واشنطن تؤكد استلام كييف ذخائر عنقودية أميركية وبايدن يتوقع خسارة بوتين الحرب وتقدما بهجوم أوكرانيا المضاد
تاريخ النشر: 14th, July 2023 GMT
قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس في معرض تعليقه على مجريات الحرب الروسية على أوكرانيا، إن الرئيس فلاديمير بوتين "خسر الحرب"، متوقعا أن تتقدم كييف في هجومها المضاد حتى تصل إلى مفاوضات تصب في مصلحتها.
يأتي ذلك فيما أكد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن أوكرانيا استلمت بالفعل ذخائر عنقودية أرسلتها الولايات المتحدة، في إطار حزمة أمنية بقيمة 800 مليون دولار أعلنتها واشنطن مطلع الشهر الجاري بهدف ضمان عدم تمكن القوات الروسية من وقف الهجوم الأوكراني المضاد.
كما أعلن وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف، الخميس، أن الشركاء الأجانب لبلاده تعهدوا -خلال قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأخيرة- بتقديم مساعدات عسكرية بأكثر من 1.6 مليار دولار لبلاده.
وكتب ريزنيكوف على تويتر -عقب القمة التي عقدت يومي الثلاثاء والأربعاء في العاصمة الليتوانية فيلنيوس- "الاجتماعات في فيلنيوس كانت مثمرة للغاية".
وأضاف "ستتلقى أوكرانيا مساعدات عسكرية بأكثر من 1.6 مليار دولار من الشركاء الدوليين".
وذكر أن 7 دول قدمت حزم مساعدات عسكرية في فيلنيوس حيث أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سلسلة من الاجتماعات مع قادة أجانب.
تقدم جزئي
وفي آخر التطورات الميدانية، قال المتحدث باسم قيادة الأركان الأوكرانية أندريه كوفاليف الخميس إن قوات بلاده حققت تقدما إضافيا جزئيا جنوب مدينة باخموت، مضيفا أن محاولات القوات الروسية اختراق دفاعاتهم في محاور ليمان وأفدييفكا ومارينكا في دونيتسك وكوبيانسك في مقاطعة خاركيف المجاورة باءت بالفشل.
في المقابل، ذكر موقع ريبار العسكري الروسي أن القوات الروسية سيطرت على مرتفعات مطلة على مدينة باخموت بعد هجوم مضاد وصفه بالناجح.
وضمن سعيها لمحاصرة القوات الروسية في باخموت، تشن القوات الأوكرانية هجمات للسيطرة على المرتفعات الإستراتيجية في بلدة كليشيفكا جنوب باخموت، لكنها تواجه مقاومة عنيفة من الجيش الروسي، وذلك وسط معارك كر وفر بين الطرفين على الأطراف الشمالية والجنوبية للمدينة التي سيطرت عليها قوات فاغنر العسكرية الروسية الخاصة في مايو/أيار الماضي.
وفي دونيتسك أيضا، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها صدت محاولات لواءين أوكرانيين مهاجمة مواقع روسية في محور كراسني- ليمان.
كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف إن القوات الروسية دمرت مخازن للذخيرة تابعة للجيش الأوكراني بصواريخ بعيدة المدى أُطلقت من البحر، مضيفا أن روسيا صدت 16 هجومًا أوكرانيًّا في محور دونيتسك خلال الساعات الماضية.
من ناحية أخرى، أفاد موقع ريبار الروسي بأن القوات الروسية اقتحمت بلدة تورسكوي شرق مدينة ليمان بين مقاطعتي دونيتسك ولوغانسك.
وفي مقاطعة زاباروجيا (جنوب شرق)، أعلن الجيش الأوكراني أنه حقق مكاسب جديدة جنوب شرق مدينة أوريكيف، وقال المتحدث باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن الروس يستمرون في "المقاومة القوية" وجمع الاحتياطات.
تلميح روسي
وفيما يخص اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، لمّح الرئيس الروسي الخميس إلى احتمال أن تعلق بلاده مشاركتها في الاتفاق الموقع بوساطة أممية تركية، والعودة إليه عند تنفيذ الجزء المتعلق بمصالح موسكو منه.
وقال بوتين لقناة "روسيا 24" إن "هناك بعض الوقت للتفكير فيما يجب فعله"، لا سيما أنه تبقى يومان على انتهاء سريان اتفاق تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية.
ولفت إلى أنه "لم تتم تلبية أي مطلب روسي" في اتفاقية تصدير الحبوب، واصفا الوضع بأنه "لعبة أحادية الجانب".
وأضاف أنه يمكن لروسيا أن تمدد صفقة الحبوب فقط عندما يتم الوفاء بالوعود التي تم قطعها.
وتابع بوتين "يمكننا تعليق المشاركة في هذا الاتفاق. وإذا ما أكد الجميع أنه سيتم تنفيذ كل الوعود المقطوعة، فليفعلوا ذلك، وحينها سنعاود على الفور الانضمام لهذا الاتفاق".
وذكر أن الأمم المتحدة تحاول بصدق حمل الدول الغربية على البدء بتنفيذ شروط اتفاق الحبوب.
ونفى بوتين المزاعم القائلة إن روسيا ستكون مسؤولة عن إثارة أزمة الغذاء، واتهم الدول "الغنية" بإفراغ أسواق الغذاء العالمية أثناء وباء كورونا لأنها تخشى حدوث نقص.
يشار إلى أن كلا من تركيا والأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وقّعت في يوليو/تموز 2022 بإسطنبول، اتفاقية لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية التي توقفت مؤقتا بعد بدء الحرب الروسية في فبراير/شباط 2022، وذلك لمعالجة أزمة الغذاء العالمية.
وسمحت الاتفاقية التي تم تمديد العمل بها عدة مرات، آخرها في 18 مايو/أيار الماضي لمدة 60 يوما، بتصدير أكثر من 30 مليون طن من الحبوب والمواد الغذائية من أوكرانيا منذ أغسطس/آب الماضي، وفقا للأمم المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: القوات الروسیة
إقرأ أيضاً:
ستارمر يعلنها من داونينغ ستريت: بريطانيا مع أوكرانيا… والغرب أمام اختبار وحدة جديد
١) قمة لندن تجمع زيلينسكي وستارمر وماكرون ومستشار ألمانيا٢) خطة سلام جديدة بين واشنطن وكييف تفتح باب الخلاف الغربي٣) ترامب: المفاوضون الأوكرانيون “يحبون الخطة”… لكن الرئيس لم يقرأها بعد
عاد ملف الحرب الأوكرانية إلى واجهة المشهد الدولي بقوة، بعدما استضاف مقر رئاسة الحكومة البريطانية في داونينغ ستريت قمة سياسية رفيعة جمعت رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وبمشاركة كل من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس.
القمة جاءت في توقيت بالغ الحساسية، وسط تصاعد العمليات العسكرية الروسية، وظهور ملامح تباعد متزايد في الرؤى بين أوروبا والولايات المتحدة حول مستقبل التسوية السياسية.
# رسالة لندن الصريحة
في تصريحات مقتضبة قبل انطلاق المحادثات، قال كير ستارمر بوضوح: “نحن نقف مع أوكرانيا”، في رسالة مباشرة تؤكد استمرار الدعم البريطاني السياسي والعسكري لكييف، رغم التحولات الدولية المتسارعة. موقف ستارمر حمل تأكيداً على أن بريطانيا لا تزال ترى في الصمود الأوكراني معركة دفاع عن الأمن الأوروبي بأكمله، وليس مجرد نزاع إقليمي محدود.
# زيلينسكي أمام قرارات مصيرية
من جانبه، بدا الرئيس الأوكراني أكثر حذراً في كلماته، مكتفياً بالقول: “نحتاج إلى اتخاذ بعض القرارات المهمة”، في إشارة واضحة إلى الضغوط الهائلة التي تواجهها كييف في هذه المرحلة، سواء على المستوى العسكري أو التفاوضي. فالمحادثات الجارية لا تتعلق فقط بوقف إطلاق النار، بل بمستقبل أوكرانيا الجغرافي والسياسي وأمنها الاستراتيجي.
# خطة سلام أمريكية مثيرة للجدل
القمة ناقشت خطة السلام الجديدة التي جرى إعدادها خلال مفاوضات بين مسؤولين أمريكيين وأوكرانيين في ولاية فلوريدا الأسبوع الماضي.
هذه الخطة، التي لم يُكشف عن تفاصيلها الكاملة بعد، أثارت جدلاً واسعاً بسبب ما تردد عن تضمّنها تنازلات إقليمية محتملة لصالح روسيا، وهو ما ترفضه كييف علناً حتى الآن.
# ترامب يشعل الجدل من جديد
في تطور لافت، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ليصرّح بأن المفاوضين الأوكرانيين “يحبون” الخطة المطروحة، لكنه أضاف بنبرة انتقاد واضحة: “أنا محبط قليلاً لأن الرئيس زيلينسكي لم يطّلع على الاقتراح حتى الآن”.
هذا التصريح كشف حجم التباين داخل المعسكر الغربي نفسه، وأعاد إلى الواجهة الخلاف العميق بين واشنطن وبعض العواصم الأوروبية حول كيفية إنهاء الحرب.
# تصدّع في الرؤية بين أوروبا وأمريكا
بات واضحاً أن أوروبا والولايات المتحدة لم تعودا تنظران إلى الحرب من المنظار نفسه. العواصم الأوروبية، وعلى رأسها لندن وباريس وبرلين، تخشى أن تقود أي تسوية متسرعة إلى تثبيت مكاسب موسكو، بينما يبدو أن واشنطن باتت تميل أكثر إلى خيار إنهاء النزاع بأي ثمن، حتى لو جاء ذلك على حساب الجغرافيا الأوكرانية.
# النار لا تتوقف على الأرض
بالتزامن مع التحركات السياسية، تواصل القصف الروسي على المدن الأوكرانية، حيث أُصيب ما لا يقل عن سبعة أشخاص في هجمات استهدفت مدينة زابوريجيا جنوب شرقي البلاد. هذه الهجمات تؤكد أن لغة السلاح لا تزال هي الحاضرة بقوة، رغم الحديث المتزايد عن الحلول الدبلوماسية.
# لحظة فاصلة في مسار الحرب
قمة داونينغ ستريت لا تبدو مجرد اجتماع بروتوكولي، بل محطة حاسمة في مسار الحرب الممتدة منذ أكثر من عامين.
فإما أن تنجح الدول الغربية في الحفاظ على جبهة موحدة خلف كييف، أو يدخل الملف الأوكراني مرحلة جديدة من الانقسام السياسي الذي قد يغيّر شكل الصراع بالكامل.
# أوكرانيا بين الدعم والضغوط
بين وعود الدعم الأوروبي، وضغوط الواقع العسكري، ومواقف واشنطن المتقلبة، يجد زيلينسكي نفسه في واحدة من أخطر لحظات رئاسته.
قراراته المقبلة لن تحدد فقط مصير الحرب، بل قد ترسم مستقبل أوكرانيا لعقود قادمة