لجريدة عمان:
2025-07-27@00:37:00 GMT

تقدير..

تاريخ النشر: 25th, July 2025 GMT

جل أفعال الإنسان وممارساته، لا تخرج عن كونها تقييما يعكس تجربة شخصية، وهو ما يخضع لفهم تجربة «الخطأ والصواب» وهذه مسألة على درجة كبيرة من الخطورة، والسبب أن تجربتنا في شيء ما، كسبت نجاحا- ليس بالضرورة- في حالة إسقاطها في ممارسة أخرى أن تحظى بذات القدر من النجاح، والعكس صحيح أيضا، فخسارة تجربة ما في زمن مضى، ليس شرطا أن تتواصل خساراتها في تجربة حالية، وذلك لسبب بسيط، وهو اختلاف الظروف، وتنامي الخبرة، ودخول آخرين فاعلين في ذات المشهد، ويمكن القياس على ذلك في تجارب الزواج، والوظائف، والصداقات، والرحلات، والأنشطة التجارية بأنواعها، ولو أن تقديرات الأشياء توقفت على تجربة واحدة فقط، لتوقفت الحياة مع أو سقوط لتجربة ما، وكذلك لعلا صوت الناجحين في كل مشهد، وبالتالي تفقد الحياة تنويعات الخطأ والصواب، والظلام والنور، والحزن والفرح، والانتشاء والانكفاء، وللبست الحياة صورة واحدة، وهذا ما لا يمكن أن يحدث عمليا، فالحياة قائمة على تنويعات تحتمل النقيضين، هكذا خلقها الله سبحانه وتعالى، للعِظة، وأخذ الدروس، وتعديل الخيارات بين كل فترة وأخرى.

وهذا في حد ذاته يوجد نوعًا من الحيوية في حياة الناس، ويجدد نشاطهم، ويوجد عندهم الكثير من الرؤى، والأفكار، والبحث الدائم عن الجديد، كما يرسخ في الذاكرة مفهومًا مهمًا مفاده أن هناك مساحة لخط الرجعة، وأن الأمل في الحياة غير منقطع. ولكن الإشكالية المتكررة في هذه الصورة هي: أننا وفق المساحة الممنوحة لنا للتقييم - وهي مساحة زمنية بالضرورة - قد نبالغ في تقدير الأشياء، والمواقف، والأحكام، وهذه المبالغة تذهب إلى بعدين: إما إعطاء الأمر أكثر مما يستحق، وإما إهمال الأمر أكثر مما ينبغي، وفي كلا التقييمين؛ هناك ضياع للحقيقة، وهذا الأمر ليس شرطا أن يحدث عندما ينفرد الفرد بقراره، فقد يكون ذلك وجهة نظر المجموع، سواء تحت تأثير سلطة معينة لا ترى إلا ما تراه يتفق مع مصالحها، أو سواء تحت تأثير عدم الإدراك لقلة الخبرة، وفي هذه الحالة تكون الإشكالية أكبر، وأكثر ضررا عنها في حالة الفرد؛ الذي إن غالبه التقدير يظل تأثر الضرر فيه في دائرة ضيقة، مع أن أية مساحة تتاح للفرد أو للمجموع لتقدير المواقف، وردات الفعل، تبقى مساحة نسبية، وغير مطلقة، يكيف الأفراد والمجموع هذه المساحة وفق الظروف الآنية التي يتطلبها الموقف، فإن كان هناك ضرورة لاتخاذ موقف حازم، فليكن، وإن انعدمت الضرورة يمكن أن تحل المهادنة لتفريغ مجموعة الشحنات السلبية المتراكمة للأحداث السابقة، فالخلاف الذي ينشب بين الأفراد في الأسر المتشابكة، تقع المواقف في حالة الشد والجذب المبالغ في تقديره، وهي المواقف المصحوبة بالـ «تشنج» وفي هذه الحالة يغالب التقدير الناضج، فيقع الجميع في مأزق السقوط، وهو ما يتسبب في جروح غائرة في النفوس، حيث تحتاج إلى فترة زمنية ليست يسيرة حتى تلتئم، وما ينطبق على مثال الأسرة، ينطبق على أي تجمع سواء تجمعا مؤسسيا، أو تجمعا عشوائيا لأمر ما، ولو مؤقتا كالرحلات الجماعية - مثلا- ونشوب خلاف على تقدير موقف معين لأمر ما.

يعكس التقدير - غالبا- خبرة حياة الفرد، وتجاربه، ومع ذلك فليس شرطا أن يكون تقديره صائبا بنسبة كبيرة تحقق نجاحا ما، وبالتالي عليه أن يعود إلى المجموع قبل اتخاذ القرار، بينما؛ ينبغي أن يعكس تقدير المجموع على نظام مؤسس، وحتى في التجمع العشوائي، وذلك للحد من الاجتهادات الشخصية، والتي غالبا ما تنتهي بخلافات يصعب جبرها في ذات الموقف؛ لأن اكتشاف الخطأ في الزمن الضائع لن يجدي نفعا، والعودة إلى المربع الأول يستلزم البحث عن موضوع جديد. 

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

ضربات حاسمة للبناء المخالف في أرمنت

شنت الوحدة المحلية لمركز ومدينة أرمنت برئاسة العميد أحمد الهواري، حملة مكبرة لرصد مخالفات البناء على الأراضي الزراعية وأراضي أملاك الدولة وإيقافها في المهد، وذلك وفقًا لأحكام القانون رقم 119 لسنة 2008.

الأقصر .. افتتاح معرض أهلاً مدارس بمدينة الطودالأقصر .. مؤتمر جماهيري لحزب مستقبل وطن لدعم مرشحي مجلس الشيوخملصقات ورسائل توعية.. الأقصر تواصل الحملات في شوارع الطود ضد الإدمان

يأتى ذلك في ضوء توجيهات المهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر، بشأن تكثيف الحملات الميدانية للتصدي لمخالفات البناء،

وأسفرت الحملة عن رصد وإيقاف حالتين بناء مخالف في المهد بقرية الرزيقات، على إجمالي مساحة 250 مترًا، حيث تمثلت الحالة الأولى في شدة خشبية لصب سقف دور أول علوي دون ترخيص داخل الحيز العمراني على مساحة 100 متر مربع بعزبة عبد الله بالرزيقات قبلي، بينما كانت الحالة الثانية شدة خشبية لصب سقف دور أول علوي على مساحة 150 مترًا مربعًا خارج الحيز العمراني بعزبة الجروف بالرزيقات قبلي.

وقامت الوحدة المحلية بفك الشدات الخشبية بالكامل بمعرفة عمالها، مع اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المخالفين.

وفي سياق متصل، نفذت إدارة الإشغالات حملة لرفع جميع إشغالات الباعة الجائلين بمداخل القرى على الطريق السريع، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه المخالفين.

شارك في الحملة المهندس محمد إبراهيم نائب رئيس المركز، ورئيس قرية الرزيقات، ومدير المتابعة الميدانية، ورئيس قسم التنظيم بالقرية، ومدير الإشغالات، وذلك بالتنسيق مع العميد أحمد صبحي مأمور مركز شرطة أرمنت وقوة من المركز لتأمين الحملة.

طباعة شارك الاقصر محافظ الاقصر اخبار الاقصر

مقالات مشابهة

  • فتح باب التقديم الإلكتروني للالتحاق بكليات جامعة بنها الأهلية
  • مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرّم النجم أحمد رزق في دورته الـ41 تقديرًا لمسيرته الفنية
  • ضربات حاسمة للبناء المخالف في أرمنت
  • صحفي: الموقف المصري ثابت منذ 7 أكتوبر
  • عاش نجما ومات محاربا للسرطان.. محطات في حياة فاروق الفيشاوي الذي خلد اسمه بإرث لا ينسى
  • رئيس جامعة زويل: استخسار المجموع في بعض التخصصات تفكير عقيم
  • المرور يضبط 2275 مركبة في مواقف مخصصة لذوي الإعاقة
  • فن إدارة الحياة .. تجربة رائدة بوزارة الشباب والرياضة فى بناء الإنسان المصري
  • جامعة البترا تكرّم خريجها أنس الدميسي تقديرًا لإنجازاته في الحياة العامة والمهنية