الزُبيدي: استعادة الدولة خيارنا الوحيد ولا تراجع عنه
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
(عدن الغد)خاص:
أكد اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، ثبات المجلس على موقفه السياسي والمتمثل في استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة، وهو موقف ثابت ودائم، ولن يحيد أو يتراجع عنه.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في الاجتماع المُوسع الذي نظمته الأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي، للقيادات المحلية للمجلس في العاصمة عدن، ومديرياتها ومنسقيات المجلس في جامعة عدن وكلياتها، حيث استعرض الزُبيدي في إطار كلمته آخر التطورات السياسية المرتبطة بالعملية السياسية، وخارطة الطريق المُقدمة من قبل المبعوث الأممي السيد هانس جروندبيرج، بالإضافة إلى آخر التطورات ذات الصلة بتصعيد مليشيا الحوثي في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن.
وأشار الزُبيدي في سياق كلمته، خلال الاجتماع الذي حضره أعضاء هيئة رئاسة المجلس الأستاذ فضل الجعدي الأمين العام للأمانة العامة الرئاسة، واللواء كمال همشري مدير مكتب رئيس المجلس، ومؤمن السقاف، إلى أن ملف قضية شعب الجنوب سياسيا وصل إلى مرحلة متقدمة على الصعيدين الإقليمي والدولي، وبات الجميع على اقتناع تام بأن لا سلام يمكن أن يتم أو يستمر في هذه المنطقة من العالم إلا بحل قضية الجنوب حلاً عادلاً وبما يُلبي تطلعات شعبه.
وجدد الزُبيدي التأكيد على أن قضية شعب الجنوب هي القضية المحورية الأولى في العملية السياسية القادمة، ومرتكز رئيسي لجهود إنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن والمنطقة، منوها بأنها لم تكن لتصل إلى هذه المرحلة المتقدمة على طاولة صنع القرار الإقليمي والعالمي، إلا بفضل الله سبحانه وتعالى أولا، وثبات شعبنا وقواته المُسلحة على الأرض.
وأضاف الزُبيدي قائلًا:"موقفنا السياسي موقف ثابت ولن نحيد عنه، ولا تراجع عن أهداف شعبنا، وخيار استعادة الدولة هو خيارنا الوحيد، إما النصر أو الشهادة".
وخاطب الزُبيدي الحاضرين بالقول:"نمرُّ اليوم بمرحلة مفصلية تتطلب منا تكثيف جهودنا، والاضطلاع بمسؤوليتنا، والعمل بروح الفريق الواحد بين أوساط الجماهير وطمأنتهم بأن حقوقنا، وأرضنا وكرامتنا سننتزعها انتزاعا، ودولتنا وعاصمتها عدن سنستعيدها طال الزمن أو قصر".
وبشأن التصعيد الحوثي وتهديده لخطوط الملاحة البحرية الدولية، جدد الزُبيدي التأكيد على أن "قواتنا المُسلحة ستكون شريكة فاعلة في أي جهد أو تحالف دولي لحماية خطوط الملاحة الدولية، بل إنها هي المعنية الأولى بحماية هذه المنطقة المهمة من العالم، التي تمثل أمنا قوميا لبلادنا والإقليم والعالم أجمع، وهو موقف دائم وثابت فلا مساومة فيه، أو مزايدة عليه".
وفي الشأن التنظيمي، جدد الزُبيدي دعوته للقيادات المحلية للمجلس، لتكثيف الجهود خلال المرحلة القادمة، والتماسك وتنسيق وتكامل العمل مع السلطات المحلية واللجان المجتمعية على مستوى المحافظة أو المديريات لتجاوز أي صعوبات أو تحديات.
وشدد الزُبيدي أيضا على ضرورة الانفتاح على جميع أبناء الجنوب بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم والابتعاد عن كل ما شأنه أن يفرق الصف ويشتت اللحمة الجنوبية الواحدة، والاستعانة بكل الكفاءات والخبرات، وإفساح المجال للشباب وكل المبدعين، ليكون الجميع شركاء في إعادة العاصمة عدن لدورها وريادتها في المجالات كافة، متمنيا للجميع التوفيق والسداد في مهامهم الوطنية القادمة.
المصدر: عدن الغد
كلمات دلالية: الز بیدی
إقرأ أيضاً:
"الناجي الوحيد".. لقب "بتول" الذي جردها الفقد معانيه
غزة - خاص صفا
"ناجية وحيدة"، لكن صدمة فقد عائلتها قبل نحو شهر، في وقت وضعت فيه حرب غزة أوزارها، جردتها من معاني الكلمة، وتعيش أوضاعًا صعبة، تتمنى فيها "اللحاق بهم.
الفتاة بتول أبو شاويش "20 عاما"، واحدة من آلاف الناجين الوحيدين لأسرة كاملة ارتقت بحرب غزة، لكنها تُسقى أضعافًا من كأس الفقد، لكونها استبعدته يومًا.
"أنا لستُ ناجية، أنا وحيدة وتمنيتُ لو أني ذهبتُ معهم"، تقول بتول لوكالة "صفا".
وتضيف "استشهدت أمي وأبي وإخوتي في قصف بجانب بيتنا في أبراج عين جالوت قبل شهر، وكنت معهم في نفس البيت".
ولكن دقيقة بين مغادرة "بتول" غرفة إخوتها نحو غرفتها، كانت فاصلًا بينها وبينهم، بين حياتها ومماتهم، رغم أن أنقاض البيت وقعت عليها هي أيضًا.
وتصف تلك اللحظات "كنت بجانب محمد وجميعنا بغرفة واحدة، ذهبت لأبدل ملابسي، وفي لحظة وجدت نفسي تحت الأنقاض".
ما بعد الصدمة
وانتشلت طواقم الدفاع المدني "بتول" من تحت جدارين، مصابة بذراعيها، وحينما استفاقت داخل المستشفى، وجدت عمها بجانبها.
سألت بتول عمها عن والديها وإخوتها، وعند كل اسم كان جوابه "إنا لله وإنا إليه راجعون".
لم تتمالك نفسها وهي تروي اللحظة "لم أستوعب ما كان يقوله عمي، لقد فقدتُ أهلي، راحت أمي رغم أنني كنت أدعوا دومًا أمامها أن يكون يومي قبل يومها".
"بتول" تعيش أوضاعًا نفسية صعبة منذ فقدت أسرتها، ويحاول عمها "رفعت"، أن يخفف عنها وطأة الفقد والصدمة.
"لحظات لم تكتمل"
يقول رفعت "40 عاما"، لوكالة "صفا"، إنها "ليست بخير، لا تعيش كأنها نجت، ولا تتوقف عن التساؤل لماذا لم تذهب معهم".
ويضيف "هي تؤمن بالأقدار، لكن أن يفقد الإنسان أهله وفي وقت هدنة، يعني مفروض أنه لا حرب، والقلوب اطمأنّت، فهذا صعب خاصة على فتاة بعمرها".
وسرق الاحتلال لحظات جميلة كثيرة من حياة "بتول"، لم تكتمل، كحفلة نجاح شقيقها "محمد" في الثانوية العامة.
يقول عمها "بتول بكر أهلها، وهي تدرس في جامعة الأزهر، رغم كل الظروف، وقبل استشهاد أخي وعائلته، احتفلوا بنجاح محمد، وكانوا ينوون تسجيله معها في الجامعة".
ومستدركًا بألم "لكن كل شيء راح، وبقيت بتول وحيدة تحاول أن تنهض من جديد، لكن ليس بعد".
ولم تقدر "بتول" على وداع أهلها من شدة صدمتها، وحينما وضعوها بين خمسة جثامين، تحدثت إليهم، سألتهم لما "رحلتم وتركتموني"، وما قبلت إلا جبين شقيقتها الصغيرة، أما أمها "فعجزت عن الاقتراب منها"، تردد بتول وهي تهتز من استحضار المشهد.
ويوجد في غزة 12,917 ناجيًا وحيدًا، تبقوا من أصل 6,020 أسرة أبيدت، خلال حرب الاحتلال على غزة على مدار عامين، فيما مسح الاحتلال 2700 أسرة من السجل المدني بكامل أفرادها، البالغ عددهم 8,574 شهيداً.