشار إلى أن الهيئة تنفذ خططا وبرامج توعوية عبر قنوات مُتنوعة تُناسب جميع فئات قطاعات الأعمال، باستخدام أحدث التقنيات المُستخدمة في هذا المجال.
وقال: “بهدف تهيئة مجتمع الأعمال لتنفيذ قانون ضريبة الشركات بسلاسة وكفاءة، أطلقت الهيئة حملة تعريفية شاملة لتوفير الدعم المعرفي المُستمر للخاضعين لها من خلال سلسلة ورش عمل حضورية يتم تنظيمها في جميع إمارات الدولة، وافتراضية بتقنية الاتصال المرئي عبر الموقع الإلكتروني للهيئة، وذلك استكمالاً لبرنامج التوعية العامة بقانون ضريبة الشركات الذي نفذته وزارة المالية اعتباراً من ديسمبر 2022 حتى يونيو 2023”.
وأفاد بأن الهيئة الاتحادية للضرائب والجهات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص نظمت خلال نحو 5 أشهر 7 ورش عمل حضورية حول “المبادئ العامة لضريبة الشركات والأعمال”، شارك فيها عدد كبير من ممثلي قطاعات الأعمال، وأن الهيئة ستواصل تنظيم ورش عمل جديدة خلال عام 2024.
وبين أن المؤشرات تُظهر ارتفاعا متواصلا في مستوى الوعي بضريبة الشركات، وزيادة في عمليات التسجيل، ما يدل على أن حملات التوعية التي تنفذها الهيئة في هذا المجال تحقق نجاحاً ملموساً.
ودعا سعادته جميع الخاضعين لضريبة الشركات إلى المُشاركة في ورش العمل التعريفية التي تنظمها الهيئة في هذا المجال، لرفع جاهزيتهم للامتثال الضريبي، وجميع المعنيين للاستفادة من ورش العمل الافتراضية حول التسجيل في ضريبة الشركات المُتاحة أسبوعياً عبر الموقع الإلكتروني للهيئة باللغتين العربية والإنجليزية.
وحول أثر ضريبة الشركات على الاقتصاد الوطني، أفاد بأن تطبيق الضريبة جاء في إطار الخطط الحكومية لتحقيق أعلى معدلات التنمية المُستدامة، والمحافظة على مستويات الرفاهية التي تم الوصول إليها في جميع المجالات؛ إذ تُسهم هذه الخطوة بفاعلية في السياسات الاقتصادية الرامية إلى زيادة تنويع مصادر الدخل عبر تطوير كفاءة وإنتاجية القطاعات الاقتصادية الحالية، وإضافة قطاعات جديدة لتحقيق نقلة نوعية في الاقتصاد الوطني، والعمل في الوقت ذاته على تشجيع القطاع الخاص لتفعيل دوره في جميع المجالات الاقتصادية والتنموية.
وقال سعادة خالد البستاني، “تُعد نسبة ضريبة الشركات من أقل نسب الضريبة المُماثلة عالمياً، إذ تطبق بنسبة 0% على الدخل الخاضع للضريبة حتى 375 ألف درهم، وبنسبة 9% على الجزء من الدخل الذي يجاوز ذلك المبلغ، وذلك لمُساندة وتشجيع الأعمال الناشئة والأعمال الصغيرة.
وأكد أن تطبيق ضريبة الشركات يعزز مكانة الدولة كمركز عالمي رائد للأعمال والاستثمار، فضلاً عن تأكيد التزام دولة الإمارات بالمعايير الدولية للشفافية الضريبية، ومنع الممارسات الضريبية الضارة.
وأفاد بأن نسب الامتثال الضريبي جيدة ما يؤكد نجاح خطط التطوير والتوعية المُتواصلة التي تنفذها الهيئة، وسهولة ومرونة الإجراءات الضريبية الإلكترونية، فضلا عن توظيف أحدث التقنيات لتعزيز التفاعل بين الهيئة وقطاعات الأعمال على مدار الساعة، وضمان أعلى مُستويات الشفافية والدقة في الإجراءات الضريبية.
وأكد حرص الهيئة على المراجعة المستمرة للإجراءات التنفيذية للتشريعات الضريبية بصفة عامة لتحقيق أفضل مستويات الكفاءة في الأداء، بما يحقق سعادة المُتعاملين من المواطنين والمقيمين والزوار.
وفيما يخص أثر تطبيق الضريبة الانتقائية بعد نحو ست سنوات على التطبيق، أكد مدير عام الهيئة الاتحادية للضرائب، أن المؤشرات تفيد بأن تطبيق الضريبة الانتقائية حقق نجاحاً، سواءً فيما يتعلق بآليات التطبيق، أو فيما يتعلق باستجابة قطاعات الأعمال الخاضعة للضريبة.
وأشار إلى أن المؤشرات تُظهر العديد من الآثار الإيجابية التي تعكس تحقيق الأهداف الرئيسية لتطبيق الضريبة الانتقائية، بما يعزز الجهود المبذولة لتنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بالعمل على تسريع وتيرة بناء مجتمع آمن وصحي بتخفيض نسب استهلاك السلع الضارة، وتفادي الأضرار التي يتكبدها المجتمع في مكافحة الأمراض السارية الناجمة عن أنماط الاستهلاك الضارة بالصحة العامة، بالإضافة إلى تنمية الموارد اللازمة لدعم التوسُّع الحكومي في الخدمات المقدمة لأفراد المجتمع.
وبين أن التطبيق الناجح للضريبة الانتقائية أسهم في تعزيز جهود مكافحة التدخين واستهلاك التبغ ومنتجاته، وغيرها من المنتجات الضارة والحد من استهلاك السلع التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان والبيئة.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاتحادیة للضرائب لضریبة الشرکات قطاعات الأعمال ضریبة الشرکات تطبیق الضریبة فی هذا المجال أن الهیئة أن تطبیق من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

جامعة كوبنهاغن تسحب استثماراتها من الشركات التي تملك نشاطاً تجارياً مع “إسرائيل”

الجديد برس:

أعلنت جامعة كوبنهاغن الدانماركية، الثلاثاء، إيقاف الاستثمار في الشركات التي تمتلك نشاطاً تجارياً في الضفة الغربية المحتلة، وسط احتجاجات طلابية تضغط على الجامعة من أجل قطع العلاقات المالية والأكاديمية مع “إسرائيل”.

وبدأت احتجاجات، بقيادة مئات الطلاب في الحرم الجامعي، في أوائل مايو، تعبيراً عن معارضتهم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وقالت الجامعة، في تغريدة عبر منصة “أكس”، إنها ستعمل على سحب جميع ممتلكاتها، التي تصل قيمتها الإجمالية إلى نحو مليون كورونة دنمركية (145,810 دولار أمريكي) في “إير بي أن بي” و”بوكينغ.كوم” و”إي دريمز”، اعتباراً من 29 مايو.

وأضافت الجامعة أنها ستتعاون مع مديري الصناديق لإدارة استثماراتها، وضمان امتثالها لقائمة الأمم المتحدة للشركات، التي لها نشاط تجاري في المستوطنات الإسرائيلية “غير القانونية” في الضفة الغربية.

وتبلغ إيرادات جامعة كوبنهاغن السنوية أكثر من 10 مليارات كورونة، وتستثمر بعضها في سندات وأسهم.

وكان طلاب في جامعة كوبنهاغن أقاموا، مطلع الشهر الحالي، مخيماً طلابياً في حديقة الجامعة تعبيراً عن معارضتهم العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، مطالبين بقطع العلاقات الأكاديمية بـ”إسرائيل” وسحب الاستثمارات من الشركات التي تعمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وفي هذا الإطار، ذكر موقع “تايمز أوف إسرائيل” أن تقريراً صدر مؤخراً عن وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا في كيان الاحتلال أشار إلى انخفاضٍ حاد في استعداد الباحثين الأكاديميين، من بعض الدول الأوروبية، للتعاون مع نظرائهم الإسرائيليين، منذ الـ7 من أكتوبر.

وأشار الموقع إلى أنه بعد ما يقارب 8 أشهر من دون خطة، تقول وزارة الابتكار والعلوم والتكنولوجيا إنها “ستشكل لجنة للتعامل مع المقاطعة التي يقودها أكاديميون في الدول الأوروبية”.

ولفت إلى أن بين الدول التي تقود المقاطعة النرويج والدنمارك وفنلندا والسويد وأيسلندا وأيرلندا.

مقالات مشابهة

  • «خبراء الضرائب»: 500 مليار جنيه قيمة الهدر الضريبي سنوياً
  • خبراء الضرائب: 500 مليار جنيه قيمة الهدر الضريبي سنويًا
  • أعلى معايير الأمان.. “سايت” تحصل على امتثال “SOC2”
  • “هيئة العقار” تُنفذ 18 حملة رقابية مشتركة خلال شهر مايو لضمان الامتثال في السوق العقاري
  • لضمان الامتثال للتشريعات العقارية.. “العقار” تُنفذ 18 حملة رقابية خلال مايو 2023
  • «طرق دبي» تُطلقُ مبادرة «مدير الحسابات» لمتعامليها المميزين
  • الاتحادية للضرائب تعقد ورشة توعوية في دبي
  • النزاهة: ضبط مسؤولة السجلات الأساسية في أحد فروع هيئة الضرائب متلبسة بالرشوة
  • “طرق دبي” تُطلقُ مبادرة “مدير الحسابات” لمتعامليها المميزين من الشركات والمؤسسات
  • جامعة كوبنهاغن تسحب استثماراتها من الشركات التي تملك نشاطاً تجارياً مع “إسرائيل”