تيك توك يكافح بسبب غزة.. و”زرّ اللغة” يختفي!
تاريخ النشر: 22nd, December 2023 GMT
نقلنا لكم – بتجــرد: منذ تفجر الصراع في قطاع غزة واجه تيك توك سيلاً من الاتهامات بعد حذف مقاطع عديدة تتعلق بالتصعيد في القطاع بحجة انتهاك قواعد النشر الخاصة بالتطبيق.
ويبدو أن القائمين على التطبيق يواجهون صعوبة أكبر الآن تتعلق بتقييم المحتوى المتداول بكثافة خصوصاً بعد إزالة أداة داخلية كانت مخصصة للإبلاغ عن مقاطع الفيديو المنشورة بلغات أجنبية.
وثائق تكشف
فإزالة هذه الأداة يعني عدم قدرة القائمين على إدارة تيك توك في أوروبا من تحديد أي محتوى بلغة أجنبية قد يخالف قواعد النشر، وعلى سبيل المثال تلك المقاطع المنشورة باللغتين العربية والعبرية، والتي قد تظهر بشكل متكرر للمستخدمين، وفق صحيفة “غارديان” البريطانية
في حين أن المشرفين الذين تم تعيينهم من تيك توك للعمل باللغة الإنجليزية كان لديهم إمكانية الوصول إلى زر يدعى “ليس لغتي”، أو “لغة أجنبية” والذي يذّكر أن مقطع فيديو ما أو منشور معين لم يكن بلغتهم.
فقد أظهرت بعض الوثائق الداخلية لتيك توك أن الزر كان يرسل المحتوى بمجرد النقر عليه إلى مشرفين آخرين يفهمون اللغة التي نشر بها، حيث لم يتمكن المشرفون في المرحلة الأولى من تطبيق أي سياسات عليه لعدم فهمهم اللغة التي نشر بها.
اختفاء الزر دون تفسير
مع ذلك، قبل حوالي ستة إلى تسعة أشهر، تمت إزالة الزر دون أي تفسير يذكر، وفقاً لمصدر في تيك توك.
ما يعني أن المشرفين كان عليهم في كثير من الأحيان الاعتماد فقط على ما يرونه لأنهم لا يستطيعون فهم الكلمات التي يسمعونها، وفي هذه الحالات لا يمكن لهم تطبيق سياسات النشر.
إلى ذلك، بينت المعلومات أنه حين أثار المشرفون هذه المخاوف، كانت النصيحة المقدمة لهم هي وضع الكلمات من خلال ترجمة غوغل إن أمكن، ما يستغرق وقتاً طويلاً.
تأتي مزاعم اختفاء زر اللغة فيما يستعد “تيك توك” لإطلاق عدد من المبادرات لمعالجة الشكاوى حول تغطية الصراع الإسرائيلي في غزة على منصتها حيث شهد المشرفون الذي تم توظيفهم في اللغة الإنجليزية خلال الأشهر الماضية زيادة في عدد مقاطع الفيديو المتعلقة بإسرائيل وغزة، باللغتين العربية والعبرية.
main 2023-12-22 Bitajarodالمصدر: بتجرد
كلمات دلالية: تیک توک
إقرأ أيضاً:
ديزني وOpenAI.. تحالف غير متوقع يعيد رسم مستقبل الذكاء الاصطناعي
في خطوة وُصفت بأنها مفاجِئة بكل المقاييس، أعلنت شركتا ديزني وOpenAI صباح اليوم عن اتفاقية ترخيص تمتد لثلاث سنوات، تسمح بموجبها لمنصتي ChatGPT وSora ابتداءً من عام 2026 بإنشاء صور ومقاطع فيديو تتضمن حقوق ملكية فكرية تعود لشركة ديزني، بما في ذلك أكثر من 200 شخصية أيقونية من عوالم Star Wars وMarvel وPixar وغيرها من العلامات التجارية الأكثر شهرة وتأثيرًا في العالم.
هذا التعاون لا يلفت الأنظار فقط بسبب حجمه، بل لأنه يجمع بين طرفين لطالما بدت مواقفهما متباعدة، إن لم تكن متصادمة، فيما يتعلق بحقوق النشر والملكية الفكرية. فـ OpenAI أقرت سابقًا، وبشكل صريح، بأن تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي المتقدمة لا يمكن أن يتم دون الاعتماد على مواد محمية بحقوق النشر، وهو اعتراف أثار جدلًا واسعًا داخل الأوساط الإبداعية. بل إن الشركة، قبل إطلاق أداة Sora، كانت قد أوصت استوديوهات الإنتاج ووكالات المواهب برفض استخدام أعمالها داخل المنصة، قبل أن تتراجع لاحقًا عن هذا الموقف.
في الجهة المقابلة، تقف ديزني باعتبارها واحدة من أكثر الشركات تشددًا في الدفاع عن حقوق الملكية الفكرية. تاريخ ديزني مع قوانين حقوق النشر في الولايات المتحدة طويل ومؤثر، إلى حد أن اسمها ارتبط مباشرة بقانون سوني بونو لتمديد مدة حقوق النشر، المعروف شعبيًا باسم “قانون حماية ميكي ماوس”، والذي أوقف فعليًا توسع نطاق الملكية العامة لعقود. ولم تنتهِ حقوق النشر الخاصة بأحد أقدم أعمالها، فيلم Steamboat Willie، إلا بعد مرور 95 عامًا على إنتاجه.
من هنا، يبدو الاتفاق بين الطرفين أشبه بزواج مصلحة مدروس أكثر منه تقاربًا فكريًا. فظاهريًا، قد لا تبدو OpenAI المستفيد الأكبر من الصفقة. صحيح أن الاتفاق يمنحها شرعية غير مسبوقة في مجال الفيديو المُولّد بالذكاء الاصطناعي، خاصة مع عرض مختارات من إنتاج Sora عبر منصة Disney+، إلا أن التحكم النهائي في ما يُعرض يبقى بيد ديزني. كما أن إدخال شخصيات ديزني إلى ChatGPT وSora يعني أعباء مالية إضافية على OpenAI، تشمل رسوم الترخيص إلى جانب التكاليف التشغيلية المرتفعة أصلًا.
أما استثمار ديزني، الذي قُدّر بنحو مليار دولار في OpenAI، فلا يُعد رقمًا ضخمًا بمقاييس شركات التكنولوجيا العملاقة أو حتى بمقاييس ديزني نفسها، خاصة إذا ما قورن بحجم الاستثمارات الهائلة التي تضخها شركات الذكاء الاصطناعي في البنية التحتية. لكن الأهم من القيمة المالية هو ما تحمله الصفقة من نفوذ وتأثير استراتيجي.
ديزني، بقيادة بوب إيجر، لا تتحرك بعشوائية. فالمشهد السياسي والتنظيمي في الولايات المتحدة يشهد تحولات متسارعة، لا سيما مع اقتراب توقيع أمر تنفيذي جديد من الرئيس دونالد ترامب يركّز على تقليص تنظيم الذكاء الاصطناعي على مستوى الولايات. وتشير تسريبات إلى نية الإدارة الفيدرالية الطعن في قوانين محلية لتنظيم الذكاء الاصطناعي، لصالح إطار رقابي أكثر تساهلًا.
في هذا السياق، يبدو أن ديزني لا ترغب في الرهان فقط على القوانين، بل تسعى إلى تأمين موقع متقدم داخل منظومة الذكاء الاصطناعي نفسها. فبحسب تقارير متداولة، تمنح الاتفاقية ديزني قدرًا كبيرًا من السيطرة على كيفية استخدام شخصياتها وأعمالها داخل منصات OpenAI، من خلال لجنة توجيهية مشتركة تشرف على المحتوى الذي ينشئه المستخدمون.
وهنا تكمن النقطة الأهم: هذه الصفقة لا تُضفي الشرعية على محتوى الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تمنح ديزني صوتًا مؤثرًا في تحديد قواعد اللعبة مستقبلًا. ففي وقت أصبحت فيه OpenAI لاعبًا واحدًا وسط منافسة شرسة، ولم تحقق أرباحًا بعد، تدرك ديزني أن الشراكة مع جهة واحدة قادرة على تحويل نفوذها الثقافي إلى نفوذ تقني.
وكما حدث سابقًا مع المؤسسات الصحفية الكبرى التي فضّلت توقيع اتفاقيات ترخيص مع منصات الذكاء الاصطناعي بدل انتظار أحكام المحاكم، يبدو أن ديزني تسير في الاتجاه نفسه، ولكن على نطاق أوسع وأكثر تأثيرًا. إنها لا تحمي محتواها فقط، بل تُعيد تعريف كيفية استخدامه في عصر الذكاء الاصطناعي، وربما تضمن لنفسها أفضل الشروط قبل أن تبدأ الموجة التالية من الصراع على ترخيص المحتوى السمعي والبصري عالميًا.