جريدة الوطن:
2024-06-12@08:16:33 GMT

رأي الوطن : لماذا الحديث عن هدنة مؤقتة؟

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

بَيْنَما تتعالَى الأصوات المطالِبة بضرورة وقف العدوان الإرهابيِّ الصهيونيِّ على قِطاع غزَّة؛ جرَّاء الوضع الإنسانيَّ المأساويَّ الَّذي يعيشه أبناء فلسطين في القِطاع المحاصَر، يخرج بعض المنخرطين في هذا العدوان ببعض الحديث عن إمكان التفاوض على هدنة جديدة عنوانها أيضًا «إنساني»، أظهرت السَّابقة الأولى لها أنَّ كيان الاحتلال الصهيونيِّ أراد مِنْها الاستفادة سياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا واستخباراتيًّا.

وفي التقدير والتحليل لَنْ تخرجَ الهدنة «الإنسانيَّة» الجديدة إذا ما قُدِّر لها أنْ ترى النُّور عن سابقتها، لِتكُونَ فرصة أخرى للعدوِّ الصهيونيِّ وحلفائه لمزيدٍ من تجميع المعلومات الاستخباراتيَّة، وتمهيدًا لمعاودة العدوان، بالإضافة إلى دَوْر الهدنة المشبوهة في تخفيف الغضب الشَّعبيِّ الداخليِّ على الدوَل المؤيِّدة والمُسانِدة والدَّاعمة لكيان الاحتلال في عدوانه الإرهابيِّ، خوفًا من مواجهة انتكاسة انتخابيَّة في المستقبل القريب، بالإضافة إلى محاولة امتصاص الغضب الشَّعبيِّ العالَميِّ، وتقليل الخسائر الَّتي أصابت منتجات تلك الدوَل؛ جرَّاء حمَلات المقاطعة الَّتي لا تزال صامدةً نتيجة الأهوال الَّتي تُعرَض على الشَّاشات، وتوالي الأنباء الَّتي تؤكِّد الوضع الإنسانيَّ الكارثيَّ الَّذي يعيشه أبناء فلسطين. كما أن نتن ياهو يعلم أن مع أي وقف دائم للعدوان يعني انتهاءه ونفيه عن المشهد، ولكَيْ يتفادى هذه النِّهاية المزرية يصر على استمرار العدوان والإرهاب وجرائم الحرب.
وتأكيدًا للنيَّات الخبيثة، فقَدْ تجاهل المتحدِّثون عن تلك الهدنة المؤقَّتة المشبوهة دعوات المنظَّمات الدوليَّة الإغاثيَّة، والَّتي تدعو مرارًا وتكرارًا إلى وقف فوريٍّ ودائمٍ لإطلاق النَّار في غزَّة؛ بسبب الكارثة الإنسانيَّة غير المسبوقة في القِطاع الَّذي يشهد حرب إبادة جماعيَّة يشنُّها كيان الاحتلال الصهيونيِّ، حيث باتَ الوضع في غزَّة ميؤوسًا مِنْه، ولا يُمكِن تحمُّل فكرة معاودة العدوان الصهيونيِّ مجدَّدًا. فغزَّة أضحتْ سجنًا كبيرًا يتعرَّض للقصف المستمرِّ لدرجة أنَّ رُبع المرضى الَّذين يُعالَجون في قِطاع غزَّة المنكوب هُمْ من الأطفال دُونَ الثانية عشرة، ونِصفُهم أقلُّ من (18) عامًا، وثلاثة أرباعهم من النِّساء والأطفال، ما يُفنِّد مزاعم كيان الاحتلال المارق عن استهداف المقاومين فقط، فالقصف في غزَّة لا يستهدف سوى المَدنيِّين، خصوصًا الأطفال والنِّساء.
إنَّ الردَّ على ما ترتكبه قوَّات الاحتلال الصهيونيِّ من حرب إبادة جماعيَّة ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ، وفرضها دوَّامة محكمة من الموت على أكثر من مليونَيْ فلسطينيٍّ يعيشون في قِطاع غزَّة، يحتاج إلى وقف فوريٍّ يتبعه محاسبة على ما ارتكب من جرائم، فلا يكاد يمرُّ يوم واحد دُونَ أنْ يكشفَ الاحتلال عن حقيقته الإجراميَّة، من القتل الجماعيِّ بالقصفِ إلى جريمة التجويع والتعطيش والحرمان من أبسط الحقوق المَدَنيَّة الإنسانيَّة بما في ذلك عرقلة دخول المساعدات والاحتياجات الأساسيَّة إلى القِطاع، والَّذي يتمُّ أمام سمع وبصر المُجتمع الدوليِّ والدوَل الَّتي تدَّعي الحرص على الإنسانيَّة ومبادئها وقِيَمها الملزمة، والَّتي تكتفي بالحديث عن هدنة مؤقَّتة تخدم أهداف الاحتلال التدميريَّة.
ولا رَيْبَ أنَّ هذا الوضع الَّذي وصلنا إليه يحتاج صحوة ضمير عالَميَّة، فجرائم التطهير العِرقيِّ بأشكالها المختلفة والتهجير القسريِّ والعقوبات الجماعيَّة، وجرائم القتل خارج القانون، الَّتي شاهدناها ونشهدها في غزَّة بشكلٍ علنيٍّ وموثَّقٍ لا يحتاج إلى الكثير من التحقيق، بل يتطلب من جميع الجهات القانونيَّة الدوليَّة خصوصًا المحاكم الدوليَّة المختصَّة إصدار مذكّرات جلب واعتقال بحقِّ الصهاينة المسؤولين عن تلك الجرائم ومرتكبيها، وكذلك على الدوَل الَّتي توفِّر الحماية للكيان الصهيونيِّ وتدعمه بحجَّة «الدِّفاع عن النَّفْس» أنْ تراجعَ موقفها من منظور جرائم الحرب والجرائم ضدَّ الإنسانيَّة الَّتي ترتكبها باسم هذه الحجَّة الزَّائفة، وأنْ تعملَ سريعًا على إلزام الكيان الصهيونيِّ بوقفٍ فوريٍّ للعدوان، ثمَّ المسارعة بإجراءات المحاسبة، خصوصًا مع تواتر الشهادات من المنظَّمات الأُمميَّة الَّتي أكَّدت أنَّ الإفلات من العقاب سائدٌ بقوَّة في حرب قِطاع غزَّة، ودعوتها لإنشاء محكمة خاصَّة للمساءلة تكُونُ بداية للطريق الصحيح الَّذي سيحفظ الأمن والسِّلم والاستقرار العالَميَّ.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 37 ألفا و164 شهيدا

الثورة نت/
ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة إلى 37 ألفا و164 شهيدا، و84 ألفا و832 جريحا، غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وأوضحت وزارة الصحية الفلسطينية بغزة، في بيان اليوم الثلاثاء أن قوات العدو ارتكبت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية ثلاث مجازر ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، أسفرت عن استشهاد 40 مواطنا، وإصابة 120 آخرين.

وأضاف البيان أن العديد من الضحايا لا يزالون تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولم تتمكن طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
ويتواصل العدوان الصهيوني على قطاع غزة بحرا وبرا وجوا لليوم التاسع والأربعين بعد المئتين على التوالي، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، ودمارا هائلا في البنى التحتية والمرافق والمنشآت الحيوية، فضلا عما سببه من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، نتيجة وقف إمدادات الغذاء والماء والدواء والوقود.

مقالات مشابهة

  • الصحة بغزة تُطالب المؤتمر الدولي الإنساني باتخاذ إجراءات ملموسة لإنقاذ القطاع
  • العيبان: المملكة مستمرة في دعمها الإنساني للفلسطينيين
  • د.حماد عبدالله يكتب: لماذا إختفت الإبتسامة !!
  • وزير الخارجية الأردني: الاحتلال أصبح دولة منبوذة ومدانة من المجتمع الدولي
  • العراق يؤكد دعم المبادرات الدولية لوقف إطلاق النار ومواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي في غزة
  • أبو الغيط: غزة مقبلة على مجاعة مروعة ولا بديل عن حل الدولتين
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 37 ألف و164 شهيد
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 37 ألفا و164 شهيدا
  • إستشهاد 150 صحفيا منذ بدء العدوان على غزة
  • الهلال الأحمر : إسرائيل استخدمت شاحنة مساعدات خلال عملية النصيرات