«من رحم المعاناة يولد الأمل» ذلك المثل يتجسد فيما فعلته فاطمة ابنة الفيوم التي قررت أن تكون سندًا لمن لا سند لهم في مركز يوسف الصديق، إذ أسست مركزًا لعلاج ذوي الهمم بالمجان، لتقدم كافة أشكال الدعم لهم من على كرسيها المتحرك، رافضةً أن يعيشوا هكذا فقط، وتحرص على تنميتهم ليكونوا قادرين على إطعام أنفسهم وقضاء حوائجهم دون الحاجة لأحد.

تفاصيل مركز «سند» لعلاج ذوي الهمم بالمجان ترويها فاطمة في حديثها لـ«الوطن»، موضحةً أنّ اختيار مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم جاء قدرًا بسبب اضطرارهم لترك القاهرة والسكن بها بسبب عمل زوجها، ولكنه كان المكان المناسب نظرًا لبعده عن أقرب مكان يتوافر به مركز علاج أكثر من ساعة، كما إنّه معظم سكانه أسر بسيطة وعلى قدر بسيط من الوعي والتعليم والثقافة.

الأهالي كانوا يرفضون علاج أبنائهم

وكشفت أنّ أول وأكبر مشكلة واجهتها، كانت تتمثل في كيفية إقناع أولياء أمور الأطفال ذوي الهمم على تلقي العلاج سواء الطبيعي أو تعديل السلوك، مؤكدةً إنّ إجابة الجميع في البداية إنّهم لن يعالجوهم فهم سيموتوا ولن تستمر حياتهم طويلًا.

تغيير طريقة تفكير أولياء الأمور

وأشارت إلى أنّه بعد سنوات من التعب تمكنت أخيرًا من تنمية عقول أولياء أمور هؤلاء الأطفال، وإقناعهم بقدرتهم على ممارسة حياتهم بشكل طبيعي والاعتماد على أنفسهم في أمور الحياة اليومية، حتى أصبحوا يبلغون جيرانهم وأقاربهم، ويحضرون كل الأطفال من ذوي الهمم بمحيطهم لتلقي العلاج.

تقديم كافة سبل الدعم

وأوضحت إنّ الموضوع ليس قائم على تقديم العلاج فقط، ولكنها أيضًا تحرص بمساعدة بعض أهالي الخير وأصدقائها على توفير كراسي متحركة، وسماعات، وأطراف صناعية للمحتاجين، سواء من الأطفال أو أولياء أمورهم، إلى جانب مساعدة أرباب الأسر على الحصول على عمل أو توفير مصدر رزق لهن ليتمكن من الإنفاق على أسرهم وتلبية احتياجاتهم.

نسعى لأن ينفع الطفل المجتمع

وأضافت إنّ هدفها الرئيسي يتمثل في مساعدة أطفال ذوي الهمم أن ينفعوا أنفسهم ومجتمعهم مهما كانت إعاقتهم، موضحةً إنّ المركز يستقبل كافة أنواع الإعاقات، ويمنحهم جلسات علاج طبيعي وتخاطب بالمجان مهما كانت الحالة سواء متلازمة داون أو شلل دماغي أو أيًا كان نوع الإعاقة بعد تقييمها بمساعدة عدد كبير من المتطوعين.

تقديم 2456 جلسة خلال عام

وذكرت أنّهم منذ بداية العام الجاري وحتى أول شهر أكتوبر المُنصرم قدموا نحو 2456 جلسة بالمجان لعدد 50 طفلًا، موضحةً إنّ الأعداد تتزايد العام تلو الآخر.

3 أسباب رئيسية للإعاقة بالقرى

وبيّنّت أنّ أسباب ولادة أطفال من ذوي الإعاقة في قرى مركز يوسف الصديق تحديدًا هي زواج الأقارب، وزواج القاصرات، والاعتماد في الولادة على القابلة «الداية» أو الممرضة التي ربما تتسبب في أخطاء أثناء الولادة مثل انقطاع الأكسجين عن الطفل لثوان فينتج عنها طفل مصاب بإعاقة.

وأردفت إنها حريصة على توعية أولياء الأمور وأهالي القرى من خلال تنظيم جلسات وندوات توعوية بأسباب الإعاقات لتجنبها، فضلًا عن توعيتهم بطرق التعامل الصحيحة مع أبنائهم من ذوي الهمم من خلال جلسات فردية وجماعية، وتنظيم يوم أنشطة للأطفال مع الأسر على فترات متقاربة.

حياة كريمة بدأت في تغيير شكل الحياة

وكشفت إنّ دخول المبادرة الرئاسية حياة كريمة في قرى مركز يوسف الصديق، ساهم كثيرًا في تغيير شكل الحياة سواء من خلال توفير الجهات الحكومية داخل مدينة يوسف الصديق وتفعيل العمل بها للتيسير على المواطنين، إلى جانب توفير البنية التحتية، وكل تلك المشروعات وفرت فرص عمل لأهالي القرى المجاورة أيضًا وحسنت من دخلهم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: محافظة الفيوم ذوي الهمم مركز سند علاج طبيعي بالمجان حياة كريمة مرکز یوسف الصدیق ذوی الهمم

إقرأ أيضاً:

تقدير..

جل أفعال الإنسان وممارساته، لا تخرج عن كونها تقييما يعكس تجربة شخصية، وهو ما يخضع لفهم تجربة «الخطأ والصواب» وهذه مسألة على درجة كبيرة من الخطورة، والسبب أن تجربتنا في شيء ما، كسبت نجاحا- ليس بالضرورة- في حالة إسقاطها في ممارسة أخرى أن تحظى بذات القدر من النجاح، والعكس صحيح أيضا، فخسارة تجربة ما في زمن مضى، ليس شرطا أن تتواصل خساراتها في تجربة حالية، وذلك لسبب بسيط، وهو اختلاف الظروف، وتنامي الخبرة، ودخول آخرين فاعلين في ذات المشهد، ويمكن القياس على ذلك في تجارب الزواج، والوظائف، والصداقات، والرحلات، والأنشطة التجارية بأنواعها، ولو أن تقديرات الأشياء توقفت على تجربة واحدة فقط، لتوقفت الحياة مع أو سقوط لتجربة ما، وكذلك لعلا صوت الناجحين في كل مشهد، وبالتالي تفقد الحياة تنويعات الخطأ والصواب، والظلام والنور، والحزن والفرح، والانتشاء والانكفاء، وللبست الحياة صورة واحدة، وهذا ما لا يمكن أن يحدث عمليا، فالحياة قائمة على تنويعات تحتمل النقيضين، هكذا خلقها الله سبحانه وتعالى، للعِظة، وأخذ الدروس، وتعديل الخيارات بين كل فترة وأخرى. وهذا في حد ذاته يوجد نوعًا من الحيوية في حياة الناس، ويجدد نشاطهم، ويوجد عندهم الكثير من الرؤى، والأفكار، والبحث الدائم عن الجديد، كما يرسخ في الذاكرة مفهومًا مهمًا مفاده أن هناك مساحة لخط الرجعة، وأن الأمل في الحياة غير منقطع. ولكن الإشكالية المتكررة في هذه الصورة هي: أننا وفق المساحة الممنوحة لنا للتقييم - وهي مساحة زمنية بالضرورة - قد نبالغ في تقدير الأشياء، والمواقف، والأحكام، وهذه المبالغة تذهب إلى بعدين: إما إعطاء الأمر أكثر مما يستحق، وإما إهمال الأمر أكثر مما ينبغي، وفي كلا التقييمين؛ هناك ضياع للحقيقة، وهذا الأمر ليس شرطا أن يحدث عندما ينفرد الفرد بقراره، فقد يكون ذلك وجهة نظر المجموع، سواء تحت تأثير سلطة معينة لا ترى إلا ما تراه يتفق مع مصالحها، أو سواء تحت تأثير عدم الإدراك لقلة الخبرة، وفي هذه الحالة تكون الإشكالية أكبر، وأكثر ضررا عنها في حالة الفرد؛ الذي إن غالبه التقدير يظل تأثر الضرر فيه في دائرة ضيقة، مع أن أية مساحة تتاح للفرد أو للمجموع لتقدير المواقف، وردات الفعل، تبقى مساحة نسبية، وغير مطلقة، يكيف الأفراد والمجموع هذه المساحة وفق الظروف الآنية التي يتطلبها الموقف، فإن كان هناك ضرورة لاتخاذ موقف حازم، فليكن، وإن انعدمت الضرورة يمكن أن تحل المهادنة لتفريغ مجموعة الشحنات السلبية المتراكمة للأحداث السابقة، فالخلاف الذي ينشب بين الأفراد في الأسر المتشابكة، تقع المواقف في حالة الشد والجذب المبالغ في تقديره، وهي المواقف المصحوبة بالـ «تشنج» وفي هذه الحالة يغالب التقدير الناضج، فيقع الجميع في مأزق السقوط، وهو ما يتسبب في جروح غائرة في النفوس، حيث تحتاج إلى فترة زمنية ليست يسيرة حتى تلتئم، وما ينطبق على مثال الأسرة، ينطبق على أي تجمع سواء تجمعا مؤسسيا، أو تجمعا عشوائيا لأمر ما، ولو مؤقتا كالرحلات الجماعية - مثلا- ونشوب خلاف على تقدير موقف معين لأمر ما.

يعكس التقدير - غالبا- خبرة حياة الفرد، وتجاربه، ومع ذلك فليس شرطا أن يكون تقديره صائبا بنسبة كبيرة تحقق نجاحا ما، وبالتالي عليه أن يعود إلى المجموع قبل اتخاذ القرار، بينما؛ ينبغي أن يعكس تقدير المجموع على نظام مؤسس، وحتى في التجمع العشوائي، وذلك للحد من الاجتهادات الشخصية، والتي غالبا ما تنتهي بخلافات يصعب جبرها في ذات الموقف؛ لأن اكتشاف الخطأ في الزمن الضائع لن يجدي نفعا، والعودة إلى المربع الأول يستلزم البحث عن موضوع جديد. 

مقالات مشابهة

  • «الطالب مش آلة».. مؤسس ائتلاف أولياء أمور مصر تعرب عن استيائها من بدء الدروس الخصوصية
  • مش عايزين إذن حد.. أحمد موسى: إحنا بنعمل محطة نووية لإنتاج الكهرباء
  • دراسات تجريبية مبتكرة بمركز السلطان قابوس لعلاج السرطان
  • 58 عملية قلب مفتوح وقسطرة علاجية بالمجان للأسر الأولى بالرعاية في الفيوم
  • تقدير..
  • دمياط .. الصحة تطلق قافلة طبية مجانية بقرية عتيبة
  • جلسة خاصة بين محمد يوسف وأحمد عبد القادر لحسم مصيره مع الأهلي
  • بعد صدمة المتفوقين في نتيجة الثانوية العامة..| أولياء امور مصر:عايزين نماذج الإجابة
  • فاطمة تگناوت تطمئن الجماهير بعد الإصابة: “أنا بخير وأتماثل للشفاء”
  • الوزير التهراوي يعطي انطلاقة خدمات 200 مركزا صحيا على مستوى 8 جهات