صادر القضاء السويسري، ثلاثة عروش أثرية يمنية، جرى تهريبها إلى جنيف بسويسرا، في ظل توسع وانتشار عصابات متخصصة بتهريب الآثار اليمنية في الخارج.

 

وقال الباحث المتخصص في الآثار اليمنية عبدالله محسن في منشور له على منصة فيسبوم، إن ثلاثة عروش أثرية اختفت من محافظة الجوف، مشيرا إلى أنه كتب عنها مراراً محاولا تتبع خطوط تهريبها.

 

 

وأضاف بأنه تلقي مطلع الأسبوع السابق اتصالاً من صديق يقدم خدمات بحثية بشكل رسمي لجهات شرطية وقضائية مختصة بجرائم الآثار في أوروبا، أبلغه بمصادرة القضاء السويسري (جنيف) للعرشين الأثريين الذين نشر عنهما.

 

وأشار إلى أن التحقيقات مستمرة في مكتب المدعي العام، وأن العرشان من مقتنيات هشام وعلي أبو طعام المالكين لشركة فينيكس للفن القديم الشهيرة والتي تلاحقها الاتهامات بالاتجار بالآثار العراقية والمصرية وغيرها، لافتا إلى أنه حاول التحقق من التفاصيل من مصادر أخرى.

 

وأكد بوجود صعوبة بمعرفة "مصير العرش الثالث هل هو من ضمن الآثار المصادرة أم أنه من المقتنيات المخفية في اليمن أو الخارج"، موضحا أن السبب في صعوبة معرفة ذلك يعود لعدم وجود صفة رسمية للتخاطب مع تلك الجهات.

 

وبين "محسن" أنه ولضرورة استعادة العروش الثلاثة، استدعى كتابة هذا التوضيح "المقال" لحشد جهود ‏‏‏البعثة الدائمة اليمنية لليونسكو ووزارة الخارجية والثقافة ومكتب النائب العام في هذا الملف الهام من آثار اليمن.

 

وقال محسن، بأن العرش الأول هو "عرش الملك (لبأن يدع بن يدع أب) ، ومصدر العرش (نشّان) مدينة السوداء في محافظة الجوف، وبحسب مدونة النقوش "العرش مصنوع من كرسي ضخم ذو ظهر مرتفع. ويزين الظهر سلسلة من الوعول موضوعة على شكل مرآة، اثنتان لكل جانب؛ وتقف الحيوانات المصممة على أقواس بارزة، ولها قرون كبيرة منحنية، وآذان طويلة، ولحى مستطيلة، وأرجل وحوافر مميزة. في الجزء العلوي، تم تأطير الجزء الخلفي بسلسلة مزدوجة من الأخاديد الأفقية والبروزات المربعة (17 للسلسلة العلوية، و15 للسلسلة السفلية)".

 

وأضاف بأن العرش الأول يعرف في المراجع بالاسم (جاربيني - فرانكافيجليا 1)، ومكتوب عليه بالمسند (لبأن يدع بن يدع أب) ، مع حروف مونوجرام في اليسار، تشكل كلمة (لبأن) وهو الاسم الأول للملك، وفي اليمين حرف (ب) بالمسند بنفس حجم المونوجرام، والباء رمز سلالة ملوك نشأ. ويبلغ ارتفاع العرش 1.24 متر، وعرضه 63 سم، وعمقه نصف متر.

 

وعن العرش الثاني (المكسور) فقال محسن بأنه "عرش الملك (ملك وقه ريد بن عم علي)، ومصدر العرش (نشّان) مدينة السوداء في محافظة الجوف، وبحسب مدونة النقوش " العرش مصنوع من كرسي ضخم ذو ظهر مرتفع، مكسور إلى جزأين. ويزين الظهر سلسلة من الوعول موضوعة على شكل مرآة، اثنتان لكل جانب؛ وتقف الحيوانات المصممة على أقواس بارزة، ولها قرون كبيرة منحنية، وآذان طويلة، ولحى مستطيلة، وأرجل وحوافر مميزة. في الجزء العلوي، تم تأطير الجزء الخلفي بسلسلة مزدوجة من الأخاديد الأفقية والأسنان (البروزات) المربعة (17 للسلسلة العلوية، و15 للسلسلة السفلية). مع وجود تجويف مربع (10في10)".

 

وأوضح أن العرش يُعرف في المراجع بالاسم (جاربيني-فرانكافيجليا 2). ومكتوب عليه بالمسند (ملك وقه ريد بن عم علي) ، مع حروف مونوجرام في اليسار، تشكل الاسم المركب (ملك وقه) وهو الاسم الأول للملك ، وفي اليمين حرف (ب) بالمسند ، والباء رمز سلالة ملوك نشأ. ويبلغ ارتفاع العرش 1.24 متر، وعرضه 63 سم ، وعمقه نصف متر.

 

وعن العرش الثالث فأوضح الباحث محسن أنه "عرش الملك (عم وتر يسرن لبو بن عم علي)، شقيق الملك وقه ريد بن عم علي"، مشيرا إلى أن البعض يرى "أنه ليس من المحتمل أن يكون عم وتر يسرن ملكاً مستدركا أن وجود العرش يؤكد أنه "كان ملكاً وربما كان وصياً على أخيه".

 

وأفاد محسن أن "مصدر العرش (نشّان) مدينة السوداء في محافظة الجوف" ، وأنه "ربما تعرض العرش للكسر، ولم يتمكن من الحصول على صورة له، وبحسب مدونة النقوش فإن المعروف عنه  "جزء من الجزء الخلفي العالي من العرش مع وعلين قائمين ونقش من سطرين".

 

وقال بأن العرش يُعرف في المراجع بالاسم (جاربيني-فرانكافيجليا 3). ومكتوب عليه بالمسند (عم وتر يسرن لبو بن عم علي سحدث).

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: سويسرا اليمن آثار تهريب الحرب في اليمن محافظة الجوف إلى أن

إقرأ أيضاً:

قرية القناطر .. حارة أثرية تنبض بالتاريخ وتنتظر التطوير

تُعد حارة القناطر في ولاية إبراء رمزًا للتاريخ والثقافة العمانية، حيث تتألق بمبانيها الأثرية والتاريخية الفريدة، وتقع هذه الحارة في منطقة مركزية، وتضم بيوتًا فخمة البناء وبتصاميم بديعة، ويُعتقد أن القناطر كانت من أوائل مناطق النشأة البشرية، حيث شهدت حياة بشرية تعود إلى الألف الثالثة قبل الميلاد، وتحتوي الحارة على عدة أحياء متجاورة، لكل منها اسمها ومرافقها الخاصة، مثل كشام ومطرح والمقطورة والصفح والدغشة والحشرية، وتُشير هذه الأسماء إلى ارتباطها بالمكان والأحداث التي شهدتها على مر العصور، أما سبب تسميتها بالقناطر، فيعود إلى كثرة القناطر الموجودة عند مدخل كل زقاق وسكة.

بناء وتاريخ القرية

القناطر منطقة محصنة بسلسلة جبلية تعتليها السواقي والأفلاج، أبرزها فلج «بو منخرين» الذي جاءت تسميته بدلالة المنخرين اللذين يلتقيان في ساقية واحدة ذات مياه دفاقة تسقي البساتين والنخيل، إذ شُقت فيها الأفلاج منذ بنائها الذي يُعد ذو ارتباط وثيق بالوديان والجبال، أما عن طريق الحارة، فهو يقسمها بين دروازتين وطرق فرعية توصل مجموعة من البيوت المتجاورة متناسقة الهندسة، وبحسب التنقيبات الأثرية والدراسات، فقد تم اكتشاف مصاهر لمعادن النحاس ووجود مستوطنات من العصر الحديدي، كما تم اكتشاف أن حارة القناطر من أقدم الأماكن للاستيطان البشري، وذلك حسب التنقيبات الأثرية التي قامت بها بعثة ألمانية في سبعينيات القرن الماضي.

سوق وجامع القناطر

سوق القناطر من الأسواق القديمة في سلطنة عمان، يأتي على المدخل الجنوبي لحارة القناطر، وهو السوق الرئيسي لولاية إبراء وملتقى النشاط التجاري والتجار من مختلف الأقطار حتى عام 1983م بعد إنشاء سوق إبراء الحالي، ويضم السوق 22 دكانًا مبنية من العريش وتُعد وقفًا للجامع، ويعتليه حصن دفاعي في أعلى السوق، وقد تم تجديد السوق في عهد اليعاربة في القرن الحادي عشر الهجري والسابع عشر الميلادي، حسب ما أشارت إليه النصوص الأثرية والنقوشات، وقد أحيا سكان وأهالي حارة القناطر اللقاء في السوق، حيث يُقام على أطلال السوق عصر كل جمعة «قعد فلج بو منخرين»، كما تُقام فيه حركة بيع وشراء على فترات متقطعة بغية تنشيط حركة البيع والشراء.

أما عن جامع القناطر، فله دور تاريخي وعلمي عظيم وأوقاف كثيرة حتى بداية سبعينيات القرن العشرين، وتشير النقوش الموجودة على محراب الجامع إلى أنه قد تم بناؤه عام 177 هجريًا، وبعض النصوص وكتب الفقه تشير إلى أنه وُجد قبل ذلك وأُعيد بناؤه وتجديده من أوقافه في عهد الإمام سلطان بن سيف اليعربي، ويقابله في المكانة مسجد القبلين، شعار ولاية إبراء، الذي يُعد أيضًا من أقدم مساجد عُمان.

أحياء قرية القناطر

وفي الوقت الحالي، يسعى المواطنون من أصحاب الشأن والقرار إلى إحياء حارة القناطر، وذلك باحتضانها للفعاليات والمناشط المختلفة مثل عيود العيد والمحاضرات والهبطات، ويجدر الذكر استضافة المؤتمر الصحفي لنهائي كأس جلالة السلطان لكرة القدم في فبراير الماضي.

واستثمر فيها سالم بن حمود الحارثي مشروعه «قهوة الصفح»، ويقول: بداية مشروع قهوة الصفح جاءت من فكرة ذاتية لإبراز السوق التاريخي بالقناطر، لما يحمله من كثير من التفاصيل والذكريات، والذي تحيط به المزارع والشواهد التاريخية، وإبراز الحارة بأكملها، ولازدهار ولاية إبراء اقتصاديًا في ذلك الوقت، ووجود التبادل الثقافي والتجاري مع مختلف السكان المحليين والسياح والزوار.

ويستكمل الحارثي حديثه بقوله: فكرة المشروع جاءت بهدف إحياء المكان، إذ إنها لم تكن فكرة وليدة اللحظة، فلطالما كانت هاجسًا يرافق كل من عاش وترعرع في هذه البقعة، ويأتي هذا المشروع المتواضع كبارقة أمل للفت النظر نحو حارة القناطر وجعلها محطة جذب للزوار والسياح المهتمين بالتراث والتاريخ الأثري، وإبراز الجوانب الثقافية والتاريخية والاجتماعية لحارة القناطر قبل الجانب التجاري.

ويضيف: اختياري لقرية القناطر كان اختيارًا مدروسًا وموفقًا، حيث إن هذا المكان يضم بين جنباته الكثير من الذكريات والقصص والحكايات التي ظهرت فيها أصالة وعراقة الإنسان العماني وسطّر ملحمة خلدها الزمن لتحكي القصص من الصبر والكفاح، وذلك من خلال توظيف المعالم في مشاريع حديثة، بدءًا من اسم المشروع (قهوة الصفح) الدال على إحدى حارات قرية القناطر، والشعار الخاص بالمشروع، والعديد من الخامات البيئية المحيطة المستخدمة في تصميم وترتيب المكان.

من جانبه، قال سعادة عبدالله بن حمد الحارثي، عضو مجلس الشورى ممثل ولاية إبراء ورئيس لجنة الإعلام والسياحة والثقافة بمجلس الشورى: بطبيعة الحال، قرية القناطر والسوق القديم وقرية المنزفة والحارات المرتبطة بقرية القناطر جميعها يمكن استغلالها لكي تكون نزلًا أو مقاهي، وبالإمكان أيضًا استغلالها استغلالًا سياحيًا لتجذب الزوار ليس على مستوى سلطنة عُمان فحسب، بل من كافة بلدان العالم، وعلى غرار ما رأيناه في منطقة العقر بولاية نزوى أو في قرى ولاية الحمراء بمحافظة الداخلية، الكثير من الأمور التي تم السعي في بنائها وتشييدها وترميمها لتكون حاضرة للسائح بثوب قشيب، وتذكر السائح والزائر بالماضي التليد، ويربط هذا الحاضر بذاك الماضي، لذلك، وحسب تصريحات مكتب محافظ شمال الشرقية، يُعمل في الوقت الحالي على تأسيس شركات على مستوى الولايات في هذا الجانب، مما سيعزز دور هذه المناطق التاريخية، وهذه الحارات والقرى الأثرية للاستفادة منها سياحيًا واستغلالها بعائد اقتصادي محلي، وستُطرح كأسهم تستطيع فيها الشركة المساهمة الاستثمار والرقي بهذه الأماكن، ولا يخفى أن هناك جهودًا خلال هذه الفترة على المستويين الفردي والجماعي لتذليل هذه الجوانب والبحث عن آليات للمضي قدمًا في استغلال المناطق الأثرية بولاية إبراء، ووجود الحارات والقرى الأثرية هو فرصة ذهبية للمواطن والحكومة أيضًا من خلال استغلالها سياحيًا وتعميرها، وهي فرصة كذلك لتوفير فرص وظيفية وقنوات عمل للباحثين عن عمل.

مقالات مشابهة

  • رفض أممي لموقف إسرائيل من مساعدات غزة ومناشدة فلسطينية للتحرك
  • قطعة أثرية نادرة من مملكة سبأ تُعرض في مزاد بلندن مطلع يونيو 2025
  • قرية القناطر .. حارة أثرية تنبض بالتاريخ وتنتظر التطوير
  • باحث: الأزهر عاد للشارع بعد 2011 ونجح في صدّ اختراقات السلفيين والإخوان
  • باحث يكشف عن بيع قطعة أثرية يمنية بمزاد عالمي في لندن مطلع يونيو المقبل
  • 9 أشياء تستقطب زوار نورستان المشهورة بـ سويسرا أفغانستان
  • تعرف على مستجدات التحقيق مع 3 متهمين بتزوير المستندات الرسمية
  • الصرخة التي تدك عروش الطغاة
  • تفاصيل التحقيق مع متهم بتزوير الأختام والمحررات الرسمية للنصب على المواطنين
  • الصرخة تدك عروش الظالمين