جريدة الوطن:
2025-07-09@01:47:33 GMT

رأي الوطن : لماذا الحديث عن هدنة مؤقتة؟

تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT

بَيْنَما تتعالَى الأصوات المطالِبة بضرورة وقف العدوان الإرهابيِّ الصهيونيِّ على قِطاع غزَّة؛ جرَّاء الوضع الإنسانيَّ المأساويَّ الَّذي يعيشه أبناء فلسطين في القِطاع المحاصَر، يخرج بعض المنخرطين في هذا العدوان ببعض الحديث عن إمكان التفاوض على هدنة جديدة عنوانها أيضًا «إنساني»، أظهرت السَّابقة الأولى لها أنَّ كيان الاحتلال الصهيونيِّ أراد مِنْها الاستفادة سياسيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا واستخباراتيًّا.

وفي التقدير والتحليل لَنْ تخرجَ الهدنة «الإنسانيَّة» الجديدة إذا ما قُدِّر لها أنْ ترى النُّور عن سابقتها، لِتكُونَ فرصة أخرى للعدوِّ الصهيونيِّ وحلفائه لمزيدٍ من تجميع المعلومات الاستخباراتيَّة، وتمهيدًا لمعاودة العدوان، بالإضافة إلى دَوْر الهدنة المشبوهة في تخفيف الغضب الشَّعبيِّ الداخليِّ على الدوَل المؤيِّدة والمُسانِدة والدَّاعمة لكيان الاحتلال في عدوانه الإرهابيِّ، خوفًا من مواجهة انتكاسة انتخابيَّة في المستقبل القريب، بالإضافة إلى محاولة امتصاص الغضب الشَّعبيِّ العالَميِّ، وتقليل الخسائر الَّتي أصابت منتجات تلك الدوَل؛ جرَّاء حمَلات المقاطعة الَّتي لا تزال صامدةً نتيجة الأهوال الَّتي تُعرَض على الشَّاشات، وتوالي الأنباء الَّتي تؤكِّد الوضع الإنسانيَّ الكارثيَّ الَّذي يعيشه أبناء فلسطين. كما أن نتن ياهو يعلم أن مع أي وقف دائم للعدوان يعني انتهاءه ونفيه عن المشهد، ولكَيْ يتفادى هذه النِّهاية المزرية يصر على استمرار العدوان والإرهاب وجرائم الحرب.
وتأكيدًا للنيَّات الخبيثة، فقَدْ تجاهل المتحدِّثون عن تلك الهدنة المؤقَّتة المشبوهة دعوات المنظَّمات الدوليَّة الإغاثيَّة، والَّتي تدعو مرارًا وتكرارًا إلى وقف فوريٍّ ودائمٍ لإطلاق النَّار في غزَّة؛ بسبب الكارثة الإنسانيَّة غير المسبوقة في القِطاع الَّذي يشهد حرب إبادة جماعيَّة يشنُّها كيان الاحتلال الصهيونيِّ، حيث باتَ الوضع في غزَّة ميؤوسًا مِنْه، ولا يُمكِن تحمُّل فكرة معاودة العدوان الصهيونيِّ مجدَّدًا. فغزَّة أضحتْ سجنًا كبيرًا يتعرَّض للقصف المستمرِّ لدرجة أنَّ رُبع المرضى الَّذين يُعالَجون في قِطاع غزَّة المنكوب هُمْ من الأطفال دُونَ الثانية عشرة، ونِصفُهم أقلُّ من (18) عامًا، وثلاثة أرباعهم من النِّساء والأطفال، ما يُفنِّد مزاعم كيان الاحتلال المارق عن استهداف المقاومين فقط، فالقصف في غزَّة لا يستهدف سوى المَدنيِّين، خصوصًا الأطفال والنِّساء.
إنَّ الردَّ على ما ترتكبه قوَّات الاحتلال الصهيونيِّ من حرب إبادة جماعيَّة ضدَّ الشَّعب الفلسطينيِّ، وفرضها دوَّامة محكمة من الموت على أكثر من مليونَيْ فلسطينيٍّ يعيشون في قِطاع غزَّة، يحتاج إلى وقف فوريٍّ يتبعه محاسبة على ما ارتكب من جرائم، فلا يكاد يمرُّ يوم واحد دُونَ أنْ يكشفَ الاحتلال عن حقيقته الإجراميَّة، من القتل الجماعيِّ بالقصفِ إلى جريمة التجويع والتعطيش والحرمان من أبسط الحقوق المَدَنيَّة الإنسانيَّة بما في ذلك عرقلة دخول المساعدات والاحتياجات الأساسيَّة إلى القِطاع، والَّذي يتمُّ أمام سمع وبصر المُجتمع الدوليِّ والدوَل الَّتي تدَّعي الحرص على الإنسانيَّة ومبادئها وقِيَمها الملزمة، والَّتي تكتفي بالحديث عن هدنة مؤقَّتة تخدم أهداف الاحتلال التدميريَّة.
ولا رَيْبَ أنَّ هذا الوضع الَّذي وصلنا إليه يحتاج صحوة ضمير عالَميَّة، فجرائم التطهير العِرقيِّ بأشكالها المختلفة والتهجير القسريِّ والعقوبات الجماعيَّة، وجرائم القتل خارج القانون، الَّتي شاهدناها ونشهدها في غزَّة بشكلٍ علنيٍّ وموثَّقٍ لا يحتاج إلى الكثير من التحقيق، بل يتطلب من جميع الجهات القانونيَّة الدوليَّة خصوصًا المحاكم الدوليَّة المختصَّة إصدار مذكّرات جلب واعتقال بحقِّ الصهاينة المسؤولين عن تلك الجرائم ومرتكبيها، وكذلك على الدوَل الَّتي توفِّر الحماية للكيان الصهيونيِّ وتدعمه بحجَّة «الدِّفاع عن النَّفْس» أنْ تراجعَ موقفها من منظور جرائم الحرب والجرائم ضدَّ الإنسانيَّة الَّتي ترتكبها باسم هذه الحجَّة الزَّائفة، وأنْ تعملَ سريعًا على إلزام الكيان الصهيونيِّ بوقفٍ فوريٍّ للعدوان، ثمَّ المسارعة بإجراءات المحاسبة، خصوصًا مع تواتر الشهادات من المنظَّمات الأُمميَّة الَّتي أكَّدت أنَّ الإفلات من العقاب سائدٌ بقوَّة في حرب قِطاع غزَّة، ودعوتها لإنشاء محكمة خاصَّة للمساءلة تكُونُ بداية للطريق الصحيح الَّذي سيحفظ الأمن والسِّلم والاستقرار العالَميَّ.

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

الرئيس المشاط: حرية الملاحة مكفولة للجميع ما عدا الكيان الصهيوني وداعميه في العدوان

يمانيون |
أكد فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، التزام الجمهورية اليمنية بحرية الملاحة البحرية لجميع الدول والشركات، باستثناء الكيان الصهيوني وكل من يقدّم له الدعم في عدوانه الوحشي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وفي تصريح لوكالة سبأ، أوضح الرئيس المشاط أن القوات المسلحة اليمنية لا تستهدف أحدًا من الأطراف المحايدة، ولا تحمل نوايا عدائية تجاه أي طرف لا علاقة له بدعم الكيان الصهيوني. وأضاف:”ليست لدينا أي رغبة في استهداف أحد لا علاقة له بدعم الكيان الصهيوني، وقد أنشأنا مركز عمليات إنساني للتنسيق مع شركات الملاحة حرصًا منا على تجنب الضرر ما أمكن.”

وشدد فخامته على ضرورة التزام شركات الملاحة الدولية بتعليمات وقرارات القوات المسلحة اليمنية، مشيرًا إلى أن أي تجاهل أو خرق لهذه التعليمات سيجعل من الجهات المخالفة مسؤولة عن تبعات تصرفها.

كما وجه الرئيس المشاط نصيحة واضحة للجميع قائلاً:”ننصح الجميع بالابتعاد عن التعامل مع أصول الكيان الصهيوني، فقواتنا المتعاظمة والمنضبطة ستواصل عملياتها المشروعة من أجل وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة، وذلك وفقًا للمواثيق الدولية.”

ويأتي هذا الموقف في ظل تصاعد الدعم اليمني للمقاومة الفلسطينية، واستمرار العمليات البحرية الاستراتيجية التي تنفذها صنعاء في سياق الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة، وسط تأييد شعبي واسع وإجماع وطني على مواصلة هذه المعركة حتى تحقيق أهدافها المشروعة.

مقالات مشابهة

  • الرئيس المشاط: حرية الملاحة مكفولة للجميع ما عدا الكيان الصهيوني وداعميه في العدوان
  • الرئيس المشاط يؤكد الالتزام بحرية الملاحة للجميع باستثناء الكيان الصهيوني
  • حماس: بعد 640 يوماً فشل العدوان الصهيوني في كسر إرادة غزة وإخضاع مقاومتها
  • إليك ما نعرفه عن آليات إدخال المساعدات لغزة والبروتوكول الإنساني
  • مجلس الشورى يُدين العدوان الصهيوني على المنشآت المدنية في الحديدة
  • الخارجية تُدين العدوان الصهيوني على الحديدة وتشيد بالقوات المسلحة اليمنية
  • الخارجية الإيرانية تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • وزارة الخارجية : العدوان الصهيوني الجبان يُعد انتهاكاً سافراً لسيادة اليمن
  • حركة فتح الانتفاضة تدين العدوان الصهيوني على اليمن
  • لجان المقاومة في فلسطين تدين العدوان الصهيوني الإجرامي على اليمن